أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نعرف النفس؟















المزيد.....

كيف نعرف النفس؟


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 11:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:.........

قال الامام علي:( من عرف نفسه فقد عرف ربه )- ونسب هذا الحديث الى النبي ايضا.

أقول: الصحيح ان يقول: من عرف ربه فقد عرف نفسه.. والشاهد على ذلك ان جميع الفلاسفة والمفكرين وعلماء النفس وعلماء الدين لم يعرفوا ربهم من خلال معرفة نفوسهم رغم البحوث والدراسات الكثيرة في مجال معرفة النفس, فالكثيرمنهم ممن عرفوا النفس ومع ذلك لم يعرفوا الرب وبقوا ملحدين او لادينيين, والاشخاص الذين عرفوا الله كالعرفاء لم يبدأوا معرفتهم هذه من معرفة نفوسهم بل العكس صحيح, اي انهم عرفوا الله اولا ثم عرفوا نفوسهم كما ورد في دعائهم:( اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك, اللهم عرفني رسولك فانك ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك, اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني), وقد نسب رواة الشيعة هذا الدعاء الى ائمتهم كما هي عادتهم والحال ان الامام اذا كان هو الحجة فلا معنى لأن يطلب من الله ان يعرفه حجته,.. ومعنى الرسول في هذا الدعاء هو الرسول الباطني وهو الوجدان,لان العرفاء المسلمين يعرفون الرسول الظاهري وهو النبي محمد فلا معنى لأن يطلبوا من الله معرفته, ومن ذلك يتبين معنى الحجة في هذا الدعاء وهي الدليل من العقل والوجدان لسلوك الطريق الى الله, فبعد ان يتعرف الانسان على الله معرفة قلبية, يتعرف على رسوله في اعماق النفس والذي يمثل نفسه الحقيقية ووجدانه, ثم يتعرف على الدليل والحجة في سلوك طريق الحق والمعرفة..
على اية حال لابأس بالاشارة لبعض المقولات في معرفة النفس وهو موضوع هذه المقالة:

_ ذهب قدماء الفلاسفة كافلاطون وارسطو وتبعهم على ذلك الفلاسفة المسلمون كابن سينا وصدر المتألهين الى تقسيم النفس الى ثلاثة اقسام: نفس نباتية وحيوانية وانسانية, ولكل واحدة منها صفات خاصة وقد اجتمعت كلها في الانسان,فالجنين يتمتع بنفس نباتية ومن صفاتها النمو والتغذية,اي القوة الشهوية فقط, وبعد ان يولد تكون له نفس حيوانية, ومن صفاتها- اضافة الى النمو والتغذية- الحركة والشعور والدفاع,وهي القوة الغضبية في الحيوان, وبعد ان ينمو ويكبر تبدا النفس البشرية بالظهور فتكون له القوة العاقلة مضافا الى قوتي الشهوة والغضب.

_ وذهب علماء النفس في مدرسة التحليل النفسي الى ان النفس تتكون من ثلاثة محاور: الهو, والانا, والانا الاعلى, فالهو يقصد بها الغرائز التي تطلب من صاحبها اشباعها وبخاصة الغريزة الجنسية, ولكن الانا الاعلى والذي يتكون من ثقافة المحيط الاجتماعي والقيم الاخلاقية يرفض اشباع الغريزة الا وفق العرف والمجتمع, هنا يأتي دور الانا في ايجاد مخرج من هذا التعارض وتقوم احيانا بارسال طلبات الغريزة الى عالم اللاشعور فيحدث مايسميه فرويد بالكبت..وتفصيل ذلك في محله.

_اما الاسلام فيظهر من النصوص القرآنية وجود عدة انواع للنفس في الانسان, فهناك النفس الامارة التي تدفع صاحبها في طريق الشر, ونفس لوامة وهي الضمير الذي يلوم الانسان في حالات المخالفة, ونفس ملهمة ونفس مطمئنة, وهي آخر مرتبة تصل اليها النفس البشرية في طريق الكمال المعنوي.

_اما العرفاء فيذهبون الى ان النفس البشرية تتكون من ثلاث نفوس واحدة في بطن الاخرى كالفاكهة او البيضة, فهناك قشرة ولب ونواة, وأول مايظهر من الفاكهة كالبرتقالة مثلا هي القشرة, ثم اللب, ثم النواة, وكذلك في الانسان, فاول مايظهر من النفس هي الانا وهي النفس القشرية ومهمتها الحفاظ على النفس الحقيقية التي تظهر في مابعد, اي بعد مرحلة النضج العقلي والعاطفي,وحينئذ يبدأ الصراع بين الانا التي تطالب فقط باشباع رغباتها الانانية, وهذه النفس الحقيقية التي تريد الخير للناس لأنها متصلة بنفوس الاخرين وهي الروح الانسانية الكلية كما ان كريات الدم لها روح مستقلة ولكنها تشترك مع جميع الكريات والخلايا الاخرى بروح واحدة وهي روح الشخص, وهكذا نحن البشر نشترك بروح واحدة هي روح الانسانية رغم ان كل واحد منا له نفس مستقلة.. بعد ذلك تظهر النواة وهي الروح الالهية(ونفخت فيه من روحي), وليس بالضرورة ان تكون هذه النفوس كلها متوفرة في كل فرد, فمن الناس من يعيش بنفس قشرية فقط وهم الانانيون والانتهازيون الذين لا يفكرون الا بمصالحهم الشخصية, وهناك اصحاب النفوس الانسانية الذين يشعرون بالحب للآخرين ويسعون لخدمة الناس, وهناك اصحاب النفوس الالهية وهم كبار المصلحين الذين يضحون بانفسهم من اجل سعادة الناس كالمسيح وبوذا وسقراط وغيرهم..

ويتبين مما تقدم ان حالنا في هذه الحياة حال البيضة التي تتكون من قشرة خارجية وصفار ونطفة, واغلب البيض لا يحتوي على نطفة, اي غير مخصب فلا تكون له حياة ثانية ولكنه نافع ومفيد في الحياة الاجتماعية, وهكذا حال الغالبية من الناس فهم نافعون في الحياة رغم عدم وجود روح الهية فيهم, وهناك من تقبل هذه الروح الالهية, اي كانت بيضته ملقحة ولكنه لم يهتم بتغذيتها وتقويتها ورجح عليها نفسه القشرية مما ادى الى خنق الفرخة وموتها, فهؤلاء هم البيض الفاسد وهم المشايخ ورجال الدين الذين عرفوا الحق وخالفوه, ومصيرهم الرمي في القمامة, اما القسم الثالث فهم الذين اهتموا بتربية نفوسهم وروحهم الانسانية الى ان حصلوا على الولادة الثانية, وهم اصحاب الوجدان. وعندها يزول التعارض بين النفس الحقيقية والقشرية لانه لا توجد حينئذ نفس قشرية فتكون النفس مطمئنة حسب تعبير القرآن.. ويجد العرفاء صعوبة بالغة في ايصال هذه المعارف الى الناس لانها معارف ذوقية وليست عقلية, ولذلك يستعينون بالامثال وقصص الحيوانات كما في امثال المسيح او قصص جلال الدين الرومي في المثنوي او منطق الطير للعطاروغيرهم.

هذا مايمكن قوله باختصار شديد عن معرفة النفس, ويتبين من ذلك ان الله لا يظهر بحقيقته لجميع الناس الا في المرحلة الاخيرة من الكمال المعنوي, وماعند المؤمنين بالله هو صورة ذهنية عن الله لا الله الحقيقي وشعور غامض في القلب بضرورة السير نحو الله ولقائه في نهاية المطاف كما تشعر الطيور المهاجرة بوجود الاهوار والمسطحات المائية الدافئة على بعد مئات الاميال وهي لم ترها في حياتها, فتهاجر من المناطق الباردة اليها بذلك الدافع الغريزي..
وملاحظة اخيرة ان البعض يخلط بين الضمير والوجدان, فالضمير اوالانا الاعلى او النفس اللوامة هو صنيعة المجتمع من خلال التربية وعملية التنشئة الاجتماعية, اما الوجدان فاعمق من ذلك بكثير وهو النفخة الالهية في الانسان في المرحلة الاخيرة للكمال المعنوي.. ....... ولا مجال هنا لتفصيل اكثر وشكرا لكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماقة الدفاع عن الله !
- كيف نفهم الشعور بالمسؤولية؟
- بين الدين والتدين!
- علاقة الدين بالاخلاق.
- لماذا يجب ان نكون اخلاقيين؟
- كيف نفهم الايمان؟
- ماهو جوهر الدين؟
- كيف نعرف الحق؟
- كيف نفهم العرفان؟
- كيف نفهم الله؟
- كيف نفهم خطوات الشيطان؟
- کيف نفهم الشيطان؟
- كيف نفهم العقلانية؟
- كيف نفهم الوحي؟
- كيف نفهم العقل؟
- كيف نفهم الحب؟
- كيف نفهم موسى وفرعون؟
- كيف نفهم الموت؟
- كيف نعرف الحياة؟
- كيف نفهم الانسان؟


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - كيف نعرف النفس؟