أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم العايف - في الذكرى الثمانين لأضواء: ( 31 آذار 1934)















المزيد.....

في الذكرى الثمانين لأضواء: ( 31 آذار 1934)


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 4410 - 2014 / 3 / 31 - 13:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


" من أي حب قُدَّ صبرك
ثمانين عاماً وأنت تضع يدك على جرح العراق
.................
من أي نار قُـدَ صبرك،
فيا أيها الجبارُ العنيدُ المتمردُ،
لم تقتلعك العواصف
ولم تنل شعرة من بياضك ". موفق محمد
عن الشيوعي العنيد: (عبد النبي كريم)
يُردد اسم(عبد النبي كريم ) في البصرة ،وخاصة في منطقة المعقل، والتي تقطنها عوائل يعمل ذويها،نساءً ورجالاً، في مديرية الموانئ ،ومن كل المكونات العراقية- البصرية المعروفة بتجانسها وتآخيها طوال عصور. عبد النبي ،ابن العامل الذي يعمل في صب الاسمنت و قوالبه، ترعرع في كنف عائلة محترمة ، وكان مهتماً منذ صباه بالمعرفة والتعليم و متميزاً في دراسته ، وعندما وصل إلى إعدادية المعقل سنة 1957، تعرف على الفكر التقدمي، الماركسي بالذات ، و شخص فيه المدرس في الإعدادية حينها أستاذنا القاص الرائد( محمود عبد الوهاب) حسن الخلق والدأب والتميز ووجهه على أتم التوجيه الاجتماعي- الثقافي والدراسي، وكانت الإعدادية تعج بالطلبة الشيوعيين، وقلة من الطلبة البعثيين ،جلهم ممن يسكن منطقة السكك. و من زملاء عبد النبي ويرتبط معهم بعلاقات خاصة: عبد الخالق يونس والقاص والروائي ،بعد ذلك، الراحل كاظم الأحمدي وسيد راضي هذال وجورج يلو وفائق الجزائري.في مرحلة الصراع، بعد 14 تموز 1958، كان عبد النبي من أوائل المتصدين لكل من يحاول النيل من الثورة وقادتها والحزب الشيوعي العراقي، وغالباً ما يقاد للتوقيف اثر كل صدام بين الطلبة، بسبب انحياز الأجهزة الأمنية ضد الطلاب التقدميين، وكانت والدته تسعى لإخراجه من التوقيف نتيجة علاقاتها الاجتماعية العائلية المحترمة. ذكر ليّ الفنان الراحل( طارق شبلي):" انه استوحى لحن أغنية(المكبعة)، التي كتب كلماتها الشاعر(علي العضب) من خلال الحركة الدائمة لوالدة عبد النبي وهي توزع منشورات الحزب الشيوعي ظهراً أو ليلاً في منطقة المعقل إذ كان بيتهم يقع في ذات المنطقة".ومن المعروف إن الأغنية قدمت في حفل بمناسبة ( الذكرى الأربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي)، زمن ما سمي بـ(الجبهة الوطنية و القومية التقدمية) سيئة الصيت، وقد حضر الحفل (صدام حسين)، وكان نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة، وكذلك نائب أمين سر( القيادة القطرية لحزب البعث). انتخب عبد النبي لرئاسة اتحاد الطلبة العام في إعدادية(المعقل) ، ورئاسة الاتحاد في المنطقة الجنوبية، وكان غالباً ما يقوم بجولات ميدانية تثقيفية يقيمها الاتحاد في بعض مناطق البصرة، و العمارة والناصرية مما جعله مركز اهتمام الطلبة ونال ثقتهم وانتخب لحضور المؤتمر الأول لاتحاد الطلبة العام في العراق بعد 14 تموز وافتتحه الزعيم عبد الكريم قاسم وألقى فيه الشاعر الجواهري قصيدة( يا شباب اليوم..الخ)، وحضرته وفود شتى من جميع أنحاء العالم، وحصل عبد النبي على عضوية الاحتياط ، في المكتب التنفيذي للمؤتمر الأول لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية . بعد تراجع الزعيم قاسم عن خطه التقدمي، بدأت الهجمة على القوى الوطنية و التقدمية ، وكانت الاعتقالات تتوالى فأعتقل عبد النبي وزج به في منتصف عام 1961 في موقف رقم( 4 )الواقع في مركز شرطة البصرة القديمة ، وعندها بدأت رحلته المتواصلة نحو المعتقلات و السجون ومنها سجن العمارة المركزي وسجن البصرة، ثم (نقرة السلمان) بعد محاكمة صورية من قبل المجلس العرفي العسكري الأول، وعند نقله مساءً من محطة السكك في المعقل مع بعض السجناء انفرد عبد النبي دونهم ، وكان صاحب بنيان جسماني متميز وصوت جهوري، ونادى بأعلى ما يستطيع من صوت وهو مقيد اليدين ، في طريقه إلى صعود عربة السجن، هاتفاً ثلاث مرات بحياة (الحزب الشيوعي العراقي)، ما حول ذلك المساء إلى مظاهرة عملت على فضها شرطة المحطة بصعوبة. وكانت والدته تنقل البريد الحزبي بطرق متفننة إلى سجن نقرة السلمان عندما تزوره كل شهر.عند خروجه من السجن بعد العفو عن السجناء السياسيين، وجد نفسه مفصولاً من الدراسة، فعمل لحسابه الخاص، وكان غالباً ما يزور العوائل المعدمة ويقدم ما يحتاجونه من معونات وخدمات بشكل سري.. بقي عبد النبي راسخ الإيمان بشعارات الحزب الشيوعي العراقي. بعد 17 تموز زار وفد من حزب البعث البصرة برئاسة عضو مجلس قيادة الثورة حينها(صلاح عمر العلي) وأقام فيها جلسة مسائية حشد لها حزب البعث كل ما يستطيع من إمكانيات في (ملعب الموانئ الرياضي)، كنت حاضراً فيها، وظل العلي يتحدث طويلاً عن أشياء كثيرة اعتبرها منجزات لـ(الثورة)، وبعد فتح باب الأسئلة، طلب عبد النبي حق الحوار و السؤال، وحاول بعض البعثيين ممن يعرف صلابته جيداً منعه، لكنه تمكن من ذلك، وأوضح عبد النبي في حديثه: بأن ما جاء من منجزات على لسان السيد العلي ليست منة من أحد ، وهي استحقاقات على حزب البعث تقديمها لفتح صفحة جديدة بين العراقيين ، وان جميع القوى الوطنية والتقدمية والقومية- اليسارية قد طرحت برامجها وتصوراتها لغرض قيام الجبهة الوطنية ،ونشرتها مجلة (الثقافة الجديدة) باستثناء حزب البعث الحاكم و الذي لا نعرف له برنامجاً عن هذا الموضوع المهم والحيوي؟!. فحاول صلاح عمر العلي التحجج بحجج واهية منها: عدم اعتراف القوى الوطنية العراقية بما اسماها"ثورة 17 تموز" وتوجهاتها البيضاء؟!. فرد عبد النبي : أن ما حدث في عام 1963 هو السبب، وإذا أراد حزب البعث الحاكم ذلك، فعليه الاعتراف بما حصل من مآسي للجميع. وللأمانة اذكر إن السيد صلاح عمر العلي،قال له نصاً: " مؤكد انك خارج من (نقرة السلمان) بعد العفو..وسأنقل وجهة نظرك إلى القيادة بأمانة.. وأنا أفخر بك كمواطن عراقي مخلص ومناضل وشجاع.."؟!. عندها ضج الملعب بالتصفيق لـ(عبد البني).في خضم عمله اليومي كعامل حدادة لحسابه الخاص تعرض عبد النبي كريم صباح 1 /1 /1993 لصعقة كهربائية أودت بحياته ،وبقيت سمعته ناصعة، ونضاله المتواصل، وشيوعيته التي لم يتنازل عنها في أحلك الأيام والأزمان المؤلمة والتي واجهها بصلابة نادرة. ولا زالت ذكرى الشيوعي العنيد (عبد النبي كريم) محط احترام عميق وفخر كبير من قبل جماهير البصرة عامة ، ومنطقة المعقل خاصة.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت ألمحه..؟!
- جاسم العايف.. و( مقارباته في الشعر والسرد )
- التجمع الثقافي الحديث في البصرة يضّيف الكاتب جاسم العايف
- التجمع الثقافي الحديث في البصرة يخص الكاتب جاسم العايف وكتاب ...
- جريدة( الأديب الثقافية):..عدد جديد
- سالم علوان الجلبي.. و مجرى الاوشال*
- رواية (أفراس الأعوام) لزيد الشهيد:تاريخ وطن..تحولات مدينة*
- قصائد أربع للشاعر: أماجيت شاندان
- شيء عن ( 8) شباط الدامي*
- من الأشرعة يتدفق النهر.. للناقد- مقداد مسعود-..وبعض الملاحظا ...
- تتبع الأثر وملامح المكان في:- ذاكرة الزمن-للقاص رمزي حسن
- جاسم العايف يدخل أفق المعاينة الثقافية
- في ذكرى محمود عبد الوهاب.. الشاعر كاظم اللايذ يصدر: (دفتر عل ...
- نزعة التجديد والتجريب في السرد العراقي القصير.. للناقد جميل ...
- هموم العراقيين ومصائبهم
- مروءات الوائلي: صدمة العنوان .. وضوح المتن
- أدباء البصرة يعاودون نشاطهم الثقافي
- عبد الكريم كاصد: هل للمثقف العراقي دور سياسي في الجغرافيا ال ...
- مجلة( الشرارة) تصدر للكاتب جاسم العايف (مقاربات في الشعر وال ...
- استباقا لانتخابات اتحاد أدباء وكتاب البصرة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم العايف - في الذكرى الثمانين لأضواء: ( 31 آذار 1934)