أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الجباري - غربة














المزيد.....

غربة


كامل الجباري

الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 18:05
المحور: الادب والفن
    


التهمت عجﻻ-;---;-----;---ت المركبة المسرعة إسفلت الطريق ، وهو يستعيد ذكرياته ببطء ، وكأنه يتلذذ بها على مهل . كانت المسافات الخضراء الشاسعة تمتد على جانبي الطريق .. في هذه المنطقة ، بالذات ، تعبق رائحة العنبر .
ـ العنبر العراقي ، ﻻ-;---;-----;--- نظير له ..
تذكر العنبر ( ابو الريحه ) الذي لم يفتقده مطبخهم يوما ، ورائحته التي تخترق الشبابيك إلى الشارع والبيوت المجاورة ..
ـ لقد استنزفت التربة ، منذ الحصار إلى يومنا هذا ، كما إن المياه شحيحة بعد أن اسرها جيراننا .
رد السائق المتجهم على تساؤله عن تناقص المساحات الخضراء ، وذبول ما تبقى منها ، وتﻻ-;---;-----;---شي رائحة العنبر .. عراق دون مساحات خضراء واسعة ، وبﻻ-;---;-----;--- رائحة العنبر ﻻ-;---;-----;--- اعرفه ، ردد ذلك بتبرم وأسى .
ـ يبدوا أنك قد غادرت منذ زمن بعيد ، قال السائق الشاب ، نحن هنا ﻻ-;---;-----;--- نشم إلا رائحة النفط والدم .
الحديث المقتضب الذي دار بينهما قد فرض صمتا ثقيﻻ-;---;-----;--- .. ابتدئت المساحات الخضراء تتﻻ-;---;-----;---شى ، إلا من جزر صغيرة تحيط بالمدن والقصبات المزروعة على جنبات الطريق .
ابتدئت المسافات إلى مدينته الحبيبة تتقلص ، والمﻻ-;---;-----;---مح الأليفة إلى ذاكرته تشي بقرب الوصول . تسارعت دقات قلبه كأنها تحاول اختصار الزمن الثقيل . ﻻ-;---;-----;---ح له مدخل المدينة ، الذي بدا له غريبا ، وقد انتابته مشاعر تشبه مشاعره عندما ألتقى حبيبته للمرة ألأولى ، فيما أبطأت عجﻻ-;---;-----;---ت المركبة أثناء استدارته لولوج المدخل .
ـ توقف ، من فضلك ..
قرر أعادة أكتشاف مدينته سيرا على الأقدام . كانت خطوته الأولى متمهلة ، كأنه يدخل إلى معبد مقدس ، .
أخذ يدقق النظر في الوجوه أمامه فلم يتعرف إلى أحد .. وجوه منمطة متشابهة والكل مسرع .. تذكر الوجوه المتمايزة والخطوات المتمهلة التي كانت تميز الناس : أين ألناس ؟ قال في سره .. لم يعرفني احد ولم اعرف أحدا . سوغ لنفسه ..
ـ أنها عقود طويلة من الغربة ويبدوا ان الكثيرين قد رحلوا ! الحروب المجنونة والموت المجاني قد ألتهم الكثيرين . وﻻ-;---;-----;--- شك إن الكثيرين قد كبروا أو ولدوا بعد هجرتي .
كان هذا الشارع احب الشوارع لديه ، فضائه المفتوح يلتحم بالفضاء الﻻ-;---;-----;---متناهي ، كثيرا ما أنتابه شعور أنها تسبح في الفضاء .
ـ كيف يمكن لروح ( حسن ) من أختراق هذه الفضاءات المحاصرة لو أنه غادرنا الآن ؟!
كانت آخر ليلة شاهدناه فيها عندما اقتادوه لدائرة اﻷ-;---;-----;---من لنجد جثته في النهر بعد أيام .
شعر باكتئاب شديد .. كل شيء غريب هنا وخانق .. سأذهب إلى دار السينما الوحيد لأرى فيلما قد يهدأ أعصابي .. كانت دار السينما تأخذ مساحة واسعة في قلب المدينة ، ودائما ما تراها مكتظة بالمتفرجين .
ـ من فضلك يا أخ ، ألم تكن هنا دار للسينما ؟!
ـ أي سينما يا أخي ؟ قال الرجل وهو ينظر إليه كما ينظر إلى كائن فضائي ، لقد تحولت إلى دكاكين ومخازن تجارية ومقرات .
سحق عقب سيكارته بغضب بقدمه ، ثم وضع أخرى بين شفتيه متجها ألى مراب النقل الخارجي ، مستقﻻ-;---;-----;--- أول مركبة تغادر المدينة .



#كامل_الجباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روتين
- ومضات
- القصيدة
- العاجز
- هستيريا الموت واهات ماهر المنشداوي
- الما عدهم عشيرة .. والسبعين ديك
- دمائنا .. والقاتل المجهول
- الله
- قصة قصيرة .. اعدام
- شوارسكوف
- جدل قراءة التاريخ وصنعه -2-
- حب في الزمن الحرام
- مخاطر إجهاض الثورات الراهنة
- أنشودة عراقية
- الاحتجاجات الجماهيرية الراهنة .. مفاهيم جديدة
- بلاد الرافدين .. شيئ من التاريخ
- سندباد العراقي
- مرثية للوطن
- زمن يحتضر .. زمن يولد
- الأيام الأخيرة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الجباري - غربة