أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - نادية ياسين : الشجاعة المأمرَكة لن تكون إلا وقاحة














المزيد.....

نادية ياسين : الشجاعة المأمرَكة لن تكون إلا وقاحة


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1252 - 2005 / 7 / 8 - 11:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1 ـ يقول المثل المغربي " الله ينجيك من المشتاق إلى فاق" ، ذلك هو حال السيد نادية ياسين التي لم تألف أبدا شجاعة الرأي وجرأة التعبير ، داخل الجماعة وخارجها ، وحين مارستهما ، بإيعاز أمريكي ، خلطت الشجاعة بالوقاحة ولم تدرك أن بينهما فواصل فكرية وأخلاقية . وإلى وقت قريب ، قبل زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية ، لم تكن تملك الشجاعة للحديث في موضوع علاقة الدولة بالدين ، إذ قالت للصحافي المحاوِر ( الجواب على هذا السؤال حذفه قانون الإرهاب ، أُكتبْ هذا ، أكتب أن هذا جوابي ، وأنه بعد الخطاب ( خطاب العرش لسنة 2003) لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال ، فأنا مواطنة مغربية ، تُظلني سماء المغرب ولا أريد أن تُظلني سماء سجن عكاشة ) . حينها لم تكن لها شجاعة التعبير ولا جرأة الرأي . لكن بعد الزيارة إلى أمريكا ، كان الذي صار محوا للفواصل وشطبا للقيم وتحللا من كل التزام ، لما أعلنت أن النظام الملكي "غير صالح" للمغاربة ، وأن " الدستور برمته منظومة متضافرة، إلى حد أنه جدير بمزبلة التاريخ" . هذا بالتأكيد ليس رأيا ولا هو شجاعة . إنه وقاحة من حيث كونه يسفه اختيار الشعب وتشبثه بالنظام الملكي . ومن ثم لا يمكن الحديث عن رأي لا يتخذ له حدودا قانونية وضوابط أخلاقية . وكيف للسيدة نادية ياسين أن تقنع نفسها قبل غيرها أنها تعبر عن رأيها ، وهي التي تؤكد في نفس الحوار الصحفي " أن المغرب ليس بلدا ديمقراطيا" . وهل حرية الرأي مطلقة لا تقيدها أخلاق ولا قوانين ؟ وكيف لنادية ياسين ولمن ناصروها الوقوف عند تنصيص الدستور المغربي على احترام حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا دون استحضار المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، والتي من جملة ما تنص عليه : إخضاع هذه الحقوق لبعض القيود من أجل احترام حقوق الآخرين أو سمعتهم ، وكذا لحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة . فالأمر ليس " سيبة" أو فوضى . فحتى الدول أمّ الديمقراطية وجدّتها لا تترك للمواطنين الحبل على الغارب . فالديمقراطية الفرنسية حاكمت روجي غارودي فقط لتشكيكه في عدد اليهود ضحايا المحرقة النازية ، كما أنها لا تسمح بقيام حزب ملكي أو ارتداء الرموز الدينية في المؤسسات العمومية . ونفس الحظر تمارسه الديمقراطية الأمريكية ضد الأحزاب الاشتراكية أو الشيوعية . إذن لا يمكن الحديث عن الحرية وحقوق الإنسان إلا ضمن واقع سياسي واجتماعي ، قد يضيّق من هامش الحريات أو يوسّع ، لكنه لا يلغي كل القيود . فكل مجتمع ، مهما بلغ انفتاحه ورحبت ديمقراطيته ، إلا وله ثوابت يحترمها ويحميها بفعل القانون . ومتى فرط فيها انفرط عقده الاجتماعي وتحللت أوصاله وغدا مسرحا لكل عابث مخرب .
2 ـ " الله ينجيك من الحاجبة إلى طلاّت" مثل شعبي فسرت به السيد نادية ياسين كثرة أسفارها إلى الخارج وتنقلاتها بين الدول . فكما هي لا تضبط حركتها ، لم تضبط كذلك لسانها الذي عجّلت به قدحا وتجريحا في حق الديمقراطيين الذين تخلوا عن مساندتها في وقاحتها . فالسيدة نادية ياسين تريدها ديمقراطية فجة عديمة الضوابط والأخلاق ، ويريدها الديمقراطيون خلاف ذلك . فهم أكثر حرصا على ديمقراطية فتية سقوها بدمائهم وغذوها بأرواحهم يوم كان الوالد المرشد يفتي بكفرهم ويحرض السلطان على شنقهم . فأكيد أن " اللي ما ولدو ما حن عليه" . فالديمقراطية لا يدرك قيمتها إلا من ضحى من أجلها ، ولا يوجد في رصيد السيدة نادية ما يشفع لها وقاحتها . إذ ، منذ البدء ، لا تؤمن الجماعة بالديمقراطية ولا تعتبرها سوى نبتة غريبة على التربة الإسلامية يستحيل استنباتها . ولا يرى الوالد المرشد في الديمقراطيين المغاربة سوى طبقة من المغربين الذين يعزلون الشعب عن مقوماته الحضارية . بل اعتبرهم الشيخ طبقة واحدة مع المستبدين الواجب التخلص منهم . وهو الموقف نفسه الذي اتخذته النجلة من الديمقراطية بقولها ( إن رد الفعل السطحي يؤكد بأن اللعبة الديمقراطية ليست سوى عملية زرع فاشلة، أو على الأرجح خدعة كبرى ضحيتها الشعب المغربي) . طبعا ستظل الديمقراطية ، لدى الجماعة وأتباعها ، نبتة غريبة تفشل محاولات زرعها . كما تبنت موقف أبيها من الديمقراطيين بعد أن رمتهم باللغو والجهل والتطرف والاستئصال والكراهية والبغض والضحالة الفكرية ومعاداة الحرية وغيرها من البذاءات التي لا تليق بعضو قيادية في جماعة تجعل من السمت أحد الأخلاقيات الأساسية في تربية الأتباع . ومهما كان ثلب نادية للديمقراطية المغربية ، فإن مساحة الحرية والرأي التي توفرها الملكية في المغرب أكثر رحابة وأمنا من تلك التي تسمح بها الجمهورية الإسلامية في إيران التي حاكمت الأستاذ هاشم أغاجاري أستاذ التاريخ المنتمي إلى التيار الإصلاحي الذي كان الرئيس خاتمي أحد رموزه ، لقوله إن المسلمين ليسوا "قردة" يتبعون تعاليم كبار رجال الدين إتباعا أعمى . فكان الحكم الذي أصدره قضاء الجمهورية أشد قسوة وغرابة ، إذ بالإضافة إلى الحكم بالإعدام تضمنت الإدانة الأصلية لأغاجاري حكما بالسجن ثمانية أعوام وحرمانه من التدريس لمدة عشرة أعوام ونفيه إلى مدن صحراوية نائية لعدة سنوات. ولتطمئن السيدة نادية أن الملكية المغربية وديمقراطيتها ، رغم عيوبهما ، لن تكونا بتلك الشراسة والقسوة التي حكمت على أغاجاري بالإعدام وأغلقت عشرات الصحف وسجنت مئات الصحافيين . وستظل ملكية الديمقراطيين أرحم وأرحب من جمهورية الإسلاميين .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركات الإسلامية والدولة الديمقراطية
- أية مصلحة للأمريكيين في تحالفهم مع الإسلاميين ؟
- فتاوى التكفير أشد خطرا وفتكا بالمجتمع من عبوات التفجير
- الإنسان العربي أبعد ما يكون عن الحوار والتسامح والتحالف
- هل سيتحول المغرب إلى مطرح للنفايات الوهابية ؟
- نادية ياسين لم تفعل غير الجهر بما خطه الوالد المرشد
- المسلمون وإشكاليات الإصلاح ، التجديد ، الحداثة 2
- المسلمون وإشكاليات الإصلاح ، التجديد ، الحداثة 1
- خلفيات إضراب معتقلي السلفية الجهادية عن الطعام
- معتقلو السلفية الجهادية من تكفير منظمات حقوق الإنسان إلى الا ...
- المجتمعات العربية وظاهرة الاغتيال الثقافي
- الأزمة السياسية في إيران تؤكد أن الديمقراطية لا تكون إلا كون ...
- عبد الكبير العلوي المدغري والشرخ الغائر بين الروائي المتحرر ...
- الإرهاب يتقوى وخطره يزداد
- منتدى المستقبل- أو الغريب الذي تحالف ضده أبناء العم
- العنف لدى الجماعات الإسلامية بين الشرعنة والإدانة 2
- العنف لدى الجماعات الإسلامية بين الشرعنة والإدانة -1
- الإرهاب إن لم يكن له وطن فله دين
- هل أدركت السعودية أن وضعية المرأة تحكمها الأعراف والتقاليد و ...
- عمر خالد وخلفيات الانتقال بالمرأة من صانعة الفتنة إلى صانعة ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - نادية ياسين : الشجاعة المأمرَكة لن تكون إلا وقاحة