أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان التميمي - استعادة «محسن شعلان»















المزيد.....

استعادة «محسن شعلان»


سوزان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 18:04
المحور: الادب والفن
    


تُمَثِل استعادة الفنان "محسن شعلان" استعادة لعناصر الهوية الوطنية في الفن التشكيلي، بوصفه أحد أبرز التشكيليين المحتفيين بالموتيفات المحلية، والتكريس للخصوصية الوطنية المصرية في لوحاته ذات الزخم الخاص.
أربعون عامًا من الإبداع :
1973/ البداية وأول معارضه - 2013/ آخر معارضه:
كانت مصادفة بديعة أن يبدأ محسن شعلان حضوره المؤثر في مسيرة الفن التشكيلي المصري في عام 1973 حيث انتصار الإرادة المصرية واستعادة الكرامة الغائبة بانتصار أكتوبر المجيد، وكانت لوحاته تعبيرًا تشكيليًا صادقًا عن كل معاني الهوية المصرية وتأثره بتراكمها الحضاري الفاتن. ثم راحت خطواته خلال مشواره الفني تقفز لتترك علامات واضحة في مسيرة الفن التشكيلي المصري، ومرّ على عِدة محطات فارقة منها أنه في عام 1987 أقام معرضاً تناول فيه (موضوع الخماسين ) فكسَت أعماله غلالة ضبابية وظهرت فيها الدوامات والرياح التي أخفت من تحتها معظم التفاصيل الفنية في معالجات العمل الفني. ويمثل الرسم بالأحبار (الأبيض والأسود) والأقلام ملمحاً هاماً ومتميزاً في إنتاجه الفني. وقد أقام عدداً من المعارض في مجال الرسم فقط إلي جانب مشاركاته في مجال التصوير الزيتي.
كان محسن شعلان منذ بداياته موليًا وجهه شطر وطنه بهمومه وأبنائه المنسحقين والمُهمشين، ومشغولاً بهم و بأحلامهم وقضاياهم، مُعَبرًا عنهم في لوحاته، فيرسمهم كما يرسم واقعهم القاسي، مُنطلقـًا في لوحاته من زوايا إنسانية تخصه وحده إلى جانب البُعد الفلسفي العميق الذي تمتع به.. وإن دلّ فإنما يدل على فنان غارق في مصريته ومجتمعه، ومن ثم فقد كان الفنان محسن شعلان واحدًا من أكثر فناني جيله اهتمامًا بالمستضعفين والمقموعين، لذلك أيضاً تجلى هذا التأثير علي اهتماماته بالبسطاء ورسم وجوههم ومشاكل الحياة اليومية لديهم، ووضّح ذلك في معرضه (هموم مصرية) بمجمع الفنون عام 1991. و كان أيضًا للفنان اتجاهات أدبية فقد كان يكتب الشعر، وتأثر بوجه الإنسان في جميع أعماله ولا يخلو له عمل من وجود الإنسان كمحور أساسي في بناء العمل الفني لديه، سواءًا كان عملا مرئيًا في لوحاته أو عملاً مقروءًا في كتاباته.
وربما كان معرضه (لحين إشعارٍ آخر) واحدًا من المعارض التي كانت تحمل تعبيرًا جماليًا بديعًا في تلك الرؤية، فكأني بإحدى لوحاته التي يُبرز فيها العامل بوصفه ملح الأرض، وتعبيرها الصارخ بحثـًا عن قيم العدالة الاجتماعية والخلاص من التميز الطبقي.
اتسمت معارض الفنان الكبير محسن شعلان بالتنوع والغنى الفنـّي، فعبّرت بوضوح عن خصوصية القيم الجمالية التي تحملها لوحاته من جهة، وتفرد أسلوبه في الرسوم واتسامها ببصمة جمالية تخصها وحدها من جهة ثانية، ففي كلمته لكتاب أحد معارضه كتب يقول: " تكتسب التجربة الفنية قيمتها الإبداعية والجمالية عندما يستطيع الفنان تحويلها من "الخاص" الي "العام" ومن المألوف الي الجوهري، وهذا لايُكسِب التجربة عمومية وشمولية فحسب، وإنما يتيح لها مدي إنساني أكبر وأرحب". وهكذا تكشف الأعمال الفنية التي يقدمها الفنان محسن شعلان في معارضه عن توجه إنساني يتجاوز الخاص الي العام. ذلك أن عالم "شعلان" الفني، إنما هو عالم يحمل تجربة حسية تتحرك فيها الأفكار حركة متداخلة، في السعي لمحاولة اكتشاف خصوصية داخلية لعناصره من الكائنات والأشياء وأجساد البشر، حيث أنه لايقدم لنا في الواقع رجلا أو امرأة أو طائرًا أو حتى حيوانـًا، إنما يطرح حياةً وتوترًا كان دوما ما يؤرقه.
إنه عالم مشحون بالقلق والغرابة ووحشية الروح، يحتفي بالسر ويبحث عن الحقيقة ويُصوّر المضمون بطريقة تحطم الحدود الطبيعية والسيكولوجية بين الوعي واللاوعي، بين العالم الداخلي والعالم الخارجي المحيط به. شخوص تتأرجح بين وجودها الواقعي، ووجودها كمفردات في الأسطورة الذاتية لهذا المبدع.
وفي معرضه (نحن هنا) الذي تضمن حوالي 113 لوحة، بدا محسن شعلان وكأنه يقدم لجمهوره جدارية بديعة عن الإنسان المصري، المكان والبشر، الهوية الحضارية والمضامين الملتبسة، وبدا الفنان الكبير مشغولاً بهذه الفكرة الوجودية واعيًا بتحولات الفكرة و تراتبيتها، وقادرًا بفنه على أن يلتقط حساسيتها الخاصة وراهنيتها الدائمة. لهذا كانت همومه الفنية هي شغله الشاغل حتى أنه صرح في إحدى حواراته بأنه خلال سنوات مشواره الفني التي اكتشف خلالها أنه انصهر تماما في عشقٍ لم ينازعه عنده عشق آخر- وهو عشق الإبداع-، ولم يشغله أو يستنزفه أن يحرص علي رصد موقعٍ لنفسه في صفوف التألق أو الشهرة مكتفيـًا بقناعة تامة بأن ينشغل بالفن وحده. وقال نصًا: "وتركت يداي وإرادتي في براءةٍ كاملة لتتلقفني إشكاليات واكتشافات وإعجاب وغراميات وصلت الي حد الانجذاب." وكان للثقافة الشعبية حضورها البارز في لوحاته، تتجلى بزخمها وقدرتها على مخاطبة الوجدان الجمعي للأمة المصرية، فقد كان ميلاده ونشأته بحي بولاق وهو من الأحياء الشعبية العريقة مما كان له تأثيرًا واضحًا علي الفنان حيث تناول الحياة الشعبية البسيطة في كثير من أعماله.. وبرزت عنده العديد من الموتيفات الشعبية ومنها على سبيل المثال تجلى في معرضه الأخير موتيفة (القط الأسود) بوصفه نذير شؤم، بل وتعبيرًا عن حالة عارمة من الإحباط جراء محنة الحِصار(السجن)..
محنة الحبس :
(محنة السجن – محنة الحصار)
ما أبشع أن تـُقـَيّد حرية الفنان!!
الفن الذي هو بذاته وفي ذاته ضربًا من ضروب المغامرة والحرية، حين يصير مكبلاً يفقد معناه، يذبل، وينزوي.. لكن الفنان محسن شعلان قاوم السجن، قاوم الحصار.. فحوَّل ألمه الخاص إلى طاقة إبداع متقدة، لا تعرف اليأس ولا الاستسلام، فترجمها الفنان الكبير محسن شعلان إلى تجربة فنية ثرية في معرضه (القط الأسود.. تجربة سجن)في عام 2013، والذي مثـّل تلخيصًا إبداعيًا ذاتيًا لأقسى مراحل حياته.. حين زُجّ به في السجن، فكانت اللوحات بمثابة محاكاة تهكمية لواقع تعِس مسكونٌ بالعذابات الإنسانية، .. فهو قضية في ثوب معرض.. أو معرض يفضح قضية..!! وتجلى في لوحاته واسكتشاته التي أرّخت لهذه المرحلة في حياته متزامنتًا مع مرحلة مشابهة في عمر الوطن.. بإدانتهما لمدلولات النظام المباركي ورموزه مثل (فاروق حسني)، (أحمد نظيف)، (منير ثابت)،و(علاء مبارك) و غيرهم ممن رسمهم داخل لوحاته. وبالرغم من ذلك فقد قال شعلان عن ذكرياته في هذه الفترة الصعبة معهم: إنه قد قضى فترة من سجنه مع علاء مبارك نجل الرئيس الأسبق، وأحمد نظيف رئيس الوزراء في تلك الآونة، وأمين أباظة، وهاني كامل، ومنير ثابت، ونبيل شكري، وعهدي فضلي.. وأضاف أنه كان يفضي بهمومه معهم، ويقضون أوقاتًا طيبة سواء في تناول الطعام أو الضحك أو غيره، وهو ما جعله يرتبط بهم وجدانيًّا - بعيدًا عما فعلوه- . وقد يقابل سارقًا أو فاسدًا لكنه يعرفه إنسانيًّا فيحبه، وألمح شعلان إلى تعاطفه مع علاء مبارك حين رآه وقد وضع صورة ابنه على باب الزنزانة، وهي كما وصفه، تفصيلة إنسانية مؤثرة. وعن طريق معاملتهم في السجن قال: إنهم لا يلقون أي معاملة مميزة، بل يعاملون كأي سجين، ويتلقون تفتيشًا مضاعفًا، عندما تَرِد لهم الزيارات، أو أي شيء يستوجب التفتيش.. وهذه العبارات هي علامة مميزة لإنسانية هذا الفنان المفرطة. وحول المعرض قال محسن: إنه كان يرسم هذه اللوحات من واقع تجربته، ولم يفتعل أي شيء. وأنه طلب من أسرته إحضار أوراق وأقلام للسجن كي يستطيع التعبير عن مشاعره بالرسم، ولم يكن يفكر في فكرة المعرض بعد، إلا أنه عندما وجد نفسه وقد أنتج عددًا كبيرًا من اللوحات، جاءته فكرة المعرض.. وتابع أن معظم أبطال لوحاته من زملاء السجن، ولوحات أخرى تجسد مأساته، بالإضافة للوحات، تبدو فيها وجوه واضحة لمن رآهم تسببوا في ظلمه، هذا بالإضافة للقط الأسود الحاضر دائمًا في معظم لوحات المعرض وأضاف شعلان: "أقدم في معرضي نحو 120 لوحة باستخدام الأحبار والألوان المائية والزيتية رسمتها جميعها خلال فترة محنتي التي بدأت مع اختفاء لوحة "زهرة الخشخاش"، وأعتقد أنها رغم خروجي من السجن ستستمر تنشر وتوثّق معناها بأنني لم أكن سوى كبش فداء لمن حاولوا أن يحوّلوني إلى شماعة يعلقون عليها فسادهم الذي أزكمت رائحته الأنوف."
وكان هذا المعرض بمثابة رسالة قوية ضد الظلم والقهر، ومجسدًا صورة صادقة ومُعبرة لحجم المعاناة التي عايشها الفنان طوال محنته، كاشفًا خلال حديثه النقاب عن الكثير من التفاصيل التي صاحبت أحداث قضيته، والتي أكد بها شعوره بأنه كان مُتعمَدًا تقديمه فداءًا لمنظومة تراكم بها الفساد والقبح، صارت معها المُهدئات المعتادة لن تُجدي، فكان لابد من تقديم أُضحية سمينة يمكن من خلالها تضليل الرأي العام عن المذنب الحقيقي.
وربما كانت اللوحة التي رسم فيها الوزير الأسبق للثقافة (فاروق حسني) في الخلفية، وشعلان يقف على اليمين داخل الأسوار ويداه مغلولة إلى جانبيه كالمصلوب ولكنها للأسفل، وفوق قفصه جلس ذلك القط الأسود وفي يسارها رسم تلك اللوحة (زهرة الخشخاش) والتي كانت سرقتها سببًا رئيسيًا في مرحلةٍ قاسية عاناها هذا الفنان الصادق والذي عبّر في هذه اللوحة عن معنًا جديد للصمود امتزج بكل معاني الألم والحصار، وبالطبع فقد تقاطع مع هذه اللوحة لوحاتٍ أخرى عديدة منها لوحة يبدو فيها شعلان ممددًا على أرضية زنزانته و ذلك القط الأسود يخطو فوق رأسه متسلطًا ومتحديًا في نفس الوقت، ويده اليسرى مُقيّدة بساق أحدهم، بل وتحت قدمه تقبع اللوحة المسروقة.
وفي لوحته المهمة – من وجهة نظري- (وثيقة شعلان) ظهر هذا الفنان الكبير مُتناصًا مع الوصايا العشر لموسى عليه السلام من جهته فكتب ( لم أسرق- لم أخون- لم أهمل – لم أتراخى- لم ... لم ... لم ... إلى آخر إقراراته ) في الوثيقة، متماسًا مع وصايا موسى ( لا تسرق- لا تخون- لا تهمل...)، وبهذا المعرض بدا شعلان و كأنه يقدم صك البراءة لنفسه عبر فنه الذي ظلَّ وسيظل المُدافع الأول عنه، بعد أن خذله الكثيرون وعصَفَ به واقع سلطوي متجبر. وعن اسشرافه لهذا الواقع الأليم كتب عنه الدكتور ياسر منجي بعنوان " الجحيم هو الأخرون" وكان ذلك قبل تلك الفترة القاسية بأعوامٍ فقال:
- الذات كمعادل تصويري: "بقليل من التأمل للأعمال التصويرية للفنان " محسن شعلان " يكشف بجلاء عن كونه من أولئك الفنانين الذين تمثل مفردة الذات الشخصية محورًا مركزيًا دائم الطفو على مساحة المسطح التصويري ؛ فبطله الخاص – و هو في رأيي لا يخرج عن كونه معادلا تصويريا لشخصية " محسن شعلان " ذاتها – يطالعنا دوما بعينين تفيضان أسى يتراوح بين بث الشكوى و توق الإفلات، غير أنه لم يكف يومًا عن استشراف الوعد بالانعتاق".
- الأنا المجهضة في مقابل جحيم الآخر: "إذا كان " جان بول سارتر " قد أطلق صرخته المشهورة ( الجحيم هم الآخرون) مُعبرًا عن واحدة من أهم دعائم فلسفته الوجودية التي ترى في جدلية العلاقة بين جوهر الكيان البشري بوصفه (( أنا )) مع توافه وحتميات العلاقات المحيطة لدى ((الآخرين )) كنوعٍ من أنواع الجحيم........ ففي إطارا تحليل بعض أعمال " محسن شعلان " و التي تأتي في سياق نفس الجدلية .
يصوغ " محسن " جدليته الخاصة.... لذا كان تصويره للغراب الأسود – كرمز للموت و الخراب ضاربًا في عمق اللاشعور الثقافي لعددٍ كبير من المجتمعات وأولها المجتمع المصري – يلقي بظلال قتماء كابية من هاجس توقع الرحيل".
رحيل مؤقت في 9 فبراير 2013:
وبعد هذا الرحيل.. كتب الدكتور مصطفى الفقي يقول: "إن رحيل «محسن شعلان» بعد المعاناة التى لحقت به هى نموذجٌ لانعدام قدرتنا على تحديد المسؤول الحقيقى عن الخطأ، وهذه الواقعة تذكرنى بما جرى لصديقنا الدكتور «مصطفى علوى» عندما كان رئيساً للثقافة الجماهيرية وحدث حريق كبير لمسرح أثناء العرض فيما نسميه «محرقة بنى سويف»، لذلك فإننى أنبه إلى ضرورة تحديد المسؤوليات المباشرة قبل الدخول فى مثل هذه الأحكام المسبقة والاتهامات المتسرعة حتى لا نفقد عزيزاً جديداً نتيجة القهر والإحساس بالظلم.. رحم الله «محسن شعلان» فناناً وإنساناً ومظلوماً."
ووصف الفنان صلاح المليجي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، نبأ الوفاة بـ«صدمة هائلة»، وقال: "لقد خسرت الساحة الفنية أحد فنانيها الكبار إلا أنه إذا كان قد غادر حياتنا الفنية بجسده فستظل إبداعاته علاماتٍ مضيئة في سماء الفن التشكيلي المصري والعربي"
لذا سيبقى شعلان حيًا بفنه وبلوحاته ومعارضه التي جابت الآفاق، بل و بكتاباته التي دافعت عن كل القيم الكبرى: الحق والخير والجمال، والتي كانت تُنشر بشكل دوري في الصحافة المستقلة.
رحل جسده حين اكتشف أنه قد غرس أظافر الفن بجبال القسوة، وحين زرع أشجار الأمل فوق سحبٍ تمطرها على أرضٍ جرداء، نسى فيها الناس قيمة الفنان الرسول وماتت بقلوبهم بذور الأمل في العدل.
وكانت آخر مقولاته " : يا سيادة الرئيس القادم في علم الغيب، إعلم أنه لن تقوم قائمة لدولة معتلّة، ولن تنهض من كبوتها وعلّتها وهى غارقة في مستنقعات الفوضى والبلطجة والتوحش والتعدّي والانفلات،فمن هنا تبدأ، حتى تبني ونبني معك على أرض نرضاها وطنًا بحق.
غاب محسن شعلان الجسد، وبقيت روح محسن شعلان الفنان، عبر إرثه النبيل في فنه وإنسانيته وعطائه الممتد وقيمًا كانت أساس قناعاته فورثها منه ابنه الشاب "أحمد محسن شعلان"، المُدرك قيمة أبيه فنانًا كبيرًا وإنسانًا راقيًا ونبيلاً، هذا الشاب الذي أثمرت فيه بذور الفن وحب الجمال، وتجلّت في دمعاتٍ مُتحجرة في عينيه كل معانِ الفقد لذلك الأب والأخ والصديق.. الذي رحل في غفلةٍ من القيم الإنسانية.. وعلى مسافةٍ بعيدة من الصدق.. وعلى مرأى ومسمع من كل المتأمرين.. ترك له إرثه.. ورحل، إلا أن " أحمد شعلان" حمل إصرار والده بالانحياز لقوة الفن في مقابل الشرور الكونية المجانية في هذا العالم.. فقد حُمّل مسؤلية عجز عنها الكثيرين من أبناء فنانينا الكبار.. فبعد رحيلهم لم يدرك هؤلاء الأبناء قيمة آبائهم فتركوا أعمارهم في فنهم تضيع هباءًا.. إلا أن أحمد حَمَل هموم والده وقضاياه وتاريخه على عاتقه ليظل اسم الفنان الغالي "محسن شعلان" مترددًا في كل المحافل الفنية، وجديرٌ بالذكر أنه يستعد الآن لإقامة معرض استيعادي ضخم يحتوي على مجموعة لوحات جديدة إلى جانب ما تم عرضه من قبل للفنان الراحل "محسن شعلان"، وذلك بقصر الفنون بأرض الأوبرا بالجزيرة وذلك في الفترة من 20 إبريل 2013 – إلى 5 مايو 2013. فرحم الله فنانًا عاش لفنه وورثنا روحه إبداعًا لن تنساه العيون، ولن تخمد جذوته في قلوب كل محبي الفنون في تاريخنا الحديث.



#سوزان_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفوف الصبر
- لحن الغياب (قصة قصيرة)
- بين الحكمة والحزن.. لحظة
- ثلاثية الصمت (لون الحزن- ظل الوحدة- طعم الغياب)
- الشخصية الفنية للمبدعات التشكيليات المصريات
- أثر البيئة الاجتماعية والموروث الحضاري في الأسلوب الفني
- عزيزي الرجل الشرقي


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان التميمي - استعادة «محسن شعلان»