|
إضاءة / ( موسى عمران المعموري ) والأجتثاث المدروس !!!
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 23:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منح الله أحد أقاربي وجاهة ومنصبا إداريا في محافظة بابل بداية سبعينات القرن الماضي ، ولسبب هذه الوجاهة كانت بابه تطرق باستمرار لقضاء مطالب الناس الكثيرة ، تعيين ، نقل ، وساطة مجتمعية وهكذا ، أحد تلك المطالب نقلها لمدير أمن بابل سابقا ، مسألة غاية في البساطة ، تعيين على ملاك مديرية الأمن بوظيفة مخبر أمن ( سري ) ، لم يتباطأ قريبي عن رغبة صاحب الطلب ، وحدثَ مدير الأمن بذلك قائلا له ، أحد معارفي شاب جيد جدا ، ومن عائلة معروفة تتسم بالوطنية والشرف ، محبوب عند أهله وصحبه وأبناء محلته ، وأرغب في تعيينه عندكم بوظيفة ( شرطي أمن ) ، ضحك مدير الأمن كثيرا لطلب قريبي وقال له ، يا فلان نحن بمديريتنا لا نحتاج لعنصر شريف وطني غيور محبوب ، نريده بأخلاق سيئة ، نريده ساقطا بما تعني هذه المفردة ، وفعلا رفض تعيين الشاب لحسن سيرته وسلوكه . سبحان الله بعد مضي السنين العجاف التي عانى العراقيون فيها شتى أنواع القهر ، والتهميش ، والتصفيق لدماء أولادنا التي سفكت هباءً على مذبحة الدكتاتورية البغيضة ، واستبشرنا خيرا بتغيير النظام عام 2003 م ، ومنينا أنفسنا بأماني ليست صعبة المنال على بلد يمتلك الخيرات التي لا تعد ولا تحصى ، والغريب أن التغيير لم يغيّر إلا بالأسماء فقط ، وعذرا أن تجنيت كثيرا بهذه العبارة ، كلنا نعرف جميعا ونرددها جميعا ، ( عراق صدام حسين ) ، وويل لمن يمد يده لخزانة القائد الضرورة ، وويل لمن لا ينفذ أمر الضرورة هذا ، بمعنى أن الخزانة وما فيها كانت لقائدنا المهزوم ، وما يوزعه من فضلات على أقطاب نظامه فتلك مكرمة من سيادته ، وحدث التغيير بإرادة أمريكية وإرادة من سار بركب تلك الإرادة ، وأمريكا الغبية تتوقع أنها ستستأثر ب ( كيكة العراق ) ، والعراقيون وأعني ساستهم ( راضعين ويه أبليس ) ، فطالت أيديهم ( كيكة ) العراق قبل أن تصل لها الأيدي الأجنبية السارقة بزعمهم ، وهم أولى بهذه النعمة من مستعمر محتل ، وما حدث أنها لم تعد تتمكن وأعني أمريكا من أن تجاري من أتت بهم على ظهر دبابتها بسرقة المال العام جهارا ونهارا . ( موسى عمران الخفاجي ) مهندس يعمل بالشركة العامة للسيارات ، لا يرغب بوظيفة سيادية كما وصّفها الساسة الجدد ، أجبر من أصدقائه لاستلام منصب المعاون الإداري لمحافظ بابل ، حاول التملص من هذا العرض والمنصب ولم يفلح ، أخبر أصدقائه أنه لا يستطيع أن يتولى منصبا إداريا لأنه يحب عمله كمهندس ، واجهه الجميع قائلون له ، من واجبك الشرعي والوطني والإنساني أن تتقبل هذه الوظيفة ، ثم ألست القائل علينا أن نغيّر المفسد بالنزيه والأمين ؟ ، وهل تخاف أن تتسلم منصبا لتخدم فيه محافظتك ؟ ، وأخيرا أستسلم لأصدقائه وقبل الوظيفة مكرها ، عمل الرجل بما يمليه عليه ضميره وتربيته ألبيتيه ، لا أتحدث عن صفاته الشخصية وسماحته واجتماعيته مع الناس ، بل أتحدث عنه وظيفيا ، بدأت حرب المنتفعين ولا أقول السيئين مع هذا الرجل ولم يستسلم ، ساوموه كثيرا ورفض ، عرض عليه وعلى أقاربه الكثير الكثير من المال لأجل تمرير مشاريع عمرانية لفلان أو لفلان ورفض ، زرعت بداره عبوة ولم يستسلم ، هدد بالتصفية برسائل يجدها على عتبة داره أو بحديقة منزله ولم يستسلم ، ولم يستسلم الصياد من متابعة فريسته أيضا ، ولما لم يجدوا أي وسيلة ترغم هذا ال ( موسى ) عن إصراره القاتل لتأخير مشاريعهم الريعية الربحية ، لذلك استبعدوه بقرار إداري وبهدوء تام وتام جدا ، برر أحد المتنفذون توافقيا أن ذلك توافق بين الكتل المتنفذة ، هنيئا لتلك الكتل المتنفذة اجتثاث النزيهين ، وهنيئا لكل أصحاب المشاريع النفعية والمتلكئة ، ولتحيى بابل التي ريّفت بفضل وجهود كتلها التي أعادت الحلة لخمسين سنة الى الوراء كما قالها أحد القادة العسكريين الأمريكيين ( سنعيدكم الى الوراء خمسون سنة ) ، شكرا لليد العراقية النظيفة جدا التي عادت بنا الى الوراء ، وليسقط كل نزيه يعمل لمدينته ، للإضاءة .... فقط .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( صالح الكواز ) الحلي شاعر السليقة والارتجال
-
حلة الله / قصيدة لشهداء الحلة الفيحاء
-
إضاءة / ( عرب وين طنبوره وين )
-
إضاءة / الجهاد والمجاهدين !!!
-
إضاءة / الزمن الجميل !!!
-
(يكولون غني أبفرح )
-
إضاءة / ( داعش ) حقيقة أم خيال !!!
-
إضاءة / العرب تاريخٌ ...!!!
-
قصيدة ( محمد وأحمد مختار وبشير )
-
( الجيش أبن العراق )
-
إضاءة / إعلان غير مدفوع الثمن ( د مديحة عبود أحمد البيرماني
...
-
إضاءة ( الحكومة نزل ) !!!!
-
إضاءة ( نفس الطاس ونفس الحمام )
-
إضاءة ... ( أن كان بيتك من الزجاج فلا ترمي الناس بحجر )
-
إضاءة / عراقي ينقذ ( النرويج ) !!!!
-
أريد أطبع على أخدود الحزب بوسه...
-
إضاءة / أعياد وذبح وطائفية !!!
-
إضاءة / دكتاتورية الفرد ودكتاتوريات الجماعة !!!
-
( فراديس العراق يوقد شمعته الثالثة بمحافظة بابل )
-
إضاءة / وللفقراء قصصهم !!!!
المزيد.....
-
كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
-
باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام
...
-
حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
-
ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك
...
-
في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع!
...
-
-الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
-
مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
-
امنحوا الحرب فرصة في السودان
-
فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|