أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد ح2














المزيد.....

الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 20:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة الافتراضية لا تحمل الوهم ولا تتحمل المحال إلا كونهما قابلان للتحقق الآن أو في الغد طالما أننا لا يمكن أن نجزم بحدودهما من الواقع أفتراضا على أن الواقع الذي بأيدينا ليس هو الواقع الحقيقي ,وسبق أن قلنا أن الحدود بين الوهم والواقع أيضا حدود وهمية ومصطنعة أخترعها عقل الإنسان وصدق بما لديه من منطق محكوم بالواقع المتخيل أننا نعرفه والحقيقة هو جزء صغير من واقع أكبر وأكثر تحررا من منطق منطقنا المحدود لذا فلا يفترض بالفلسفة الحقيقية الواقعية أن تقبل بمنطق جزئي على أنه هو الكامل الحقيقي , في هذا التسليم تكون الفلسفة قد خانت نفسها ولاءمت مع الجزئية العقلية القادرة على ملاحظة الأقرب وتنكر الأبعد لأنها لا تره وليس لأنه غير موجود,الموجود والغير موجود أيضا نسبي للعقل ونسبي في الحكم ونسبي في التقرير وكل شيء نسبي قابل للافتراض بمطلق الحرية.
الفلسفة التقليدية فلسفة تؤمن بالحدود والمقيد والمطلق والنسبي والاحتمال واليقين والمؤكد وغيرها من الصفات والأوصاف التي تحبس الفعل العقلي في مداراتها دون أن تمنح العقل سوى التأمل المنطقي أي التأمل المحكوم بولادات واقعية بالنسبة لها وترفض ما دون ذلك وإن كان في بعض المحاولات القديمة والحديثة دفعت العقل لتجاوز المنطق لكن كانت هذه المحاولات فردية محصورة بقوة المتفلسف وليس بقوة الفلسفة ذاتها ’ لذا عندما نرى أستشراقا وأستشرافا في محاولة أو أخرى لا نعزوها كمنهج تقره الفلسفة بل هو محاولة تمرد عليها وكثيرا ما حاربت الفلسفة هذه المحاولات لتكتشف متأخرة أنها كانت آثمة بهذا الرفض , وتتكرر الحكاية في كل مرة حتى مع الفلسفة الافتراضية الكثير ممن يهتم بالدراسات الفلسفية يرفض حتى الوقوف عند التسمية متهما من ينادي بها بالسفسطائية والخبل المعرفي , الفلسفة الحرة الأستشرافية هي الفلسفة القادرة على رسم طريق المستقبل وتهيئ العقل للتوافق مع أستحقاقات الزمن منسوب للمكان وليس عليها أن تقدم حلول , الحلول تأتي دوما من خلال نظرة جدية لفهم الواقع وسيرورته وأكتشاف العوامل المحركة والدافعة عندها يصبح التفكير بالحل أشبه الجلوس تحت المطر لاكتشاف أن السماء بإمكانها أن تمطر أم لا.
سؤال يدور حول جدوى الأفتراض وجذور البناء الأفتراضي باعتباره اطار كلي للفلسفة بدل أن يكون وسيلة وآلية من وسائل وآليات العمل الفلسفي هذا من جهة ومن جهة أخرى هل هناك مخاطر من عدم ضياع الفلسفة في صورتها الأفتراضية والذي يعني التخلي عن صرامة المنتهج وهجر الثوابت الفلسفية الطبيعية ؟, الجواب يتكرر في كل مرة ,أن تبني الشكل الأفتراضي لهذه المنهج الفلسفي له هدفان رئيسيان الأول تحرير العقل من الشكليات القيدية التي تؤطر فيما بعد المنتج العقلي وتحبسه على الأقل في الواقع وحدوده وبالتالي لا يمكن لنا خرق الواقع المحسوس للتعرف ولو أفتراضا على الواقع الحقيقي وهذه المهمة هي الأهم والأجدر في وجود الفلسفة من مهمة إيجاد الحلول للواقع طالما أننا توصلنا إلى حقيقة أن الواقع ما هو إلا جزء من الصورة الذهنية التي يرسمها كل عقل وبالتالي فالحقيقة التي تبحث عنها الفلسفة الطبيعية الواقعية هي البحث عن حدود للوهم وليس بحثا عن الحقيقة.
النقطة الثانية تحرير الفلسفة من قوقعتها في بوتقة الصرامة والجدية وتقيدها المزعج بالمنطق والقوانين الفلسفية التي كثيرا ما وقفت كمحارب في وجه الإبداع الفكري وتمثلت للكثير من الفلاسفة الأحرار بأنها شبيه السجان الذي يقف بوجهه العبوس يملي على عهدته من المساجين تفاصيل وجهه دون أن يسمح للآخرين أن ينعموا ببعض حرية وبالتالي أصبحت هذه القواعد والقوانين سجن مركب وعبودية مزدوجة أحاطت الفلسفة نفسها بدون أن تتعامل مع المتبدلات والتحولات التي تجري في الماحول البشري , لقد كانت هذه الأطر والقوانين والقواعد والمناهج ضرورية في مراحل متعددة عندما كان العقل والفكر في صراع مع الوهم والخيال والشك والأسطورة وكان الفكر الإنساني بحاجة لقوة ضابطة توجه المسار الكلي للكون , وطالما أن الوجود الكوني اليوم لم يعد هو ذاته الذي نشأ قبل عدة قرون بحيث أصبح العلم والمنطق العلمي هو السائد حتى في تنافسه مع الدين لا بد اذن من تحرير الفلسفة نحو عالم أخر عالم ما بعد علمنة الوجود وعلمية التعاطي الفردي والجماعي مع مشكلات وحاجات وقضايا العصر.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد
- لك أخي الراحل _ كلمات للراحل د محمد بديوي الشمري
- غير أني لا أتذكر _ قصة قصيرة
- أشتراطات التغيير والعمل السياسي في العراق ح2
- أشتراطات التغيير والعمل السياسي في العراق ح1
- امرأة من حرير _ قصة قصيرة
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح3
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح2
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي
- الحب الأول _قصة قصيرة
- الإسلام وواقع المسلمين ج2
- الإسلام وواقع المسلمين
- من يمنحني روح
- الدين بدالة التدين أفتراق في الجوهر والمضمون ح2
- الدين بدالة التدين أفتراق في الجوهر والمضمون ح1
- حلم بلون العسل ..... المر _قصة قصيرة
- البعدية وأعلان أنتصار العقل
- الدين والقومية والجغرافيه
- المرأة بين حق الوجود وحق الوجوب
- الفكر العربي بين روميو وجوليت وعنتر وعبله


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد ح2