أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - باسم يوسف.. و أكاذيبنا المقدسة !!















المزيد.....

باسم يوسف.. و أكاذيبنا المقدسة !!


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 04:18
المحور: الادب والفن
    


الشَنَفْرى، أي غليظ الشفتين، واحد من أشهر صعاليك العرب ذوي الجذور اليمنية، و واحد من أشهر فُتاك العرب في الجاهلية أيضاً، و هو "عمرو بن مالك الأزدي"، من بني الحارث بن ربيعة، مات قبل الهجرة المحمدية بـ "70" سنة..

أجمع كل الذين تناولوا سيرته أنه نشأ في قبيلة "فهم" العدنانية بعد أن قتل الأزديون أباه و انتقلت أمه إلي هناك، كما أجمعوا أيضاً علي أنه اختص بغزواته " بني سلامان بن مفرج" أحد بطون قبيلة الأزد طلباً لثأر أبيه وانتقاما منهم، برفقة رائده في الصعلكة "تأبط شراً"، وهو أحد المنتمين إلي قبيلة "فهم"، و أشهر صعاليك العرب علي الإطلاق، وكانا صديقين،

ومما نجا من الذوبان في هوامش الماضي ووصل إلينا عن ذلك الشاعر الصعلوك أنه كان أحد العدائين العرب المعدودين، وكانوا أربعة يسبقون الغزلان في عدوها، هو و "السليك بن السُلكة" و "أوفي بن مطر" و "عمرو بن براقة"، لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي، غير أن هناك مقولة تراثية رائجة ترجح صحة هذه الرواية بالنسبة للـ "شنفري" علي الأقل، إذ كان العرب يقولون في موطن وصف أحدهم بسرعة الجري :

- أعدى من الشنفري..

ينسبون إليه أيضاً "لامية العرب"، وهي قصيدة مشهورة وثرية وسليمة البناء بشكل عميق، يقول مدخلها :

أقِيمُوا بَني أمّي صُدورَ مَطِيـِّكم / فإنّي إلى قَوم ٍسِوَاكُمْ لأمْيَلُ

فقدْ حَمَتِ الحَاجَاتُ وَالليلُ مُـقمِرٌ / وَشُدًّتْ لِطـَيَّاتٍ مَطـَايَا وَأرْحُلُ

وَفِي الأرضِ مَنأىً لِلكَريم عَن الأذَى / وَفيهَا لِمَنْ خَافَ القِلى مُتَعَزَّلُ

وإني لأكاد أجزم بعدم صحة نسبتها إليه، و أنها منحولة، تقف وراءها أحاسيس مختلفة ومتضاربة و أصابع كثيرة، و لعلها من صنع عدد من النحويين، فهي لا تتفق لا من حيث الشكل ولا الأسلوب ولا بصمة الإحساس الشعري مع ما وصلنا من شعر "الشنفري" غيرها، ولا شعر المرحلة، أو، لعلها !!

لكن أغرب ما وصلنا من أكاذيب العرب، و ذاكرة تراث العرب حبلي بالأكاذيب، هو قصة عالقة بـ "الشنفري"، ولذلك السبب وحده، وقع اختياري عليه كمدخل لهذا المقال..

يزعمون أنه نذر أن يقتل من بني "سلامان بن مفرج"، قاتلي أبيه، مائة رجل، فقتل منهم "99" رجلاً ثم مات، وحدث بعد موته أن رفس جمجمته رجلٌ منهم، فدخلت في قدم ذلك الرجل شظية من عظام الجمجمة فقتلته وأبرَّ "الشنفري"، من العالم الآخر، بقسمه، وأوفي نذره!!

كذبة جميلة، و مقدسة، ككل أكاذيبنا، جميلة و مقدسة، ينتابني الآن، بفضل "باسم يوسف"، شكٌّ في صحتها،

ذلك أن، إحدي أكاذيبنا الجميلة والمقدسة أتيح لـ "باسم يوسف" دون قصد منه، حين حاول أن يكون لصاً دون قصد منه أيضاً، أن يعريها و يعري بها حضيضنا المسكوت عن عمد عنه !!

يجب أن أقول أن هذا المقال ليس دفاعاً عن إنسان له مخالبه الخاصة مثل "باسم يوسف"، فهو مسلح بأفكار فولاذية جعلت منه رقماً من الصعب تجاوزه، كما جعلت منه الواقع الذي يهجم علي خيال الحالمين بعودة القطيع إلي حظيرة "مبارك"، ولكنه دفاع عن المستقبل، عن الوطن الذي لا يريدون له أن يغادر المؤخرة لمصالحهم الشخصية، فقط مصالحهم الشخصية، و فقط جداً..

في نهاية الأسبوع الماضي ثارت ضجة كبيرة، و قامت الدنيا و لم تقعد، و تهجي إعلام البلاط، مقروءاً و مسموعاً و مرئياً، لغة الفاتحين، لقد اكتشفوا بعد بحث طويل و منهك لماذا نحن في المؤخرة، و لماذا فشلت ثورة "25 يناير"،

لقد اقتبس العميل "باسم يوسف" عدة عبارات من مقال لكاتب يهودي يدعي "ابن جودا"، وهذه بالطبع فرصة من الحماقة أن يفلتها الشرفاء للـ "تشويش" علي شرف الرجل ..

كنت علي ثقة أن "باسم يوسف" سوف يتجاوز كل ألاعيب الصغار هذه بكلمة أو كلمتين، وهذا ما قد حدث فعلاً، لحسن الحظ، غير أنني لم أتخيل أن لشخصية "باسم يوسف" بعدٌ سرِّيٍّ قد يمتدُّ بتجلياته من خلال هذا البعد إلي ما هو أبعد من مجرد تجاوز التفاهات، بل الطعن دون قصد في الشغاف، بالضبط كالصياد الذي لا يطارد الفرائس، بل تطارده الفرائس !!

لقد حدث أن استوقفني شئ مهم كان العاهة المشتركة بين كل المقالات التي أفردت للهجوم علي "باسم يوسف"، وفي وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً، بالإضافة طبعاً إلي عناوينها الرنانة، من طراز "السقوط في بئر"بن جودا"، و "الصعود إلي الهاوية" !!

و هو أنهم يجمعون علي أن الفنان "محمود عبد العزيز، أو "عز الدين"، ضابط المخابرات المصرية"، في فيلم "إعدام ميت"، ضحك علي "أبو جودا"، ضابط "الموساد"، والآن ضحك ابنه "بن جودا" علي "باسم يوسف" !!

مزاح مؤقت، وانحدار فكري طبعاً، مع ذلك، هي الشظية التي دخلت في عين كل الذين رفسوا سيرة "باسم يوسف" دون قصد منه أيضاً !!

لعل بهجة الانتباه إلي المفارقة اللغوية بين اسم المفكر "ابن جودا"، و اسم "أبوجودا"، اسم ضابط الموساد في فيلم "إعدام ميت" استدرجتهم بكل سهولة، وهذه إحدي عادات الحمقي و الملونين علي الدوام، إلي السقوط في حفرة إحدي أكاذيبنا المقدسة، و إذ ظنوا أنهم يؤدون دور الصياد كانوا يؤدون أدوار الفرائس السهلة !!

فلا يخفي علي أحد أن مصرعلي شاشات السينما واحدة من أعظم دول العالم، و في الأغاني و في المسلسلات أيضاً، و أن "نادية الجندي" في سبيل مصر، كادت أن تضحي بحياتها، و تسللت بشجاعة المنتحرين، إلي وزارة الدفاع الإسرائيلية، المخترقة من مخابرات مصر، و النكتة الشهيرة "خالتي بتسلم عليكي"، و أمدتنا، و لها الحمد، بكل خطط اسرائيل المستقبلية للحرب علي مصر، فاطمئنوا يا أعظم شعوب الأرض علي الشاشات، و ناموا في سلام !!

كما لا يخفي علي أحد أن "عز الدين"، ضابط المخابرات المصرية، و سبحان الله، هو أيضاً الخائن "منصور" في الوقت نفسه، ذهب إلي اسرائيل، بعد أن ضحي بإصبعه في سبيل مصر طبعاً، ليضحك علي "أبو جودا"، و يعود في نهاية الفيلم، سبحان الله، فيلم، بالبشري للمصريين جميعاً..

و و الله، والله، و الله، إني لأشعر بالخجل لمجرد كتابة مضمون تلك البشري، إسرائيل لا تمتلك قنبلة نووية !!

لعل الكثيرين، بوصف المصريين شعباً سينمائي الثقافة، يتذكرون الحوار بين "عز الدين" و "أبو جودا" قبل دقائق من نهاية الفيلم علي نحو أكثر وضوحاً مني ، مع ذلك ، أعتقد أنه كان هكذا :

محمود عبد العزيز : كشفنا كدبكم !!

يحيي الفخراني : خوفتكم الإشاعة ، هاااه !!

إن المرء ليعجب كيف لدولة تحترم نفسها أن تسمح حتي الآن بإذاعة فيلم هذا جوهره ؟!

إذا لم تستح فافعل ما شئت ، وقل ما شئت أيضاً ..



#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمُّ كباريهٌ إذا ظبَّطْتها / ظبَّطتَ شعباً مفيهشي عضمة !!
- الحنة يا حنة يا قطر الندي
- -خيري أبو همام - ، صار قبراً مؤجلاً يا (ماسر) !!
- كيت بلانشيت و سيمون فيليب .. والبدايات المضللة !!
- بروروم
- المبارزة .. مبادرة للخروج من الأزمة !!
- مني مينا .. الصوت الصارخ في البريِّة !!
- عيد الذئبة !!
- الماسونية .. في ضوء آخر
- قوَّادون آخر موضة !!
- عدالةٌ من زجاج !!
- ديوان - جومانا -.. الطبعة الثانية
- شارون .. الغنيمة الوردية النافقة !!
- راجي عفو الخلاَّق .. -أميجو- الحلاق !!
- الأخت فاهيتا !!
- وغداً أمرُ!!
- سانتا كلوز .. مسيح الشيوعية !!
- هتلر .. نبيُّ الأوغاد
- بهنس .. التقاطٌ خاطئ لوحي ٍ صحيح
- غيمةٌ من أبسط الفراشات


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - باسم يوسف.. و أكاذيبنا المقدسة !!