أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة اذار 1991 ..17















المزيد.....

اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة اذار 1991 ..17


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 01:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة اذار 1991 ..17

مولانا .. سيدنا .. دخيل جدك ...هكذا إذن .. يجب ان تسمع كلمتي في ردهة الطوارئ حيث المتناقضات والموت والصراخ والتهديد .. ( بارك الله بكم دكتور عقيل) ..  كنا نسمع ذلك من مكبرات الصوت التي تصدح من عجلة تتجول في باحة المستشفى ويستقلها شباب مسلحين . كان د عقيل اكبر الاطباء سنا واكثرهم قبولا واحتراما . أخصائي العيون وابن المجر ومحط احترام المنتسبين وابناء المدينة .. هكذا وكلما حدثت مشكلة في المستشفى بين المسلحين والمنتسبين او بين المنتسبين انفسهم يتدخل د عقيل او السيد الطبيب ليحلها بالتراضي او بالفرض وتنتهي تلك المشكلة ..سكن زملاؤنا الاخرين صالة العمليات حيث قائمة الانتظار لا تنتهي ووصل الليل بالنهار !! ولبث المدير العام يدير شؤون المستشفى .. المشادة التي كانت اكثرها خطرا والوحيدة من نوعها حين سمعنا ضجة في استعلامات المستشفى قالوا ألحقوا ! سوف يعدمون المضمد جاسم!! ركضت فوجدت د عقيل قد سبقني .. كان احد الشباب المسلحين يوجه البندقية نحو جاسم وقد برك وصوب فوهتها نحوه وكان موظف اخر ملتح (ق) يصرخ : سوف نعدمه !! وقف د عقيل بين جاسم والبندقية وهو يعنف بهم ويقول اعدموني قبله .. برر ق ذلك متهما جاسم بالتردد على الرفيق الجريح خ غ !! ويمكن ان ينقل له  معلومات !! ... مرت تلك الحادثة بسلام .. كان هناك عدد من الاطباء الشباب وطلاب من كلية طب البصرة متحمسون للانتفاضة .. كان بعضهم يجوبون المستشفى ويحملون البنادق: قال المدير العام لاحدهم : اما البندقية او الصدرية !! بعضهم القى البندقية والبعض الاخر نزع الصدرية ..!!
بدأ الحماس يفتر .. فشل اجتماع المعارضة العراقية في بيروت ولم تجد صرخات الجواهري لها صدى .. يبدوا ان المجتمع الدولي بقطبيه الرئيسيين الامريكي والسوفيتي قد اتفقا على الإبقاء على صدام حسين موجودا وضعيفا بل على التغاضي على الاقل وربما اسناده في قمع انتفاضة اربعة عشر محافظة من مجموع ثمانية عشر .. !!
عام 1968 قامت مجموعة من الشباب الثوري المثقف بالانشقاق عن الحزب الشيوعي العراقي بسبب ذيليته المطلقة للاتحاد السوفيتي .. شكلوا القيادة المركزية وانتهجوا ( الكفاح المسلح) لاسقاط السلطة متخذين من جيفارا مثالا لهم ..قاموا بتشكيل ( خلايا ثورية مسلحة) في المدن وقلدوا جيفارا بالتحرك انطلاقا من الريف باتجاه المدن!! ترك طالب في كلية الهندسة في لندن مقاعد الدراسة وقاد مجموعة من الشباب الثوري بمهاجمة مركز شرطة في هور الغمكه في اطراف ناحية الدواية ... انقلبت الدنيا ولم تقعد .. اشترك المعسكر الغربي والشرق الشيوعي باسناد الحكومة العارفية ضد هذا الخطر المتمثل ببضع عشرات من الشباب!! احرق الهور بالطائرات والبرمائيات وملأت سمائه طائرات التجسس!! كان ذلك بسبب ان تلك الحركة لم تكن سائرة وفق شروط تلك المعسكرات !! وبالتالي ذبحت تلك واغتيل أفرادها لكي يلحقوا جيفارا الذي اغتيل في أحراش بوليفيا ..!!
تذكرت تلك الحادثة وانا اراقب مصير انتفاضة الغضب العراقي على أشنع هزيمة وإذلال تعرض لها الجيش العراقي في تاريخه منذ تأسيسه !!
بدأت الاخبار تتوارد عن بدأ الجيش بالتحرك نحو المدن المنتفضة.. كان الإنذار الامريكي شديدا لإيران بعدم التدخل في شؤون العراق.. لم يدخل السيد الى العراق وأخذ المقاتلون العراقيون الذين عبروا الحدود يعودون من حيث قدموا ليظل شباب الداخل يستقبلون الجيش القادم من الشمال في اطراف ميسان ويقاتلونه بضراوة .!!
نفذ الأوكسجين في المستشفى ولم تبق سوى قناني معدودة وقائمة انتظار العمليات لا زالت كما هي .. شكونا ذلك للمقاتلين المتواجدين في المستشفى .. سألني احد السائقين الذي كان من ضمنهم ان كنا نقبل بجلب الأوكسجين من مدينة البسيتين الإيرانية .. صرخت بجدع ؛ اخي هات بها من تل أبيب واجعلني ممنونا لك!! المهم ان يتوفر الأوكسجين !! .. جائني احدهم معاتبا .. !! مولانا هل ترضى ان يأوي المدير العام عناصر استخبارية في المستشفى ؟! صعقني السؤال !! نزلت مسرعا الى ملجأ المستشفى حيث غرفة المدير .. وجدت الموظف الملتحي ( ق) وقد وضع كرسيا في باب الغرفة وجلس وهو يحمل الكلاشنكوف .. علمت انه قد حدثت مشادة بينه وبين موظف الغسيل المصري وقام ق بضربه على وجهه ..!! حين دخلت قال لي المدير اغلق ورائك الباب ! كان اربعة جنود قد قدموا فارين من البصرة بسيارة مدنية في اول ايام الانتفاضة وقد صعب عليهم إكمال المسير باتجاه بغداد.. دخلوا الى المستشفى وطلبوا من المدير حمايتهم وقد اعلنوا انهم من جنود حماية القصور الرئاسية في البصرة .. كانوا من سكنة بغداد وتكريت ..ما كان من المدير العام د سالم غير تلبية طلبهم انطلاقا من نخوته العربية وقد استشارنا في ذلك فاقترحنا ان نلبسهم ملابس العمليات ويعملون في شعبة الغسيل ... سرقت سيارتهم مع السيارات التي سرقت .. كانوا قد أخذوا بملابس العمليات من قبل المسلحين وارسلوا الى جامع النجارين ، وهناك قام الشيخ احمد العبادي قائد الانتفاضة بايوائهم والبسهم ملابس مدنية وقد قيل انه كان يبدي اهتماما خاصا بالعسكريين من المنطقة الغربية العراقية ونصحهم بعدم السفر خوفا وحرصا عليهم ...بعد دخول الجيش الى المدينة رأيت اثنان منهم برفقة ضابط استخبارات وهم يرتدون دشاديش الشيخ احمد ويبحثون عن د ف ( الذي سب الرئيس القائد) كما أعلنوا.. بل رأيت احدهم يوسع احد المنتسبين ضربا وركلا لانه كان من مؤيدي الانتفاضة كما قال!!!...
فتشنا ملابسهم العسكرية أنا ود سالم نبحث عن هوية او دليل فلم نجد سوى مظروف يحتوي على راتب وصور اطفال ..! لم نكن نعرف عنهم سوى عسكريين من بغداد وتكريت وقد استجاروا بنا فأجرناهم في ظل ظروف معقدة ... سوف تستخدم هذه الحادثة لاحقا في المحكمة الجنائية لمحاكمة اقطاب النظام السابق بعد الاحتلال ، وسوف يتهم احد زملاؤنا الاطباء  المدير د سالم بأنه كان يخفي عناصرالمخابرات في المستشفى !! علما ان ذلك الزميل كان من ضمن الذين انقذهم المدير العام من قبضة الاستخبارات بعد دخول الجيش الى المدينة  ونفى على مسؤوليته  ان يكون ذلك الزميل من ضمن المقاتلين بل زوده بورقة من ضابط الاستخبارات مقدم ركن حامد السماح بالتنقل كطبيب!!! والتي ساعدته بالخلاص وبالتالي عبورالحدود ...!!

ملاحظة : هذه شهادتي لمرحلة هامة وقاسية مررنا بها نحن الاطباء في مدينة العمارة .. وجوابا على تساؤلل اخ متابع لما اكتب هو السيد محمد محل فيما لو حدثت جرائم فضيعة سمع بها قام بها شباب الانتفاضة بحق الموظفين والبعثيين ، اقول : لم اسمع او اشاهد مثل تلك الجرائم في العماره  حصرا وما حدث واعلم به هي ما ذكرت ضمن مذكراتي هذه التي اكتبها بأمانة وصدق السلبية والإيجابية .. نعم يحدث في مثل هذه الظروف الكثير من عمليات الثأر وتنطلق الأحقاد ولا يمكن ان يسيطر عليها وقد حدثت حالات فردية معدودة في العماره بين بعض الافراد ، لكنها لم ترقى الى مستوى ما سمعنا عنها في مدن ومحافظات اخرى وللتاريخ اذكر هذه الحوادث بلا اي تحيز لهذه الجهة او تلك .. اما رأيا اذكره هنا وهناك فأنا انسان لا بد ان يكون لي رأيي الخاص بحالة عامة او تصرفا فرديا ...وأتقبل النقد والنقاش بكل رحابة صدر ...

يتبع



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة اذار 1991..16
- عشك السواجي
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ..15
- اوراق على رصيف الذاكرة .انتفاضة آذار 1991 14
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991 ..13
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..12
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..11
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991.. 10
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991. ..9
- اوراق على رصيف الذاكرة..1991..8
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..7
- خاطرة
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..6
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 .. 5
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ...4
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ...3
- اوراق على رصيف الذاكرة انتفاضة آذار 2
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991
- بلا عنوان
- اسرار


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة اذار 1991 ..17