أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - أوراق تموز---اللحظات الأخيرة للزعيم أنطون سعادة------















المزيد.....

أوراق تموز---اللحظات الأخيرة للزعيم أنطون سعادة------


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1247 - 2005 / 7 / 3 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( دبر حالك معه ، في حساب بينك وبين الجماعة تفضل وشوف هذا الحساب ) . هذه الكلمات هي التي تفوه بها حسني الزعيم لدى تسليمه الزعيم أنطون سعادة للأمير فريد شهاب مدير الأمن العام اللبناني في القصر الجمهوري السوري .

وصل موكب المصفحات الى بيروت وحجز على الزعيم في غرفة قائد الدرك نور الدين الرفاعي في مركزه في (السيار ) .
قال الأمير فريد شهاب فيما بعد أنه كان مكلفا بتصفيته على الطريق بحجة محاولة الهرب لكنه أبى الإمتثال مما اضطر مجلس الوزراء الى عقد جلسة رسمية واتخاذ قرار بوجوب إجراء تحقيق ومحاكمة في أسرع وقت ممكن
....
بعد إجراء الشكليات القانونية طلبت المحكمة من الزعيم إن كان يرغب في تعيين محام للدفاع فطلب النقيب جان تيان الذي كان محسوبا من أصدقاء الحزب فرفض فعاد الزعيم وطلب الأستاذ إميل لحود الذي كان من الأصدقاء فحضر وقبل التوكيل على أن يعطى مهلة 48 ساعة لدرس الملف فكان أن أمهلته المحكمة 24 ساعة ... لكنه أبى أن يستمر في الوكالة ويؤمن الدفاع دون أن تكون لديه أوليات وسائل الدفاع فانسحب بعد جدال شكلي بينه وبين النائب العام

. كان للزعيم موقف آخر ولذلك رجا المحكمة أن يعود الأستاذ لحود وطلب إليه القبول بشروط هيئة المحكمة مهما كانت المهلة لكنه أعتذر وانسحب . وعندما سئل الأستاذ لحود فيما بعد عن اصراره على الإنسحاب وعدم تلبية رغبة الزعيم كان جوابه ( كان حكم الإعدام مهيأ بدفاع ودون دفاع فالأفضل بنظري تاريخيا أن يأتي الحكم بهذا الشكل التعسفي فتكتمل حلقات الظلم والطغيان من أن يأتي هذا الحكم المهيأ سلفا وقد أعطي فرصة الدفاع فلم يفد هذا الدفاع شيئا في تكذيب التهم المنسوبة إليه زورا وبهتانا ، فنسجل أننا دافعنا ولم ننجح . )
وبدأت المحاكمة بعد أن عينت المحكمة ضابط الدرك الياس رزق الله محاميا مسخرا للدفاع . ثلاث تهم :

الأولى تتعلق بلبنانيته والثانية تتعلق بالعمل العسكري الذي تسبب بمقتل دركي وضابط والثالثة في الدفاع ردا على مطالعة المدعي العام . عن التهمة الأولى أكد أنه لبناني ولا يوجد لبناني يمكنه أن يدعي بأنه أكثر لبنانية منه وانه لم يدع في حياته لتذويب لبنان في وحدة سورية سياسية اعتباطية.......

والتهمة الثانية التي تتعلق بالعمل العسكري الانقلابي فقد كان الجواب عليها مختصرا مفيدا فقد نفى الزعيم مطابقة هذه التهمة عليه ملفتا الى مسؤولية كل من كان يقود قطاعات العمليات. وقد شدد على عدم اطلاعه على واقعة سرحمول ومقتل الضابط توفيق شمعون أو مقتل الدركي نسيب النسر في مخفر حارة حريك وقد سجل أسفه لذلك.
المدعي العام -----القى تبعة القتل على الزعيم---والعداوة للكيان اللبناني---الصاق تهمة الاتصال باليهود----
بدأ المدعي العام شربل مطالعته ببيتين من الشعر لأمرئ القيس :

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وايقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك انما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
واختتمها ايضا ببيت من الشعر وقال:
ان الزرازير لما قام قائمها
توهمت انها صارت شواهينا

بدا الزعيم دفاعه بكل رزانة شارحا من جديد فينيقية لبنان التي تشمل فلسطين وسواحل لبنان حتى شمال اللاذقية مستشهدا بعبارة من الانجيل عن((فينيقية التي في سورية)). اما على أبيات الشعر فقد ختم دفاعه أيضا ببيت من الشعر:
وفي الشواهين جبن وهي طائرة
وفي البزاة شموخ وهي تحتضر.

---على الأثر أخلت هيئة المحكمة زهاء ساعة ثم عادت وقرأ رئيس المحكمة قرارها الذي يقضي بالاعدام ---------
تقبل الزعيم الحكم وهو منهوك القوى بابتسامته المشهورة لكنها ابتسامة تعلوها مسحة من الاشفاق والسخرية.

بعد صدور الحكم نقل الزعيم الى سجن الرمل ---بعدها نقل الى زنزانة منفردة في بناية المستوصف -----
وبينما استرسل الزعيم في النوم---كان حكم المحكمة العسكرية مسترسلا في سيارة عسكرية حوالي منتصف الليل تبحث عن أعضاء لجنة العفو فتوقظهم من نومهم أو تلمهم من سهراتهم.
كان موقف أعضاء لجنة العفو كلهم مبدئيا فاحتجوا على هذا الاسلوب غير القانوني ، كان اعنفهم القاضي جورج سيوفي الذي لم يوافق على قانونية المحكمة والقاضي يكن ترك الأمر لرئيس الجمهورية ، أما القاضي الكبير اميل تيان فقد قدم استقالته وقد سجل((تحال القضية الينا كما تحال سائر القضايا ونرى بعدئذ رأينا فيها.)) ومع ذلك صدر مرسوم التنفيذ.

---عند الساعات الأولى من فجر الثامن من تموز حضرت الى سجن الرمل هيئة التنفيذ المؤلفة من ميشال تلحمة مفوض الحكومة المنتدب لدى المحكمة العسكرية ، ميشال ابو جودة ، رئيس قلم المحكمة العسكرية ،كاتب ضبط وفؤاد بولس ، قاضي المحكمة البدائية المنتدب لدى المحكمة العسكرية والعقيد جميل لحود قائد موقع بيروت والعقيد محمد جواد قائد فوج درك بيروت والنقيب الطبيب سعدالله النجار-----

توجه مدير السجن ومفوض الحكومة الى الزنزانة الانفرادية التي فيها الزعيم فتهيبا الموقف وبقيا مسمرين في مكانهما لا يبديان حراكا ومع ذلك كان لا بد من ايقاظه ، فأخذا يفتعلان بعض الضجيج حتى تم لهما ايقاظه وابلغاه المرسوم . كان أول كلام فاه به بعد سماعه الوصية سؤاله عما اذا كانت زوجته وبناته قد وصلن فأجيب بالنفي وهنا طفرت من عينيه دمعة حوت كل لوعة وأسى الزوج والوالد على الحؤول دون رغبته الأخيرة وقال(في افريقيا يحترمون الرغبة الأخيرة---))

في هذا الوقت --بين صدور الحكم وتصديقه ثم تنفيذه ، في هذا الوقت جرت اتصالات كثيرة محاولة تحويل الحكم الى سجن مؤبد انما كلها باءت بالفشل . -------
في هذا الوقت كان تابوت عادي من الشوح صنع في مشغل للجيش ---يشق طريقه الى سجن الرمل ، رآه الزعيم في باحة السجن . كما انه اُرسل في طلب من يقوم بوظيفة جلاد فوقع الاختيار على آغوب سحاقيان من الفوج الثالث الذي وافى الموكب الى مكان الاعدام.

وقف الزعيم قرب خشبة كبيرة ، وقال: ((كنت أتوقع هذا المصير منذ اللحظة الأولى التي اعتقلت فيها))

((ها انا واقف اطلقوا النار فلا اخاف الرصاص ولا الموت )) .
ركع وعصبت عيناه واذ بحصوة تزعجه تحت ركبته فطلب من الجلاد ان يزيحها ففعل فقال له :شكرا.

شق السكون صوت يصيح: ((النار)) ثم سمع دوي الاثنتي عشرة طلقة وسقط الزعيم جثة هامدة ويسقط ذراعه الأيسر ثم سمع دوي آخر، انها رصاصة الرحمة يطلقها الضابط كيروز على رأس أنطون سعادة ، لتجهز عليه.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- to sponge ---------الخفاش
- جلالة الرئيس----فخامة الملك------------
- نظرة في عين أصولي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- العراضة السورية ---الى أين؟
- ففي المقام الأول ينبغي على الناس أن يطيعوا !!!!!لماذا الارها ...
- من بقي من الشرفاء لينعي جورج حاوي-----أشلاء --وكلمات وحلم لم ...
- قلنا: إنهم سيذبحونكم، إذا سمحتم للأحزاب العلمانية والليبرالي ...
- بين مقررات المؤتمر القطري(تعى ولا تجي) وبيانات المعارضة(يا أ ...
- المشكلة ليست في (خصيتي) أبو سعيد ولا في الكيلوت
- العقل العربي والقومية العربية ---جنين مشوه في رحم عاقر 5-5
- العقل العربي والقومية العربية---جنين مشوه في رحم عاقر 4-5
- العقل العربي- والقومية العربية---جنين مشوه في رحم عاقر 3-5
- العقل العربي والقومية العربية---جنين مشوه في ر حم عاقر 2-5
- العقل العربي والقومية العربية---جنين مشوه في ر حم عاقر 1-5
- الآلهة لا تستقيل---بل (تعتزم)
- وتوكلت على الله--وقررت بأن أركب الشعب-----من الآن الى يوم ال ...
- آخر فرسان القومية العربية؟؟؟؟؟؟
- الأثنين 30-آيار-السادسة مساء-بوابة الصالحية---لا تنسوا اصطحا ...
- وصل القمع إلى حد أن عصابة الأخوان المسلمين استنكرته!!؟؟قدرنا ...
- تنبيه الأمة وتنزيه الملة-------لشيخ الاسلام محمد حسين الغروي ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - أوراق تموز---اللحظات الأخيرة للزعيم أنطون سعادة------