أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - دفاعا عن شرطتنا














المزيد.....

دفاعا عن شرطتنا


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد جديدا، أن يلجأ حملة المباخر في كل العهود إلى إسباغ صفة القداسة والعصمة على المسئولين، ورفع سيف الإرهاب الفكري والاتهامات، في وجه كل من يتجرأ على انتقاد الاستبداد أو الفساد أو التقصير، بدعوى أن المعارضين عملاء يهدفون إلى تخريب الوطن.. ومازلنا نذكر كيف كان من ينتقد السادات، عميلا يهاجم "بطل الحرب والسلام"! ومن ينتقد مبارك خائنا يتطاول على "صاحب الضرب الجوية".. ومن يعارض مرسي (مرشح الله والثورة على حد قول مهدي عاكف) يصبح محاربا لله ورسوله ورافضا للشريعة.. ومثله من يختلف مع احد شيوخ الفضائيات، فهو رافض للمرجعية الاسلامية وكاره للدين! ومن ينتقد شخصا يرتدي الزي العسكري فهو بالقطع كارها لجيش بلده ويرغب في اسقاطه!! ومؤخرًا صار من يجرؤ عل التلميح لتقصير أمني أو انتقاد لسلوك ضابط شرطة، يريد هدم وزارة الداخلية والقضاء على المؤسسة الأمنية!
وأثبتت جميع التجارب السابقة، أن هؤلاء الطبالين كانوا معولا رئيسيا من معاول هدم سلطة من صدقوهم، فلم يسارعوا إلى تصحيح أخطاء وخطايا تراكمت حتى كانت سببا رئيسيا في إسقاطهم، وفقا لمتلازمة الغباء المصاحب للكرسي، التي تعمي اعين المسئولين، وتصم آذانهم عن رؤية وسماع النقد.
ولأننا جميعا أصحاب هذا الوطن، فليس من حق حملة المباخر ادعاء احتكارهم الحرص على حمايته.. بل أنني أزعم أنهم من يساهمون ـ بعضهم عامدا والبعض دون قصد ـ إلى تخريب هذا الوطن وحماية الفاسدين المتآمرين على استقلاله وسيادته.. وعلى سبيل المثال، فأنني أتهم جوقة الساعين للتغطية على اي انتقاد لتقصير أمني أو سلوكيات يرتكبها حفنة فاسدة ممن يرتدون الزي الشرطي، بأنهم يسعون لتخريب المؤسسة الأمنية التي يأمل الحريصون على هذا الوطن أن تكون في أعلى ستويات الاحترافية للحفاظ على أمن المواطنين.. وأن يصبح شعار "الشرطة في خدمة الشعب" شعارا حقيقيا وصادقا، يضمن التحام الشعب مع أبنائه، رجال الأمن المكلفين بحمايته.
ولعل أحرص الناس على الجهاز الأمني ورجاله، هم من يطالبون بإعادة هيكلته، وإعادة ترتيب أولوياته، وتطهيره من الفاسدين الذين يسيئون له ويشوهون العلاقة بينه وبين المواطنين! فالشرطة ـ يا سادة ـ شرطتنا؛ مهمتها حماية أمن المواطنين، ومن دونها لا يستطيع أن يأمن على حياته، وحياة أفراد أسرته، وممتلكاته. ومن حق هذا الشعب أن يحظى بجهاز أمني يليق بالمهمة الملقاة على عاتقه. وعندما يكون توزيع ميزانية الشرطة بنسبة 70% للأمن السياسي و30% للأمن العام، لا بد أن تكون النتيجة ماهو حاصل حاليا، من انفلات أمني وانتشار سرقات السيارات والمنازل والسرقات بالإكراه؛ ومن الطبيعي ان نشهد تقصيرًا في مكافحة الإرهاب، لأن شرطتنا عبر عقود طويلة انشغلت بملاحقة المعارضين السياسيين، الذين لا يملكون سلاحا سوى الكلمة والاحتجاجات السلمية، فلم تهتم بالتدريب على مواجهة المجرمين الحقيقيين..ولعلنا جميعا لا حظنا الكفاءة في قمع المتظاهرين السلميين والقاء القبض عليهم، بينما لم تستطع الشرطة حتى الآن المساس بكبار قادة الارهاب، واقتصر جهدها على القاء القبض على كباش الفداء الصغار من الغيبين أو المرتزقة، وعمليات القبض العشوائي على الكثيرين ممن لا يمتون لإرهاب بصلة، بل أن بعضهم كان مطاردا من نظام محفل الارشاد، والبعض شاء حظه العاثر أن يتواجد في مرمى عمليات القبض العشوائي، وآخرين تم القاء القبض عليهم بسبب بلاغات كيدية. لذلك تصبح إعادة النظر في أولوية العمل الشرطي واجبة.. ويجب أن تكون الأولوية في الأجور والتدريب والتأهيل للأمن العام الذي يختص بحماية المواطن، حتى يتحقق الشعار "الشرطة في خدمة الشعب".
وهنا يرتفع في وجهك أيضا سلاح الارهاب الفكري.. يقول البعض "أنكم تعارضون التعذيب وهذا ليس وقته" كما لو ان التعذيب جريمة يمكن السكوت عنها في أي وقت، أو كما لو ان من يقولون ذلك يمكن ان يتحملوا التعذيب هم أو أحباؤهم ـ إذا تصادف ووقعوا ضحية القبض العشوائي ـ انتظارا للوقت المناسب للحديث عن تعذيبهم .. ويسعى أخرون، في محاولة لتلجيم الرافضين لجرائم التعذيب، باتهامهم بأنهم يوافقون على جرائم الارهاب!!
والحقيقة يا سادة أن من يطالبون بإعادة هيكلة الداخلية وتطهيرها من الفاسدين هم الأكثر ألما وحزنا ـ منكم ـ على دماء نبيلة لضباط وجنود، أريقت غدرا من دون أن يكونوا في اشتباك مع ارهابيين. ولن أنسى أبدا صورة والد ضابط شهيد، وهو يقول بحسرة "قلت له موت بس خد منهم أربعة أو خمسة قدامك"!! وما شهدناه للأسف أن معظم الشهداء ـ ماعدا استثناءات فردية ـ قتلوا وهم خارجون من بيوتهم، أو داخل مديريات الأمن، من دون أن تتاح لهم فرصة الاشتباك مع الارهابيين، وحرم أبناؤهم وذويهم حتى من صورة بطولة أخيرة، تخفف عنهم حرقة القلب! ولا شك أنه عندما تتكرر الحوادث بهذا الشكل، وتتكرر حوادث الهجوم على الأكمنة ومديريات الشرطة بنفس الأسلوب، وفي كل مرة تتردد قرائن عن تواطؤ ساعد الإرهابيين في تنفيذ جريمتهم، تكون هناك ضرورة لمحاسبة المقصر؛ وتتبع خطوط يمكن أن تكشف عن متواطئين، وتحمي بقية أبنائنا وأخوتنا الشرفاء من ضباط وجنود الشرطة، خاصة وأن كل من قتلوا حتى الآن كانوا من أكفأ رجالات الشرطة بشهادة زملائهم ومن أكثرهم انسانية واحتراما بشهادة معارفهم..وهنا، يمكن اتهام من يرفضون مطلب إعادة هيكلة الشرطة، بأنهم ـ هم ـ الذين يريدون هدم جهازنا الأمني، وتخريبه بحماية الفاسدين، والتسبب في وقوع شهداء على أيدي الإرهابيين!
كما أقول لمن يحرصون على التعمية على ممارسات التعذيب، وإهانة المواطنين، على أيدي ثلة فاسدة كان من سوء حظ جهازنا الأمني أن تسللت، عبر أساليب نعرفها جميعا، إلى صفوفه؛ انتم ـ وليس المعارضين ـ من تهدمون جهازنا الأمني وتسيئون إليه؛.. أنتم الحريصون على بقاء الفاسدين الذين يسيئون إلى الجهاز ويخربونه، ونحن الأحرص على تطهيره وحماية شرفائه.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلوب ثورة!
- حصنوا أبناءنا
- اختيار رباني!
- السحر والساحر
- العصفورة.. والدروع البشرية
- بين الهيبة والخيبة
- المخلوع شامتًا!
- مؤامرة على الإسلام
- هذا الرجل نحبه
- أمهات السادة الضباط!
- القصاص القادم ممن؟
- شافيز..زعيم تحبه الشعوب
- تأدبوا في حضرة الشعب!
- هتك عرض الدولة
- أهنتم أمهاتكم!
- ارحل ومعك أبو الفتوح
- بفلوسنا!
- دروس وبشاير يناير
- الجماهير هي الحل
- بارك بلادي


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - دفاعا عن شرطتنا