أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - التصنم الفكري... مغايرة ومعايرة














المزيد.....

التصنم الفكري... مغايرة ومعايرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 21:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من أمراض الفكر الإنساني التصنم الأيديولوجي وأعتبار أن النتائج المتحصلة هي محطات مقدسة من بلاغات نهائية لا يمكن حتى التفكير بتجربة المغايرة أو المعايرة , الفكر الرباني الديني تخلص منها إلا أن الفكر البشري بقراءته لها أعاد تصنيم هذا الفكر (قل أروني ماذا خلق الذين يدعون من دون الله) هذا العرض الاستفزازي من السماء مغاير لمفهوم الإنسان من كون الصنمية الفكرية هي صورته المثلى , النص يتحدى ليس بمعنى الإعجاز بل بمعنى البحث ثم التقرير , البحث عن الإبداع وليس البدعة الفكرية , الخلق هنا هو كل مسايرة لخارج الصنمية التقليدية التسليمية لواقع الحال بل هو دعوة موجه للعقل أن يساوق ولو بدرجة ما الخلق الرباني ,وهو العالم أن البشر لا يمكن أن يكون مسايرا لمنهج الخلق ولكنه مدعو لذا قال ((أروني)) ,النص هنا دعوة صريحة لعدم تبني الأيديولوجية بل هي أكثر دعوة للانفتاح والبحث ورفض الأشكال والطروحات الصنمية الجامدة سواء منها القابل للتهشم وهو الفكر الخشبي أو الذي يتصف بالصعوبة في المحاولة وهو التصنم الحجري وهو أشد أمراض الفكر ضررا ورفضا للتطور.
التصنم في هذه الشكلية ليست نتيجة الإعداد المسبق للنظام العقلي بل هذا واحد من الأسباب الممكنة له ,تعود جذور التصنم لحقيقة الإنسان كونه كائن مادي يرى في نفسه صنم وإن كان متحركا لأنه من نفس معدنية الصنم ويشاركه في التجسيد للخارج ,برغم أن الإنسان لم يعرف شكل الرب ولم يره لكنه عندما أراد أن يصنم صورة الرب نقل صورة الصنم الذي بداخله بشكله الخارجي وأفترض أنه هو الرب, هل هذا الفعل منقطع عن جذور عقلية أو مبررات منطقية أمن بها , الإنسان المفكر بعقل منفتح يرفض أن يكون الله بهذه الصورة ليس لأنه لا يؤمن بكونه شبيه الإنسان بل لأنه يعي أن حدود القدرة التي يجسدها شكل الصنم ومهما أوتيت من قوة لا يمكن أن تكون فاعلة بحد البدن , المفكر الحقيقي يرى أن رب الكون عقلا وفكرا لا بد أن يكون أكبر وأعظم من هذه الصورة لذا بادر لرفض الصنمية بأي حال ولأي سبب , هنا يقود المفكر دور القائد الواعي في مسيرة العميان لزيارة الرب.
التصنم أذن هو تعطيل لحركية الزمن قي الفكر وحركة الفكر سابقا للزمن وتفريط بالمكسب الإنساني من حركة الكون كله, هنا علينا أن نتوجه لأصحاب فكرة أن بعض الأفكار محاطة بما يشبه العصمة من التغيير على أساس صلاحيتها المطلقة ونسألهم السؤال التالي , من بفرض أو يدعي صلاحية العصمة للفكر ؟. إن كان الإنسان فلا يجوز اصطناع الدليل دون برهان , والبرهان أن نخضع هذه المقدسات المعصومة للتجربة لتدافع عن نفسها ,إن أثبتت أنها قادرة على التغلب على الزمن لا مجال لإنكارها لأنها وبالدليل برهنت , أما لو فشلت فهذا يعني سقوط العصمة عنها, قد يسأل أحد من يضع شروط التجربة والبرهان , هنا نحتكم للحركة الوجودية في داخل الزمن هي التي تقرر دون أن يكون للإنسان إلا مراقبة التجربة ومتابعة تفاصيل البرهان , في هذه العلمية نصل إلى تعرية حقيقية التصنم مهما كان مصدر ادعاءه أو أساس وركيزة هذا الإدعاء.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التداولية الفكرية وعلاقة الزمن بالواقع العقلي
- أغنية العشق الذي لا ينام
- مسيلم عطال بطال _ قصة قصيرة جدا
- تساؤلات
- مخمرون ولسنا سكارى
- حلم تحت أشعة الشمس الحارقة _ قصة قصيرة
- الجهاد
- عينيك وأنا
- ماذا نريد من الفلسفة. ج1
- نظرية العدل ومقومات المجتمع العادل
- فلسفة ما بعد الفلسفة ج1
- فلسفة ما بعد الفلسفة ج2
- تناقض الدين والتدين
- الدين والانتظام
- لكل إنسان عقل إذن لكل إنسان دين
- تجربة الدين والتجربة العلمية
- تعرية العقل
- استراتيجية التربية والتعليم في العراق رؤية حداثوية
- الرب المذموم والإنسان المعصوم.
- أعراب قحطان وعرب عدنان


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - التصنم الفكري... مغايرة ومعايرة