أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - يدفعونها للأمام لتكون كبش الفداء














المزيد.....

يدفعونها للأمام لتكون كبش الفداء


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 09:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    





يدفعونها دائمًا إلى المقدمة فى أوقات الأزمات والحرب، لتقدم حياتها وروحها فداء الأسرة والوطن، ثم يدفعونها إلى المؤخرة، حين يزول الخطر، لتعود مكسورة القلب إلى الجدران الأربعة، تعانى القهر والظلم والهوان كما كانت، تحت حكم النظام المستبد، الذى قامت عليه أقدم الدول منذ آلاف السنين، بعد مقتل الأم المقدسة، وتحويلها إلى الأنثى المدنسة، وتم صعود الأب إلى الحكم ليصبح المقدس صاحب الأمر والشرف. لكن الشعوب ومنها الشعب المصرى، لم تكف عن التمرد والثورة ضد النظم الأبوية العبودية، المدعمة دائما بقوى خارجية استعمارية، بداية من الفرس والروم والأتراك والإنجليز إلى الأمريكان فى القرن الواحد والعشرين.

لعبت المرأة المصرية دورا بارزا فى كل الثورات والانتفاضات الشعبية القديمة والجديدة حتى اليوم من شهر فبراير ٢٠١٤.

عام ٢٤٢٠ قبل ميلاد المسيح، ثارت النساء المصريات مع الفقراء والشباب والأطفال نادوا بسقوط النظام، وأشعلوا النار فى القصر الملكى

منددين بالظلم والاستبداد، مطالبين بتكافؤ الفرص بين الأغنياء والفقراء وبين الرجال والنساء، عرفت هذه الثورة باسم ثورة «منف» وتم إجهاضها بقوى الثورة المضادة لكن الشعب المصرى قام بثورة ثانية، قادتها النساء أيضا والشباب والفقراء عام ١٢٦٠ قبل الميلاد، وصعدت الأسرة العاشرة إلى الحكم، وأعطى نظام «الرودو» للمرأة المصرية بعض حقوقها المسلوبة، كما تم القضاء على نظام «التسرى» الذى أعطى الرجال حق استعباد النساء، لكن هذه الثورة أجهضت أيضا بالثورة المضادة وعاد نظام الإقطاع عام ١٠٩٤ قبل الميلاد، ينتزع من النساء حقوقهن، وأصبح للرجال فقط حق الدين والنسب والطلاق، ثم ثار الشعب مرة ثالثة عام ٦٦٣ قبل الميلاد بقيادة النساء والفقراء واستردوا بعض حقوقهم المسلوبة.

استمرت الثورات فى التاريخ المصرى تتكرر لإسقاط الأنظمة الظالمة الفاسدة، حتى ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، التى أسقطت رأس النظام (حسنى مبارك) لكن جسد النظام وجذوره ظلت باقية، ثم قامت ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ التى أسقطت حكم الإخوان المسلمين وظل النظام راسخا.

كانت النساء المصريات- مع الفقراء والشباب- فى مقدمة هذه الثورات، أريقت دماؤهن وكرامتهن وقتل أولادهن، وفئقت عيونهن وسجن الآلاف، لكن أسس القانون الطبقى الأبوى بقيت كما كانت.
ستظل المرأة المصرية وقودا للثورات، وكبش الفداء فى الأزمات، يدفعونها إلى المقدمة لتضحى بنفسها من أجلهم، فإذا ما هدأت الأمور وبدأوا تقسيم كعكة الحكم دفعوها إلى الخلف بعضلاتهم وسلطتهم ودينهم وأحزابهم، لم يحدث فى التاريخ أن قام جنس بتحرير الجنس الآخر أو قامت الطبقة العليا بتحرير الطبقة الدنيا.

لهذا على النساء المصريات تنظيم أنفسهن ليصبحن «قوة» سياسية واعية بحقوقها، قادرة على انتزاعها من أنياب الحكومات، فالحرية تؤخذ ولا تعطى.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا كرامة لوطن تهان فيه الأمهات
- محنة الأساتذة علماء السياسة
- الدم المراق وكبش الفداء
- الإعلامى الثورى وعبقرية الكذب
- عبقرية البنات. والطب. والثقافة
- إحياء التراث والروحانيات ونبذ الماديات
- تحرير العقل والعودة للبدهيات
- لماذا لا أحب الأعياد؟
- الحياة المكشوفة فى مواجهة التجسس
- الجبل وشابات لبنان
- هل تتغير المهن مع تغير النظام؟
- المنطق الغائب والصدق
- التناقضات الصارخة فى الدستور
- هل هو فيروس مجهول ؟
- الثورة تبدأ فى العقل
- الأسرة الدينية فى الدولة المدنية
- قوارير ذكورية والجوهرة المصونة
- واحدة من النساء تكفي
- أيضحكون على دقون النساء؟
- القمة والحضيض.. عودة الوعى وغيابه!


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - يدفعونها للأمام لتكون كبش الفداء