أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام القروي - 2/2لماذا عرقل الاسرائيليون خارطة الطريق؟














المزيد.....

2/2لماذا عرقل الاسرائيليون خارطة الطريق؟


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1238 - 2005 / 6 / 24 - 12:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


الاسرائيليون عارضوا خارطة الطريق , لأنهم اعتبروها منحرفة عن موقف الرئيس بوش السابق, وفوجئوا بأنه يتبناها دون موافقتهم. هذا ما يكشفه مقال كتبه أفرايم هاليفي , الرئيس السابق للموساد - جهاز المخابرات - الاسرائيلي ,منذ شهرين في "هارتز" . نواصل هنا عرض الجزء الثاني من هذه المقالة.

يقول هاليفي ان اسرائيل أعطت موافقتها على خطة تهدف للوصول الى حل دائم للصراع كما ألزمت نفسها بجدول زمني مدته ثلاث سنوات للوصول الى ذلك الحل، ولم يمض وقت طويل حتى جاءت قيادة جديدة للسلطة الفلسطينية، وحدود مؤقتة وحل المراحل الطويلة، ولكن تبعاً لنص البند الثالث من خارطة الطريق:-"تصل الأطراف لوضع اتفاقية نهائية وشاملة ودائمة تنهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في عام 2005 من خلال تسوية يتم التفاوض عليها بناء على قرارات الأمم المتحدة 242، 338، 1397 تنهي الاحتلال الذي وقع عام 1967، كما تتضمن حلاً واقعياً ملائماً وعادلاً متفقاً عليه لقضية اللاجئين وقرارا يجري التفاوض عليه في مسألة القدس على ان يأخذ في الاعتبار المصالح السياسية والدينية لكلا الطرفين (وهذا يعني اقرار اسرائيل بأن الفلسطينيين لهم موطئ قدم سياسي في القدس) ويحمى المصالح الدينية لليهود والمسيحيين والمسلمين في أنحاء العالم ويحقق رؤية الدولتين اسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وديمقراطية وقابلة للحياة تعيشان جنباً الى جنب في أمن وسلام".
ويقول هاليفي ان التحفظات الاسرائيلية الأربعة عشر التي تشترط موافقتها (انظر الجزء السابق من هذه المقالة)، ليس لها ولن يقدر لها أن تملك أية مشروعية، وعند أي طارئ ولأي جهة تقدم الولايات المتحدة هذه الوثيقة الاسرائيلية لن يتم الاعتراف بتحفظاتها وبالتالي تبنيها، وقد توقف رئيس الوزراء مؤخراً عن ذكرها، مستوعباً انها غير واردة.
ليس من قبيل الصدفة إذا أن يبحث شارون عن طريقة للالتفاف على خارطة الطريق، وعندما أعلن عن خطة الفصل راح يؤكد أنها منفصلة ولا علاقة لها بخارطة الطريق، وليست خطوة في الطريق اليها.
والمشكلة , كما يرى هاليفي, أن شارون عندما قابل الرئيس بوش تفاوض معه حول بعض جوانب الصراع وحصل منه على ما يضمن بقاء التجمعات الاستيطانية خلال اطار العمل بالتسوية النهائية، وتصريح حول حل لمشكلة اللاجئين.
وهو يؤكد أن هذه كانت هي البداية الفعالة للتفاوض على حل دائم، وازاء التزام الرئيس بوش نفسه بالضمانات قدمت له اسرائيل التزاماً احادي الجانب بانجاز خطوات عاجلة لفك البؤر الاستيطاينة التي اقيمت بعد (مارس) آذار 2001.
وظهرت هذه الفقرة في خارطة الطريق ضمن سلسلة الالتزامات المتبادلة بين الطرفين، وبالتالي تلك هي التزامات منفصلة وغير مشروطة، من ا سرائيل للولايات المتحدة وليست للفلسطينيين، أما الوفاء بها فيجب ان يكون فورياً.
التطور الخاص هنا يعكس الاختلاف الجوهري الذي طرأ على الفهم الاسرائيلي لحل الصراع وخطواته.
عملية المفاوضات الأمريكية الاسرائيلية في أول الأمر بدت كما لو كانت ستخلق نقطة بداية مريحة لاسرائيل، كما بدت كما لو كانت ستقدم لاسرائيل انجازات في علاقتها مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بمختلف ملامح الحل الدائم، لكنها جعلت المفاوضات بين الجانبين ترفاً زائداً، فقد أصبحت الولايات المتحدة الوسيط المقرر في جميع المسائل المتعلقة بالصراع، وفي رأي هاليفي أنه سيغدو مستحيلا على اسرائيل في المستقبل ممارسة ضغط على الفلسطينيين فيما يتعلق بالموضوعات التي يتبنى فيها الأمريكيون وجهة النظر الفلسطينية, كذلك الافتراض القائل ان الولايات المتحدة سوف ترفض في كل مرة الاجراءات المصرية أو السعودية أو الفلسطينية المرفوضة من قبل اسرائيل أمر يحتاج الى دليل.
واذا ما وقعت تطورات في المنطقة تؤثر سلباً على وضع الولايات المتحدة والى الحد الذي يقتضي ان تكافئ قطراً عربياً، أو إذا ما طلب من الولايات المتحدة ان تتدخل في العربية السعودية أو في النظام الشمالي وشعرت ان عليها ان تبرهن أنها غير معادية للعالم العربي فثمة فقرات في خارطة الطريق ستجعل من الممكن لواشنطن قبول دور عربي خاص، دون التخلي عن خارطة الطريق.
ويخلص هاليفي الى ان الحكم النهائي والموجز حول تطبيق خارطة الطريق بين الأطراف متوقف كلياً على "الرباعية" (الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة) وقد أقرت اسرائيل بالتالي ان تجعل لهؤلاء الكلمة الأخيرة لكن ما يطفو على السطح الآن ان الولايات المتحدة واسرائيل تعدان خطة عمل "لحل مفروض" من أجل إنهاء الصراع. ولن يتأتى نتيجة المفاوضات بين جميع الأطراف، وانما نتيجة مفاوضات كل طرف على حده مع الولايات المتحدة، وسيبذل الرئيس بوش كل طاقته لاكتمال هذا العمل قبل أن يترك مكتب ا لرئاسة مع نهاية عام 2008 ويحتمل كذلك ان يميل قادة اسرائيل الحاليون الى ابرام صفقة حل نهائي معتقدين استناداً لماضيهم المعروف وخبراتهم الفائقة، انهم يتحملون المسؤولية التاريخية لانهاء الصراع اسهاماً منهم في خدمة الأجيال القادمة.
وكل شيء سوف يتقرر طبقاً لخارطة الطريق وستعتمد مشروعية الحل الدائم بشكل رئيسي على من يمتلك القوة وعلى الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة, أما التسوية "المفروضة" فسيتم تثبيتها في واحدة من أ دنى اللحظات استقراراً في دول الجوار ، وبالتالي فان الدائرة التي تربط الوضع الدولي العام بالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي سوف تغلق, وعملية فك الارتباط سوف تكون أول الحلقات في سلسلة رسم الحدود النهائية الاسرائيلية، والتتابع سوف يتقرر في السنوات الثلاث القادمة، ليس من خلال ميزان القوة فقط بين اسرائيل وجيرانها، بل وكذلك من خلال مخرجات "حملات أخرى قادمة" على المنطقة.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 2 من 2
- تقرير غربي يميز أنواع الاسلاميين
- مقارنة بين امريكا والامبراطوريات السابقة 1 من 2
- هل كل هذه الاعمال -استفزاز أقلية-؟
- خطط البنتاغون للحرب الاعلامية
- العميل بابل الذي أرق اسرائيل
- أوروبا والعراق وملف الارهاب
- دليل البقاء للصحفيين
- نساء مصر وبلطجية الحزب الوطني
- في كتاب هام للباحث حسن المصدق يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت ...
- المسلمون في الانتخابات البريطانية
- الاعلام المضلل
- الاشتراكية الدولية في فلسطين
- أين تتجه سوريا ؟
- -دار الحرية - والتمييز ضد النساء في الدول العربية
- النساء يتفوقن على الرجال في تونس
- صدام حاول تمويل حملة اعادة انتخاب الرئيس شيراك
- العرب في أمريكا
- خاص بالمطبعين مع اسرائيل
- الفلسطينيون في أوروبا يصدرون إعـلان فيينـا للتمسك بحق العودة


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام القروي - 2/2لماذا عرقل الاسرائيليون خارطة الطريق؟