أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - فتاوى التكفير أشد خطرا وفتكا بالمجتمع من عبوات التفجير














المزيد.....

فتاوى التكفير أشد خطرا وفتكا بالمجتمع من عبوات التفجير


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1238 - 2005 / 6 / 24 - 12:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن أية ممارسة إجرامية تستند إلى قناعات فكرية أو عقائدية تكون لها امتداداتها التأثيرية وقوتها التدميرية العابرة للمكان والمتجاوزة للزمان ، مما يجعل مستحيلا أسرها أو إقبارها . بينما الميولات الإجرامية التي يكون باعثها الانتقام أو الحاجة سرعان ما يتم تطويقها بوضع الجناة خلف القضبان . من هنا يكون الإرهاب على خلفية عقائدية أو فكرية أخطر أنواع الإرهاب والإجرام ، لأنه يعتمد أسلوب شركات الإشهار في خلق الحاجة إلى المنتوج ، ومن ثم توسيع قاعدة المستهلكين . إن بث الفتاوى التكفيرية والترويج لها لا يختلف عن الوصلات الإشهارية في خلق الاستعداد النفسي لدى المتلقي لاستئناسها ثم التشبع بها . وكل الشبان الذين فجروا أنفسهم ليلة 16 مايو لم يولدوا إرهابيين ، وإنما صاروا كذلك بفعل التأثير الذي مارسه المشايخ عبر فتاواهم الشيطانية . وهذا ما أكده الناجون أو الاحتياطيون من كونهم حضروا مرارا لدروس هؤلاء المشايخ وتداولوها مسجلة . ويهمنا في هذا المقام الوقوف عند واحد من مشايخ السلفية القتالية ، محمد الفيزازي ، الذي يحاول الضغط على الدولة لإطلاق سراحه ، بتعبئة معتقلي السلفية الجهادية وتحريضهم على الاستمرار في خوض الإضراب عن الطعام ، وكذا بالاحتماء بالمنظمات الحقوقية التي ، للأسف ،اعتبرت الإفتاء بالتكفير رأيا ، وحرية المفتي مقدَّمة على أمن المجتمع وحياة المواطنين . إن الفيزازي واحد من أبرز الشيوخ التكفيريين المحرضين على قتال الأعداء المقربين ، وهم المواطنون المصنفون في خانة المرتدين لقبولهم التحاكم إلى قوانين " الطاغوت" والقواعد الديمقراطية . ومن ثم يكون المجتمع والدولة والأحزاب كفارا ومرتدين . وأسس الفيزازي فتواه التكفيرية هذه على التالي :
1 ـ أن الديمقراطية كفر ، وكل من تبناها واعتمدها أسلوبا لإدارة الدولة وتسيير الشأن العام ، فهو كافر . لأن الديمقراطية ، في حكم الفيزازي ، هي كفر في مظهرها وجوهرها لاعتبارات أَجمَلها في التالي :
أ ـ البرلمان ويعتبره الفيزازي مكان التحليل والتحريم في قوله ( هو المكان الذي يحلل فيه المحللون ويحرم فيه المحرمون ، فأين شريعة الله من كل هذا وأين كل هؤلاء من شريعة الله تعالى ) . ومعنى هذا أن الفيزازي يضع البرلمان ، من حيث اختصاصاته ، في تعارض مع الشريعة ، أي يجعله ندا لله تعالى في مجال التشريع . وهذا موقف تتقاسمه كل الجماعات الإسلامية المتشددة بعد أن تراجعت عنه قليلا الجماعات الموصوفة بالمعتدلة .
ب ـ الانتخابات التي يعتبرها شهادة ( والشهادة الديمقراطية تقبل من كل مواطن بلغ سن الرشد القانوني ( وليس الشرعي ) ولو كان يهوديا أو نصرانيا ولو كان تاركا للصلاة أو ملحدا معروفا ، فضلا عن الفساق الذين يتباهون بالمعاصي الظاهرة .. كل هؤلاء تقبل شهادتهم في الدين الديمقراطي ) بينما ، يضيف الفيزازي ( ديننا لا يقبل شهادة من مسلم فاسق .. فكيف يقبلها من زنديق مارق أو كافر ناعق ؟ ) .
ج ـ الأحزاب السياسية ، في حكمه لا يمكن أن تكون إلا " علمانية" ، أي حاملة للقيم الإنسانية التي يعتبرها الفيزازي منافية للقيم الدينية . ومن ثم ، يقرر أن أتباع هذه الأحزاب ( يرفضون شريعة أرحم الراحمين وكلهم يعلنون ولاءهم للشرائع الدولية ويقبلون بالتحاكم إلى محاكم اليهود والنصارى في ( لاهاي ) وغيرها ، وهم يعلمون أن تلك المحاكم ليس فيها آية واحدة أو حديث واحد وليس من قضاتها مسلم واحد وحتى إن كان فليس مسلما ) .
من هنا لا يرى الفيزازي في الدولة وقوانينها ومؤسساتها غير " الكفر" ومحاربة الدين والتشريع وتحليل الحرام وتحريم الحلال . لذلك نجده يفاخر بكونه ( يحلل حرام الشرعية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( عقوق الرحمن ) والقوانين الوضعية التي تحرم الحكم بما أنزل الله وتعتبره تطرفا وتخلفا .. وتحرم الجهاد في سبيل الله ، وهذا ذروة سنام الدين ، وتعتبره عنفا وإرهابا وأسلوبا غير متحضر ، وتحرم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعتبره تدخلا في الحياة الشخصية للغير . وتحرم فرض الجزية على أهل الكتاب ، وتسميه دعوة إلى الفتنة والطائفية .. بل وأبعد من ذلك تحلل الردة والخروج عن الدين والطعن في القيم كما تنص على ذلك المادة الثامنة عشرة من الإعلان العالمي ( للعقوق ) . وتحلل موالاة الكفار .. وتحلل المظاهر الشركية من البناء على القبور .. أقول هذا كله أحرمه وأرفضه .. فهذه عندنا منكرات وفظاعات نُكفّر من استحل مُحرَّمَها ، أو جحد واجبها متقربين إلى الله تعالى بذلك ) .
2 ـ أن النظام والدولة كافران لأنهما يحكمان بغير ما أنزل الله . والحقيقة أنهما يحكمان بغير ما يريد الفيزازي ويحكم به . إنه يريد أن يثخن في قتل المرتدين وذبح اليهود وفرض الجزية على النصارى واستحلال أعراض المواطنين وممتلكاتهم ، ولما كانت القوانين الوطنية تجرم هذه الأفعال وتعاقب عليها ، صارت في حكم الفيزازي " حربا" على الدين وكفرا بالله وشريعته . وبالتالي أفتى بالجهاد ضدها وضد كل من يحتكم إليها ويقبل العمل بها ، من المواطن البسيط إلى الموظف و الفنان والمثقف والبرلماني والوزير والملك . لا ينجو أحد من حكم الردة وعاقبة القتل . فقد جعل الفيزازي وأمثاله قتل "المرتدين" أعظم قُرْبَة . وهذا كان الدافع الذي حمل يوسف فكري على اقتراف جريمته ، كما جاء في قوله ( وبعد شهرين رجعنا إلى مدينة اليوسفية لكي نترك للسلطة رسالة عملية مفادها أنكم بسبب اعتقالكم لأولئك الإخوة فإننا سنلجأ إلى عمل من نوع خاص والذي يعتمد على السرية التامة فكان المدعو عمر الفراك أول عدو أتقرب به إلى الله عز وجل ) أسبوعية الصحيفة بتاريخ 18/24 أبريل 2003 . وكذلك كان حال الانتحاريين والاحتياطيين وكل من تشبع بثقافة التفجير وفتاوى التكفير . لهذا سيظل التكفير أشد خطرا على المجتمع من التفجير .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان العربي أبعد ما يكون عن الحوار والتسامح والتحالف
- هل سيتحول المغرب إلى مطرح للنفايات الوهابية ؟
- نادية ياسين لم تفعل غير الجهر بما خطه الوالد المرشد
- المسلمون وإشكاليات الإصلاح ، التجديد ، الحداثة 2
- المسلمون وإشكاليات الإصلاح ، التجديد ، الحداثة 1
- خلفيات إضراب معتقلي السلفية الجهادية عن الطعام
- معتقلو السلفية الجهادية من تكفير منظمات حقوق الإنسان إلى الا ...
- المجتمعات العربية وظاهرة الاغتيال الثقافي
- الأزمة السياسية في إيران تؤكد أن الديمقراطية لا تكون إلا كون ...
- عبد الكبير العلوي المدغري والشرخ الغائر بين الروائي المتحرر ...
- الإرهاب يتقوى وخطره يزداد
- منتدى المستقبل- أو الغريب الذي تحالف ضده أبناء العم
- العنف لدى الجماعات الإسلامية بين الشرعنة والإدانة 2
- العنف لدى الجماعات الإسلامية بين الشرعنة والإدانة -1
- الإرهاب إن لم يكن له وطن فله دين
- هل أدركت السعودية أن وضعية المرأة تحكمها الأعراف والتقاليد و ...
- عمر خالد وخلفيات الانتقال بالمرأة من صانعة الفتنة إلى صانعة ...
- هل السعودية جادة في أن تصير مقبرة للإرهابيين بعد أن كانت حاض ...
- ليس في الإسلام ما يحرم على المرأة إمامة المصلين رجالا ونساء
- العلمانية في الوطن العربي


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - فتاوى التكفير أشد خطرا وفتكا بالمجتمع من عبوات التفجير