أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ريهام عودة - أخلاقيات الحروب و النزاعات














المزيد.....

أخلاقيات الحروب و النزاعات


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 06:47
المحور: حقوق الانسان
    


بما أن حياتنا كعرب مليئة بأحداث عنف و تقلبات سياسية متعددة منذ القدم ، وبما أننا نعيش دوماً في شرق أوسط هائج و متقلب يتسم بكثرة الصراعات الداخلية و الخارجية ، حيث عانت ومازالت تعاني بعض الشعوب العربية من ويلات الاستعمار الأجنبي و النزاع الطائفي و الحروب الأهلية ، ومازال هناك حتى تلك اللحظه شعب عربي يناضل من أجل نيل الحرية و الاستقلال كالشعب الفلسطيني الذي يخضع للاحتلال الإسرائيلي ومازال يعاني من كوارث الحروب و النزاعات.

فلماذا إذن نتحدث عن أخلاقيات السلام و الحرية و العدل ، وتلك المبادئ المثالية البعيدة كل البعد عن حياتنا الواقعية التي نعاصرها يوما بيوم وساعة تلو الأخرى ..

فبكل بساطه فاقد الشيء لا يعطيه !

ربما علينا أولاً أن نتأقلم كشعوب مع حياة الحرب و الصراع و الأزمات المتتالية ، وربما علينا أن نتبنى ثقافة محاولة البقاء و النجاة في أصعب و أحلك الظروف حتى لا ننقرض في المستقبل أو نتحول إلي مجرد أرقام و احصائيات في تقارير المستشفيات و سجلات الوفيات.

ولكي نستطيع العيش في تلك الظروف و الأوضاع الخطرة ، فلابد لنا أن نطالب سوياً كشعوب مدنية مسالمة بوضع معايير و أخلاقيات للحرب و النزاع الدائر في بلادنا ، حتى نستطيع أن ننقذ ما يمكن انقاذه أو حتى نستطيع أن نحمي أنفسنا و نحافظ على الحقوق الانسانية لضحايا الحروب و النزاعات ، لعلنا نقلل من الخسائر بقدر ما أمكن، أملين أن يأتي يوما مشرقاً جديداً ننعم به بالسلام و الأمن.

ربما تبدو الفكره غريبة و متشائمة نوعا ما ، لكنها واقعيه وتعبر عن حياتنا اليومية كشعوب تعاني من قسوة العنف و شدة الأزمات بكافة أشكالها ومراحلها.

إن الشيء الذي أتحدث عنه هنا ليس هو ما يسمى بإدارة الأزمة أو ادارة الطوارئ إنما هو المطالبة بوضع ميثاق شرف و أخلاقيات للمحاربين و المقاتلين من كل الأطراف ، وذلك طبقا للأخلاقيات العربية و الدينية و الدوليه و مبادئ حقوق الانسان.

و ربما يستغرب البعض و يتساءل هل يوجد أخلاق للحرب ، فالحرب معظمها شر و دمار وضد الإنسانيه !

فهل هناك حرب أخلاقية ؟ و كيف يكون لمسببات الموت و الهلاك أخلاق ؟ هل المحارب يستطيع أن يكون له قلب ؟ و هل يشعر بمأساة وألام الضحية ؟

وأجيب على تلك التساؤلات الفلسفية بأنه بالطبع ، لا يمكن تسمية أية أداة للقتل بأنها أخلاقية أو انسانية !
فالحرب لا تجلب لأهلها و أصحابها سوى الدمار و الهلاك مهما كان نوع النصر ، فلابد أن يكون هناك خسائر بشرية ومادية و معنوية.

لذلك لابد من فرض شروط وخطوط حمراء للمحاربين يجب أن لا يتم تجاوزها مهما كانت الظروف ويتم فرضها على أية جهة محاربة سواء كانت تلك الجهة تعتبر نفسها تحارب من أجل الدفاع عن النفس أو تحارب من أجل احتلال و استعمار بلاد أو تحارب من أجل انتقام أسود و شعور سادي لتشبع رغبتها بالسيطرة ، فلابد من أن يكون هناك التزامات ومسئوليات يتحملها المحاربين مهما كانت قوتهم و مبرراتهم للحرب.

وقد تكون الفئة الوحيدة التي يمكن أن تستفيد من ميثاق أخلاقيات الحرب هي فئة المدنيين وحدهم الذين لا حول لهم و لا قوة و الذين لا ينحازون لأي طرف كان في النزاع ، لكنهم مع الأسف يتحملون نتائج ومصائب تلك الصراعات بشكل عشوائي وظالم وهذا ما حدث بالفعل للكثير من المدنيين بالعالم بوجه عام و في الشرق الأوسط بشكل خاص هذا ما حدث عندما ......

عندما يتم محاصرة مخيم اليرموك في سوريا حيث يدفع اللاجئون الفلسطينيون كل يوم ثمن باهظ ويتم تجويعهم بسبب معركة هم ليسوا أصلاً طرفاً بها.
عندما تشن اسرائيل حروبها ضد الفلسطينيين وتشتعل الأوضاع في المنطقة فيسقط ضحايا مدنيين من كلا الطرفين حتى لو بنسب غير متعادلة.
عندما يتم قتل رجال ونساء و أطفال أبرياء في العراق عبر تفجيرات انتحارية و لا تدري الضحية لماذا قُتلت و أي ذنب اقترفت !
عندما تريد جماعه مجهولة في لبنان أن تنتقم من حزب الله فتفجر سيارة في منتصف شارع مزدحم يعج بالمدنيين الأبرياء.
عندما يتم حرق السفارات الأجنبية في ليبيا و يتم قتل دبلوماسي غربي بسبب فيلم هابط لا ذنب له فيه.
عندما يتم خطف الصحفيين و عمال الإغاثة الدوليين باليمن لمجرد أنهم يحملون جوازات سفر أجنبية.

إنهم دوماً المدنيون هم من يدفعون ثمن الحروب و النزاعات سواء عن طريق الصدفه أو الخطأ أو بسبب حظهم العاثر الذي جعلهم يتواجدون في التوقيت و المكان الغير مناسبين .

إنها طبيعة الحروب و النزاعات المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط التي تهدد حياة المواطن العادي وتثير الذعر و الرعب في قلوب أطفاله ، فلقد أصبحنا نعيش في عالم عربي شرق أوسطي جديد مكتظ بالحروب والنزاعات التي تأخذ صفة الأشباح حيث لا نعرف ما هي هوية القاتل و لا المقتول ، هي حروب تتسم بعضها بأنها مجهولة الأهداف و الهوية !
فهل هي حروب على الإرهاب ، أم حروب من أجل تحرير وطن أم حروب من أجل تصفيات سياسية ومصالح ذاتية؟

لا أحد يستطيع أن يجيب على تلك التساؤلات الغامضة ، سوى مخططي الحروب و مسببي النزاع.

لذلك لابد لنا كمدنيين ومؤسسات مجتمع مدني و حقوقيين أن نعتمد سوياً سياسة محاسبة ومسائلة ومحاكمة مجرمي الحرب عن طريق استخدام الأدوات القانونية و الوسائل السلمية التي تطالب بحماية المدنيين أثناء الحروب والنزاعات وعلينا أيضاً العمل على مطالبة أطراف النزاع بتطبيق قواعد القانون الدولي ، كاتفاقيات جنيف الأربعة التي تتناول حماية حقوق الانسان الأساسية أثناء الحروب .



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله : الهدف الأول لإسرائيل
- قوقعة غزة
- الدولة المدنية و الدولة الدينية : وجهة نظر
- خطاب هنيه فعلاً كان مهم ....
- العدالة و حقوق الانسان في عالمنا العربي بين الواقع و التطبيق
- ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !
- الشعوب العربية و صدمة المستقبل !
- ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي
- السياسة و فن التفريغ النفسي لدى الشعوب
- أمراء الجهاد و حلم الخلافة الإسلامية
- هل تترقب أمريكا و اسرائيل سوريا قبل البدء بمحاسبة ايران ؟
- المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ ا ...
- الكنفدراليه في الواقع الفلسطيني بين جدلية الطرح و امكانية ال ...
- الأخلاق و حرية التعبير عن الرأي
- التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب
- خادمة جارتي السمراء
- أيها اللبنانيون ...... الأمن أولاً
- غزة بين طبول الحرب على إيران و الانقسام الفلسطيني
- اتفاقية أوسلو و التفكير في البديل الثالث
- المرأة الفلسطينية و المشاركة السياسية


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ريهام عودة - أخلاقيات الحروب و النزاعات