أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميلاد سليمان - الذكرى الثالثة 25 يناير.. إتحاد أم إنقسام!؟















المزيد.....

الذكرى الثالثة 25 يناير.. إتحاد أم إنقسام!؟


ميلاد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذكرى الثالثة 25 يناير.. إتحاد أم إنقسام!؟


النزول للإحتفال

في الذكرى الثالثة لأحداث تظاهرات 25 يناير، جاء اليوم هذه المرّة مختلفًا عن سالفيّه في العاميّن الماضييّن بشكل واضح. في البداية كان الجميع يريدون النزول للإحتفال، سواء بما تحقق وتم إنجازه فيتم الثناء عليه. أو بما هو مأمول ومنتظر تحقيقه فيتم تأكيد المطالبة به.. والإحتفال في ذاته، ليس عيب أو جُرم، بل موقف إجتماعي من المفترض أن يضم كافة الطبقات والطوائف والفئات الشعبية الوطنية، كحق لكل مواطن مصري على العموم دون أي تمييز. ولكن الإختزال ومحاولة تحويل الحدث إلى ملكية خاصة بفئة دون أخرى، وإقصاء أي جماعة نزلت لتشارك بكلمتها، يَنحو بالثورة إلى مسار لم يُراد لها من البداية أن تنسير فيه. الثورة قام بها الشعب، هو شرعيتها ووقودها، بالتالي إستبعاد أي فصيل من فصائله، نزل ليعبر عن رأيه، يُعد إنتهاك لحقه في حرية التعبير عن موقفه، طالما ظلت ممارسته لهذا الحق في إطار الطرق السلمية التي لا تُحرض ولا تمارس أي عنف.

لقد إنتفض الشعب مرتيّن، حتى الآن، في المرة الأولى 25 يناير 2011، من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية كما جاء في الشعارات المرفوعة.. والمرة الثانية، في 30 يونيو 2013، ضد تلك الجماعة المتطرفة التي خدعته وكذبت عليه بإسم الدين بعد تلقيحه بالسياسة، واستأثرت وحدها بكل شىء من مقدرات الحكم، بل وزادت في حدة الإنقسام المجتمعي الطائفي.

إلا أن آليات العنف الممنهج من التفجيرات والإغتيالات التي قام بها أنصار هذه الجماعة يوم الجمعة 24 يناير وما سبقه في أماكن متفرقة، أنبأ عن تصعيدات في ممارسات العنف، ليكون الدم هو اللغة التي يتعامل بها الجميع ولا يتم الحوار إلا من خلالها، مما جعل الإحتفال يوم 25 يناير 2014، يتحول إلى مشهد يثير الفزع والخوف على مستقبل الوطن، وليس الأمل في التغيير كما كنا نتوقع.




الميدان بدون ثوار

فى الإحتفالية الأولى 2012، كان الزخم الجماهيرى داعماً للحالة الثورية العامة، حيث شرعية الميدان، وكان هناك مئات الآلاف وربما الملايين فى الشوارع، الأغلبية كانت تهتف "يسقط حكم العسكر"، وكانت بمثابة مرحلة طفولة الوعي الثوري، حيث لم يقدم أي منهم بديلًا واضحًا مباشرًا، فتم تقديم البلد على طبق من ذهب للإخوان المسلمين، بعد غياب الرؤية والتخطيط المرحلي لتلك الفترة الإنتقالية.

وفى الإحتفالية الثانية 2013، وفيها كان الإخوان في سُدة الحكم، تم الإحتفال لهم وحدهم، بإعتبارها ثورتهم الخاصة، شرعية الإخوان والبرلمان، ونزل الرئيس السابق محمد مرسي ليلقي خطبة عصماء في الميدان، كللها بقوله "ثوار أحرار... هنكمل المشوار"، ومن حينها بدأ الفرز والإقصاء والتربُص، بين جماعة الإخوان الحاكمة والتيارات الثورية والمدنية، فنزل إلى الميادين ليس فقط شباب يناير، إنما أيضا كل معارضي حكم الإخوان، بمن فيهم من ناصبوا الثورة العداء سابقًا، واعتاد الإعلام على تسميتهم "فلول".

وفي الإحتفالية الثالثة 2014، عادت الجماهير، لتحتفل بالثورة، في ظل غياب معظم رموزها الشبابية، كما كان حال الإستفتاء أيضًا، لتحل محلهم رموز جديدة، حيث يرى أغلبهم – أي الثوار- أن رُوح الثورة نفسها غابت عن المشهد، حيث جاء الإحتفاء بدور ومكانة وأثر ثورة 30 يونيو، ليفوق ويتجاوز ما يُذكر عن ثورة 25 يناير، وفي ظل إعلاء صوت التأييد للفريق السيسي وسط مرددي الأغاني والأناشيد الوطنية لمبايعته رئيسًا دون إنتخابات كما يهتف البعض!!؟، فظهر الإحتفال باهتًا مذبذبًا، بينما على أطراف الميدان كانت الإشتباكات الدموية بين الفصائل الثورية المناهضة لحكم العسكر والإخوان مع الشرطة من جانب، وبينهم وبين الإخوان من جانب آخر، فجاء هتافهم "يسقط كل من خان.. عسكر فلول إخوان".

وكما لم يحصل معارضو الإستفتاء الدستوري في 14 يناير على فرصة للتعبير عن رأيهم، وتم مطاردتهم وتكميم أفواههم، سواء من الشرطة أو من الأهالي، هكذا إستمر الحال في 25 يناير أيضًا، في التعامل مع كل من يرفض الهتافات المؤيدة لشخص السيسي وسياسته. كان رجال الشرطة والمخابرات يلقون القبض على المئات من الشباب في أنحاء مختلفة من الجمهورية لإتهامهم بحيازة منشورات محرضة على العنف أو التجمهر وقطع الطريق والإخلال بالسِلم العام، وتم إطلاق النار العشوائي لتفريق المتظاهرين في الميادين، مما أوقع عشرات القتلى والمصابين، كما في مذبحة المطرية وغيرها، ليتجاوز عدد ضحايا أحداث العنف في ذلك اليوم (الإحتفالي!!) 89 قتيل، وما يزيد عن 250 مصاب، بجوارعشرات المفقودين، حسب ما أقرته تقارير جبهة الدفاع عن متظاهري مصر وويكي ثورة، وغيرهما من المواقع الحقوقية.

وبجوار الدور الوحشي لقوات الشرطة والمخابرات، في تكميم الأفواه، والتعامل اللاآدمي في القبض على الشباب ومطاردتهم، وكم التجاوزت المرصودة في فض الإشتباكات والمسيرات، إنتقلت فوبيا الإقصاء إلى الوسط الشعبي، فصارت فصائل ممّن يُطلق عليهم "المواطنين الشرفاء" تفتك بكل شخص سِلمي أعزل يهتف ضد السيسي ولا يحمل صورته، أو يشير بيده بعلامة رابعة!؟. بل وصل الأمر إلى إقدام بعض الأهالي على تعذيب وإحتجاز بعض الشابات في إنتظار تسليمهم للشرطة كما حدث في منطقة ميامي الإسكندرية!؟.


وماذا بعد..

أن يموت الثوار في عيد ثورتهم، تلك هي الطامة الكبرى، حيث الإستخدام المُفرط للعنف من أجهزة الشرطة ورجال المخابرات، بجوار إنتشار بعض العصابات المسلحة بالزي المدني على أطراف الميادين في الحافظات المختلفة. كذلك وسائل الإعلام، سواء الحكومية أو الخاصة، أغلبها إستمر في التعتيم على الحدث، لتبث لنا ما يحدث داخل الميدان فقط، من رقص وأغاني وأفراح!؟. فبدا الأمر، وكأن الجميع يتبرأون من ثورة 25 يناير وكل من شارك فيه، ليتم تشويههم، وقلتهم معنويًا وجسديًا، وتجاوزهم سياسيًا، ليتم تنصيب وتأييد وإحلال ثورة 30 يونيو مكانها. هذا بجوار توزيع التُهم الجاهزة لكل من يعترض أو ينتقد آلية الحكم الإنتقالية في هذه الفترة، ليتم تخوينه وإعتباره إخواني مطالب بالشرعية!؟.

العنف هذه المرّة ليس من قِبل الأجهزة الرسمية فقط، ولكن فاق كل التوقعات، وأصبح هو المسيطر على المشهد ككل، من جميع الأطراف. مما يدعونا لطرح سؤال لابد منه؛ لماذا لا تتم مواجهة الإرهاب والتخطيط الدموي إلا بالتغييب العقلي بخرافات غريبة عن مؤامرات "أبلة فاهيتا وبيبسى وباسم يوسف"!؟؟. وربما تكون الخطوة الأدق والأصوب، هي دعوة وطنية من أجل الإستماع لكافة الأطراف المتناحرة، لفتح باب حوار تصالحي توافقي لتجاوز تلك المرحلة!؟.

إن كانت 25 يناير 2011 وّحدت الشعب خلف كلمة واحدة ورأي واحد، ن الجماهير عرفت "من ترفض"، فقد جاءت إحتفالية 25 يناير 2014، لتجد الشعب مفكك مشرذم أكثر من أي فترة مضت، لأن الجماهير قالت "مِن تريد"، ليتحول الاحتفال بالثورة إلى كرنفال راقص على الجثث والدماء.



#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم ومضامينه
- المثلية... لمسة إنسانية
- لماذا ننتقد الإسلام!؟
- الإلحاد حق إنساني
- التهمة.. شغل عقله
- العكاز الثقافي
- فئران لا تأكل الجبن
- ثقافة ما بين الساقين
- ثقافة الفهلوة


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميلاد سليمان - الذكرى الثالثة 25 يناير.. إتحاد أم إنقسام!؟