أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لوتس رحيل - مذكرات بارميطة رقم1














المزيد.....

مذكرات بارميطة رقم1


لوتس رحيل

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 21:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وانظر الى تلك الطاولة هناك,في تلك الزاوية المظلمة.......فذاك مكانه المفضل كلما جاء الى هنا...تلك طاولته...ويرمقني...ويحرك رأسه يحييني..واشعر بالامان لوجوده هنا....فهذا العالم يخيفني ويفزعني....انه غابة..فيها وحوش..حيوانات برية..وفيها الاليفة ايضا...ولكني دوما خائفة...هذا الشعور بعدم الامان وعدم الاطمئنان ينتابني...ويجبرني على ان اكون مستعدة كل لحظة للدفاع عن نفسي...فهذه الحيوانات رغم الهدنة فهي احيانا تكشر عن الانياب وتفكر في الغدر والاخلال بالالتزامات وبنود الاتفاقيات...وانا حريصة على ان اكون متاهبة دائما واعلن حالة الطوارئ....فانا مرغمة على العيش في هذه الغابة حتى اتمكن من تحمل مسؤولية نفسي وأؤمن نفسي واعولها....وهذا العمل الذي لم يدر بخلذي يوما ما ان اقوم به ولو في الاحلام’وجدت نفسي فجاة وسط النيران..لكنها ظروف’وللظروف احكام.....
*************************
وابتسم ثانية وانا استعرض شريط الذكريات وكيف كنت تائهة وسط الزحام ابحث هنا وهناك عن عمل يحميني من غابة تفتح فمها لتغريني...والخوف من مستقبل مجهول لا يفارقني...وشهادة عليا لم يعد نفعها يجديني...ولا وساطة تغنيني....وترميني الاقدار لاطرق الابواب ولا احد يفتح في وجهي ..واركض هنا وهناك...والجواب الببغائي يلاحقني لا يوجد عمل ..لاوظيفة..لايوجد مكان شاغر..وحتى وان كنت قد تنقلت في وظائف مؤقتة فهي لا تدوم لاني مهددة بالخروج منها فهي مجرد وظائف مؤقتة وتداريب وتكوينات ولا راتب جيد ولا حوافز ولا تشجيع انها ناعورة حياة يفوق فيها الطلب العرض وميزانها لن تتعادل كفتاه ابدا..ومجتمع همجي لاعدل ولا نظام يحكمه. ظلام في وضح النهار وشمس ساطعة في جنح الليل والخلل سرطان يوما عن يوم يزداد انتشارا في خلايا الجهاز وينخره...وانا ما دخلي في هذا كله.ما ذنبي؟فانا مواطنة...ومتعلمة..ومثقفة..وطموحة..ولدي شهادات وليس شهادة واحدة فقط..وامل وعزيمة واصرار...لكن ابواب احلامي جميعها موصدة...ومفاتيحها ضائعة...والرفض المستمر اصبح انيسي ولا مكان لي ولا باب يفتح في وجهي.. اي باب يا ربي ,انتظر ان يفتح اي باب.. سواء حديدي او خشبي او زجاجي المهم ان ادخل بابا ما دون وساطة ودون مساعدة فلدي مؤهلات تخول لي الصعود الى الاعلى وليس الدخول من الابواب فقط...لكن الخلل المنتشر والواسع الانتشار اوصد امامي كل الابواب....وانفجرت في بكاء عنيف ..فالياس يدب في اوصالي وانا اخرج من احدى الشركات..كان املي كبير في ان يتم قبولي بها فقد تعبت من البحث والانتظار...واشتقت الى العودة الى الاهل والديار...فقد تركت المنزل والاحباب وجئت الى هنا بحثا عن غد افضل وعن مستقبل افضل فهناك فرص العمل قليلة فلا انشطة في مدينتي الصغيرة وكان عملي بها كمساعدة صيدلي عملا لذيذا حقا ومفيدا وممتعا لكنه دون فائدة فقد كنت كحمار شغل فقط اكد واشقى مقابل ورقات نقدية لا تسمن ولا تغني من جوع...وضقت ذرعا بالاهانات المتكررة والاوامر والانتقادات المستمرة ...وقر رايي على الانسحاب...على محاولة البحث عن عالم اخر وكيان وذات اخرى ..قررت ان اجرب حظي واركب المغامرة وادخل الغابة...فمؤهلاتي كفيلة بان تعزز موقفي واجد عملا شريفا ومرتبا معقولا واحقق داتي ...ولكنها مجرد اضغاث احلام...فالمدينة الكبيرة اطلقت النيران...وتهت في دوامة البحث...وحللت ضيفة عند زميلات دراسة اخترن منذ البداية المواجهة والتشبث باي عمل كان....ونفضن الغبار عن الشهادات ورمينها جانبا ليدخلن عالم العمل بشهادات حية لايربطها شيء بشهادات الدراسة...ومضت الايام طويلة وكئيبة وانا اقوم كل يوم بجولة في ارجاء هذه المدينة الكبيرة..هذا العالم السحري الذي اعتقدت انه سيفتح لي ذراعيه وينصفني منذ اول يوم تطأه قدمي...لكن هيهات ثم هيهات...فشهاداتي لاتساوي شيئا...ومؤهلاتي غير معترف بها..فهنا مؤهلات اخرى وشواهد اخرى وخبرات لم ادرس عنها شيئا ولم ادخل معاهدها ابدا...وهكذا كنت اقابل بالرفض ...وفكرت في العودة الى بيتنا وان اجر اديال الخيبة لكن كبريائي منعني من الاعتراف بالفشل والاستسلام..فوجودي هنا اكبر غلطة...ومحاولاتي الفاشلة في وجود عمل سببها اني جادة وصارمة وابدو بسيطة في عالم يعترف فقط بالمظاهر والالوان....وسلاح الدخول اليه كلام معسول ونصب واحتيال....وشعرت بالاختناق وانا اعبر الطريق لاجلس قليلا في حديقة هناك كي ارتاح من تعب المشي منذ الصباح والدخول الى هذا المكتب وذاك حاملة ملف اوراقي وحقيبة يدي...واشعر بدوار في راسي فانا غارقة في يم فشلي..لاستفيق على محرك سيارة كادت تدوسني لاسقط ارضا من الخوف والهلع وملف اوراقي المبعثرة وحقيبة يدي وجراح في رجلي ..وفردة حذائي...لم افهم ما يجري فقد حدث ذلك في لمح البصر...شلت قواي..وانخرطت في بكاء عنيف وسائق السيارة يحاول تهدئة روعي...وجلب لي ماء..والطريق شبه خاوية ..حاول مساعدتي على الوقوف وجمع اغراضي..وعرض علي مرافقته الى المستشفى اذا شعرت بالم ولكني رفضت فانا لا اطيق المستشيفات ولا اطيق المرض والاصابات...كما ان جراحي طفيفة رغم وجود دم..وتمالكت نفسي..وسالني عن وجهتي فاخبرته اني متعبة واود الجلوس في الحديقة..ورافقني الى هناك ثم طلب مني ان انتظره فقد كان في عجلة من امره وسيعود بعد قضاء مآربه...وبقيت في الحديقة غسلت وجهي واثار الدماء فقد ترك لي حقيبة صغيرة جلبها من سيارته وبها اسعافات اولية من ضمادات وادوية ..وماء كما جلب لي بعض الحلوى واكلا من مقهى مجاور....واعتقدت اني احلم...وكنت جائعة فعلا فاكلت بشراهة وتنفست الصعداء وانا احاول ان اضبط نفسي واستجمع قوتي ...فقد كنت انا المخطئة فعلا لم انتبه وانا اعبر الطريق وهذا الرجل اللطيف لم يعاتبني ولم يعنفني فقد كان مؤدبا معي ووقف بجانبي فغيره ربما سيهرب ويتركني...ومن يدري فربما لن يعود هو الاخر وان اكد علي ان انتظره فلولا ان الامر طارئ لما تركني وانا في حالتي تلك....



#لوتس_رحيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات عذراء رقم12
- مذكرات عذراء رقم5
- مذكرات عذراء رقم2
- احلام مغتصبة
- مذكرات عذراء رقم7
- مذكرات عذراء رقم8
- مذكرات عذراء -الغوص في المتاهة-
- مذكرات عذراء رقم 1
- مذكرات عذراء رقم4
- مذكرات عذراء بداية المتاهة
- مذكرات عذراء رقم 11
- من مذكرات عذراء رقم10
- اعتراف
- من مذكرات عذراء
- من مذكرات بارميطة


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لوتس رحيل - مذكرات بارميطة رقم1