أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل قرياقوس - لا نريد دستور اسلامي














المزيد.....

لا نريد دستور اسلامي


نبيل قرياقوس

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 23:48
المحور: حقوق الانسان
    


حدثني احد العراقيين وهو رجل مثقف مسلم الديانة خمسيني العمر ، راجيا عدم كشف اسمه ، قائلا والعهدة عليه :
منذ عقود عديدة اصبحت اغلب المجتمعات البشرية وخصوصا المتحضرة منها تدرك ان القوانين التي تحكم وتنظم العلاقات بين افرادها انما هي احد اهم العلوم ذات الجوانب الادارية والانسانية والتي تخص كل انسان في الكون ، لذا فان اي تطور او تغيير فيها وفي اي مجتمع كان انما ينعكس وليحدث اثاره الايجابية في تغيير قوانين المجتمعات الاخرى.

المجتمعات المتحضرة تدرك ان القوانين المسنة فيها لها قبلة مقدسة واحدة هي الانسان ، وهذا الانسان لا يميز بدين او لون . القوانين المسنة حاليا في هذه المجتمعات هي حصيلة الفكر البشري اضافة لكونها ثمرة عمل ونضال وتضحيات العديد من الناشطين في المجال الانساني وحقوق الانسان.
لا تجد في دستور اي مجتمع متحضر اشارة الى ان القوانين يجب ان تسن وفق الدين الفلاني او الشريعة الفلانية مع ان حق التدين باي ديانة مكفول ضمنا ، فدين اومذهب او معتقد اي انسان أمر خاص به ولكل انسان مطلق الحرية فيها الى الحد الذي لا ينتقص فيه من حرية الاخرين.
في المجتمعات المتحضرة يتم تغييرالقوانين المنظمة لعلاقة الفرد بالدولة أو بقية الافراد بين فترة وأخرى وفق التطور الذي يتزايد طرديا بازدياد الفهم البشري لحقوق الانسان ، فحكم الأغلبية لم يعد مجديا فيما يخص الكثير من حقوق الانسان في مجال حياته الشخصية كما في مسألة ايمانه بالله او في شكل ونوع حياته الجنسية مثلا ، فالانسان حر في كل شيء طالما انه لا يؤذي غيره. ان حصول الانسان على كامل حقوقه الانسانية بما فيها حقوق العدل والمساواة والعمل والتأمين المعيشي والصحي يساهم مساهمة لا متناهية في اطلاق العنان لمزيد من الابداع والتطور العلمي من اجل حياة افضل لكل انسان في الكون.
المجتمعات الشرقية عموما والعربية منها تحديدا ما تزال تشكل عبئا على انفسها اضافة الى عبئها على المجتمعات المتحضرة ، فافراد المجتمعات العربية ذات الغالبية المسلمة يعانون من ازدواج كبير في شخصيتهم الاجتماعية ، فهم مثلا يقرون بان حقوق الانسان في اي مجتمع غربي هي افضل من حقوق العربي في بلده ، كما ان العربي يتمتع باغلب الحقوق الدينية والانسانية حينما يقيم في بلد غربي ، بينما يكون فاقدا لتلك الحقوق في بلده ذي القوانين والانظمة الاسلامية ، ورغم كل ذلك ترى ان اغلبية افراد المجتمع العربي تستفتي لصالح دستور اسلامي ! بل وما يزيد الطين بله هو ان الغالبية المطلقة من هؤلاء العرب يمارسون سرا او علنا الكثير مما يعاقبون عليه وفق الشريعة الدينية بينما قد تكون اعمالهم تلك هي حق من حقوقهم الانسانية في شرائع وقوانين المجتمعات المتحضرة.
ان سبب هذه الازدواجية يرجع الى سيطرة بعض القوى الدينية على منابع ثروة مادية ومعنوية ضخمة تتمثل بالاماكن الدينية في مجتمعات متخلفة حضاريا واقتصاديا بحيث يضطر الفرد فيها الى التمسك بقوة الغيب لتنتشله من واقع الضعف والعوز وفقدان العدل والامان ، كما ان هذه الازدواجية مستفحلة في المجتمعات العربية اكثر من اي مجتمعات اخرى ذات غالبية مسلمة بسبب كون اللغة العربية هي لغة الدين مما يوفر ويجعل الطريق سهلا لبعض القوى السياسية والدينية للف والدوران لاقفال عقل العربي بحجة اوامر الله ومن ثم تهديد ذلك الفرد بالجهنم الموعد فيما لم يضحي بحقوقه الانسانية بينما تتمتع تلك القوى بتلك الحقوق سرا.
تقر قلة من المثقفين العراقيين سرا بان بعض القوى الدينية كانت صاحبة الحظ الاوفر في ان يفقدالعراق فرصتين ذهبيتين في تاريخه الحديث لمحاولة الالتحاق بركب الحضارة وتوفير حياة كريمة لمواطنيه وتتمثل الاولى بالاحتلال البريطاني والثانية بالاحتلال الامريكي ، فبدلا من التحضر اوالتعقل والاستفادة من حضارة متقدمة كما حصل لشعوب اخرى مرت بنفس ظروف الاحتلال ، حصل اننا جابهنا تلك الجهتين بطريقة ما دون ان نحصل على اي فائدة سوى المزيد من اضاعة الحقوق الانسانية لمواطنينا ، مذكرين باقرارنا المنطقي بوجود اهداف خاصة لاي محتل.
عيبا ، فقد العراق مواطنيه اليهود والصابئة والمسيحيين والايزيديين ، وعيبا يفقد كل العراقيين حقوقهم الانسانية يوم بعد آخر ، ،فالى متى يستطيع العراقيون اقرار دستور لا يميز بينهم كبشر !

نبيل قرياقوس
24-1-2014



#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل متظاهر ارهابي
- تحريم التظاهر في بغداد
- حصانة قاتلي صحفيي الشرق
- عاجل : خمسة ملايين أوربي في بغداد
- أنا الله
- صخب وكباب في طبعة كتاب ( كاريكتير )
- جرائم ادارية مؤسفة في العراق
- الفصل في لجنة التحقق
- وزير السياحة والآثار
- اداريات وقوانين مؤسفة
- مسؤول صاعد ..مسؤول نازل
- كتاب وشعراء للبيع
- رئيس العالم
- لم تعلن حالة الحب
- اعتداءات هواتف نقالة
- طاح حظه
- بيض فاسد ونعل
- العلة بك وبوزيرك
- العام 7310 لسكان العراق الاصليين
- أغبى الادارات العراقية


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل قرياقوس - لا نريد دستور اسلامي