أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حكيم العبادي - هكذا نقرأ ... ( 6 ) .. جنيف (2) ... العجي الما يعيش ، يبين من خغانو















المزيد.....

هكذا نقرأ ... ( 6 ) .. جنيف (2) ... العجي الما يعيش ، يبين من خغانو


حكيم العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 20:58
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا أريد الخوض في المواقف السياسية للفرق المتحاورة في جنيف (2) ... ولا لطبيعة الأزمة السورية وتداعياتها ... ولا لشروط الحل الذي يمكن أن ينقذ الشعب السوري ... ولا لرأيي في هذه القضية ... لكنني أقول لكم وبإختصار شديد : هذا المؤتمر سيفشل فشلا ً ذريعا ً ... أما سبب الفشل فهو ، ببساطة ، واضح ٌ على خراء العَجي !!! .

العجي الما يعيش ، يبين من خغانو :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك مثل لطيف سمعته في الموصل حين كنت طالبا ً أدرس الطب فيها في السبعينات ... يقول المثل : (العجي الما يعيش ، يبين من خغانو ) ... ولمن لا يعرف لهجة أهالي الموصل أوضح بعض مفردات المثل ، وهي كما يلي :
العجي معناها الطفل ... وهو إستخدام موسع لكلمة عربية فصحى ، معناها ، اليتيم الذي ترضعه نساء أخريات بعد وفاة أمه ... لكنهم في الموصل إستخدموها لأي طفل ... وسوف أحدثكم عن مصدرها في مقال قادم ...و كلمة خغانو ، معناها : خرانو ... أي خراءه ... والخرء في اللغة هو : البراز ... وقد تحولت الراء غينا ً كما في اللهجة الموصلية الخفيفة اللطيفة ... ومعنى المثل كاملا ً : ( الطفل الذي سوف يموت ، يبين من خراءه ) ... أي أن طبيعة البراز ، وكميته ، ولونه ، ورائحته ، وإختلاطه بأشياء أخرى كالدم وغيره ، والعلامات المرضية التي تظهر عليه ، تعتبر دليلا ً أكيدا ً على شدة مرض الطفل ... ومنها يستطيع الطبيب الحاذق ، أو الأم المجربة ، أو الجدة ، أن تعرف مدى خطورة مرض إبنها ... وتستطيع كذلك التنبؤ بنتيجة هذا المرض .
من الواضح أن العجي في مثالنا هذا هو المؤتمر ... والخراء هو حديث وزيري الخارجية الامريكي جون كيري ، والسعودي سعود الفيصل في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر !!! .
فالأطراف الخارجية التي تحضر مؤتمرا ً كهذا ، يجب أن تكون محايدة وتحاول التقريب بين وجهات نظر الأطراف المتصارعة إذا أرادت ضمان نجاح المؤتمر .
الذي رأيناه هو إملاء للشروط الأمريكية على لسان كيري مرة ، وعلى لسان الفيصل مرة أخرى !!! .. ولا أعتقد أن هناك عاقل واحد في العالم يتوقع النجاح لمؤتمر كهذا .
هذه الإملاء دفع بوزير الخارجية السوري إلى الرد وبشكل حازم على الوزير الأمريكي ... ومنذ هذه اللحظة ، سينقسم المؤتمر إلى جبهتين تتقاتلان بالكلمات ... سوريا وأتباعها بما فيهم إيران... والسعودية وأتباعها!!! .

كيف نقرأ هذا الموقف :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. هذا المؤتمر بلا قيمة عملية إطلاقا ً ... وغايته الوحيدة هو تبييض الوجه الأمريكي القبيح أمام العالم ، والقول بأنها سعت لحل المشكلة بوسائل دبلوماسية ... ولربما حصل هذا إستجابة لمواقف الروس .
2. هذا بالضبط ما حصل مع صدام حسين ، حين حاصروه بزاوية ضيقة ، بإملائاتهم غير المنطقية ، والتي لا يمكن لأي أحد القبول بها ليبرروا مهاجمته لاحقا ً... وكانت تلك هي الخطوة الأولى للإتفاق السعودي الأمريكي لغزو الشرق الأوسط .
3. لقد توضحت أسس الشراكة الأمريكية السعودية لتدمير المنطقة ... حرب طائفية في المنطقة تأتي على أخضر العرب ويابسهم ، تستفيد منها أميركا بتفريغ المنطقة من سكانها ، والسيطرة على منابع النفط ... وتستفيد إسرائيل بتحقيق الأمان والإستقرار الذي لم تشعر به منذ الأربعينات ، وتتجه عن التفوق الإقتصادي دونما إهتمام بالمجهود الحربي ، لتصبح يابانا ً أخرى في المنطقة ... لكن من دون زلازل ، ولا تسونامي !!! ... وتأمن السعودية على نظامها الحالي بدعم وحماية السلفيين مستقبلا ً كما تعتقد ... وتتخلص من شبابها اليائس ، و المتخلف ، والقادم من كهوف التأريخ حاليا ً.
نسيت ان أقول لكم أن المثل يتحدث عن العجي ... وهذا يعني إنه بلا منطق ، ولا عقل ، ولا خبرة من دروس التاريخ ... وهذا هو حال سعود الفيصل ونظامه الصحراوي ... فالنظام السعودي لن ينجو مما يجري ولو حلق إلى السماء السابعة ... فمليشيات السلفية لن تترك موارد النفط ومئات المليارات بجيوب هؤلاء ... لكنها لا تريد أن تفتح جميع الجبهات مرة واحدة ... هو إتفاق لصوص إذن ، و سيستمر حتى لحظة إقتسام الغنيمة ... وعند إقتسام الغنيمة ستسمع ( حس العياط ) ، كما يقول المثل العراقي .

إستنتاجات سياسية ، رغم كرهي للسياسة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. المؤتمر سيفشل ، ولا حاجة للذكاء لإدراك هذا ... ما هي إلا بضعة أيام ٍ من الصبر فقط .
2. رغم كرهي للأنظمة الدكتاتورية وظلمها الفظيع ، وخصوصاً العسكرية منها ...و الأنظمة الدينية وتخلفها وإستغفالها لعقول البسطاء ، والضحك على ذقونهم ... و الأنظمة المؤدلجة بجميع طيوفها ... لكنما المنطقة على شفا أبواب جهنم ... والحكمة ليست في التمييز بين المتناقضات ، كالجميل والقبيح .. أو النظيف والقذر ... أو بين السريع والبطيء ... الحكمة هي في تمييز تباين المتشابهات ، كالتمييز بين السيء والأسوء ... والقذر والأٌقذر ... والدموي والأكثر دموية !!!... خصوصا ً أنه لا يمكن لدولنا العبور نحو ديمقراطية ، ليبرالية ، حقيقية ، دون دم ٍ وخسائر ٍ وتضحيات .
أحمق من يعتقد خلاف ذلك .
3. الحل الوحيد هي في وعي الشعب ... وتضامنه ... ورفضه تسليم وطنه للمذابح... وللطائفية ... وتشكيله جبهة واعية تتحالف فيها كل القوى لإستلام الحكم دون المرور بمرحلة المتأسلمين ، ودون الإقتراب من النسختين العراقية أو الليبية ... ولكم في التجربة المصرية بديل لا بأس به حاليا ً... شرط أن لا تستلمها المليشيات الدينية في البداية .
4. على الروس أن يستميتوا في الدفاع عن مصالحهم ... فهذه المنطقة هي من آخر أسواقهم في العالم ... وآخر كرامتهم أيضا ً ... خصوصا ً وأنهم شركاء في المصيبة ... وهم هدف ثاني للإرهاب السلفي ... وعلى روسيا أن تستفيد من تجربتها الغبية في العراق ... فلو كانت وقفتها جادة كما يحصل الآن لما حوصر العراق ... ولما أستبيح أيضا ً ... ولما دُمِّر ... وهذا الكلام يعني الصينيين أيضا ً .
5. للمقال صلة بمفهومين قادمين خلال أيام ، لكن ليس لهما علاقة بالسياسة .

الدكتور حكيم العبادي
https://www.facebook.com/hakim.alabadi



#حكيم_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم ... (17) ..... الحفر في الوعي العربي نصير شمة مثلا ً ...
- مفاهيم ... ( 10 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثالث ) ا ...
- هكذا نقرأ ... ( 5 ) إبتكار الشطرنج .... مقال إعتراضي
- مفاهيم (17 ) ... المال والبنون زينة الحياة الدنيا .... 7.202 ...
- مفاهيم ( 16 )... فن التعليق
- سحر النص الفيروزي ... ( 44 ) يا ريت ... إنت وانا في البيت عم ...
- مفاهيم ... ( 15 ) SAPIOSEXAL العجز الجنسي الوحيد الذي يعاني ...
- مفاهيم ... ( 14 ) ... فيروز وحديث البلد ... مباخر ٌ أم مباو. ...
- مفاهيم ... ( 13 ) ... وديع الصافي في رحاب الله هل لبنان قطعة ...
- سحر النص الفيروزي ... ( 43 ) قديش كان في ناس ... الإنتظار ال ...
- مفاهيم .... ( 12 ) إختاره القدر ليكون ضحية ً ... ولكنه أبى إ ...
- مفاهيم ( 11 ) ... رمضان هل هو شهر الله وشهر الرحمة ؟؟؟ هذا ا ...
- سحر النص الفيروزي ... ( 2 ) لبنان وفيروز
- وصلت الرسالة ... الدور الدور الدور الدور ... موعودة يلى عليك ...
- مفاهيم ... ( 9 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثاني ) ال ...
- مفاهيم ... ( 8 ) ... ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الأول )


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حكيم العبادي - هكذا نقرأ ... ( 6 ) .. جنيف (2) ... العجي الما يعيش ، يبين من خغانو