أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن احمد - السوريون وجنيف 2















المزيد.....

السوريون وجنيف 2


محسن احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




• لم يكن ليخطر في بال المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية حينما لبت دعوة الائتلاف للاجتماع به في القاهرة ووافقت على حضور جنيف 2 بوفد موحد لما يسمى بالمعارضة السورية ،وفق تصريح الناطق الاعلامي للهيئة القائل ( يبدو أنه قد تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بين هيئة التنسيق الوطنية والائتلاف بعد اللقاء الأخير الذي جرى في القاهرة بين الأستاذ حسن عبد العظيم المنسق العام للهيئة والأستاذ أحمد الجربا رئيس الائتلاف على دعوة الهيئة لعقد لقاء تشاوري في القاهرة تشارك فيه جميع قوى المعارضة السورية لتشكيل وفد موحد يحمل رؤية مشتركة إلى مؤتمر جنيف2 ....نأمل النجاح في هذا المسعى... )
بأن الجهة الداعية سوف تكلف الجربا حصرا بتحديد اسماء المعارضة السورية ودعوتهم وفقا لرسالة الامم المتحدة الخاصة بذلك، ولو خطر ذلك بشكل جزئي على بال الهيئة فهي بالتأكيد لم تكن مضطرة لحضور اجتماع القاهرة وأن تعاني من وابل من الانتقادات الكثيفة التي اعقبت ذلك وأن تفقد في الداخل والخارج جزءً من رصيدها ومن مؤيديها وبالأخص الذين يعتقدون جازمين بأن الهيئة صادقة مع نفسها في موضوع لاءاتها الثلاثة الشهيرة.هذه المرة وجدت الهيئة نفسها خارج مضمار الملعب، ودخولها للملعب لن يكون إلا بموافقة الجربا، مما دفعها لتبحث عن قوى المعارضة الوطنية والتي لم تكن تقر بشرعيتها كمعارضة.
• أثر اقتراب موعد مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده فإن قوى التغيير السلمي ،لازالت بموضع المراقب لتطورات الامور وبالأخص إذا ادركنا بأنه إلى الان لم توجه أي دعوة رسمية لها ،هذه القوى، هي اساسا لايمكن أن تقبل بوفد موحد يمثل المعارضة السورية إلا بحالة وجود حق الاختلاف ،وحق طرح هذا الاختلاف على طاولة البحث، فالمنظور الثابت غير المتبدل عند هذه القوى وحدة الدولة السورية ورفض أي اعتداء خارجي وقدرتها على فهم مطامع وارادات الصف الامريكي والموقف الثابت من الجيش السوري ودعمه كونها تنظر إليه كمؤسسة وطنية بامتياز منعت تهاوي الدولة السورية، وقدرتها على التمييز بين النظام القمعي وبين الدولة وعملها الدؤوب من أجل التغيير السلمي. هذه القوى وبالرغم من تواجد قدري جميل في جنيف والوعود الروسية المحكمة له بحضور المؤتمر إلا أنها لم تتلق أي دعوة رسمية بالرغم من أنها قد جهزت وفدها لذلك بناءا على اتصال روسي معها فهل الغيم الروسي يمطر ، إلى الان الضبابية هي سيدة الموقف العام ، وفي حال عدم تلقيها الدعوة سيعكس ذلك تقدم موقف امريكا في فرض شكل المعارضة السورية في المؤتمر.
• لم يبق لمؤتمر جنيف 2 إلا الزمن القليل ، فالدعوات تم توجيهها من قبل الامم المتحدة، والمشكلة المركزية والعقدة حتى الآن هي مشكلة تمثيل المعارضة السورية، ولم يظهر حتى الان أي أفق ايجابي في حلحلة هذه العقدة ، فإذا ما استطاعت امريكا فرض اجندتها الخاصة بالمؤتمر فإن المعارضة سوف ينحصر تمثيلها بما يعرف بالائتلاف الوطني، اليد الضاربة للصف الامريكي ، وسيكون مخيبا لطموحات السوريين، ولن يكون هناك أي مسيرة سياسية. وبالأخص بان الصراع القطري السعودي على قيادة الائتلاف بدأ يطفو فالمكون المركزي للائتلاف هو المجلس الوطني ( ليبراليين واخوان وحزب الشعب وجميهم الاقرب لتركية وقطر) لم يحسم موقفه اما ما تبقى من مجموعة اعلان دمشق ( كيلو وأنصاره) فهم ماضون لجنيف بإرادة مشتركة سعودية – امريكية بغض النظر عن النتائج المأمولة منه، وعلى الرغم من أن الدعم المالي واللوجستي السعودي للجبهة الاسلامية أخذ بعدا اعلاميا واسعا بالتالي يبدو قرارها السياسي مربوط وبالائتلاف إلا ان الواقع الايديولوجي والعقائدي يؤكد ان الخيوط متشابكة جدا ونقاط فرض القرار السياسي على القرار العسكري هو بيد الاخوان المسلمين بشكل كبير، ومن هنا تأتي قوة وأهمية حضور المجلس الوطني لجنيف ، أما في حال اصرار المجلس على عدم الحضور، فإن وتائر الاعمال العنفية واللانسانية سوف تستمر بالاتساع وسيكون مصير حنيف 2 على الغالب ورقة جديدة مطوية بين أوراق الحل المستقبلي.
• السلطة السورية تبدو اكثر الاطراف مرتاحة للمؤتمر، فهي ليس لديها الكثير كي تخسره ، فالجيش السوري والدفاع الوطني يقدمان قوافل من الشهداء وهي مستمرة بفضلهم ، وهي لم تعد ترى حجم الاخطار المحدقة بالدولة السورية فما تبقى منها إلا الدمار ، فمنذ عامين وإلى الان تدرك السلطة بأنها قد خسرت مواقع جغرافية مهمة وخسرت جزء واسع من الاراضي السورية ، فقوت التنظيمات الجهادية الارهابية عودها ونظمت كتائبها وأقامت اماراتها ومؤسساتها على بعض الاراضي السورية ، ووصلت المعارك إلى مدينة دمشق بالذات ( قابون،برزة،جوبر، بساتين المزة) أما راحتها فهي ناتجة عن اطمئنانها إلى الموقف الروسي الداعم غير المحدود لها ولتحالفها الوثيق مع محور المقاومة ، فمنذ دخول بعض قوات هذا المحور بالمعارك فقد استعادت الثقة العسكرية التي تنعكس بثقة سياسية، فالسلطة تدرك أن خياراتها السياسية محدودة حصرا بالتفاهمات والقرارات الروسية والايرانية، ومن هنا وبعد مجمل مالحق بالسلطة من عجز وبمؤسسات الدولة السورية المدنية من ضياع وتفتيت ، فإن الحديث عن أن السلطة قادرة على إعادة انتاج ذاتها هو ضرب من العبثية ، لأن السلطة فقدت مقوماتها المركزية وأصبحت مكشوفة في جميع قراراتها وممارساتها، والجيش السوري الذي يقاتل من اقصى الشمال السوري إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب هو الوحيد الحامي لاستمرار الدولة و وبقائها.
• منذ أكثر من عام كتبت في الافاق المحتملة للوضع السوري بأن القوى المضادة من نصرة وجيش حر وكتائب اسلامية ( وحينها لم تكن قد ظهرت داعش ) حين يتم الاستيلاء على بعض المدن وتنسحب دوائر الدولة منها سوف ينتقل الصراع من صراع السيطرة الذي تتوحد به كافة القوى الارهابية لمواجهة الجيش إلى صراع الهيمنة وهو صراع دموي ومدمر بكل ما يعني ذلك وهو انموذج مكرر عن افغانستان (الحرب بين الحزب الاسلامي وطالبان)، هذه الصورة تكررت في ما يعرف (الامارات الاسلامية بسورية ومناطق سيطرتهم )، مما يعقد مسألة القبول بالحلول السياسية لجنيف 2 ، فجميع الاطراف العسكرية الجهادية ترفض شكليا ما يعرف بالمرجعيات السياسية، وفي الشمال السوري مشغولة بالصراع فيما بينها ، مما يعني أن التزاماتها بقرارات جنيف 2 سيكون محدود للغاية ،أما الجبهة الاسلامية والجيش الحر فعلى الغالب سينتظرون الاشارة من المجلس الوطني ، وعندما تغيب الاشارة فإن سيوفها ستبقى عاشقة للأعناق.
• كل ما سبق ذكره من مواقف الاطراف السياسية السورية لايقلل اطلاقا من اهمية جنيف2 ، فسواء حلت معضلة تمثيل المعارضة السورية أو لم تحل فإن في جنيف سيبقى فيه بعض الامل للسوريين ،ويتمثل بما يسمى مكافحة الارهاب وتجفيف منابعه وهذه مهمة يعتبرها الروس مركزية لهم ، فإذا ما تم التوافق على ذلك فهذا يعني كف ( ولو بشكل نسبي) يد السعودية وتركيا والاردن وقطر بشكل اساسي بالتدخل اللوجستي والعتاد والسلاح بنحو علني وأخلاقي ، وإذا ماتم فرض رقابة دولية على الحدود السورية ، فإن الجيش السوري سينتقل من مرحلة تحرير المناطق والدفاع عن كيانه إلى مرحلة الهجوم وسيكون صاحب القدرة الاوسع على بدء مرحلة تطهير البلاد من شراذم تلك العصابات.

محسن احمد- تيار طريق التغيير السلمي



#محسن_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنيف2 وبعض المدلولات
- نحو مؤتمر جنيف - والخروج الآمن من الأزمة 2-2
- نحو مؤتمر جنيف - والخروج الآمن من الأزمة 1-2
- بعض الافاق المحتملة للصراع الراهن
- سورية و العدوان الخارجي


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن احمد - السوريون وجنيف 2