أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن احمد - سورية و العدوان الخارجي















المزيد.....


سورية و العدوان الخارجي


محسن احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سورية و العدوان الخارجي
منذ بداية الحراك الشعبي الذي انطلق في آذار 2011 طفى على الوجه الاصطفاف المتراص لدول المحور المعادي كليا للمقاومة وقد استطاعت تلك الدول الهيمنة شبه الكلية على قرارات الحراك وأهم الدول الفاعلة به فرنسة والولايات المتحدة وتركية وقطر والسعودية.. وقد غدت الصورة أكثر جلاءً حينما شارك السفير الامريكي في تموز 2011 جماهير حماة في تظاهرة حاشدة حيته تلك الجماهير كدليل ثابت على انزياح عميق للوعي في القضية الوطنية وكذلك فعل السفير الفرنسي وكذلك حين بات مكتب حسن عبد العظيم مرتعا لهؤلاء السفراء وحين فتحت السفارة الامريكية بدمشق ابوابها مشرعة ليقطن بها بعض المعارضين ويعتبرها غرفة عمليات خاصة لهم كل ذلك أسس لنتيجة حتمية واحدة هي علاقة التبعية للحراك بتلك الدول لتصبح هي المحرك الفعلي للحراك وقراراته وكلنا يعلم لاحقا كيف تم تكوين المجلس الوطني ومن بعده الائتلاف الوطني والدور الحاسم لتلك التكوينات كانت قرارات تلك الدول.
يلاحظ تصاعد وتيرة الخطاب السعودي – الامريكي المناهض لسورية بالاوانة الاخيرة وبالأخص بعد قضية استخدام ( جبهة النصرة ) الاسلحة الكيميائية بغوطة دمشق في 21-8- 2013 حيث أدت إلى حصول مجزرة بحق المدنيين الابرياء وتعد هي الاكبر منذ بدء الصراع المسلح وتصاعدت وتيرة الخطاب الامريكي واتهامها المباشر السلطة الحاكمة باستخدام الاسلحة الكيميائية دون انتظار حتى قرار لجنة التحقيق غير الموثوق بها في ذلك.
كل المهم في قضيتنا أن هناك احتمالا لحرب امريكية على سورية تدق الابواب .بذريعة استخدام النظام للأسلحة الكيميائية ونحن ندرك بأن جبهة النصرة هي من استخدمت ذلك ولكن ادراكنا وإدراك القوى الحليفة لنا لن يغير شيئا من الموقف الامريكي المتعنت فيغدو الخطر محدقا وحقيقيا وعلينا دراسة كل الاحتمالات الممكنة في حال تم الاعتداء العسكري المباشر حيث ان التدخلات في الشأن السوري كانت قد تمت منذ الاشهر الاولى للحراك السوري فجُهزت له أجهزة بث إعلامي ( تلفزة) بأعداد هائلة لتستطيع اكتساح الرأي العام ثم الدعم بالأموال ثم بالمعدات التكنولوجية الحديثة ومن ثم بالأسلحة والاهم هو السماح لمجاهدين من عشرات الدول بالدخول إلى الاراضي السورية هذا التدخل غير المباشر قد حقق أهدافا كبيرة للمحور الامريكي أهمها إضعاف الجيش السوري وتدمير جزءا كبير من معداته إضافة إلى تخريب الدولة السورية واقتصادها ودفعها باتجاه حرب اهلية قد تؤدي إلى التقسيم، وفي حقيقة الامر هذه نتائج هي تحقق طموح الغرب فماذا يدفعه للجوء إلى التدخل العسكري المباشر .
تيار طريق التغيير السلمي في وثيقته التحليلية المختصرة قدم رؤية للعامل الخارجي ودوره في الصراع ومما أورد (وأن القوى الفاعلة في العامل الخارجي على الصعيد الدولي والعربي الرسمي،كانت ولا تزال تتلطى وتسعى لأي تدخل ممكن من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية والتكتيكية أحيانا،وتلعب العلاقة التناقضية والصراعية مع الكيان الصهيوني دورا أساسيا ومحدِدا في ذلك،وفي كل الأحوال فإن التدخل الخارجي غير ممكن أيضا بدون بروز شروط داخلية بدورها مستعدة،أو جاهزة له،) بالتالي هل الشروط الداخلية قد برزت ونمت ؟؟ والسؤال الآخر هو لماذا الحماس الامريكي الآن لتنفيذ ضربة عسكرية ضد سورية؟ الاجابة بوضوح شديد لأن هناك عدة عوامل جديرة بالاهتمام ،أحدها ذاتي يخص الادارة الامريكية التي هددت وتوعدت وحذرت سابقا من استخدام الاسلحة المحرمة دوليا عموما والأسلحة الكيميائية خصوصا واعتبرت ذلك خطا أحمرا، وبأن امريكا لن تسكت عن استخدام هذه الاسلحة وستردع بكل الطرق بما فيها استخدام القوة المسلحة أما العامل الثاني هو السعي الامريكي الجاد لترجيح ميزان الكفة المسلحة بنحو نسبي لصالح الجيش الحر وأعوانه في سورية بعد ظهور تقدم عسكري نسبي للسلطة والسبب الثالث هو الحلم بإعادة جس النبض بالهيمنة المطلقة على السيادة العالمية أو مايعرف بأحادية القطب حيث التطورات في العامين السابقين تبين بروز القوة الروسية – الصينية. اضافة لذلك يجب ذكر المصلحة الصهيونية وأخذها بعين الاعتبار عبر الحلم الساعي لخلق شرق اوسط جديد وفق المخطط الامريكي منذ عام 2003 وفكرة الدولة اليهودية وهنالك سبب في غاية الاهمية هو إعادة تشغيل أهم شركات الاسلحة الكبرى بالولايات المتحدة حيث تعصف بها ازمة مالية خانقة وبالأخص إذا كان تمويل العدوان خليجيا.
أحلام تتطاير أمام حصون محور المقاومة:
من ينظر إلى الايام الاخيرة في شهر أغسطس المنصرم وبعد اجتماع قيادات اركان الحرب لعشرة دول تمثل رأس حربة دولية بالحرب على سورية، يعتقد بأن امريكا واتباعها بين ساعة أو أخرى ستبدأ بالضربة العسكرية وخلفها حلفائها الاوروبيين وبالأخص فرنسة وانكلترة حيث ظنوا بأنهم قد حيدوا روسيا وما تبقى من مواقف يرونه تحصيل حاصل ولكن الحنكة الروسية بدت جلية بداية في ردها العملي حيث ارسلت المزيد من اسطولها البحري إلى شرق المتوسط وميناء طرطوس وأما ايران صرحت بنحو مباشر دون مماهاة بأنها لن تقف مكتوفي الايدي أمام المهاجمين وتهدد الكيان الصهيوني قلب امريكا النابض في الشرق أولا ثم مواقع الخليج العربي ودوله سيصبح تحت النيران الايرانية وهي نقاط تعد استراتيجية جدا بالنسبة لامريكا بصفتها إما مشاركة أو داعمة للعدوان ويضاف في ذلك مالم يكن في حسبانهم حيث صوت البرلمان البريطاني ضد تدخل بريطانيا في الحرب مما شكل صفعة سياسية كبرى لقادة الحكومات الداعمة لفكرة الحرب. كل ذلك فرمل بسرعة كبيرة الضربة العسكرية وأبقاها في مجال الاحتمالات لا أكثر.لكنها احتمالات واسعة ويجب التعامل معها بجدية مطلقة. فالحسابات الامريكية لإطلاق الضربة العسكرية ضد سورية لابد لها بداية من تحييد العملاق الروسي الذي يبدو أنه بمهاراته السياسية قد نجح في إثبات ثقله ووزنه الدولي الجديد بتعاونه السياسي الكلي مع الصين والنهوض العسكري الايراني مما اعاد الاعتبار له حتى بأوساط الاوروبيين وهذا ما يجعل امريكا تسجل تراجعا جديدا بالمعنى الدولي وهي العضد الفعلي لدعم مسلحي سورية فهل غطرستها وحماقتها تدفعها إلى شن حرب غير محسوبة الأبعاد امر يبقى برسم الامريكان ذاتهم. ولكن توجه المزيد من بوارج الاستطلاع والمقاتلة الروسية للمتوسط واهتمام بوتين المباشر بالموضوع وسعيه الدؤوب قد يعطل الموضوع. يضاف أن الغزل الامريكي لايران لم يؤثر على موقفها الواضح بأن الموقع الجيوسياسي لسورية بالنسبة لها هو خط أحمر في حلف المقاومة وفي الوزن الدولي لسياستها ولايمكن أن تسمح بإسقاط سلطة دمشق أو تقف مكتوفة الايدي لإضعافها وإفقادها دورها المقاوم وعليه تبدو الحسابات الدولية بين الطرفين أكثر حدية بالمعنى العسكري والسياسي و في حال اتخاذ قرار بالضربة العسكرية ستنحو المعارك إلى معارك كسر عظم ليستطع كل طرف بالحفاظ على موقعه العالمي.
الائتلاف والمعارضة الداعمة لما يسمى الثورة السورية بين (أوهام النصر وطواحين الهواء )
لم يفاجأ أحد ما بموقف الائتلاف فهو منسجم مع طبيعة تكوينه وارتباطه بدوائر المخابرات المختلفة وجميعنا يدرك أن المجلس الوطني قبل الائتلاف كان يتبنى نهج بأنه لا نصر على النظام إلا بالمساعدة العسكرية المباشرة من قبل الخارج ولذلك منذ تأسيسه وهو يدعو للتدخل الخارجي ويضع ذرائع واهية تتعلق بالتدخل المباشر الايراني وغير ذلك والجميع كان يدرك عدم صحة المبررات وعلى الرغم من الدور الحاسم والفاعل للعامل الخارجي في استمرار الازمة الوطنية في سورية ودفعها نحو انزلاقات أكثر خطورة ساهم بإطالة عمرها حيث قدم هذا المحور مالم يُقدم لأي معارضة أخرى في بلدان العالم إلا إن كل ذلك لم يلب طموحاتهم وبقي نقدهم لأمريكا بالذات لعدم تدخلها العسكري المباشر مع العلم بأنه لولا قوة فعل العامل الخارجي لخرجنا من الازمة على الاقل بالمعنى العسكري ولكان الجيش السوري قد فرض سيطرته المطلقة على كل الاراضي السورية إلا أن غاية المحور وبالأخص اوروبا والولايا ت المتحدة كانت جلية (اشكال التدخل الخارجي في سورية لم ينطلق من دواعي حقوق الانسان كما يزعم البعض أو دواعي اخلاقية لنصرة الفقراء مثلا أو قضية الحرية،إنما تمحورت القضية بشكل مركزي من أجل العمل الجاد والممنهج لتدمير بنيان الدولة السورية عموما والجيش السوري خصوصا وإشغال السوريين في حروب داخلية وخلق حالة من التنافر الاجتماعي بين مكونات الشعب. وبالنظر إلى أن الغرب يدرك بعمومه خطر السلفية الجهادية لكنه أبدى استعدادا تاما لدعمها بما يحقق هذا الدعم من استقرار وأمان نسبي للصهيونية، على أن لايصل دعمه لها لمرحلة امتلاكها القدرة على تحقيق نصر ساحق على السلطة الحاكمة أو الاستيلاء عليها ، فهي لاتريد استبدال الديكتاتورية (المدنية) بنظام سلفي إسلاموي لأسباب عديدة وواضحة ، لكن المحور الدولي الفعال المعادي يريد تدمير الدولة السورية وإشغالها في قضايا حروب داخلية طويلة الأمد ) كان ذلك عكس الطموح الخليجي – التركي الساعي بكل طاقاته لإسقاط النظام لذلك نرى هذه الدول هي الاكثر امساكا بقرار الائتلاف وهي الاشد حماسا لإسقاط النظام. ( لذلك نرى نقد الائتلافيين لامريكا )، لم يتوان حاليا ميشيل كيلو السيء الذكر والصيت أن يدعو الامريكان ويشد عضدهم للضربة المباشرة والقوية ويكمل قائلا من أجل انقاذ الجيش الحر في دمشق وغوطتها وليستطيع الجيش الحر والكتائب المسلحة اسقاط النظام. صحيح أن السعوديين وبمشاورة الدوائر الامريكية ساهموا بإيصال مايعرف بالديمقراطيين ومجموعة اعلان دمشق لقيادة الائتلاف لكن هذا لايلغي بأن الاخوان المسلمين هم اصحاب الثقل الاكبر بالائتلاف وهم (مع الاتراك ) ممسكين بقراره أيا كانت قيادته وهو أمر منسجم مع نمط موازيين القوى على الارض بالمعنى الطائفي والمذهبي ،هذه الواجهات الديمقراطية هي مكشوفة لجميع السوريين بمختلف مواقعهم من الصراع الراهن مثلما هو مكشوف آلية التفكير المذهبي لدى الائتلاف وأما التطعيم بمعارضين من الاقليات ووضعهم في قيادة الائتلاف لايغير بطبيعة الصراع الحاصل، على العكس يسعوا هؤلاء ليقدموا صكوك ولائهم فيكونون دائما أكثر تطرفا. إن دعوات الائتلاف للهجوم العسكري المباشر يعتبر خيانة عظمة بالمعنى الوطني والأخلاقي والتاريخي ويستوجب مقاضاتهم قانونيا وعدم اهمال القضية مستقبلا .لأنه في حال توجيه الضربة هم سيكونون جزءً من المحور الصهيوني الامريكي المهاجم على رغم من توقعي بعدم نجاح هذه الضربة بتحقيق ما تصبو إليه من غايات.
هيئة التنسيق وشركائها ( احقاد دائمة وتهويمات )
عندما يخرج رئيس الهيئة في الخارج المتميز بدقة تحليله ومعلوماته ليدين جرائم المسلحين والتسليح في سورية يرد عليك مكتبها التنفيذي بالداخل بأن الجيش الحر فصيل مركزي من قوى الثورة السورية وتسليحه ضروري للدفاع عن المدنيين.. وكذلك عندما يخرج رئيسها بالخارج ليقول في عدة مقابلات متلفزة بأن جبهة النصرة وأعوانها هم من استعملوا السلاح الكيميائي يرد مكتبها التنفيذي ورئيسها بالداخل (في الوقت الذي أدنا وندين فيه وبقوة ما يرتكبه النظام من جرائم بحق المواطنين ورأينا أن استخدام الكيماوي في قصف المدنيين يشكل انعطافاً كبيراً في بيان الصراع الدامي لا يجوز أن يمر بدون عقاب وبدون محاسبة لكل من ساهم في ارتكاب هذه الجريمة البشعة والتي نرى أن النظام هو من يتحمل بشكل أولي المسؤولية عنها) فما هذا التناقض بين مواقف الهيئة بالداخل والخارج وإلى متى سوف تستمر الهيئة بالداخل الرؤية بعين واحدة هي عين الحاقد ،اليس جديرا بأن ترى الامور بالطريقة الاكثر حرصا على سورية وأرضها .. ثم إلى متى يستمرون في هذه اللعبة الخبيثة والتناقض في التصريحات . فالهيئة تشير لمسؤولية النظام وتطالب بعقاب الفاعل؟؟؟ وكيف سيعاقب ؟؟ يضاف لذلك تصرح بأنها ضد التدخل الخارجي (في ذات الوقت نؤكد على رفضنا أي اعتداء عسكري على سوريا تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون ومن دول إقليمية وعربية. منطلقين في ذلك من دوافع وطنية أولاً، حيث أن هذا العدوان كما عبر عنه الرئيس الأمريكي صراحة يتأسس على مصالح الولايات الأمريكية المتحدة وأمن الكيان الصهيوني، وليس على مصالح الشعب السوري، ومنطلقين ثانياً في رفضنا لهذا العدوان من دوافع سياسية واقعية فهذا العدوان سيصب في مصلحة القوى المتطرفة على جانبي الصراع الدموي، ولن يخدم التغيير الديمقراطي المنشود وبناء الدولة المدنية الديمقراطية) وهذا الموقف يحمل تناقضا نسبيا ومراوغة بين المقدمة السابقة وبين بناء الموقف الوطني الصريح وأما رؤية الموضوع من زاوية المصلحة في العدوان فهو أمر خطير ويعني ببساطة إذا حقق العدوان الصهيو- امريكي –الخليجي التغيير الديمقراطي المنشود ( بنظرهم اسقاط النظام ) سنكون إلى جانبه ، موقف يخلو من أي حس وطني .موقف يتبعد كليا عن الرؤية من الزاوية وطنية والتي بضوء ثفافات التصاريح المتباينة للهيئة يضيع المعنى الدقيق للوطنية. إنّ على هيئة التنسيق أخذ موقف حاسم تجاه أي اعتداء تقرر فيه سلفا موقفها وفعلها في حال تم الاعتداء دون النظر إلى ماذا يحقق الاعتداء وعليها اعادة النظر بنحو حاسم بما ينسجم مع الحفاظ أولا على وحدة الاراضي السورية والدفاع عنها وهو مايستوجب منها وفقا لبيان تيار طريق التغيير السلمي ( ندعو بقية أطراف المعارضة الداخلية،بشكل خاص هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة إلى توضيح موقفها من كل ذلك والتخلص من أي عنعنات تكتيكية،أو ترف ورومانسية التفكير بتثبيت أولوية مهمة إسقاط النظام،والاستفادة من العدوان الخارجي في ذلك ،ندعوها للحوار من أجل تشكيل جبهة مقاومة مشتركة لصف المعارضة الداخلية،بالتغاضي عن موقف النظام وممارساته وآفاقها) إن تمترس هيئة التنسيق في موقعها الراهن وتعاملها على اساس ردات الفعل سيفقدها ما تبقى لها من الرصيد الشعبي والأخلاقي وإذا لم تدخل في المقاومة الفعلية دفاعا عن سورية في حال الضربة العسكرية ستفقد ما تبقي من رصيدها الفاعل بالمعنى الوطني وفي ذات الوقت نطالب فرع الهيئة بالخارج المراجعة الجادة والحقيقية لأعمال الهيئة بالداخل على الاقل منذ مؤتمر الانقاذ الوطني الذي شهد تغيبا لعبد العزيز الخير الاكثر ميلا لفرع الخارج لتاريخه .إن الاحداث المتواترة والمتسارعة لاتترك مجالا للمترددين وتكون البداية في التحليل الموضوعي وإلقاء الاحقاد جانبا.
النظام السوري وسط المعمعة:
النظام السوري بطبيعته الاستثنائية والأمنية والديكتاتورية واحتكاره للقضية الوطنية يرغب في بقاء وضعه على ما هو عليه ويمتلك قناعة مطلقة بأنه سيكون منتصرا في النهاية ولذلك نراه يتوانى دوما عن إطلاق العملية السياسية التي تبدأ بإطلاق حوار وطني . وعلى الرغم من الادعاءات العديدة له في إطلاق العملية السياسية إلا إنه لم يفعل شيئا بالواقع الفعلي في ها الخصوص إلا بعضا من الديماغوجية وهدر الوقت والنظام يتناسى العملية السياسية كليا عندما يستطيع تحقيق تقدم جزئي بالمعنى العسكري فتغدو موازين القوى العسكرية هي من تحكم اطلاق العملية السياسية ومن خلال هذه الرؤية الخاطئة يطيل في عمر الازمة ويعمق الازمة الوطنية. لربما يعتقد النظام بأنه يمتلك القدرة في الحفاظ (خصيصا) على طبيعته الامنية السابقة وحصر القضية الوطنية بيده في حال نصره بالصراع الراهن لذلك هو يبدو غير مستعجل على تقديم تنازلات يبنى عليها نظام ديمقراطي تشاركي مختلف جذريا عن السابق. بجميع الاحوال النظام هو غير مصيب بذلك فقوى المحور الداعم له نراها بوضوح شديد بأنه راغبة بشكل جاد في التغيير الديمقراطي شريطة بقائه في موقعه بمحور المقاومة ولن تسمح للنظام بعودته إلى مكان عليه سابقا بسبب ادراكها للانقسام الاجتماعي بسورية، ومن هنا اعتقد جازما بأن النظام لن يستطيع العودة لبنيته السابقة وبالأخص بأنه يدرك أن استمرار وجوده حاليا يعود الفضل الاكبر فيه إلى دول محور المقاومة ورسيا. والنظام يتجاهل الظروف الدقيقة والحساسة والهامة التي تنذر بالعدوان في هذه المعمعة في اطلاق مبادرة وطنية شاملة لكل السوريين ويرى أن ليس له دورا في حال وقوع أي اعتداء إلا المقاومة الجدية وبذل أقصى طاقاته وقدراته العسكرية والصاروخية التي سينسقها مع دول الحلفاء. ومن هنا سيكسب بعدا وطنيا اضافيا في مواجتهه للمحور الامريكي في حال نجاحه. أما اذا امتلك النظام بعد نظر فأن مصلحته الكبرى حاليا في إطلاق عميلة سياسية فورا تؤدي إلى التفاف شعبي واسع حول محور المقاومة وبناءا عليه يتم تشكيل جبهة عمل شعبي مقاومة وفاعلة من المعارضة السلمية والنظام هذه الجبهة سوف تنعكس ايجايبا في مقاومة أي اعتداء حيث تنضم غالبية الكتل والفئات الاجتماعية تحت راياتها وتشكل الرديف الفعال للجيش السوري في مواجهته لأي اعتداء خارجي محتمل.
بالنهاية مادورنا في مواجهة أي اعتداء محتمل:
إن المعارضة الوطنية الداعية إلى التغيير الديمقراطي سلميا ظهرت منذ البداية الاكثر حرصا على الدم السوري والأكثر ادراكا للأزمة الوطنية ومهما تباينت بياناتها إلا أنها تقاطعت في وقوفها المبدئي والثابت ضد أي عدوان خارجي وحرصها على وحدة الاراضي السورية والدولة السورية ورفضها المطلق لفكرة المؤسسات البديلة لذلك تجمع هذه القوى على مواجهة أي عدوان خارجي وفقا لما يلي
( في كل الأحوال ندعو كامل صف قوى التغيير السلمي ،الكتلة الشعبية الغالبية،والقوى السياسية المعارضة،ائتلافا وتكتلا،وبشكل خاص رفاقنا في طريق التغيير السلمي إلى التعبئة من أجل مقاومة أي عدوان خارجي بكل الوسائل وعلى رأسها حمل السلاح،إن كان بتشكيل وحدات مقاومة بطرقنا الخاصة،أو عبر التعاون الكامل مع وحدات وغرف عمليات الجيش العربي السوري.
-- كما ندعو حلفاءنا ورفاقنا في كل مكان إلى تعبئة القوى الشعبية للتوجه إلى مختلف المواقع الاستراتيجية الهامة عسكريا دفاعيا،واقتصاديا ومعيشيا ووطنيا،لحمايتها بكامل الطاقة الوطنية والإنسانية والأخلاقية.
= - ولأول مرة نقول بأننا سنعتبر أي طرف يقف في جانب الصف الأمريكي أثناء العدوان،سياسيا كان الأمر أم إعلاميا وخاصة عسكريا،وسيستغل العدوان لتداعيات أخرى حتمية مثل زيادة العنف والموت،وعمليات الانتقام والثأر،ودمار الدولة ومؤسساتها،والانزلاق الواسع إلى الحرب الأهلية والطائفية بشكل خاص،وإلى أشكال من التقسيم،مثل هذا الطرف سنعتبره عدوا للشعب والوطن السوري ولنا في نفس المستوى،ولأول مرة لن نعتبر الأمر تعديا إلى الحرب الأهلية أواشتراكا في العنف الداخلي من قبلنا كقوة تعتبر أن هناك أزمة وطنية وتدعو إلى حلها بالحوار غير المشروط والتغيير السلمي،بل سنعتبره دفاعا مشروعا عن الوطن في مواجهة عدوان وحرب من صف واحد(أمريكي وغيره خارجي،وأدوات داخلية)،فالمهمات البرنامجية والكفاحية لها أولويات متعلقة بالشروط ،وتصبح المهمة الأولى في مواجهة العدوان الخارجي هي مقاومته بمجموع أطرافه. ) وهو ما سنلجأ إليه بكل طاقاتنا وقدراتنا لتحقيقه. اما وقد نغدو أمام عدوان فهل روسيا تستطيع إجراء تسوية مع امريكا هذا موضوع يحتاج لبحث مفصل . ولكننا نؤكد بأننا جزء من الارض ولن نتنازل عنها مهما كان العدوان شديدا.
محسن احمد – تيار طريق التغيير السلمي



#محسن_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن احمد - سورية و العدوان الخارجي