أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي العبادي - مسرحية حذائي 45 (مونودراما) تأليف: علي العبادي














المزيد.....

مسرحية حذائي 45 (مونودراما) تأليف: علي العبادي


علي العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 17:58
المحور: الادب والفن
    


مسرحية
حذائي 45
(مونودراما)
تأليف
علي العبادي

تفتح الستارة... بعد أن ضاقت به السبل وجد له ملاذا امنا في حذائه الذي اصبح شاهدا حيا على خارطة الوجع الذي الم به.
هو (جالسٌ في داخل حذائه)، الى متى تبقى حذائي عاقرا؟ الى متى اتخفى من نباح الايام هنا. (الى الحذاء) يا ترى هل دخلتَكِ سهواً أم شهوةً؟ ... لا اعرف لا اعرف، لا شك ان هناك فوضى في الطبيعة (يصرخ) أكيد أكيد (يهدأ) حينما تكون ايامك كلها فصل واحدا أ هذا لا يعني ان هناك فوضى؟ لماذا دوما يرسم الخريف على اجنحة الحلم وجوه بلا ملامح، (بهدوء وآلم) من الذي كسر تلك الاغصان، ورمي بي هنا بعد ان كنت اغرد...أغرد نعم اغرد (ينتفض) لكن لم أغرد خارج السرب.(متحديا) سوف اتخذ من زنزانة حذائي سوطاً يجلد اصواتكم.(يتأمل حذائه) رغم عفونتها لكن افضل من عفونتكم.(متألم)عذراً يا حذائي انا لا أستطيع من الذي سوف يروف جرحك الازلي...أصبحتُ بقايا لحلمٍ وردي، موت ...موت...موت... كل شيء خارج نطاق التغطية إلا انت ايها الموت... من الذي سوف يموت قبل ، انا الذي غرس الوجع جذور ناياته في روحي، ام انت بعد ان فقدت كل شيء إلا عقمك. تتوضأ عيني بدمعها لكنها لا تستطيع الصلاة في أرض مصلوبة في افق الدم... رغم كل الدم صليتم ...اجل صليتم ...لكن لمن؟ للموتى السابقون...ام للأحياء اللاحقون...(بهستريا) هويات بلا عناوين أكل السكون جسدنا ونخر جسدها... في حمام الدم الذي يرتاده الكل، لا فرق بين رجل وامرأة وطفل، الشيء والوحيد الذي نحن متساوون به هو حمام الدم... يسألونك عن هويتكَ. (يضحك) هههههههه ما أقسى ان يكون قاتلك أسمك؟ أسماؤنا هي ليست عناوين لنا، بل مقصلة لأحلامنا التي أرهق جفنيها الليل الذي لا ينجلي. أشد ما يؤلمني حذائي التي فقدت شهيتها للترحال لأنها تمتلك من الحياء ما يخجلها ان تسير فوق نهر الدم ... نهر يؤمن بالفوضى و اللامعقول والضياع... وشم على خديه ابتسامات الاطفال التي تدحرجت في وسطه فغرقت ... تخيل بؤس الخارطة التي تصحرت بها دغدغة ضحكات الاطفال كانت تلك القهقهات والابتسامات والضحاكات دائما تداعب الموت المستشري في أجسادهم... يهزون جذع العراق بدمعهم فيتساقط القتل عليهم جنيا. لماذا غيومنا تمطر وجعا؟ حتى الرياح من فرط قسوتها علينا أقصتنا. حذائي أصفر وجهها منذ أن احست قلب المدن تعتصر و بريقها بدء بالذبول...(يصرخ متألما) الى متى أبقى هنا في ذاكرة حذائي... اشتقت كثيراً لضياء الشمس والى زقزقة العصافير... من يميط لثام الخوف مني حتى اخرج من هنا. (بتأمل) ولماذا اخرج، هذه العفونة التي أرزخ تحتها افضل لدي من العفونة التي في الخارج. وطن شاخ فيه الوجع...جرحه يرتل بهمس حتى لا يوقظ الاخر ... أصبحت كتلة من الجراح تمشي على طرق معبد بالملح . (يخرج صور صغيره من جيبه (لحبيبته)) عندما كانت عينيك وطن مثقل بالجمال... كنت اوسم رجل في الدنيا ... بعد ان أحكم البؤس علينا لفنا الضياع لفة مريرة جعلنا سلعة غير معلبة تباع بأسعار زهيد... الفردوس تحول جحيم... لماذا دوما لا نعرف الى السلام طريقا إلا في التحية المزيفة؟ أرخص ما في الكون أحلامنا... في كل يوم وأنا ارى الكناس وهو يزين وجه الشارع ... أرى احلامنا اصبحت تحت مكنسته تتدحرج بلا رحمة الى سلة النفايات...هكذا هو المعنى في بلدي للامعنى المتخم بأبجدية الفوضى... ما أقسى المرء حينما يكون صوته أكبر من فعله ؟ ما أقسى أن تخلق منتظرا في محطة هجرتها القطارات وتآكلت سككها؟ ما أقسى أن تكون سلعة بائرة ؟ كل عضو من جسد هذه البلدة يئن بصوت ناي ... لا يبكي عليه أحد ولا يضمد جراحه ... فيبكي على نفسه خجلاً ... خمسة وأربعون عاما ونحن تحت خيمة الدخان والبارود. كم أتمنى أن احتفل وان خارج حذائي بجفاف ذلك النهر الاحمر... ولد بصورة غير شرعية على أرصفة الشوارع ... كان في جريانه ندا شرسا للنهرين الذابلات... في جريانه كم دمعة سقطت... كم حلم بزغ فجر شيبه بلا موعد... يا ترى هل سوف أستطيع أن احقق هذا الحلم المختنق في انفاسي... (أصوات أنفجارات مع أصوات لعيارات نارية) (صرخ) لا لا لا لا ... لا يزال العواء مستمراً ... ما أسخف عبثية الحياة ... أناس يفجرون حضارات بؤسهم بجسد طفل رضيع ... تزغرد الرصاص عبثا لا تعرف أهي مع أم ضد؟ حينما يتصارع الأحمر مع الأسود مخلفين ورائهم أبهى حضارة للتخلف الانساني.هل سوف يأتي يوما واخرج من هنا ؟ لكن كيف وما أن تفطم من محرم حتى تدخل في محرم تجريبي أخر. كلكامش هل سوف يموت خلك مجدداً... كم أنا محتاج اليك ... (يصرخ) أين انت... يبدو انت الاخر غيبك الموت ... لكن يا كلكامش مت ولم تخبرني هل هناك حقا عشبة خلود؟ هل بإمكاني حذائي هذه ان تكون سر خلودي؟ (منزعجا وصارخا) لماذا لا تجيب لماذا؟ ... مللت جدا من هذيان الصمت... كلكامش أنا اريد فقط عشبة سلام حتى أستطيع أن أبحث عنك ... وان انام ما تبقى من العمر بهدوء (يسمع اصوات انفجارات) (صارخا) لالالالالالالالا...

انتهت



#علي_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية حينما تعزف اللاءات
- ثلاثة شعراء راحلون يستذكرهم اتحاد الادباء والكتاب في كربلاء
- كأسك يا وطن في امسية لنادي الكتاب
- وسط غياب العديد من اعضاء الاتحاد ادباء كربلاء يختارون هيئة ج ...
- صدور العدد الثاني من مجلة القلم الالكترونية
- وليد يدغدغ سواكن الذات
- معاناة الثقافة الكربلائية في أمسية لنادي الكتاب
- المخرج السينمائي حسين العكيلي في مهرجان (كان) السينمائي
- أطربت الحضور بوجعها نادي الكتاب ضيف الشاعرة مسار الياسري
- الباحث سليم الجوهر يتحدث عن المنهج النقدي في كتابات محمد باق ...
- معالي الكرسي في كلية الفنون الجميلة
- إعلان نتائج مسابقة نعوم فتح سحار للتأليف المسرحي الدورة الأو ...
- نادي الكتاب يحتفي بثلاثة قصاصين من النجف
- ناجح المعموري يتحدث عن (القنافذ في ليلٍ ساخن) لفلاح رحيم
- بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام2013 وخريجي كليات ومعاهد الف ...
- عباس الحربي شاعر الدراما العراقية
- (نبقى للحياة) معرض تشكيلي مشترك يعبر عن الواقع الجميل للعراق
- ملامح المونودراما في المجموعة القصصية (بقايا الميدان)
- اختتام فعاليات مهرجان ينابيع الشهادة المسرحي الثاني
- مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي...أخشى عليك


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي العبادي - مسرحية حذائي 45 (مونودراما) تأليف: علي العبادي