أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رفعت الدومي - وغداً أمرُ!!















المزيد.....

وغداً أمرُ!!


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 01:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حزمة من الساعات العصبية ويفلت العام "2013" البالونات كما في الوداع ، ولا شكّ أنه أكثر الأعوام الأخيرة استحقاقاً لوداع غير لائق ، ولسوف تسقط البالونات السود بعد حزمة من الساعات العصبية في صخورالعام "2014" لا منجم العام "2014" كما يعتقد البالون وأصحاب الحد الأدني !!

أدرك أن هذا الكلام ليس كافياً حتي لو عزف في أعماقنا ايقاعاً يكرهه الكثيرون ، لذلك سأحرك الخوف عن عمد ٍ قليلاً ..

عما قليل سوف يسقط "2013" في فجوة الماضي التي لابدَّ له منها ، هذا صحيح ، ولكن صحيح أيضاً أنه الماضي الذي ينتمي إلينا وننتمي إليه ، وهو ماض مزدحم بالثغرات التي سوف يكون مطلوباً من "2014" سدَّها أو بعضها علي الأقل ، صحيح أيضاً أن الأضرار الناجمة عنه سوف تستغرق أعواماً لإصلاحها ، هذا إذا حالف الحظ الذين يتدرعون بحصانة اللحظة ، وإلا ، فالرياح القادمة سوف تنبح بأسماء الموتي منذ زمن طويل ، وأن دماً سوف يسيل بالقدر الذي يكفي ليلهم الصالحين ارتكاب نظرية مدبرة ، وكأنها حدثت سهواً !!

لابد أنَّ في جيب من جيوب ذاكرة كل إنسان في العالم ، ذلك الطريق الذي يتخثر في النهاية إلي لا شئ ، أو الطريق الذي يقود إلي طريق مسدود يقتضي الرجعة ، أو إلي ذلك الطريق المنفتح علي عدة مفترقات طرق ، وإنَّ مصر صارت الآن ، وأكثر من أيِّ وقت مضي ، منفتحة علي كل هذه الطرق التي في الذاكرة ، ربما لأن وتيرة التخبط ، وتلف الأعصاب ، وغياب التواصل بين الظاهر والباطن في أوساط الذين يديرون مصر ، قد ارتفعت مؤخراً بتصرفات مرتفعة ، حتي وصلت إلي اعتبار النظام الإخوان جماعة إرهابية ، دون أن يتفقد ما لدي هذا القرار من أثر علي اللحظة ، وهو عشب ضار سوف ينمو بصوت مسموع علي أسيجة الآخرين ، وسوف تثور له سواحل بعيدة ، ولسوف يتماهي هذا القرار بالتأكيد الزائد عن الحد في الأيام القادمة مع صخب الأمواج العالية !!

أن تري وجه القادم عارياً ، دون أفكار مسبقة ، وبلا اضطراب انفعالي ، فتلك هي الكهانة ، ولحسن الحظ ، هذه التهمة مدفوعة بما لدي من أفكار مسبقة ، ويدوسها الجميع ، وبما لديَّ من الاضطراب الانفعالي الذي أصبح الآن في مصر تقليداً شائعاً ، مع ذلك أقول ، بإمكانه أن ينتهك الغيب بكل تجلياته وأسراره وفيوضه ، كلُّ ذي عقل يحسن الرؤية دون أن تشوش المشهد داخله رغباته وأطماعه ومخاوفه ، ومخاوفه علي وجه الخصوص ، فإن من يتكهن وهو خائف ، سيجد نفسه في النهاية تكهن بخوف الآخرين لا خوفه هو ، لكن ، من الجيد ، أن وقاحة اللحظة تحرض ليس فقط علي الانزلاق في الصعوبات دون مراقبة العواقب ، وإنما ملاحقة المصاعب نفسها ،،

فأن تسكن الآن زاوية ، والآن تحديداً ، فذلك مبرر للإذعان للموت في ظلال الحياة المركبة بالنسبة لساكن الزاوية تحديداً ، ومبرر لرجمك بتعاليم الخصيان ، مع ذلك ، حتي عندما تتحد كل الأدوات الخارجية اللازمة لرؤية صحيحة ، يظل صحيحاً أنه لابد أن ننظر إلي الأمور من الداخل حيث يسكن كلُّ شئ أطاره الطبيعيَّ ، ويطمئن المشهد فيه كما هو ،،

من المتفق عليه أن لا شئ يجعل العالم غابة من العوالم السلبية كالنوم بفضل الأحلام ، كما لا شئ كالقراءة يستطيع أن يجعل العالم غابة من العوالم الإيجابية ، لذلك ، يستطيع مدمنو القراءة عند تأمل مشهد استدعاء عدة عوالم من عصور مختلفة ، كما يستطيعون بالقياس وشبهة النظائر أن يروا بأول آرائهم ما ستئول إليه أواخر الأمور ، لكن ، ماذا قرأ محللو البلاط ، وما هي مراجعهم ، ليأتوا بكل هذه الثقة في المستقبل ، وبالمستندات ؟!!

إنَّ من الصحِّيِّ أن نضحك أحياناً لإرباك مثقفي النظام المزورين ، بالإضافة إلي هذا ، لا يجب أن يمنعنا الغرور من أن نعترف بأنهم يستطيعون بسهولة ، وبمثقال من الشعوذة الفكرية ، أن يتدبروا أمر العقول البسيطة والأرواح الهشة ، وهذا هو مكمن الخطر ،،

مع الأخذ في الاعتبار أن أيّ قاتل محترف يستطيع أن يشكل من جريمة ٍ بشعة ، لوحة تروق لأعين مرهفي الأحاسيس ، كأن يختار ليلة شديدة فضة القمر ، ويقتل ضحيته في صحراء ، وذلك الدم القرمزي الذي يزحف علي مائدة الرمل الذهبية ، ثم يضع ارتجالاً ، لتكتمل اللوحة ، بعض أوراق الشجر الجافة علي حواف ضحيته !!

لاشك أن في الحناجر التي تتسلق المشهد الآن قدراً من صفاقة النظرة إلي القطيع كأطفال لا تستطيع أن تتدبر أمورها وصل إلي حد جعل حتي الكثير من البسطاء الذين لا يهتمون بالواقعية ، وليس لهم أطماع أو رغبات ، يرتابون في كون المعركة من الأساس معركة عادلة ، أو أنهم طرف فيها ، وجعلهم يدركون أو كادوا ، أنهم مجرد ملح مهمل لمعركة بين أطراف لا ينتبهون من الأساس لوجودهم إلا متي احتاجوا لملح ٍ للمعركة ، حين لا يكترث في الحقيقة لأوجاعهم المزمنة أحد ..

كأنهم يريدونها مجدداً غابة ، وليس هناك غابة ورعة ، ولكن هناك غابة تخبئ شوكها في وعود بورود مؤجلة ، ودائماً مؤجلة ، وإذا أردت أن أقول كل الحقيقة عليَّ أن أقول : أنَّ أمامنا غابات كثيرة تفصلنا عن الحرية ، وحتي نقطع هذه المسافات فنحن نعيش في منفي متحرك لا وطن !!

ولحسن الحظ ، لم يشعر المصري بأنه ليس وحيداً كما هو اليوم ..

وفي النهاية ,,

أعتقد أن الكتابة في ليلة عيد الميلاد ، وهي الليلة الوحيدة التي تمنحنا ذريعة نهاية العام الشهيرة لمعاقرة الخمر دون أن يستنكر الآخرون ما ينال الخمر منا ، حَوَلٌ في الأولويات ، فالأولي أن نستفيد من هذه الخرافة كما استفاد منها قبلنا ، البابا " ليو العاشر" ، الابن البار لأسرة "آل ميديتشي" التي شعارها حتي الآن هو شعار المرابين حول العالم ، والتي أدارت شئون كل أوروبا لقرون عديدة ، حيث يقول عنه مؤلف كتاب " موكب البابوات " أنه قال لأخيه يوماً :

" العالم يعلم كم استفدنا من هذه الخرافة " !!

والأولي بنا أيضاً أن نقفز خارج نفوسنا قليلاً ، وأن نتحلي بشجاعة الشاعر " امرئ القيس " ، حين أبلغه الرسول بمقتل أبيه وتعليقه ثأره علي زند الشاعر دون إخوته ، حيث قال للنذير الذي علي وجهه تعاليم الغربان ، في لحظة سكينة ، لعلها كانت آخر لحظات السكينة فوق سطوح خسائرة :

" اليوم خمر ، وغداً أمر " .



#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سانتا كلوز .. مسيح الشيوعية !!
- هتلر .. نبيُّ الأوغاد
- بهنس .. التقاطٌ خاطئ لوحي ٍ صحيح
- غيمةٌ من أبسط الفراشات
- ذلك أفضل جداً
- السقوط في حفرة الببر
- غيرةً علي قوس قزح
- الآلهة يجب أن تكون سوداء
- الناشطة بيبسي
- شيفرة الشيخة موزة
- قصيدة الفاجومي الأخيرة
- الفاجومي مات !
- الله ، المعسكر ، الفسيخ !!
- مريم الثيِّب .. وشِباك الآباء الأوائل*
- لا مرحباً بمواسم الزحف الحرام
- السيسي .. والرقص في درجة الغليان
- -إسهار بعد إسهار- كتاب جديد ل -محمد رفعت الدومى-
- اسهار بعد اسهار الدومي .. سيرة تتجاوز الذاتية
- ذَبحْتُكِ جومانا أخيراً بشرياني
- روعة


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رفعت الدومي - وغداً أمرُ!!