أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - الشاوي سعيد - البيروقراطية الفاسدة اداة المخزن السياسية داخل النقابات















المزيد.....

البيروقراطية الفاسدة اداة المخزن السياسية داخل النقابات


الشاوي سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 00:43
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ما يحصل اليوم بالاتحاد المغربي للشغل كان منتظرا في اية لحظة ، لأنه لا يمكن ان تقبل البيروقراطية الفاسدة بالاتحاد المغربي دور المتفرج على ما يقوم به الخط العمالي الديمقراطي من توسع وتعمق لتواجده وسط الطبقة العاملة .خاصة ان البيروقراطية الفاسدة هي المخزن النقابي وبالتالي فهي مستعدة للقيام بكل الاعمال القدرة لضمان تحييد الطبقة العاملة المغربية من الانخراط في اي صراع اقتصادي او سياسي .
اللحظة الراهنة تاريخية بكل امتياز و الطبقة العاملة المغربية عبرت مند انطلاق حركة 20 فبراير أنها خارج معادلات الصراع تماما ، و أن آلة البيروقراطية النقابية لها دور محوري في تعطيل تحرر وانعتاق الطبقة العاملة من ربقة التدجين البرجوازي من اجل اكتسابها لوعيها المستقل وبناءها لأداتها السياسية .
I- -
الاتحاد المغربي للشغل قبل دجنبر 2010 ( تاريخ انعقاد المؤتمر الوطني العاشر ) كان بدون أجهزة تسيره ، رغم أن الظاهر يبدو مختلفا . فالمجلس الوطني الجهاز الوحيد الذي يمكن أن نعتبره يشتغل وفق دورية منتظمة كان بدون ادنى قيمة تنظيمية ، فاجتماعاته تنحصر في واحد قبل فاتح ماي لتسلم البيان ( تسلم الأمانة الوطنية بيان فاتح ماي لمسؤولي الفروع المحلية ) وأخرى بعده لتسليم الكاسيت ( لان الاتحادات المحلية ملزمة بتقديم صور فيديو عن مسيرات فاتح ماي )، وكان اغلب الأعضاء يأتون للاستماع إلى الأمين العام و تأكيد الحضور فقط ، و التدخلات غالبا ما تصب في تمجيد الزعيم الوحيد وتقديم صور كاذبة عن نضالات بالفروع المحلية لا تتم ابدا .
اما القرارات المهمة فكانت تصدر عن الدائرة المغلقة للمحجوب بنصديق التي تضم عددا محدودا جدا من حاشيته القريبة ، ولا يكلف الأمين العام نفسه حتى إصدار بلاغ بشأنها لإخبار باقي أعضاء الاتحاد المغربي للشغل.
كما أن الاتحاد المغربي للشغل قبل المؤتمر الوطني العاشر كان بدون قانون أساسي ،فقد كان الأمين العام الراحل وحده من يقرر وكل شيء يدور في فلكه ، وجميع الأجهزة تأخذ معناها حسب رغبته (المجلس الوطني الذي تم فيه طرد عبد الرزاق وإضافة بهنيس في الأمانة العامة ، لجنة التحكيم مجهولة الهوية وبدون ضوابط لكنها تصدر أحيانا قرارات ، المكتب الوطني واللجنة الادارية لم يجتمعا ابدا)
II--
المؤتمر العاشر هو بحق ثورة أدبية حصلت داخل الاتحاد المغربي للشغل ، حيث أصبحت هذه المركزية تتوفر على قانون أساسي ومقررات وضوابط تنظيمية ، كما أصبحت لها أجهزة تسير شؤونها بأعضاء معروفين ومهام واضحة ووظائف محددة ( مجلس وطني ، لجنة إدارية ، أمانة وطنية ) بالإضافة إلى الدوائر وخريطة الاتحاد وطنيا التي كان اعدادها جاريا . لكن هذه الثورة الأدبية لم يعط لها الوقت الكافي لتصبح قوة مادية تسري في عروق الاتحاد ،لم يعط لها الوقت الكافي لتخلق بنية أخرى تحل محل البنية التنظيمية والفكرية والثقافية التي رحل المحجوب بنصديق وخلفها راسخة ورائه .
عناصر البنية التي خلفها المحجوب بنصديق سواء داخل الأمانة الوطنية و في اغلب الاتحادات المحلية كانت قلقة من صيرورة الانغراس التدريجي للتنظيم مكان اللاتنظيم وتحول نتائج المؤتمر العاشر الى مرجعية تعتمد في كل ما يخص شؤون الاتحاد ، وقد شبه احد أعضاء اللجنة الإدارية المجتمعة يوم 5 مارس 2012 غير المرتاحين للتحول الذي بدأت تعرفه هذه المركزية بحقنة السم التي تنتشر في جسم الاتحاد دون أي قدرة على مقاومتها. لهذا أصبح ضروريا وقف هذا التحول الايجابي الذي بدا يعرفه الاتحاد المغربي للشغل وانطلق أول هجوم لمسح أي اثر لما جاء به المؤتمر العاشر يوم 5 مارس 2012 بدار الاتحاد بالدار البيضاء ، حيث نظمت عناصر الفساد التي تريد العودة إلى أسلوب المحجوب بنصديق في التسيير انقلابا على الديموقراطية والشرعية بدعوى تآمر داخلي على الاتحاد المغربي للشغل اعتمدت فيه على موضوع نشرته جريدة المساء بتاريخ 23 فبراير 2012 حول الفساد داخل الاتحاد المغربي للشغل ، وقد أصدرت هذه اللجنة الإدارية قراراتها الشهيرة المهيأة سلفا ( طرد عبد السلام اديب الكاتب الوطني لقطاع المالية ، طرد عبد الله لفناتسة عضو اللجنة الإدارية وعضو الاتحاد الجهوي للرباط ، حل الاتحاد الجهوي للرباط وتنصيب لجنة للإشراف ) التي كانت لها تداعيات ما فتئت تتوسع وتنتشر وأهمها طرد ثلاثة أعضاء من الأمانة الوطنية ( عبد الحميد امين ، عبد الرزاق الادريسي ، خديجة غامري ) بدعوى التشهير بالاتحاد وعدم الانضباط لقرارات اللجنة الإدارية ليوم 5 مارس ، كذلك التراجع عن كل ما تحقق في أفق عقد المؤتمر الوطني للجامعة الوطنية لقطاع التعليم ، محاولة وضع الجامعة الوطنية لعمال وموظفي الجماعات المحلية أمام خيار الاحتواء أو التقسيم وحتى حلها عمليا مع الحفاظ عليها .
III--
نتائج المؤتمر الوطني العاشر ليست مفاجأة في صيرورة الاتحاد المغربي للشغل وليست نية حسنة كانت مقموعة لدى بعض قادته برزت تلك اللحظة ، بل حصيلة صراع طويل خاضه النقابيون الديمقراطيون من مواقع مختلفة وانتماءات سياسية مختلفة ، ولم يكن ممكنا الخروج من هذا المؤتمر بنفس الطريقة التي كان يتم بها في عهد المحجوب بنصديق غير أن ما لم يتم الانتباه اليه هو تربص العقلية الانقلابية غير الراضية على المسار الذي دخلته المركزية ، والتي كان يمكن اضعافها اكثر لو ان الخط الديمقراطي كان اكثر نضجا وامتلك ما يكفي من الوضوح والانسجام بين مكوناته وعلى مستوى جميع القطاعات.
المهم أن نتائج المؤتمر الوطني العاشر افرزت كتلتين متناقضتين على مستوى جميع الاجهزة منها ذات التوجه الديموقراطي التي بدأت تتشكل كتيار داخل الاتحاد المغربي للشغل له تواجد طبيعي إلى جانب التكتل البيروقراطي خاصة وانه حتى الأمانة الوطنية أصبحت تضم ممثلين عن جميع الأطراف يتصارعان بكل ديمقراطية او كما كان يبدو في البداية، وقد كانت هذه الوضعية ستعطي قوة كبيرة للاتحاد المغربي للشغل. في جزء مهم من سنة 2011 كان يبدو أن هناك تعايش ديموقراطي بين هاته الأطراف المتناقضة رغم أن الحقيقة كانت شيئا آخر ، فقد كان ما يصدر عن الأجهزة المسيرة للمركزية يعكس موازين القوى على المستوى العام حسب الظروف السياسية وليس تدبيرا ديموقراطيا للاختلاف بين كتلتين متناقضتين ،هنا يمكن أن نفهم أن الموقف الايجابي الصادر عن الأمانة الوطنية يوم 22 فبراير 2012 بخصوص حركة 20 فبراير، عكس الشروط الموضوعية السائدة أنداك، هذا الموقف لم يكن قناعة عامة بل موقفا ظرفيا قبله الطرف النقيض لكتلة الديموقراطيين على مضض.
VI--
الاتجاه البيروقراطي عمق اندماجه مع المخزن ، ومارس نوعا من المهادنة مع الخط الديمقراطي حتى توفرت له الفرصة المناسبة ، وما أن بدأت حركة 20 فبراير تعرف بعض التراجع وبدا المخزن يسترجع تحكمه في زمام الوضع خاصة بعد استكماله لأجندته السياسية حتى شرع هذا الاتجاه في استئصال كل ما تحقق في صالح الخط الديمقراطي ومزيد من دمقرطة المركزية ( عمل الدوائر اختفى وفي الأحسن الأحوال أصبح يتم خارج المراقبة ، تجديد الاتحادات المحلية التي مرت عليها عشرات السنين توقف ، القانون الداخلي لم ينجز ، المؤتمر الجهوي للرباط توقف ، المؤتمر الوطني للتعليم توقف ، الدوائر المغلقة عادت الى الاشتغال بما فيها الامانة الوطنية التي اصبحت مشكلة من حلقتين،..) ، وكانت اللجنة الإدارية ليوم 5 فبراير 2012 بالدر البيضاء ذروة الهجوم على كل إنجازات الخط الديموقراطي ،والتي كانت بمثابة انقلاب حقيقي حيث تم إلغاء كل شيء صادر عن المؤتمر العاشر وتمت العودة إلى أسلوب المحجوب بنصديق في التسيير .
ويمكن أن نقول الآن أن الصراع الجاري بالاتحاد المغربي للشغل الذي تفجر يوم 5 مارس 2012 بعد ان اختمر مدة طويلة ،هو بين كتلتين قويتين لا يمكن الاستهانة بأي واحدة منها ، كتلة البيروقراطية وكتلة الديموقراطيين .
هاتين الكتلتين داخليا ليستا منسجمتين تماما ، فبداخلهما تناقضات سوف تتضح أكثر مع تطور الصراع .
ولتقديم صورة عن تركيبة هاتين الكتلتين سأتناول كل واحدة على حدة، ولنبدأ بكتلة البيروقراطية، فهي متكونة من:
• بيروقراطية مركزية متحكمة في دواليب الاتحاد وهي فاسدة مخزنية تؤدي وظيفة سياسية ضمن التحالف الطبقي السائد وهي الأداة السياسية للمخزن داخل النقابة او المخزن النقابي.
• بيروقراطية محلية أو قطاعية مكونة من عناصر انتهازية تستفيد من بعض الامتيازات التي توفرها عمالتها للبيروقراطية المركزية والمخزن .
بخصوص البيروقراطية المحلية او القطاعية فهي مكونة من كتاب الاتحادات المحلية والجهوية وكتاب وطنيين لجامعات ونقابات واتحادات نقابية قطاعية وأعضاء مكاتب وطنية ومسؤولين على قطاعات محلية ... بانتماءات سياسية متنوعة يسارية ويمنية ، تستفيد هذه الفئة من بعض الامتيازات التي توفرها النقابة من قبيل مداخيل البطائق و رشاوى تقدمها الباطرونة مقابل ضمان الاستقرار داخل الشركة او بعض الإدارات تجنبا للمشاكل والإضرابات وهذه الفئة تعيد إنتاج كل قيم وثقافة البيروقراطية محليا أو في القطاعات التي تسيرها وتعمل بكل الوسائل لحماية مصالحها، غير أنها ضعيفة لأنها مرتبطة برضا البيروقراطية المركزية وهي تشتغل لوحدها بدون قواعد بسبب نفور الاجراء منها لكونها تعتمد تغييب الديمقراطية كليا، فاجتماعات الأجهزة المسيرة لا تتم والمؤتمرات تنعقد بعد عشرات السنين وهي مصابة بالتكلس وتفتقد لأي روح نضالية وأسلوبها في حل المشاكل هي المساومة أو التواطؤ و القاعدة العمالية التي تستخدم تتحكم فيها بنفس أسلوب البيروقراطية المركزية أي إفساد مسؤولي المكاتب القطاعية المحلية بدفعهم إلى الارتباط بالباطرونة عبر مصالح شخصية.و قد خضعت هذه الفئة لترويض طويل من طرف البيروقراطية المركزية الفاسدة المتحكمة في الاتحاد المغربي للشغل ، لتجعلها تقبل بجميع أشكال الاهانة وتنزع منها أي إرادة للمقاومة ، وقد شكل تاريخيا فضاء الاتحاد المغربي للشغل مدرسة متميزة لزرع الخنوع وإضعاف الوعي السياسي وتحويل الممارسة السياسية إلى أهواء تنقلب حسب رغبات القيادة المتحكمة في المركزية وتحولت السياسية بالنسبة لهذه الفئة تعادل الدسائس والمؤامرات ـ فمواقفهم وانتماءاتهم السياسية تتغير حسب الجو العام السائد داخل النقابة .
غير أن ما يجب الانتباه اليه في طبيعة هذا الصنف من البيروقراطية ان لها لحظات معينة تنفصل فيها عن البيروقراطية المركزية المتحكمة في الاتحاد وتتحول الى مناهض لها وتتبنى مواقف ديمقراطية ، ويحدث هذا عندما تمس مصالحها من طرف البيروقراطية المركزية او عندما تفشل في صفقة مع الباطرونة او الإدارة ولا تجد سندا لها ، لكن يتم جرها الى الصف من جديد بسهولة ، وهذه الفئة تشكل القاعدة العريضة للبيروقراطية المركزية الفاسدة ، فهي تقوم بدور البلطجة عند الضرورة ، لأنها في غالبتها منحلة فاسدة موزعة بين صورة المتدين الذي تختبئ فيه بحثا عن توازن نفسي و الانتهازي العديم الاخلاق الذي لا يتورع في ارتكاب جميع انواع الجرائم ، السرقة ، الوشاية ، التآمر...
اما البيروقراطية المركزية الفاسدة فهي مندمجة ضمن تحالف كبير مكون من المخزن والباطرونة وهي تستفيد من امتيازات هائلة سواء داخل القطاعات التي تسيطر عليها بحيث تكون جزء من منظومة الفساد التي تتحكم في القطاع ( الابناك ، الطاقة ، التكوين المهني ، السكك الحديدية ...) و في علاقتها بالمخزن من حيث الدعم المادي والسياسي وتسهيل استحواذها على أملاك وعقارات بسبب الخدمة السياسية التي تقدمها للتحالف المسيطر سياسيا واقتصاديا والمتمثلة في تحييد الطبقة العامة من الصراع وتدجينها واستعمالها في خدمة المشروع المخزني لتأبيد الاستغلال المتوحش ، وهذا الصنف من البيروقراطية استئصالي شرس خصوصا عندما تتهدد المصالح المشتركة بينه وبين المخزن ، وهذا هو حال الصراع الحالي .
V--
بخصوص الكتلة الديمقراطية التي تحاول ان تكرس خط ديمقراطيا لا بد كذلك من الإشارة إلى كونها هي الأخرى غير منسجمة فهي مكونة من مناضلين ديموقراطيين منتمين إلى تنظيمات سياسية ( النهج الديموقراطي، الحزب الاشتراكي الموحد، الطليعة الديمقراطي الاشتراكي... ) بعض التيارات السياسية وحتى ديمقراطيين افراد ، وهؤلاء يمتازون بكون جزء منهم هو الاخر مرتبط بالبيروقراطية لكونه اندمج في سيرورة محددة ضمن هذه المنظومة وذلك له اسبابه ، من خلال المسؤولية التي يتحملها سواء في اطار الاتحادات المحلية ، او في اطار الجامعات الوطنية والنقابات الوطنية وبالتالي تراكمت لديه مصالح لم يعد قادرا على التخلي عنها ومن اجل حمايتها اختار الانخراط في منظومة البيروقراطية من موقع التابع والمنفذ فقط ، وهذه الادوار التي نلاحظ ان البعض يؤديها من داخل الاتحاد المغربي للشغل لها اسبابها الموضوعية على رأسها الاغراءات القوية المعروضة ( التفرغ النقابي ، السفر الى الخارج ، تعويضات مالية ، الحصول على امتيازات من خلال تسيير بعض المؤسسات مثل الخاصة بالاعمال الاجتماعية ، تسليم قروض ، الاستفادة من مراكز الاصطياف ...) ، ومع ضعف التنظيمات السياسية التقدمية في تأطير مناضليها ومتابعة مسارهم داخل النقابة ، حيث في مراحل متقدمة من غياب التنظيم والتتبع التنظيمي يكون هؤلاء قد تحكمت فيهم المصالح التي يصبح التراجع عنها اما صعبا جدا او حتى مستحيلا ، وهذا ما يفسر المواقف المضطربة التي يعبر عنها بعض المحسوبين على تنظيمات ديموقراطية ومحاولة تبرير انحيازهم للبيروقراطية بدعوى أنها ضامنة للوحدة النقابية ( هكذا ! ) ولكن هناك مناضلون ديمقراطيون كفاحيون خاصة في نقابات القطاع العمومي وبالفروع المحلية .
IV- -
النقابة هي أذات عمالية للدفاع عن مصالحها الاقتصادية وفيها يخوض الأجراء صراعهم من اجل تحسين أوضاعهم المادية والمعيشية و تلطيف شروط الاستغلال دون القضاء عليه والنضال الاقتصادي يساعد على تحقيق الوعي السياسي للعمال ادا توفرت شروط ذلك . في ضل الأنظمة الاستبدادية نموذج النظام المغربي فان النقابات تشكل تهديدا خطيرا للاستقرار السياسي وأداة مهمة لفرض تنازلات سياسية على النظام وقد استعملتها /تستعملها الاحزاب السياسية لهذا الغرض . ولدرء هذا الخطر فان النظام المخزني المغربي عمل على تدجين النقابات مند سنوات مبكرة إما بالتجزيء أو بالإفساد أو هما معا ، حيث فتح المجال للقيادات النقابية لتحقيق الثروة شريطة ضمان حياد تام للطبقة العاملة وبقائها مدجنة .وقد ادت قيادة الاتحاد المغربي للشغل هذه المهمة بحنكة كبيرة فهي تستخدم الاجراء بتحويلهم الى اشياء لا قيمة لها في الحياة السياسية والاجتماعية . كما تستعمل شعارات جوفاء لا تختلف عن شظايا اسلحة خلفتها الحرب ولم تعد صالحة إلا للقمامة ، مثل الديمقراطية الحقة و المجلس التأسيسي والاشتراكية ، مقاطعة الانتخابات والمؤسسات المزيفة والدستور الممنوح ...، هذه الشعارات التي نجدها تزين جدران بعض المقرات.
الآفة الكبرى التي استطاعت بيروقراطية الاتحاد المغربي للشغل خلقها من عمال القطاع الخاص هي انها حولتهم الى منخرطين منفصلين تماما عن النقابة يجهلون ما يجري داخلها ولا يمكن ان ينفلت من هذه السياسة الجهنمية إلا العمال الادكياء وهؤلاء يتم احتوائهم وبالتالي فصلهم عن قاعدتهم وهكذا يتحولون الى بيروقراطيين تابعين يعيدون انتاج قيم البيروقراطية بمواقعهم الانتاجية ووسط رفاقهم من العمال .
استطاعت البيروقراطية ان تخلق طقوسا خاصة بها ونموذجا في التنظيم خاصا بها كذلك وتحولت الى مدرسة لتفريخ الانتهازية والوصولية ، كما استطاعت أن تفقد كل شيء معناه .
البيروقراطية المركزية الحالية للاتحاد المغربي للشغل غير مرتبطة بالعمال فهي موجودة في المكاتب لا تغادرها إلا للمشاركة في مؤتمر او لقاء دولي او حوار ، لا تاريخ نضالي لها فاسدة من اخمص قدميها الى رأسها ، غير قادرة على انتاج قيم كسابقيها وبالتالي فهي ستعيش مما خلفه زعيمها الراحل ، وعجزها ان يكون لها وعي سياسي يميزها اضافة عدم توفرها على بنية تحتية تنتج لها التقاليد والطقوس لتمارس بها هيمنتها داخل المركزية سيقودها الى ان تصبح صورة متخلفة للمخزن تابعة له ، وستدفع الاتحاد المغربي ادا لم تلق المقاومة الداخلية اللازمة الى نقابة يمينية بكل المقاييس، وستدفع في الى خلق انحسار خطير في النضال النقابي بالمغرب ، وهذا ما يجب وضع جميع الاحتمالات لتجاوزه.
الصراع الجاري حاليا هو من اجل رد الاعتبار للعمل النقابي الديموقراطي ، ونزع المضمون المخزني عنه الذي استحكم في جزء كبير من الفاعلين فيه بسبب سنوات التعاون الطبقي بينهم والمخزن ، حيث أصبحت مصالحهم متداخلة مع مصالح المخزن .



#الشاوي_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية تنافسية المقاولة المغربية توحد القيادات النقابية والبا ...
- ما العمل حتى تستعيد النقابات بالمغرب وظيفتها في الصراع الطبق ...
- هل من مستجدات للوضع النقابي بالمغرب ؟
- بيان لقطاع الجماعات المحلية باقليم شفشاون
- الجامعة الوطنية لعمال وموظفي الجماعات المحلية (ا.م.ش) نضال م ...
- توضيح حول خبر صحفي
- اضراب وطني بقطاع الجماعات المحلية بالمغرب
- من يدفع الى الانشقاق و يضرب استقلالية الاتحاد المغربي للشغل ...
- رسالة الى الحكومة المغربية
- تقرير انجز من طرف المناضل النقابي عبد السلام بلفحيل حول الفس ...
- بلاغ المجلس الوطني يوم 21 يناير 2012
- لماذا يقدم الواقع العربي الحركات الاصولية بديلا؟
- بيان الاضراب العام بقطاع الجماعات المحلية ايام 15/16/17 نونب ...
- لماذا اضراب الجماعات المحلية بالمغرب يومي 14/15 يوليوز 2010
- العمل النقابي وسط الجماعات المحلية بالمغرب - اي واقع
- العمل النقابي وسط الجماعات المحلية - اي واقع


المزيد.....




- موعد صرف رواتب المتقاعدين وكيفية الاستعلام عن رواتب التقاعد ...
- ” استعلم عن موعد الصرف واستفيد من الزيادة” الاستعلام عن روات ...
- “متاح الان” موقع التسجيل في منحة البطالة الكترونيا 2024 بالج ...
- بُشرى سارة للجميع زيادة رواتب الموظفين في العراق! 2.400.000 ...
- “عاجل بشرى سارة اتحدد أخيرا” موعد صرف رواتب المتقاعدين في ا ...
- مد سن المعاش لـ 65 لجميع موظفين الدولة بالقطاع الحكومي والخا ...
- زيادة الأجور تتصدر مطالب المغاربة قبيل عيد العمّال والنقابات ...
- حماس تدعو عمال العالم لأسبوع تضامن مع الشعب الفلسطيني
- “وزارة المالية 100 ألف دينار مصرف الرافدين“ موعد صرف رواتب ا ...
- جددها الان من هنا.. اليكم رابط تجديد منحة البطالة في الجزائر ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - الشاوي سعيد - البيروقراطية الفاسدة اداة المخزن السياسية داخل النقابات