أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامح محمد - وجه العنصرية القذر














المزيد.....

وجه العنصرية القذر


سامح محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 15:44
المحور: حقوق الانسان
    


مجتمع عنصرى بطبيعته هذه طبيعة شعب مصر الموقر ، مجموعة من البشر لا يمكنهم قبول الاختلاف الذى خلقه الله و بالرغم من ذلك يسمى شعب متدين بطبيعته ! أى تدين من كان صاحبه يرفض وجود الآخر و هو أمر واقع خاصة و ان هذا الأمر الواقع منبهٌ على أحترامه بالسنة النبوية الصحيحة .

كادت العنصرية اليوم ان تطيح بعملى فقد امتُنِع عن اكتماله فلم يتحمل موظف المحكمة مضمون الكلام العنصرى الخارج من تلك السيدة التى لا أعلم ان كانت محامية ام لا فمنظرها و هيئتها و سلوكها ينحصر بين التصرف العقيم الصادر دائماً من المحامى و بين أى شخص قد يجهل بأبسط القواعد القانونية و التعامل داخل المحاكم .

ففى الصباح الباكر توجهت لمحكمة مصر الجديدة لا ستخراج صورة رسمية من محضر إدارى و حين وصلت وجد ان الموظفين بالغرفة لم يصلوا بعد و حين استفسرت عن ذلك أدركت انهم من الاقباط فهم يحضرون الساعة العاشرة يوم الآحد لانهم قبلها يؤدون صلاتهم بقداس الاحد بالكنيسة كما نفعل نحن الجمعة .

الامر لم يعرنى اهتماماً فدولتنا دينية المرجعية من السهل جداً أن يضيع حق أو وقت للقيام بعمل معين قد يترتب عليه قيد حرية شخص إن اُغفِل أو حصوله على حريته من قيود السجن إن تم ذلك العمل ، و كل ذلك العوار يتم تحت مسمى المقدس بمعنى ( البيه الموظف المرتشى بيصلى ) .

بحضور الموظف تقدمت السيدة السالف ذكرها المقالة و بسرعة البرق علا صوتها بقولها ( أنا مستنياك من بدرى ) و هى عالمة ان الموظف مسيحى و اليوم يوم قداس و الدولة تمنحه الآذن للذهاب لكنيسته ، لينفعل الموظف فاهماً الغاية من كلامها بالقول ( النهاردة الاحد و انا بفتح المكتب فى العاشرة ) ، فتعطيه اوراق طلباتها بانفعال و أظن انها مثلى كانت ترغب فى تصوير احدى المحاضر الخاص بموكلها فقد كان بيدها العديد من الطلبات بين الاطلاع و التصوير و الشهادة لهذا الموكل بل و الاغرب أنها تنتظر من الموظف ان يقوم بنفسه بتصوير اوراق المحضر و ذلك كنوع من الاعتزار الضمنى على تأخره القانونى على عمله .

طبعاً ما حدث جعل الموظف فى حالة نفسية يرثى لها فلم يتمكن من قضاء عمله مع أغلبية المحامين و ذلك خلال ثلث الساعة التى قضيتها أمامه فهو يشعر بين طيات نفسه بالاهانة و انه كأنسان لا يمكنه ان يعيش حياته بطريقة طبيعية ، و قد كان من نصيبى عدم تمكنه بالقيام بعمله ، فرقم المحضر معى كان خطأ و ذلك لا يجعل الموظف عادة فى المحكمة متوقفاً عن العمل فيمكنه البحث بأسماء المتهمين او الشاكين ليمكنك من تحقيق غايتك عنده من الاطلاع او معرفة ماذا تم بالمحضر بمعرفة النيابة العامة .

الموظف لم يتمكن من البحث برقمين سابقيين و تاليين بالرغم اننى عرفت بعد ذلك حين ذهبت إلى القسم لمعرفة الرقم الصحيح بأنه الرقم الذى يسبقه ، لم يكن هذا الانعدام من القدرة للموظف عن البحث بسبب الاهمال فالرجل قام بإخراج المحضر حامل الرقم الخطأ الذى معى و تأكد من انه لا يخص موكلى و ايضاً بحث فى دفتر قيد المحاضر فلم يستدل عليه بالرغم من أنه الرقم السابق على رقمى الخاطىء ، و كان طوال ذلك الوقت عبوساً على غير العادة التى يكون عليها .

نعم أنا قد توصلت إلى الرقم الصحيح و لكن بعد ذهابى لقسم مصر الجديدة و بالطبع ضاع الوقت فلم اتمكن من الاستحصال على صورة رسمية من المحضر فطبيعة أجراءات ذلك العمل تستلزم وقت من نصف ساعة لساعة تقريباً بحسب طبيعة المحكمة و الناس التابعون لها و لقسمها و طبيعة القسم و مقدار عمله الامنى داخل دائرته ، فمثلاً فى الاماكن الشعبية يكون العمل على شدته و بالتالى تخليص أى إجراء جنائى اشبه بالانتحار على العكس بالمناطق الراقية فلا تجد لصاً او متعاطياً للمخدرات او شخص يشكوا جاره لاتفه الاسباب .

إن الغاية مما قصصت أن أنبه القارىء من خطورة تلك الرزيلة ( العنصرية ) فهى آفة إجتماعية تدمر التشابك و الروابط بين المجتمع و خاصة المجتمعات التى مازالت تعتمد على نظام الاسرة الابوية مثلنا تماماً فمثل هذا النظام لا يجب الاستهانة بأى تغير او إدخال لفكر إجتماعى طارىء بل يجب البحث جيداً لاستقراء الاثار التى قد تنتج من ذلك الاستحداث او الادخال حتى يتفادى أفراد المجتمع مخاطر التفكك و التشعب التى قد تنتج عن هذا الاستحداث او الادخال .

كما أنه يجب التنبيه لهؤلاء الذين يرون أن ضياع الثورة المصرية من أيدى شعبها هو عقاب على استبقائهم لنظامهم الاجتماعى الفاشى بان اسلوب الشماته و المشاهدة من اعلى ضاحكاً بسخرية لن يؤدى لتفادى مشاكل ذلك النظام أو استبداله بل النضال الدائم سواء بالفعل أو الكلمة و ذلك بايضاح مخاطر هذا النظام الاجتماعى و ما قد يؤديه من إضعاف ارادة الفرد و مخيلاته نحو الوصول لعالم افضل و حياه كريمة ، فافلفرد أسام الجماعة و الجماعة حماية الفرد .

كما يجب تنزيه الافراد المحافظون على النظام الاجتماعى و بقائه أنه :-
أولاً : يجب إنشاء عقد اجتماعى يحمى الفرد من سلطوية الجماعة و يحقق للجماعة المصلحة من الفرد .
ثانياً : أن الحياه سنتها الدائمة هى التغير و دوام الحال من المحال و اذا كان تغير النظام الاجتماعى أفضل حالاً فليكن ( كانتقال من نظام الاسرة لنظام العلاقات الاجتماعية ) .
ثالثاً : أن تقديس الانظمة الاجتماعية و السياسية و اضفاء صفة المقدس عليها و تبرير طغيانها بالدين يضع الدين فى موقف محرج لا يحسد عليه خاصة ان كان الدين عامل أساسى فى حياة الفرد و الجماعة .

وبنــــــــاء عليــــــه

لابد من مواجهة كافة الآفات الاجتماعية و منعها من الانتشار و استصدار تشريعات قوية التطبيق و التفعيل حتى يتحقق الحفاظ على الترابط الاجتماعى و الذى من المفترض أنه هو سفينة النجاه و تحقيق احلام التقدم و الرقى لدى شعب الدولة .



#سامح_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الشوارع حواديت ؟
- مبارك شعب مصر - ادخلوا مصر إنشاء الله آمنين
- المبحث الثالث : صراع الحضارات
- المبحث الثانى : نظام الاسرة الابويه
- رمز المقاومة - ملالا يوسف رازاى
- أتوبيس نقل عام
- العداء مع الحضارة
- التابوهات الثلاثة
- الكافرون بالحرية - المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى
- الانسانية بين الوهم و الحقيقة
- الحقيقة المأساوية
- رواية الأفاعي صرخة ضد الجهل والإرهاب


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامح محمد - وجه العنصرية القذر