أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - معاذ عابد - تجريم الوهابية ضرورة أخلاقية














المزيد.....

تجريم الوهابية ضرورة أخلاقية


معاذ عابد

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 01:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشأت الحركة الوهابية وهي تنتسب عقائدياً إلى الفئة الحنبلية المسماة بالمجسمة والتي اسس لها ورسخ عقيدتها الدينية ابن تيمية الحراني، حاول محمد بن عبد الوهاب أن ينشر مذهبه الإصلاحي من وجهة نظره الدينية بين القبائل البدوية والتي تعتاش على الغزو كطبيعة لسكان البوادي العربية،لكن رفضهم اياه بسبب وجود الأشراف في الحجاز من جهة وعدم وجود الوازع الديني لهذه القبائل من جهة أخرى حال دون اتمام مهمته الدينية التي ابتدعها وعمل عليها،وحين نشأت الحروب القبلية بين العشائر في الجزيرة العربية والتي انتهت بترسيخ سلطة آل سعود كان الحلف بين أتباع ابن عبد الوهاب وآل سعود ضرورة موضوعية بسبب حاجة آل سعود لغطاء ديني وحاجة ابن عبد الوهاب للسيف ولحركة تقوي منهجه الديني حيث لم يكن لديه أي اهتمام بالولاية السياسية بقدر اهتمامه بالولاية الروحية والعقائدية.
أسفر التحالف بين آل سعود وبين الوهابيين إلى اتفاق جعل محمد بن سعود حسب تعبيرهم أميراً للمؤمنين وذريته من بعده لها السلطة الزمنية أي الحكم .
أن يكون الطرف الثاني ، محمد بن عبد الوهاب ، إماماً للدعوة ، وذريته من بعده تتسلم السلطة الدينية ، التي من أولى مهامها تكفير كل من لا يسير مع أتباع الحركة الوهابية ولا يدفع ما لديه من مال ، وقتل الرافضين كافة لقتال أعداء الدعوة الوهابية ،ومن الواضح استمرار هذا الاتفاق الى يومنا هذا فمفتي السعودية عبدالله آل الشيخ ينتسب بالنسل إلى "الشيخ" محمد بن عبد الوهاب.
منذ نشأت هذه الحركة أعلنت بصراحة أنها هي دين الحق ومذهب السنة الصحيحة ومنهج التوحيد السليم ومن خالفهم من عموم المسلمين هم أهل بدعة وضلالة وهم في النار إلا إذا تابوا وعادوا للدين السليم الذي وضع قواعده ابن تيمية واسس لمنهجه الحديث ابن عبد الوهاب، وبدأت هذه الحركة التي تشكلت من العصابات واللصوص أعمالها الدموية مبكراً فأغارت أولى سراياهم العسكرية بعد أن أعلن الشيخ نفسه الجهاد وبدأت أول غاراتهم على الأعراب يسلبونهم المال والنساء ويعملون فيهم القتل، وبدأت فتاوى التكفير والقتل تظهر فأول من قتل كان أئمة المساجد كما ظهر في مجموعة رسائل بن عبد الوهاب في أحد المشهورين يقول محمد بن عبد الوهاب : ( إن عثمان بن معمَّر - حاكم بلد عيينة - مشركٌ كافر ، فلما تحقق المسلمون من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة ، وقتلناه وهو في مصلاه بالمسجد في رجب 1163 هـ .) وانتشرت رحلة القتل الممنهج وطالت جرائم الوهابية كل الجزيرة العربية وما حولها حتى أنها وصلت إلى وسط الأردن في معركة زيزيا المعروفة بين القبائل الأردنية وبين الوهابيين وغزا الرياض واستباح أموال أهلها ثم غزا الطائف وحدثت مجزرة معروفة مشهورة في التاريخ.
نما الفكر الوهابي وتطور إلى أن التقى بحركة الإخوان المسلمين في سبيعينيات القرن المنصرم في زاوج بين فكر الاسلام السياسي الاخواني وبين الحركة الوهابية حين طلب المرشد الإخواني من أحد أعضاء جماعته وهو الارهابي المعروف عبد الله عزام الذي كان يعمل مدرساً في السعودية فانتدبه إلى أفغانستان لانشاء "قاعدة جهاد متقدمة" لتكون في المراحل اللاحقة درعاً عسكرياً للإخوان إذا تمكنوا من الحكم ولحمايته كما حصل في مصر حيث أكد توجه الإرهابيين إلى سيناء هذا الأمر كما نراه يومياً ونسمع عن القتل والتدمير في الجيش المصري وفي المصريين.
ومن الملفت أن زعيم تنظيم القاعدة اليوم أيمن الظواهري كان طبيباً إخوانياً أُرسل إلى أفغانستان لعلاج الجرحى مع أطباء كثر منهم عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي السابق.
منذ نشأ تنظيم القاعدة وحركة طالبان وانتشار الفكر الوهابي بفعل التمويل الهائل الذي تضخه القنوات الدينية الممولة من السعودية وقطر بين بسطاء المسلمين في آلة دعائية هائلة موجهة لرفض الآخر أياً كان، فعلى سبيل المثال هناك قنوات لمحاربة المذهب الشيعي وقنوات لمحاربة التصوف ولمحاربة المسيحية، بدأت جرائم الوهابية التي لا تعد ولا تحصى تظهر في بداية التسعينات في الجزائر بالقتل الممنهج الذي قامت به جماعاتها المتطرفة بحق الجزائريين، ثم انتشرت إلى التفجيرات في كل مكان من العالم طالت داعمي القاعدة الرئيسيين في أفغانستان ومن أمدهم بصواريخ ستينجر الأمريكان أنفسهم وفجرت القطارات في بريطانيا واسبانيا،وبدأت حربهم الدموية في العراق الذي يشهد التفجيرات الغادرة يومياً،وعند بداية الأزمة في سوريا جمعت القاعدة وأتباع الفكر الوهابي الآلاف من أتباعها إلى سوريا وبدأ القتل على الهوية الطائفية بصورة تقشعر لها الأبدان من ذبح وسلخ وآل للبشر وقطع للرؤوس وشيها بعد سلخها عن الجماجم في مشاهد مقززة تظهر مدى وحشية هذا المنهج.
التفجيرات في باكستان والعراق ومصر وسوريا والأردن وأخيراً لبنان ناهيك عن المحاولات التي فشلت في معظم هذه الدول.
الفكر الوهابي الذي يدعوا لإقصاء الآخر بالقتل إذا رفض الدين الحق كما أسسه ابن عبد الوهاب،يجب أن يتم تجريمه دولياً على غرار الفكر النازي والفاشي ومجاميعه السياسية،هذه الحملة التي يجب أن تبدأ بالعمل بين اللجان الحقوقية والقانونية لرفع دعوى قضائية دولية ضد هذه الحركة، من وجهة نظري يجب البدء بجمع التوكيلات من ذوي ضحايا هذه الحركة المجرمة وأتباعها وما أكثرهم في كل مكان،ومن كل من يرى أن هذه الحركة تشكل تهديداً على حياته وعلى حياة أسرته والشواهد التي ستدعم مثل هذه القضية تحتاج الى شاحنات كبيرة لحمل ملفاتها الورقية وحدها.
يجب أن تقوم حملة عالمية من كل المتضررين من هذه الحركة الإجرامية ومعاقبة مموليها وداعميها ورعاتها السياسيين والدينيين في كل مكان كضرورة أخلاقية لاعتبار هذه الحركة وأفكارها حركة ضد الإنسانية تدعوا للإبادة الجماعية والتطهير العرقي يجب العمل الدؤوب والفاعل حتى تُخمد نيران الحقد الهمجي الأعمى التي انطلقت بعبارة ابن عبد الوهاب في نجد : "من دخل في دعوتنا فله ما لنا وعليه ما علينا ومن لم يدخل معنا فهو كافر حلال الدم والمال"



#معاذ_عابد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول الطريق الثالث للدكتور خالد كلالدة!
- التوراة والأنجيل في المفهوم الإسلامي
- الفرق بين الطوائف المسيحية
- قراءة في كتاب- إرث بوليفار وأهميته
- لهذه الأسباب نرفض الحزبالشيوعي -الإسرائيلي-
- صحيفة الحزب الشيوعي الأردني..والنشر للصهاينة
- البحرين:إيران والشيعة لن يسكتوا عن التطهير العرقي
- التطهير العرقي في البحرين
- الأزمة في البحرين: بين حرب طائفية وثورة شعبية
- دمعة على صليب بغداد الأقدس
- لينين
- أكاذيب محمد طميزي على صفحات الآداب
- وهم التغيير في بيان البرادعي وجمعيته
- البرادعي المنتظر
- حول المساواة بين الرجل والمرأة 3
- حول المساواة بين الرجل والمرأة 2
- حول المساواة بين الرجل والمراة
- الجريمة البوردونية
- حجا مبرورا- وبالحائط دخولا - يا قداسة البابا!!!
- المنافقون والضباب


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - معاذ عابد - تجريم الوهابية ضرورة أخلاقية