أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - رسالة مفتوحة من حمار إلى حركة استمرار














المزيد.....

رسالة مفتوحة من حمار إلى حركة استمرار


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1221 - 2005 / 6 / 7 - 10:12
المحور: كتابات ساخرة
    


رسالة مفتوحة من حمار إلى حركة استمرار

الاخوة الأفاضل،
في أوائل الثمانينيات كان هناك اعلان ضخم بخط اليد في محطة مترو جامعة أوسلو بالعاصمة النرويجية يقول فيه صاحبه: أنا حمار لأنني قمت بالتصويت لصالح الحزب اليميني.
إن طلبي الانضمام لتجمعكم الموقر ليس اهانةً أو سبّاً أو سُخريةً، فأنا فعلا منذ أن قرأت عن الحركة التي تناهضون بها حركة ( كفاية ) وتطالبون باستمرار الرئيس حسني مبارك قائدا لمسيرة الديمقراطية التي بدأها بتحفظ شديد قبل عدة اسابيع، وكان، طال عمره، يفكر فيها جيدا منذ ربع قرن لكن الظروف لم تكن مناسبة، ثم إن هذه الفترة في حياة أمم العالم الثالث لا تساوي سنة أو سنتين في حياة دول العالم الأول.
إن بياناتي الشخصية تنطبق تماما على العضوية، فأنا أطيع خوفا أو رهبة أو ضربا بكرباج فوق ظهري حتى لو كنت أحمل جبالا من الآلام فوق ظهري.

وأنا لا أكترث لمن يركب فوق ظهري، ولا أعير الكرامة أدنى اهتمام، ولا أقدم احتجاجا أو أُبدي تذمرا أو أتردد في حمل سيدي قاطعا به ما تعجز عنه كل الحيوانات والناس.
هل تتذكرون كلمة عبد الرحمن الكواكبي وهو يقول في كتابه ( طبائع الاستبداد ): وعلى الرعية أن تكون كالخيل إن خُدمت خَدمت وإن ضُربت شَرَستْ وعليها أن تكون كالصقور لا تُلاعَب ولا يُستأثر عليها بالصيد كله؟
إنه اشار للخيل والصقور رمزي الفروسية والعزة، أما نحن فلم يقترب قلمه منّا همْساً أو لَمْساً.
إنني، أيها الاخوة الكرام، أستطيع أن أكون عضوا ناجحا بكل المقاييس، وأن أطالب باستمرار الرئيس قائدا مدى الحياة، وبعد الموت، وأن أضع علامات استفهام وتعجب واستنكار على سبعين مليونا من المصريين يرفضون القائد الرمز، وقد علمتُ أن من بينكم فنانين وراقصات ولاعبي كرة قدم، بل إن افتتاح الدعوة ضمنيا جاء إثر أغنية صدح بها العندليب الوطني شعبان عبد الرحيم مؤيدا السيد الرئيس في مسيرة الرفاهية والمن والسلوى.

أعدكم بأنني لن أتحدث في يقظتي ومنامي عما قام به الرئيس في ربع القرن المنصرم، ولا يهم إن كانت حقوق المواطن المصري تحت الصفر أو في زنزانة بقبو تحت الأرض في أحد سجون ومعالم رؤيته لرعيته.
أتفق معكم تماما فليس في مصر كلها غير الرئيس، وهي، أي أر ض الكنانة، لم ولن تنجب رجالا وعلماء وعباقرة وسياسيين، وأن صفوة ونخبة أبناء مصر يحيطون بسيادته من صفوت الشريف إلى كمال الشاذلي ومن فتحي سرور إلى يوسف والي.
أنا أعلم أنكم تعلمون من الصحف والأصدقاء والأقارب ومتابعة خمسة وعشرين عاما ومن حكايات يشيب لها شعر الجنين ومن منظمات حقوق الانسان والفضائيات وكل ما يدب على أرض مصر بأن هذا البلد يمثل واحدة من معجزات التاريخ القديم والحديث، فقد تم الاستيلاء على خيراته، ونهب مصارفه، وهبر أمواله، وسرقه آثاره الخالده، وافساد شبابه، وتركيع الكرامة في صدور معظم أبنائه، وحكمهم الرئيس بالحديد والنار وقوانين الطواريء والازدراء والاحتقار واختيار الفاشلين هذا فضلا عن ايصال مصر إلى الصفر سياسيا واقتصاديا ومعيشيا وتعليميا واعلاميا واجتماعيا وأخلاقيا، وعبث القائد في نفوس المصريين فمالت إلى عالم الفهلوة والاحتيال، ومع ذلك فلا يزال المصريون يأكلون ويشربون وينامون ملء جفونهم، وأيضا يُلقون النكات في المقاهي الشعبية وفي غرف الدردشة الانترنتية!

قد يكون منكم كثيرون مضطرين لوضع أسمائهم والهرولة ناحية وسائل الاعلام لاطلاق تصريحات حمقاء تبعد عنكم أذى النظام وغضب الرئيس وقبضة ابنه.
لكنكم اخترتم الوقوف، طوعا أو كرها، مع نظام يترنح، ورجل مريض هارب في شرم الشيخ يتفاوض على اللجوء السياسي في واحدة من ثلاث دول، وناهضتم أماني شعبكم، وانحزتم إلى أشباه حكومات فيشي وكفسلينج وكل القوى المعادية للشعوب المناضلة.
صحيح أنني حمار، لكن القليل الذي أعرفه عن كارثة ربع القرن يجعلني أحتقركم، وأطلب الانضمام إليكم حتى أتساوى معكم في الامتيازات والمكافآت.
سيقول قائل إن الديمقراطية تعني حرية الاختيار، وأنا بدوري أسأل دعاتها: هل يستطيع أكثر الأحرار شهرة أن يمتدح أو ينضم لأفكار بول بوت وهتلر وموسوليني والجنرال فيشي وصانعي القبور في تاريخنا؟
تقدموا، ايها الاخوة، وامتدحوا في الرئيس، ودوسوا فوق كرامة شعبكم، وغضوا الطرف عن صراخات وعذابات وأوجاع ضيوف أقسام الشرطة من ابناء شعبكم، واحذفوا من ذاكرتكم أسماء خمسة وعشرين ألف معتقل، أكثرهم أبرياء، يقبعون في سجون النظام.
اجعلوا ضمائركم تتجرع السُمّ الزعاف، وناموا مستريحي البال، ولا تنشغلوا ب( كفاية ) ومطالبها والاحزاب والقوى الوطنية.
إنني أطلب منكم رسميا، كحمار تتحقق فيه كل شروط القهر والذل والمهانة والطاعة والصمت، أن تقبلوني عضوا عاملا وفاعلا ومفعولا به في حركة ( استمرار ) للمطالبة بفترة ولاية خامسة للسيد الرئيس، ووعدي لكم أن تجدونني عند حسن الظن.
وتقبلوا تحيات كل المتعاطفين معكم من معارفي وأصدقائي.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة غاضبة من الرئيس مبارك للمصريين .. كرامتكم تحت حذائي
- خوفي على مصر من الإخوان المسلمين .. رسالة إلى المرشد العام
- قراءة في أسباب فشل العصيان المدني
- رسالة عاجلة من الرئيس مبارك.. سأبصق في وجه كل من يعطيني صوته
- الواحدة ظهرا تحت تمثال رمسيس في يوم شم النسيم يبدأ العصيان ا ...
- هذه الكلاب المدللة وأصحابها المرفهون والعصيان المدني!
- البيان الختامي للعصيان المدني .. من هنا نبدأ
- معذرة لكل المتحمسين للعصيان المدني
- هل سينجح العصيان المدني بدون قيادة؟
- من الذي يفرط في كرامة السوريين؟
- هل يصبح 2 مايو 2005 يوم التحرير من نظام مبارك؟
- المأزق المغربي .. ملك في مهب الريح!
- معذرة أيها الأحمق، دع لنا الرئيس مبارك وخذ عصيانكم المدني
- الإعلام السعودي .. ثورة من الداخل أم النوم في العسل؟
- المخاض الكويتي .. قراءة في المستقبل أم رجم بالغيب؟
- الوصف الإيجابي في صناعة الإرهابي
- الحركة المصرية من أجل التغيير والعصيان المدني وانتقام الرئيس ...
- رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى المصريين .. سأجعلكم تلعقون تر ...
- أيها المصريون ماذا تنتظرون .. لقد هرب الرئيس ؟
- البحث عن زعيم لمصر


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - رسالة مفتوحة من حمار إلى حركة استمرار