أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى المصريين .. سأجعلكم تلعقون تراب الأرض















المزيد.....

رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى المصريين .. سأجعلكم تلعقون تراب الأرض


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1161 - 2005 / 4 / 8 - 12:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أيها المواطنون،
قرأت ما نشره أحدكم عن هروبي إلى ثكنة شرم الشيخ الأمنية استعداداً للرحيل عن مصر، وتهريب أموال أسرتنا وأعواننا ورجالنا الذين أذاقوكم الذُلَ والمَسْكنة والهوانَ طوال أكثر من عقدين، وكادوا يفرّغون وطنكم من خيراته.
ربما يكون في بعض هذا الكلام كثير من الصحة، فأنا في مكان آمن قريب من إسرائيل، وتحت تصرفي طائرة خاصة قد تقلني إلى أي مكان يقع عليه اختياري وتوافق حكومته على استضافتي وربما يكون فرنسا أو ألمانيا أو دولة الإمارات العربية المتحدة.
شاهدتُ مظاهراتكم التي لم تجمع أكبرها ألفين من خصومي رغم أنكم جاوزتم السبعين مليونا، وكانت النتيجة الطبيعية أنني وضعت عشرين من رجال الأمن مقابل كل متظاهر واحد.
أتابع كل صور الاحتجاج والتذمر وتخترق أذنيَ شتائمُكم وسبابكم ونكاتكم، وتصلني تقارير عن اجتماعات قادة المعارضة وعن عشرات المواقع على النت، وعن مظاهرات جامعات القاهرة والاسكندرية وطنطا والجامعة الأمريكية.
لكنني متفائل بعودتي إلى القاهرة فقد راقبت طوال ثلاثة أشهر الدعوة للعصيان المدني في 2 مايو 2005، وقرأتُ عشرات الردود والتعليقات والتعقيبات التي جعلَتْها كأنها نكتةٌ سخيفة أو مزحة تافهة وكل واحد منكم ظهرت على لسانه عبقرية السخرية والتهكم والاستخفاف بالدعوة وكأن الأمر لا يعنيكم، حتى أن كثيرين أرسلوا يتهمون القائمين على الدعوة بانهم مأجورون في الغرب وأنهم يريدون كشف عورات الحاكم الذي أمر الاسلام بطاعته.
قمة نشوة التفاؤل لدي كانت حالة الصمت الرافض التي قابل بها زعماء المعارضة الدعوة للعصيان المدني، وقد كنت واثقا من ذلك فقيادات المعارضة تخشى نجاح العصيان المدني لئلا تنكشف أمام الجماهير، ويأخذ الجيش المبادرة أو تأتي حكومة وَحْدَة وطنية تساوي بين الجميع وتقيم العدل وتحترم الحقوق فيفقد زعيم المعارضة برستيجه كقائد يتقاسم السلطةَ معي ولكن في الاتجاه المضاد.
تسعة عشر حزبا سياسيا يجلس منها على ركبتي عشرة أحزاب على الأقل، أطعمهم، وأسقيهم، وأشاركهم بعض فرحتهم المزيفة، ويمدون في عمري وسلطتي.
أيها المواطنون،
هل تتذكرون رسالتي المعنونة ب ( الرئيس حسني مبارك يدعو للعصيان المدني )؟
ألم يتحقق كل ما فيها تماما كأنني أقرأ الغيب أو ألعب بالبيضة والحجر؟
حتى الفضائيات رفضت استضافتة للحديث عن العصيان المدني فلكل قناة فضائية حساباتها وخطوطها الحمراء ولو ظهرت على الشاشة خضراء لعيون سوداء.
بقي من الوقت ثلاثة أسابيع على الموعد المحدد وهو الثاني من مايو، ولو أردتم الحرية والانعتاق من براثني فهو الموعد الساحر للتخلص نهائيا من حكمي ومن دهسي رؤوسكم تحت حذائي، ومن قانون الطواريء، وسيمكنكم استعادة عشرات المليارات من أموالكم، وتعيدون بناء مصركم على أسس جديدة، وتختارون عباقرة وكفاءات في كل المجالات، وتستنشقون حرية طالما حلمتم بها.
لكنني، في مهربي هذا وتحت حماية أمريكية إسرائيلية في شرم الشيخ، واثق بعودتي سريعا فقد أعتدتم على الصمت، وتلذذتم بالعبودية، واستمتعتم بصرخات أبناء بلدكم وهم يتعذبون في أقسام الشرطة أو يغتصبهم ضباط الأمن أو المخبرون أو المرشدون.
لقد كان صمتكم طوال أربعة وعشرين عاما مدعاة لسخريتي، وأنتم تنتمون لأعرق شعوب الأرض، وجيشكم ومخابراتكم وقوات أمنكم أجهزة وطنية لا يشك أحد في اخلاصها لكم، لكنها تقف في خدمتي، وتزحف على بطونها أمامي، وتعمل لحمايتي وليس لحماية وطنكم.
كل الذين كتبوا للحرية والانعتاق والكرامة والخير والمساواة والتسامح والتطور ، وأرادوا استعادة مصر من تحت قدمي لتحريرها، سخرتم منهم، وبحثتم في بطون أمهات الكتب العريقة عن قدسية طاعة الحاكم، أو تندرتم عليهم لأنهم مغتربون ومهاجرون رغم أنهم من تراب أرض مصر الطاهرة ويحملون معكم هموم وأوجاع الوطن.
معارضة هشة تتصادم أحلامها على الكعكة، ونقابات مهنية تستطيع أن تزلزل الأرض من تحت أقدامي لكنها خانعة تغتبط بلذة الصمت، وتبتهج بانتصارات صغيرة لا تسعد طفلا غضا أو أميا فقيرا أقصى أمانيه أن ينام ليلة واحدة هانئة.
تصدقون أنني هربت، أليس كذلك؟
نعم، هربت فعلا إلى شرم الشيخ، ولا أستطيع أن أتجول في القاهرة أو أستقبل ضيفا في المطار وأعود به في موكب رسمي مخترقا شوارع العاصمة الحزينة، لكنني سأعود رغم أنوفكم، وسأذيقكم عذاب سَقَر، وسأسلط عليكم من بقي من حيتان النهب أن يفرغوا مصارفكم الوطنية من كل قرش، وسأجعلكم تشاهدون صورتي في كل كوابيسكم.
أيها المصريون،
ستعيدونني من شرم الشيخ معززا مكرما، وستخرجون أذلة إلى الشوارع تهتفون بحياتي، وسترفضون يوم الثاني من مايو العصيان المدني ولن يشارك فيه إلا قلة تعد على أصابع اليدين، وسيقف الجيش العظيم وجنرالاته وقياداته الوطنية صامتين أمام أسرتي ونحن نسعى لجعلكم أفقر شعوب القارة الأفريقية.
كل المصريين، من مثقفين ومفكرين وأكاديميين وعلماء ورجال دين واعلاميين وقادة جيش وأمن الدولة والاستخبارات والنقابات والطلاب والفنانين، يعرفون كارثة وطنهم، وهم على يقين من أنني أعيش أيامي الأخيرة بينكم، وأن كل مصري يملك ذرة وعي كاملة لا يخطيء المشهد المصري المأسوي، ومع ذلك فرجالي يعملون بهمة ونشاط، وسيزيفون إرادتكم، وسيرشح مجلس الشعب مبارك الأب أو الابن لقيادة البلد في الأعوام الست القادمة التي ستنتهي إن شاء الله وأنتم تتسولون طعامكم في شوارع بورندي وأوغندا وجنوب السودان وتبيعون ما بقي من مخلفات متعلقاتكم.
أنتم تعرفون جيدا أن العصيان المدني هو أرقى أنواع التمرد السلمي والاحتجاج، لكنكم وقيادات المعارضة ترفضونه خشية تحريركم، تماما كما كان العبيد يفعلون عندما يرفضون الانعتاق خوفا من السير بمفردهم مع الأحرار!
وأنتم تعرفون أنني أفشل حاكم في تاريخ مصر الحديث والقديم، ومع ذلك فسبعون مليونا من المصريين بين إصبعين من اصابعي أقلبهم كيفما أشاء.
وأنتم تصرخون من الغلاء والفقر والحط من الكرامة والمرض ونقص الدواء والعلاج وفساد الدولة والتعليم، وتعلمون جيدا أن ست سنوات من حكمي ستزيد سكان المقابر إلى عشرة ملايين، ثم ماذا كانت النتيجة؟
الاخوان المسلمون يؤيدون استمراري في الحكم شريطة الاستجابة لبعض المطالب.
الوفديون يؤيدون استمراري جاثما فوق رؤوسكم مع استجابة على استحياء لبعض الشروط.
التجمع في صورة المناضل الكبير خالد محيي الدين يعلن تأييده لي، وتستضيفه سناء منصور في ( الظل الأحمر ) ليمتدح في الرئيس حسني على الرغم من أن حزب التجمع أصدر كتابا عام 1981 تحت عنوان ( لا لمبارك )!
هل أحدثكم عن البقية؟
أيها المصريون،
لا تظنوا أن هروبي إلى شرم الشيخ، واستعداد أسرتي لتفريغ البنوك، وتهريب المليارات، ونجاتي من كل الجرائم التي أرتكبتها في حقكم طوال أربعة وعشرين عاما يعني أنني سأغادركم إلى الأبد.
إن مهمتي لم تنته بعد، فصمتكم القبوري يحفزني على العودة، وأحلم باليوم الذي أرى مصر صانعة الحضارات في ذيل كل أمم العالم.
أيها المصريون،
لا تخرجوا يوم الثاني من مايو في العصيان المدني...
وأعدوا العدة لعودتي منتصرا بعد هروبي.
أما إذا تحركت الآن عدة مدرعات من الجيش متجهة إلى القصر الجمهوري بعابدين وقصر العروبة وماسبيرو، وخرجت الجماهير ترفع شعارات النصر وتحيي جيشها الوطني وتستمع بكل ما تملك من حب لبلدها للبيان رقم واحد الذي يطالب بمنعي وأسرتي من مغادرة مصر لنمثل أمام محكمة الشعب، فقد أحكم الجيش لي العقدة التي لا حل لها، ولن تستطيع واشنطون أو تل أبيب حمايتي.
إنني متفائل في مهربي بشرم الشيخ للعودة المنتصرة، وحينئذ سألقنكم درسا لن تنسوه أو تنساه أجيالكم القادمة.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563
Oslo Norway



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المصريون ماذا تنتظرون .. لقد هرب الرئيس ؟
- البحث عن زعيم لمصر
- العصيان المدني بين حمدين صباحي وعبد الحليم قنديل
- نداء هام إلى مؤتمر ( كفاية ) المنعقد 14 مارس 2005
- الرئيس حسني مبارك يدعو للعصيان المدني!
- سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر
- خمسون إجابة لخمسين سؤالا عن العصيان المدني في مصر
- حوار بين إبليس والرئيس حسني مبارك .. حديث عن العصيان المدني ...
- قائد الفاتح يسقط في المصيدة
- المسكوت عنه بين السعودية والكويت
- العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟
- لماذا وقع الاختيار على الاثنين 2 مايو 2005 يوما للعصيان المد ...
- العصيان المدني لاثنين 2 مايو من الثامنة صباحا .. عيد الأعياد ...
- دعوة لتحرير الرئيس السوري بشار الأسد
- لماذا يربط المسلمون الدين بالقسوة والجنس؟
- وقائع محاكمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
- حوار بين الشيطان وضيوف الرحمن ... موسم الحج ورمي الجمرات
- رسالة مفتوحة إلى البابا شنودة الثالث .. لقد أخطأت أيها الرجل
- نعلن هزيمتنا أمام الرئيس حسني مبارك وابنه
- وقائع محاكمة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى المصريين .. سأجعلكم تلعقون تراب الأرض