أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر















المزيد.....

سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1125 - 2005 / 3 / 2 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف لصحفي مصري مغترب في النرويج.. بلد شمس منتصف الليل أن يدعو بمفرده للعصيان المدني ضد الرئيس حسني مبارك وأسرته وأعوانه، بل ويطالب بالقبض عليه ومحاكمته، ونحن هنا في مصر، قيادات سياسية وفكرية وثقافية تضرب الأرض بأقدامها فتهتز مصر من نيلها لبحرها، لا يستأذننا صاحب الدعوة، ولا يكون لنا نصيب في نجاحها، مع استحالة هذا النجاح، ونقف متفرجين على الرغم من أن حلم تولي السلطة من أحد أحزابنا وجماعاتنا وجبهاتنا هو ميثاق خفي لا نستطيع منه فكاكا؟
فليتقدم صاحب الدعوة للعصيان المدني إلى عشرات المنتديات والمواقع، ويرسل إلى كل الجامعات والمعاهد العليا وقيادات الاتحادات الطلابية والنقابات المهنية والاعلاميين المستقلين ورؤوس مثقفي الوطن، فلن نستجيب، وسندعي أننا لم نسمع عن هذه الدعوة، وسنقتله بصمتنا المريب، وسنعلمه درسا في اللجوء للكبار قبل البدء في مبادرة لو نجحت فستطيح بسيد القصر وقمم الفساد وحيتان النهب.
إننا سعداء بما نقوم به في تجماعتنا وصحافة المعارضة، فنكتب مقالا، ونقوم باحتجاج متواضع، وندعو لمظاهرة، ونطالب بتغيير الدستور بعد الاستفتاء فيضربنا السيد الرئيس على ظهورنا في اهانة متعمدة ويعلن أنه قرر تغيير مادة واحدة بشروط مجحفة وسحب البساط من تحت أقدامنا.
نعم نحن لا نريد تغيير الظلم، وراضون بالعيش في الوطن السجن، ونكتفي بلعبة المعارضة والحرية والاستقلال ومهاجمة أمريكا والدفاع عن المقاومة ونشر تحقيقات عن الفساد وتجاوز الأمن، لكن الاطاحة بالرئيس ومحاكمته وتحرير مصر من همجية الفساد والديكتاتورية ليست مهمتنا رغم أن تجمعنا واتحادنا من أجل مصر قادر على ازالة الحكم المستبد في ساعات معدودات.
العصيان المدني هو الحل الوحيد والنهائي والذي لن تستطيع أي قوى خارجية أو حماية للرئيس أن تفشله، لكننا، نحن مثقفي مصر وقياداتها الحزبية والسياسية والدينية والفكرية، نرفض رفضا قاطعا انهاء المسرحية التي نلعبها مع السلطة، فيبقى الرئيس سيفا مسلطا على رقابنا، ونبقى نحن معارضة حساباتها الخاصة وأموالها وبريستيجها في مصر مرتبطة بوجود المستبد.
فليبحث محمد عبد المجيد الصحفي المقيم في شمال الشمال عن مؤيدين وداعمين ومتعاطفين ومتحمسين وسيجد قطعا عدة أفراد لا يزيد عددهم عن أصابع اليدين والقدمين معا، وسنعلمه أن العمل من وراء ظهر القيادات الكبرى كفر بواح، ولن تتقدم قيادة فكرية أو ثقافية أو حزبية أو دينية أو نقابية واحدة لتدعم وتدعو معه للعصيان المدني ضد الرئيس حسني مبارك.
إن الرئيس يمنحنا بين الحين والآخر فرصة ادعاء الانتصار، ويستجيب لرغبة أو طلب كأنه موافقة على مضض نتيجة للضغوطات، لكنه في المقابل يرفض مئة طلب، ويضيق الخناق على شعبنا، ويعطي الضوء الأخضر لقوى الفساد في نهب ما تبقى من أم الدنيا.
سينشر رئيس تحرير طائر الشمال كل بياناته عن العصيان المدني في عشرات المواقع، لكنه سيتلقى كما هائلا من السخرية والتهكم والتندر التي تخرج من أعماق المواطن المصري اليائس والمحبط والغارق في همومه وعرقه ودموعه.
لقد حدد الثاني من مايو 2005 أي يوم شم النسيم بداية العصيان المدني في تجمهرات تجوب مصر كلها، ثم يبدأ فعل العصيان في اليوم التالي، ونحن، قيادات مصر الفكرية المعارضة والتي تنضوي في تسعة عشر من الأحزاب فضلا عن المستقلين وعمالقة الكتاب قررنا أن نلقنه درسا في التعامل مع الكبار، وأي محاولة للقفز فوق أدوارنا المرسومة لنا لن نقبلها، فالقضاء على حكم مبارك وتولي قيادة وطنية مستقلة وشريفة ونزيهة حكم الوطن سيقضي على امتيازاتنا، فإذا كان الرئيس يعيش على الارهاب والاستبداد والفساد، فنحن نعيش على المعارضة كمهنة تدر علينا أيضا امتيازات وألقاب الوطنية والشرف والشجاعة والجرأة.
سنجعله عرضة لكل أنواع السخرية، وقد شاهدها بأم عينيه في مواقع ومنتديات عدة وقرأها في رسائل وبريد الكتروني وأكثرها يرفض الحرية والانعتاق والمجهول، ويرى المصريون أنهم أقل كرامة وشأنا من اللبنانيين والتوجويين والفنزوليين والأكروانيين وغيرهم.
نعم قرأنا عن العصيان المدني وهي دعوة لم يقم أحد كبار قياديينا بتبنيها أو اطلاقها، لذا فسنقتلها في المهد حتى لو كان خلاصنا وحرية الوطن يحددها يومان أو ثلاثة مع بداية الثاني من مايو.
إن بامكاننا أن نجتمع على قلب رجل واحد، ونتبني الدعوة للعصيان المدني، ونخصص أعدادا من صحفنا ومطبوعاتنا لتنظيم الدعوة وتنسيقها والترويج لها ونشر فكر الحرية والتمرد والتذكير بجرائم الرئيس حسني مبارك في أربعة وعشرين عاما، وأن نلقي خلف ظهورنا مباديء الطائفية والتحزبية والشللية وما يجمعنا كجماعات صغيرة أو كبيرة تنتمي لايديولوجية متشابهة لنذوب في الوطن مرة واحدة، لكننا لن نفعل لئلا نتعرى أمام الجميع، وينكشف زيف المثقف المصري، ويفضح العهد النظيف الجديد أفكارنا المهلهلة والممزقة والقائمة على مصالح شخصية وأنانية.
إن صاحب الدعوة للعصيان المدني يريد تحريرنا دون إذن منا أو موافقة صريحة أو ضمنية، لكننا نرفض أن ينسب الشعب المطحون نجاح العصيان لأحد غيرنا، ونتحداه أن يلبي الدعوة عشرون أو ثلاثون أو خمسون متحمسا، وستبقى الملايين رهينة أسر السلطة والمعارضة.
ستموت الدعوة للعصيان المدني قبل الثاني من مايو 2005، وسنبقى نحن قيادات المعارضة الحزبية والفكرية والاعلامية والدينية والثقافية والنقابية والطلابية جزءا من النظام حتى لو بدا الأمر كأننا في الجانب المقابل والمواجه والمناهض.
إننا سعداء بالعبودية المختارة، ومبتهجون بأكبر درجات الذل والمهانة، ومستعدون للتفاوض مع الرئيس على أن يقدم بعض التنازلات مقابل صمتنا على نهب الوطن وضياع خيراته ورسم مستقبل اسود لأبنائنا وأحفادنا.
فلبتركنا صاحب الدعوة للعصيان المدني ننظم مظاهرة هنا، ونعترض على استحياء هناك، ونرفع راية النصر في معارك وهمية وانتصارات خيالية، وأي مساس بعبوديتنا المختارة مرفوض رفضا قاطعا.
نؤكد هنا، نحن كبار مثقفي ومفكري وحزبيي وسياسيي مصر، أننا تابعنا الحملة من أجل عصيان مدني في الثاني من مايو يعصف بالحكم الارهابي للرئيس حسني مبارك، وقد قررنا دون أن نتشاور أو نتحاور أو نتفق شفويا أو كتابة اطلاق رصاصة الرحمة على الدعوة في مهدها، فالقضاء على الرئيس حسني مبارك وتحرير مصر والافراج عن المعتقلين وادخال الديمقراطية ومطاردة الفساد وكشف عورات النظام المستبد وفتح أوراق الوطن في العقدين الأخيرين سيجر علينا ويلات أكثر مما ستلحق بأسرة مبارك، لذا سنلتزم الصمت تجاه الدعوة للعصيان المدني، وسنستلقي يوم الثاني من مايو على أقفيتنا من الضحك، نحن قيادات المعارضة والنظام، عندما نكتشف أن عدد الذين استجابوا للدعوة يكفي لوضعهم في تخشيبة ضيقة لأحد أقسام الشرطة، وأن حلم استجابة الملايين للانعتاق والتحرير وتنظيف الوطن من ناهبيه وهباريه وحيتانه وسادييه كان أحد أضغاث أحلام مغترب لا يعرف قواعد اللعبة في مصر بين المعارضة والحكومة، وبأننا نفضل أن يصفعنا الرئيس كل يوم لست سنوات قادمات عن أن نستجيب لدعوة العصيان المدني.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسون إجابة لخمسين سؤالا عن العصيان المدني في مصر
- حوار بين إبليس والرئيس حسني مبارك .. حديث عن العصيان المدني ...
- قائد الفاتح يسقط في المصيدة
- المسكوت عنه بين السعودية والكويت
- العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟
- لماذا وقع الاختيار على الاثنين 2 مايو 2005 يوما للعصيان المد ...
- العصيان المدني لاثنين 2 مايو من الثامنة صباحا .. عيد الأعياد ...
- دعوة لتحرير الرئيس السوري بشار الأسد
- لماذا يربط المسلمون الدين بالقسوة والجنس؟
- وقائع محاكمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
- حوار بين الشيطان وضيوف الرحمن ... موسم الحج ورمي الجمرات
- رسالة مفتوحة إلى البابا شنودة الثالث .. لقد أخطأت أيها الرجل
- نعلن هزيمتنا أمام الرئيس حسني مبارك وابنه
- وقائع محاكمة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي
- حوار بين الرئيسين حسني مبارك و.. جمال مبارك
- لن يراقبك أحد في قبرك
- هل القضاء المصري شامخ ونزيه؟
- رسالة اعتذار لأبناء الشيخ زايد
- وقائع محاكمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير
- الرئيس حسني مبارك يضحك في جنازة وطن


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر