أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - واثق الجابري - الربيع العراقي بعد المطر














المزيد.....

الربيع العراقي بعد المطر


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 21:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ما أجمل تساقط المطر نردد أنشودته، يتغني الشعراء والأدباء، يختلفون في وصف مناظره، وكلنا يحلم أن نصل الى مدن الضباب والثلوج وطهول الأمطار بكثافة، وكيف عندهم يحترم الإنسان وتطبق الديموقراطية، نشاهد روعة الأجواء الخلابة خلف الزجاج وروائح القهوة ودخان السكائر. إعتدنا الدعاء لنزول المطر، صار أكثر إلحاحاً في سنوات الجفاف، بعدما تحكمت السياسة بالمياه والرياح والغيوم، ومن الفزع والجزع والخوف تخرج المطالب بعفوية وصدق وتستجيب السماء.
دعائنا الى أرضنا المتلضية عطشاً، نقول هذا العام خير حينما يبدأ بالمطر، يفرحنا منظر غسل الأوراق والحقول، تخزن الأرض الى أشجارها المعمره مياه، تزقزق الطيور، مطمئنة لرزقها.
سنوات يقتلنا الجفاف ونقول لماذا ندعو ولا يستجاب لنا، هل لأننا قبلنا بالتسلط بعدما تخلصنا منه بمرارة! وخيارات الأغلبية كان خاطئة ويعني إنها شريكة بالفشل، لكننا نعرف أن السماء تمهل ولا تهمل، وإن غضبت فذلك إنتقام من ظلم، بالنتيجة مرادها الخير.
المطر يغسل الحقول والعقول ويكشف الأقنعة والإهمال، والأعمال التي لا نرى زيفها، تحاك في الغرف المظلمة وتمتد تحت الأرض، إستطاع المطر كشف إنهيار إمكانيات الدولة، لم يعد المواطن يصدق العهود والعود.
المطر حرك مشاعر الشعب بإتجاه واحد وإرتفعت أصوات الإعتراض، رافضة من يتسلق ويكسب أصواته بمأساة وكارثة خيانة عظمى للمباديء والامانة، التي سلمت بأيديهم، ولم يكن مخطط من قبل حينما ترجل أحد المسؤولين، تعالت الأصوات إنه سعد المطلبي عضو دولة القانون ، الرد قوياً غاضباً لم تمنعه سوى القوة العسكرية وأصوات الرصاص، بعد أن كسروا زجاج سيارته الخاصة.
البعض فسر إن النعمة في العراق أصبحت نقمة؛ سببه جهل المسؤولين بالواقع وإبتعادهم عن مواطنهم وتورطهم بالفساد، وأخر قال الفيضانات بالقصد لإخفاء فساد المشاريع والإنتفاع من التعويض والترميم.
غضب السماء وتلبدها بالسواد قطعاً حزناً على واقعنا البائس، ومهزلة المعالجات التي تنقل مياه المجاري بأمراضها الى الشوارع، ولا شك ان المطر جاء بخير يزيح فيه أقنعة الفاسدين، يسقط المفاهيم والأساليب السياسية الملتوية، وإدارة البلاد التي تترك صلب عملها، تتجه للخطاب التحشيدي وعسكرة الطوائف على بعضها لحصاد أصواتها.
بعد كل موسم مطر يأتي الربيع وتتفتح الزهور بدايته شهر نيسان، ومن حسن الحظ وربما حسابات السماء جعلته مع الإنتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة الجديدة.
الربيع مفهوم ملازم للتغيير، وننتظر هلاك وجوه قبل سقوط البيوت على رؤسنا، مَنْ لم نجني منهم سوى الطبقية ونهب الأموال، ولن يبقي المطر أرض فارغة في صحرائنا للسكن العشوائي، توزع قبيل الإنتخابات للفقراء. إنها نعمة المطر والربيع المشرق الجميل قادم بعدها، لم يبقى سوى شيء من الصبر والإرادة الحقيقة للتمتع بخيرات وهبها الله تعالى للعراقيين، والسماء لا تفعل الأقدار الاّ لخدمة الإنسان.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق يُصنَعْ في الصين
- المالِكيّون خارج حسابات حكومة الحكيم
- نعمة السماء نقمة في العراق
- إطروحة الحكيم وجواب المالكي
- رمتها أمها فريسة للوحوش
- مرسي يواجة الإعدام بأمر الشعب
- إنقلاب عسكري في المحافظات الجنوبية
- سفراء الموت
- عاصفة الربيع
- موسم الحج لأمريكا
- سيناريو حل الحكومة وتأجيل الإنتخابات
- ماذا يحمل المالكي في حقائبه لأوباما ؟؟
- فشل التطرف في قيادة الشعوب
- علاقة الإنتخابات بالحرب العالمية الثالثة
- حمير السياسة
- طيور الجنة تحلق في سماء المدارس
- أهمية الأختصاص في بناء الدولة
- متأمر على العملية السياسية
- للمرة الأولى يعترف المالكي
- إيجابية التقارب الأمريكي الإيراني على المنطقة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - واثق الجابري - الربيع العراقي بعد المطر