أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - بالروح بالدم نفديكِ يا -داعش-














المزيد.....

بالروح بالدم نفديكِ يا -داعش-


بلول عماد

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد غياب دام أشهراً يعود أحد الجنود إلى أهله من اختطاف على يد أحد الكتائب المسلحة وفق ما وصل إلى والديه الخبر عبر مكالمة هاتفية، يعود العسكري وفي جعبته مفاجأة صادمة: (خرجت من الأسر على أثر اشتباك بين كتيبة من الجيش الحر و"داعش"، اشتباك جاء بعد حصار "داعش" للمقر الذي كنا نحتجز فيه لفترة طويلة، هرب على أثرها عناصر الحر، وأتت "داعش" وحررتنا، يقاطع الوالد ابنه مستغرباً: "داعش" الإرهابية حررتكم..معقول؟ يجيب الولد غير المصدق أنه يرى أهله مجدداً، نعم.. داعش).
ينقل أحد العائدين من سورية منذ أيام أخباراً مبكية، وبعيداً عن سرده لبطولات النظام التي لا تتعدى قتل الفقراء واعتقال الوطنيين واستكمال الدمار من أجل الحفاظ على السلطة والجاه بيد المنتفعين واللصوص، ينقل معلومة يدّعي أنه واثق منها، تقول المعلومة إن "داعش" تعمل لصالح النظام، وعناصرها خليط أكثر من جهة أعلنت وقوفها إلى جانب النظام حتى الرمق الأخير، ويضيف بثقة (ستثبت لك الأيام صحة كلامي)، ولدى سؤاله: بما أن جبهة النصرة مجموعة إرهابيين ينتهكون سيادة سورية ويدمرونها بتمويل وغطاء دولي- عربي ومساعدة محلية، فماذا تعتبر "داعش" برأيك، أليست هي الأخرى إرهابية وسبق أن أثبتت أفعالها ذلك؟ يجيب بغضب شاتماً النظام والنصرة وداعش ومافيات نهب البلد وتدميره، مطالباً بإنهاء الحديث.
عندما سمعت عن الحالة الأولى منذ شهر، عبر أشخاص أثق بهم، صدمت بما قالوه لكنني لم أستطع التيقن من صحة المعلومة، فالأمر يحتاج إلى عمل ميداني استقصائي وهذا مستحيل، لكن بعد أن استمعت إلى حديث الحالة الثانية العائد لتوه من بلاد الفواجع اليومية، وبعد مقاربة المشهدين وجدت في مضمونهما ما يستدعي التأمل قليلاً، لا لجهة اتهام النظام بأنه وراء "داعش" أو غيرها، بل لجهة استجلاء حقيقة غائبة، فهل "داعش" هي المعادل الميداني لجبهة النصرة من حيث الحالة العقدية والتبعية لأحد أطراف الصراع على الأرض؟
"داعش والنصرة" إرهابيان غريبان جاءا ليزيدا في تعقيد المعركة وتدمير سورية، لغايات وأهداف لها علاقة بكل شيء إلا سورية وشعبها، كلاهما عززا موقع النظام في طروحاته الإعلامية والشعبية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن جبهة النصرة حبيبة "الائتلافيين" و"الإخوان" وموضع غزلهم وسبق أن أثبتوا غيرتهم عليها في مواقف كثيرة، كما يسجل للنصرة أنها مهدت الطريق الجهادي، ثم ارتفع منسوب استقطابها لكوادر سورية مستعدة لفعل أي شيء بعد أن فقدت كل أسباب الحياة، وكانت عمدت لفترة طويلة لتصدير السوريين في المشهد ثم ارتأت بعد ذلك أن تكون في الواجهة بيعة وإعلاماً، بالمقابل تعيش محافظة "الرقة المحررة" وغيرها من بقاع سورية في نعيم "داعش"، ولا ندري متى تقرر فعلياً مغادرتها لاسيما أن هناك شائعات بين الحين والآخر عن نيتها المغادرة إلى حيث جاءت، إضافة إلى أن "داعش" المرفوضة شكلاً ومضموناً، أياً كان ولاؤها ومنطلقها، ليس بين شرعيتها الخداعة وبين شرعية النصرة الخداعة أيضاً وجه اختلاف، والخوف أن تبدأ هي الأخرى لاحقاً في استقطاب سوريين آخرين ممن فاتهم قطار جبهة النصرة ولم يزالوا ينتظرون في المحطة.
من كان مطلعاً على تاريخ الجماعات الأصولية، وعلى المنهجية والآلية التي يتم فيها تجنيد عناصرها وتأهليهم ليكونوا "مقاتلي حرية" على الطريقة الأميركية أو "مجاهدين في سبيل الله والدين" على الطريقة العربية، يصل إلى أن الغالبية الساحقة من هؤلاء لا يدخلون أرضاً إلا ويخرجون منها جثثاً هامدة في أغلب الأحيان، ليس لأنهم سيواجهون الموت بعزيمة صلبة "مقبلين غير مدبرين"، بل لأنهم سيباعون في المزادات حين تنتهي مهمتهم، فمن سيكون أغلى ثمناً يا ترى (النصرة أم داعش)، ومن منهما سيعلن مغادرته أولاً لسورية المنكوبة؟
ماذا عن "سلمى" في الريف اللاذقاني، نسأل العائد المحمل بحقيقة ما يحدث في الوطن بناء على أقواله؟ يجيب بعد كلمة (بصراحة): لقد تعمد النظام تركها دون تطهير-رغم أن الجيش كان ينوي تطهيرها ويستطيع ذلك-، تعمد النظام تركها لتكون ورقة ضغط على أهالي الساحل كي لا يتأفف أي فرد يقطن هذه المساحة المظلومة المفجوعة من أعداد الشهداء المنقولة إليها يومياً، وكي لا يكون لأي أحد قرار التمرد على إرسال أبنائه إلى الخدمة الإلزامية، فبلدة "سلمى" شاهد حاضر على خلايا الخراب والجراد -على حد وصفه- الذي ما إن تتاح له الفرصة حتى يحصد الأخضر واليابس، وينهي صاحبنا حديثه مشيداً بشجاعة وفدائية أحد الضباط الذين لمع اسمهم إبان تحرير القرى العشر التي تعرضت لغزوة قاعدية لم تزل بعض نتائجها جرحاً نازفاً في قلب عروس الساحل، لاسيما أن 150 مواطناً علوياً مازالوا في قبضة الاختطاف الذي على ما يبدو كان "الجوكر" في يد هذا الطرف أو ذاك ليدفع بالبعض لمغادرة ساحة المعركة أو العودة إليها، وهنا نسجل مغادرة بعض مخطوفي لبنان وقبلهم الإيرانيين، بينما أهالي الساحل وغيرهم من -أبناء البلد- ينتظرون دورهم، وأغلب الظن أن "القيادة الحكيمة" لن تنساهم.
إن نظاماً ديكتاتورياً فاسداً من رأسه حتى أخمص قدميه، ضاق ذرعاً بمطالب الناس منذ البداية واعتقل نخبهم، ومازال حتى اليوم يتاجر بكرامات البشر وحقوقهم وحياتهم مراهناً على تبدل اتجاه الرياح الدولية، نظام كهذا لم يعد اليوم إلا أداة ملحقة ضعيفة بلا موقف، ويبدو أن هناك إرادة دولية بوصوله لهذا وبقائه عليه إلى ما لسنا ندري، وفي الاتجاه الآخر بات واضحاً أن الناس لم تخرج عن قهرها المزمن لتقبل بالائتلاف ممثلاً وحيداً لها، هذا إن قبلت فيه أساساً، أو لتندب جبهة النصرة أو داعش أو غيرهما لإقامة الحكم المثالي، لقد آن الأوان –رغم أنه تأخر كثيراً- ليخرج كل غريب من سورية، أياً كانت أسباب وجوده على ترابها وأياً كانت تابعيته والمحاور التي ينتظم فيها، فلو مازال في الأرض متسع للقبور، ما عاد في القلوب متسع للصبر.



#بلول_عماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عصر الأسد إلى عصر القطط
- إلى هيئة التنسيق: ما أخبار عبد العزيز الخير؟
- أحدث انتصارات الممانعة و-الثورة-
- ماذا وراء الغضب الأمريكي على سورية؟
- سوق الكيماوي- فرع سورية
- هل العلويون حقاً أحفاد صالح العلي؟
- من خان العسل إلى الجيش في عيده
- الثائرون والممانعون والعسكر بينهما
- بشار الأسد يحتفل ب-الثورة- السورية
- الشرق الجديد..و-الحل الديني- في سورية
- عفواً حسن نصر الله.. ماذا أنتم فاعلون؟
- عين على -الإخبارية-.. وعين على حوار الأسد
- أسبوع بشار الأسد.. و-البيعة النصراوية-
- -أسود الشام- في -دوحة العرب-
- عن سورية الثانية وتاريخها المخجل
- هكذا دمر-إعلامهم الوطني- سورية.. ولايزال!
- -بلاد الثورات الأربع- سورية.. لماذا نجحت -المؤامرة-؟
- سورية.. أمهات في جحيم السياسة
- أرادوه زمناً إسرائيلياً.. فكان


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - بالروح بالدم نفديكِ يا -داعش-