أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - المياه لا تعود إلى مجاريها!














المزيد.....

المياه لا تعود إلى مجاريها!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 12:54
المحور: كتابات ساخرة
    


لعلّ الشاعر متمم بن نويرة ما كان بمقدوره أن يتنبأ بما تؤول إليه حال بلاد السواد حين دعا الله أن يسقي قبر أخاه بالمطر:
أَقولُ وقدْ طارَ السَّنَا في رَبَابِهِ وَجَوْنٌ يَسُحُّ الماءَ حتى تَرَيَّعَا
سَقَى اللهُ أَرْضاً حَلَّها قَبْرُ مَالِكٍ ذِهَابَ الغَوَادِي المُدْجِنَاتِ فَأَمْرَعَا
ما كان لمتمم أن يدرك أنّ دعوته، التي قصد منها أن تبعث الحياة في جسد ميت، يمكن أن تتحول إلى نقمة ومصيبة تنافس المفخخات والكواتم في سلب حياة حيناً، وتشريد مَنْ قَصُرَت يد الإرهاب عن الوصول إليهم، وإضافة عبء وهمّ إلى آخرين. لم يكن أحد يتخيّل، وهو يؤدي صلاة الاستسقاء، أنّ في المطر لوناً آخر من ألوان التعاسة والشقاء في بلاد يكون نعيمها سبباً للبؤس والموت والخراب!
دول الجوار متهم رئيسي ـ دائماً ـ فيما تشهده البلاد من موت ودمار وتشظٍ. ومع يقيننا أنّ الجيران ليسوا أبرياء من دمنا وخراب بلادنا، إلاّ أننا لم نرَِ موقفاً حكومياً حاول أن يمنع الإرهاب العابر للحدود. ومثما أنّ دول الجوار سبب في عقمنا السياسيّ المزمن، فإنّها حبست الماء عن حقولنا وأحالت الرافدين وإخوتهما إلى حُفرٍ ينقصها خرير المياه العذبة كتجاعيد كهلٍ سُلبت منه نضارة الحياة.. ولولا بعض الحياء لقال مسؤولونا إنّ الغيوم التي أغرقت بيوتنا وشوارعنا جاءت من خلف الحدود لإفشال العملية السياسية!
غياب التخطيط وضعف الجهاز الإداري وتوزيع المناصب وفق نظام المحاصصة لا الكفاءة أدى إلى كلّ الخراب والفساد الذي عمّ مفاصل الحياة، وسيؤدي ـ بالضرورة ـ إلى كوارث يصعب تخيلها وإصلاحها. بمتابعة بسيطة لمشروع الخنساء، الذي قيل إنّه سيكون حلاً لمشكلات العاصمة مع الفيضانات التي تسببها الأمطار، سنجدّ حجم الفساد الذي رافق سير العمل فيه، فضلاً عن البطء الشديد في تنفيذه بسبب مروره في أحياء عشوائية لم يرغب أحد بترحيلهم خشية التأثير على فرصة كتلته السياسية في الانتخابات.. مشروع الخنساء الذي ابتدأ العمل فيه عام 2008 بكلفة 105 مليار دينار وبسقف زمني مدته 3 سنوات، ما زال متعثراً بعد أن تجاوز مدة انجازه وتكلفته اقتربت من المائتي مليار دينار بحسب بعض المصادر.
اعتاد المؤمنون والفقراء الطيبون اللجوء إلى صلاة الاستسقاء في سنوات الجدب واحتباس المطر.. عليهم أنّ يرفعوا أكفّهم إلى السماء لعلّها تحبس مطراً يأتينا من خلف الحدود، فغيومه التي تصبّ الماء تغرقنا من دون أن تذهب إلى (مجاريها). وإنْ كانت سفينة نوح قد استوت على الجودي بعد أن بلعت الأرض ماءها، فإنّ المركب الذي يقوده ساستنا بشراع ممزقة تتقاذفه الرياح وليس في الأفق من جبلٍ يمكن أن يعصمنا من الماء!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصايا لسياسي مبتدئ!!
- طريق المنافي والمهاجر
- رمضانهم كريم!!
- صحف لقراءة الأبراج!!
- سلام القلوب
- أمنية ابتدائي!!
- محنة المشتكي
- ورق.. ورق
- عبقريّة معلمة!!
- أرائك الفاكهين!!
- وهمُ البطالة!!
- قرطاسية كلّ عام!
- بشائر النصر.. مقدمات الهزيمة!
- أحوال مدنية!!
- وصايا لتعيش!!
- نحيب الأرصفة
- للموت عشاقه ايضاً!!
- مقابر عمّاتنا
- الهدر.. ثقافتنا!!
- ديمقراطية العم سام!!


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - المياه لا تعود إلى مجاريها!