أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - التواصل الوجداني بين المبدع والمتلقي














المزيد.....

التواصل الوجداني بين المبدع والمتلقي


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 12:46
المحور: الادب والفن
    



يتطلب النص بما عمل إبداعي، مبدعا يمتلك موهبة فطرية متوقدة، وخيالا خصبا، ولغة سلسة، تمكنه من استيلاد النص، شعرا كان ام نثرا، في لحظة انقداح ومضته في وجدانه، حيث يقوم المبدع عندئذ، بنقل أحاسيسه المرهفة التي عاشها في تلك اللحظة عبر نصه المنثال عنها، الى وسطه من المتلقين، لكي يعيشوا تلك المشاعر التي عبّر عنها المبدع، بتفاعل وجداني،وحس عاطفي،باعتبار ان الشاعر بحاجة الى من يشاركه تجربته الوجدانية ، ولأنه لا يكتب لنفسه فقط، بل وللآخرين في نفس الوقت. لذلك فالنص الإبداعي بخصائصه المعنوية، والفنية ، ما هو الا خاطرة منسابة من مبدعها الى المتلقي، بغض النظر عن مستواه الثقافي، وحسه الذوقي، وقدرته الذاتية على الفهم، والاستيعاب، وتوليد مرادات مضافة، لما يرسله إليه المبدع في نصه.ولاشك ان العمل الإبداعي بجودة نظمه، يظل فيضا متواصلا يخترق عوالم المتلقي،حيث يداعب دواخله بسلاسة، لينال إعجابه بتلقائية، من غير ان يهبط المبدع إلى ابتذال نصي، يطيح بذائقة المتلقي تكسبا لشهرة زائفة.
ولاشك ان المتلقي بغض النظر عن امكاناته الذوقية،والثقافية، سيتفاعل بسهولة وتلقائية، مع ذلك النص الابداعي الذي يلامس همومه بصدق، ويعبرعن معاناته بشفافية،ويمنحه اعلى قدر من المتعة،والغذاء الروحي في نفس الوقت. ولذلك قد نجد المتلقي مع الوقت، يحرص على ان يرتقي بإمكانات ذوقه فنيا، وبجهد ذاتي أحيانا، ليكون على مستوى النص مهما كانت طبيعة بنيته،فالنص كأي معطى أبداعي، هو حلقة الوصل بين المبدع، ومتلقيه، ما دام يتصف بالتلقائية التعبيرية عن الهموم،والقدرة على الإيحاء، والتأثير.
وعلى ذلك فان فهم المتلقي لمدلولات النص،وتفاعله الحسي معه،يظل احد مقاييس تحديد جمالية النص بالحد الادنى ابتداء،لاسيما وان النص الذي يبقى مستوطنا في الذاكرة الجمعية،انما هو في الغالب ذلك الذي يكون وليد لحظات هموم المتلقي، التي نجح المبدع في التقاطها، فصاغها نصا ابداعيا دون تكلف،بحيث يجد فيه جمهور المتلقين هواجسهم، وأحلامهم كما لو عبروا عنها بأنفسهم.
فالنص وان كان معبرا عن هواجس ذات القائل، لكنه لا يقتصرعلى مخاطبة الذات وحسب، بل ويتوجه في نفس الوقت الى الآخرين،فيكون بهذه الخاصية نوعا من الاتصال التعبيري عن الهواجس مع الجمهور. فالشاعر بما هو انسان في بيئة اجتماعية معينة في اللحظة التي ينبض احساسه فيها شعرا،فانه يظل فردا في مجتمع، هو نتاجه، في العادات، والسلوك، والاندماج الوجداني معه ، وبالتالي فان انجذابه إلى ثقافة وتقاليد مجتمعه، تظل من دون شك عاملا مؤثرا، في تكوين نمط أسلوبه الشعري، باعتبارها خميرة تلك النشأة الماثلة في مخيلته، والمستوطنة في وجدانه، حيث تنعكس بإبداعه النص انثيالات تخاطرية بحس مرهف، وفي جو من رومانسية متجانسة مع ارهاصات تلك البيئة،حيث يرغب المبدع في توصيل حقيقة حسه للآخرين تعايشا ، او تمردا على ذلك الواقع. ولذلك يلاحظ ان لكل عمل إبداعي بعدان، أولهما اجتماعي ، ينطلق من فضاء الواقع المعيش، وثانيهما فردي ، ينطلق من خيال المبدع ،حيث يحرص على مخاطبة جمهوره بنصه الذي محصلة تفاعل البعدين معا. وكلما كانت صلة الشاعر بعناصر الحياة عميقة، كلما كان نصه قريبا من حركة عناصرها،بما يجعله نتاجا مؤثرا في وجدان الناس. فالنص ينبغي أن يعكس صورة أمينة للواقع، ومن ثم فلا بد له من أن يحمل في ثناياه خميرة من إرهاصات ذلك الواقع،لكي يكون عندئذ مزيجا حيا مع ما يوحيه الخيال المتطلع للمبدع، بما هو مزاج وموهبة ابتداءً.لذلك لا بد لمبدع النص من ان يطلق عنان خياله في التطلُّع، من دون أن يتعمد اختلاق مرموزات نصه، بحيث يقترب فيما يسرده انثيالا من حقيقة واقعه، رغم أنه يعتمد في سرده للأحداث في بنية نصه على خياله، في استيلاد صورعناصر واقعه الحي، ومن ثم صبها في سياق معين من بنية النص.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوظيف الابداعي للمفردة الشعبية في نظم الازهيري
- الهجرة النبوية.. تجربة البطولة والتطلع المؤمن
- نظم الزهيري والعتابة بالفصحى
- تجليات مستنبطة من تدبر فريضة الحج
- الكتابة مزاج...وليس مجرد اختصاص
- الربيع العربي..اختلاط المفاهيم واضطراب الرؤى
- الاديب الدكتور حسين اليوسف الزويد..تواشج متواصل مع تراث الأج ...
- الشاعر احمد علي السالم..ابداع التوظيف..وشجن تخاطر المتلقين
- لحظة تأمل عند حافة الشاطيء
- النهوض العربي المعاصر.. تطلعات الانبثاق وأحباطات الأجهاض
- العِنَّة في التراث الشعبي
- انتفاضات الربيع العربي..بين شتاء العرب القارص وصيفهم الساخن
- التكامل العمودي في الصناعة النفطية
- طاكة العمام
- تجليات العجة في قصيدة (ذات الجود).. للشاعر ابو يعرب
- في ادب الحديث بالمجالس الشعبية
- الشهادات العليا.. من الرصانة الاكاديمية
- متمشيخو الفضائيات.. والمتاجرة بتعبير الرؤى
- الفنان نجيب يونس في ذاكرة طلابه
- مقال للنشر


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - التواصل الوجداني بين المبدع والمتلقي