أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر خدام - السوريون يكسرون القاعدة الذهبية لنظامهم














المزيد.....

السوريون يكسرون القاعدة الذهبية لنظامهم


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 1214 - 2005 / 5 / 31 - 12:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


د. منذر خدام
يحاول السوريون هذه الأيام أن يكسروا القاعدة الذهبية، التي فرضها البعث كأساس لحكمه خلال أكثر من أربعة عقود من سيطرته على السلطة في سورية، وذلك من خلال محاولاتهم التفكير بصوت عال، باستعادتهم ملكة التساؤل، بل المطالبة أيضاً. فالسوري الجيد من منظور قادة البعث وحكام سورية، هو السوري الصامت، أو السوري الصاخب، لكن بلا تفكير، ذلك الذي يردد بالروح بالدم...وأمعاؤه خاوية، أو لا يجد عملاً، أو لا يحصل على راتبه إلا كل خامس، أو سابع شهر، وإذا حصل عليه يكفيه ثلث الشهر، وربما أكثر إذا أحسنت ربة البيت تدبير ميزانية الأسرة، بحصر مصروفاتها على الخبز وبعض الأعشاب.. لقد نجحت سلطة البعث، إلى درجة كبيرة، بالقمع والإفساد، في جعل الناس يصمتون، طيلة العقود الأربعة الماضية. نجحت في تحويلهم إلى كائنات غير سياسية، حدود تفكيرهم، ومواضيع اهتمامهم، يرسمها الطبيعي واليومي، يتسولون مكرمة أو عطاء، عند كل مناسبة.
لله درك أيها السوري كم تحملت، وكم عانيت، ولم تكفر بوطنك، ولم تخونه، بل كنت دوما ولسان حالك يأمرك: أن أصبر على ما أنت فيه من ضيق، ونقص في الخيرات والثروات، لأن جزء من أرض وطنك المقدسة لا يزال يحتلها عدو غاشم، وان بلدك مستهدف، وإنك أنت بالذات مستهدف لوطنيتك العالية، لعروبتك الزائدة...الخ. لقد جعلوك تستجيب لخطابهم طيلة العقود الماضية، فامتنعت عن التفكير، ولما تتعب نفسك؟!! فهناك من يفكر عنك، لا تتساءل فهناك من يتساءل عنك، لا تبحث عن أجوبة لتساؤلات الواقع الذي تعيش، فهاهم حكامك يجيبون عنك..الخ. لقد أنسوك (الأسماء كلها)، إلا اسم واحد: بالروح بالدم....
وفجأة، ويا للهول، سقط الشقيق التوأم، صاحب أم المعارك وأبنائها، كورقة صفراء، فكشف بسقوطه عورات الآخرين، ومنهم عورات الشقيق الوطني، فاستعادت الذاكرة منسياتها، تدافعت الأسماء كلها إلى الواجهة، أسئلة كثيرة كانت إلى حين مصادرة في حوزة مفوضية السلطة، سحبت منها لتوضع في عهدة أصحابها الحقيقيين..الخ. السوري اليوم يعيد اكتشاف ذاته، لقد نضج ما فيه الكفاية، لم يعد يقبل وضعية الشاهد (مشاف شي حاجة)، إنه يريد امتلاك زمام نفسه، يقرر مصيره، يدافع عن وطنه، يعيد بناءه، حراً، ديمقراطيا، قويا، ومزدهراً.
أيها .... يا حكام سورية!، الشعب لم يعد يصدقكم، ولم تعودوا قادرين على خداعه، إنه يطالبكم بكشف حساب عن فترة حكمكم له طيلة العقود الأربعة الماضية. إنه يحملكم المسؤولية عن إفقار وطنه، الذي يمتلك كل المقومات ليكون بلدا غنيا.ً إنه يسألكم سؤال العارف من أين لكم ما تملكون من ثروات مليارديرية؟!، هربتم أكثرها إلى خارج القطر، في حين أن أكثر من ثمانين بالمئة من الشعب يعيشون تحت خط الفقر السوري.
إنه يحملكم المسؤولية عن تجهيل أبنائه، عن سوء التعليم في مدارسه، وجامعاته. إنه يحملكم المسؤولية عن الفساد المستشري في المجتمع والدولة، عن فساد القضاء، وفساد الأجهزة التي يفترض أنها تحميه. وأكثر من ذلك فهو يحملكم المسؤولية عن عدم تحرير الجولان، الذي دفع في سبيلها كل غال وثمين، من عرقه وقوته وصمته، في الوقت الذي كنتم تنهبون ثرواته، وترا كمونها في الخارج والداخل، حسابات مصرفية، وقصور، ومزارع..الخ.
إنه يحملكم المسؤولية عن أجواء الخوف والقلق التي وضعتموه فيها، قلقه على بلده، وعلى نفسه. يحملكم المسؤولية عن عدم استجابتكم لندائه للإنقاذ: أن بادروا إلى المصالحة مع شعبكم، من خلال عقد مؤتمر وطني للمصالحة، فهو رغم ما ألحقتموه به من أذى، لا يزال قادرا على العفو. وعلى عكس ما كان يتسوله من مناسباتكم بصمت، فهو يناديكم، بمناسبة انعقاد المؤتمر العاشر لحزبكم، بأعلى صوت: معالم طريق إنقاذ البلد واضحة، لا تخطئوها هذه المرة أيضا. إنها تبدأ بإلغاء حالة الطوارئ، وبإطلاق سراح جميع المساجين السياسيين، وإغلاق ملف السجن السياسي إلى الأبد، وإصدار عفو شامل يغلق ملفات الماضي، ورد المظالم إلى أهلها، وتسوية أوضاع المواطنين الأكراد ومن في حكمهم، وإيجاد حل لمسألتهم القومية، حلا ديمقراطيا في إطار الهوية السورية، والكيان السياسي السوري، وإصدار قانون عصري للأحزاب ينظم الحياة السياسية في البلد، يكون فيه لحزبكم، أيضا، مخرجا من وضعيته الجهازية، إلى وضعية الحزب السياسي..الخ. وقبل ذلك لا بد من تعديل الدستور الذي فصلتموه على مقاسكم، ليصبح على مقاس الشعب، ولا بد أيضا من إلغاء جميع القوانين الاستثنائية في البلد، ألا تخشون أن تحاكموا استنادا إليها؟!! كما حاكمتم الكثيرين من شرفاء هذا الوطن، من القوى الوطنية الديمقراطية ، ولا تزالون تفعلون. اطمئنوا الشعب لا يرضى بذلك.
إن قائمة مطالب الشعب طويلة..لكنها واضحة وصريحة، فيها خلاص البلد والشعب، وخلاصكم أيضاً، إنه يريد تهديم السلطة الأمنية التي بنيتموها خلال العقود الماضية، ليبني على أنقاضها دولة الحرية والديمقراطية، دولة الحق والقانون. قرار الشعب واضح، إنه يريد الحياة، فهل من أولي ألباب يعقلون؟!!!






#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سبيل مشروع وطني ديمقراطي لإنقاذ سورية
- نحو حزب سياسي منفتح على المستقبل
- مساهمة في نقد العقلية البعثية
- الليبرالية وحذلقة المثقفين
- بحث في طبيعة السلطة في سورية واحتمالات انفتاحها على العصر
- حتى لا يخطئ أحد في قراءة التحركات الشعبية
- نحو حزب بلا تاريخ-ضروراته وهويته
- مبروك للشعب المصري
- حرية المرأة من حرية الرجل
- اغتيال الحريري:اغنيال لمشروع العلاقات المميزة
- حول محاضرة نائب رئيس الجمهورية العربية السورية السيد عبد الح ...
- كيف ستبدو سورية بعد الانسحاب من لبنان
- مستقبل العلاقات السورية اللبنانية
- ملاحظات على البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي الاجتماعي السو ...
- ملاحظات حوا البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي الاجتماعي 2
- ملاحظات على مشروع البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي الاجتماع ...
- حول الإصلاح في سورية: رؤية من الداخل
- الديمقراطية ذات اللون الواحد
- هواجس لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي في سورية
- القوانين الاستثنائية في سورية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر خدام - السوريون يكسرون القاعدة الذهبية لنظامهم