|
لمحات سياسية في الفكر القومي الكلداني(2)
ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 17:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس غريباً على أحد أستغلال قسم من السياسيين لأهداف ومباديء فكرية آمنوا بها ، فأتخذوها أعلاماً لنواياهم وأهدافهم بعد ان وظفوها لمصالحهم الخاصة ، بعيداً كل البعد عن المباديء والأهداف الأستراتيجية المرسومة سلفاً ، لخدمة شعبهم وقوميتهم من خلال الممارساة الديماغوجية في عملهم ، حتى باتت المباديء والأهداف على الرفوف لتعبث بها الحشرات والفئران وأكداس من الأتربة ، وعليه نلاحظ أن تلك القوى تتراجع في نهجها وتتقلص جماهيريتها يوماً بعد آخر حتى زالت شعبيتها ولا تعد تذكر ، بعد فقدان مصداقيتها عملياً على ارض الواقع. قسم من تلك القوى السياسية وان كانت في موقع صنع القرار ، ترى أفواج من السياسيين وخصوصاً المبدئيين تتسرب من الموقع السياسي من جهة ، او يتم تصفيتها من قبل أصحاب القرار السياسي التنفيذي بطرق أخرى ووسائل متعددة ، او الموقع البرلماني المعين الذي يحتله تراه قد فشل في الحفاظ عليه ، لتبقى المباديء في خبر كان بعد فقدان صيرورتها وصدقيتها ومصداقيتها ، بين الأوساط الواسعة من المؤيدين والمناصرين والمؤازين وحتى الملتزمين داخل الحزب المعين. دور الكادر: المباديء بحاجة الى كادر مضحي نزيه ناكر ذاته ومصالحه ، متفاعل مع المباديء طوعياً وفق أسس علمية موضوعية ، في البناء الذاتي المنتج والعامل لتطبيق الأستراتيجية الحزبية وأهدافها بشفافية ونزاهة على أرض الواقع ، بعيداً عن المساومات وحب الذات والمصالح العائلية والفئوية ضمن المحسوبية والمنسوبية. أحياناً الفكر القومي يبتذله سياسيوه أنفسهم بوعي ضمن مصالحهم الخاصة وتطفلهم على شعبهم وأمتهم ، وبغير وعي نتيجة ضعف أستيعابهم وقلة خبرتهم في المجال السياسي وتكتيكاته ومناوراته المطلوبة ، لتوظيفها لصالح الأهداف والمباديء والعلوم السياسة ، تراهم أحياناً مع كفة اليسار التقدمي وأحيانا مع كفة اليمين الرجعي ، دون مراعاة الأهداف والمبادي والمصالح لشعبهم ، حباً بأنانيتهم القاتلة ودكتاتوريتهم المتوارثة وفق الأمراض النفسية والأجتماعية المترافدة وراثياً وتربوياً منذ الطفولة. أحياناً الفكر القومي يربط نفسه بالجانب الديني ، وتلك جناية على الفكرالقومي والديني معاً ، كونه ينحي فكره القومي ومستغلاً فكره الديني في معالجة أخفاقه السياسي ، وعليه يتنكر لفكره القومي شاء أم أبى من جهة ، ويُحمِل رجال الدين أنفسهم ذلك ليشاركوه الأخفاق من جهة ثانية ، وتلك جناية على القومية والدين معاً بفعل السياسة الخاطئة لرجالها من الطرفين. العمل القومي وتلاحمه الأممي: العمل القومي لابد من ربطه بحاجة ومتطلبات الأنسان القومي نفسه من جميع مناحي الحياة ، وهنا يتطلب التحالف مع اليسار الوطني القريب من أهداف الشعب لتعزيز المسيرة المشتركة لآفاق المستقبل المنشود من الطرفين ، وبهذا كتب لينين في عام 1914 قائلاً(الأعمى وحده هو الذي لا يعير أهتماماً للظهور المفاجيء لسلسة كاملة من الحركات القومية ، وللجهود التي تبذل من أجل خلق دول موحدة قومياً ومستقلة.)ص81 من كتاب في السياسة العربية الثورية - الدكتور الياس فرح. وفي 31 من كانون الأول عام 1922 يؤكد لينين على ضرورة(التمييز بين قومية شعب يستعمر غيره وبين قومية شعب مضطهد ، وبين قومية أمة كبيرة وقومية أمة صغيرة)ص81 نفس المصدر أعلاه. وهذا دليل قاطع عدم تعارض المصالح القومية مع عموميات الأنسان أي الأممية الأنسانية التي يتبناه اليسار عموماً ، بل هي مطلوبة ولابد منها كونها مكملة لها وليس صائباً التغاضي عنها أو أهمالها ، لنشأة الأوطان والدول ضمن القوم الواحد أو عدة أقوام ، للعيش بوئام وأنسجام كاملين من خلال الوعي الثقافي والأدبي والعلمي الوطني ، مع تأمين المصالح العامة وأحقاق الحقوق وتنفيذ الواجبات بشكل عادل دون تمييز ، مع أحترام الخصوصية القومية التي لابد منها في هذه المرحلة المعقدة والعصيبة جدا ، ويخطأ من يعمل لتجاوزها لأنه أنتحار سياسي بعينه ، وعليه لابد من أحترام مراحل تطور المجتمع العالمي ، في الحفاظ على الأنسان وتقدمه وتطوره من جميع نواحي الحياة ، حيث غالبية البلدان تتعايش فيها مجموعات بشرية متعددة القوميات سلمياً ، يجمعها المصير الوطني والأنساني المشترك بعيداً عن أي صراع قومي أو أثني وحتى الديني. الأعتماد على النفس: العمل السياسي يتطلب الصبر والتضحية ونكران الذات والنزاهة والشفافية والسمعة الجيدة ، ونظافة اليدين والفكر الصافي والقلب المفتوح والصدق والأمانة مع النفس والآخرين ، والاعتماد الذاتي والمرونة والصلابة والتوازن وأستقلالية القرار بالضد من التبعية السياسية ، وممارسة التكتيك والنقد والنقد الذاتي وأستيعاب الفن الممكن السياسي ، وصيانة المباديء والتضحية من أجل الشعب والوطن وأحترام الخصوصيات القومية المتعددة دون الغاء الآخرين وبعيداً عن الحزبية والتحزب ، رغم أهميتها أحتراماً للمباديء والأخلاق السياسية في خدمة الوطن والأمة وعموم الشعب والخ ، بعيداً عن الكذب والمراوغة ومحاولة تبرير التدخل بمكر وخداع وتظليل على اساس السياسة تتطلب ذلك ..ان هذا أقبح شيء وانكى ما يمكن فعله في السياسة ، والسبب السياسة هي علم متحرك لا حدود له ولا يملك قوالب او بديهيات او نظريات ثابتة ، كما هي العلوم الحياتية الأخرى بما فيها قوانين المجتمع التي تدار تنظيمه ، ناهيك عن العلوم الأخرى كالفيزياء والرياضيات والكيمياء والطب بالرغم من تطورها وتقدمها للأمام ، فالسياسة أقرب ما تكون لعلم الأجتماع المتحرك والغير الثابت أيضاً بشكله النسبي ، ولابد ان تكون كلياً بعيدة عن الدين ولا تقحم نفسها به ، ولا تجعله غطاءاً لها وعدم أستغلاله وتسييسه وأدلجته ، كون الدين له ثوابته وقوانينه وقوالبه الخاصة به ، لايمكننا تجاوزها ومن الخطأ الكبير الأقتراب منها ، لأننا نشوهها عندما نطعم عملنا السياسي وحتى القومي مع الدين ، تيمناً بمقولة المسيح عليه السلام (اترك ما لله لله وما لقيصر لقيصر). 15-10-2013
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لمحات سياسية في الفكر القومي الكلداني(1)
-
الأتحاد الكلداني الأسترالي في خدمة شعبنا المغترب
-
ألزواج الكاثوليكي الرباعي الدائم بلا حدود!!
-
كلمة رئيس الأتحاد في ذكرى تأبينية صوريا ملبورن -استراليا
-
صوريا..ضمير الأنسانية .. بلا مبالاة كردستانية
-
الدور الأنكلوامريكي الأجرامي في المنطقة
-
زيارات غبطة مار ساكو الاول ميمونة
-
أيكيوت ومنيوت (أين أنت ومن أنت)
-
من يتحمل قتل الشعب وخراب الوطن؟!
-
الى متى يستمرالعنف وغياب القانون .. يا دولة الرئيس؟!
-
مغالطات مديرمكتب أعلام البطريركية للكنيسة الشرقية القديمة(شل
...
-
14 تموز عام 1958 حدث تاريخي كبير
-
دراسة ذاتية للمؤتمرالكلداني العام في مشيكان
-
توضيح للأستاذ برخو وللقراء الكرام
-
الأستاذ توسا: المصدااقية والشفافية ، مطلوبتان بموضوعية!!
-
رسالتي لأحبتي أصحاب القضية
-
زيارتنا للاخ ريان الكلداني في بغداد
-
زياراتنا لغبطة البطريرك ساكو الاول في بغداد
-
المؤتمر الكلداني العام في مشيكان ، بين الواقع والطموح(2)
-
المؤتمر الكلداني العام في مشيكان ، بين الواقع والطموح(1)
المزيد.....
-
في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في
...
-
عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ
...
-
كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد
...
-
الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي
...
-
طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط
...
-
المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
-
-إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق
...
-
بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
-
إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست
...
-
مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|