أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حبيب المالكي - البراغماتية الكردية















المزيد.....

البراغماتية الكردية


حميد حبيب المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عراق اليوم,عراق التناحر والتصارع والتشرذم بين تيارات سياسية وقوى وأحزاب وجماعات شتى تدفعها دوافع مختلفة ومتعارضة ومتضاربة فمنها الفاسد والذي يبحث عن مصالحه الشخصية أو الفئوية أو الطائفية أو الحزبية أو المناطقية وغيرها,في خضم هذه المعمعة يصعد هذا الطرف مرة وينزل مرات أخرى,ويكسب تارة ويخسر تارات,يقوى فترة ويضعف فترات لكن هنالك طرف ما أنفك صاعدا قويا يكسب منذ 2003 حتى الان وهو الطرف السياسي الكردي متمثلا بحكومة أقليم كردستان والتحالف الكردستاني في البرلمان العراقي والوزراء والقيادات الكردية في الحكومة المركزية ونحن حين نؤشر هذا النجاح اللافت للسياسة الكردية لا بد من الوقوف على الأسباب التي قادت لهذا النجاح:
أولا:التطور التأريخي والطبيعي والمرحلي الذي صنع النخبة السياسية الكردية بعكس النخبة السياسية العربية التي كانت طارئة ولم تكن نتاج تطور طبيعي.فالقيادات الكردية لم تفرض على الشعب الكردي فرضا ولم يأتى بها بل بمعظمها عبارة عن قيادات تأريخية تعود لأسر ارستقراطية وبورجوازية كردية فمعظم هذه القيادات لها خط معروف منذ عشرات السنين وقضيتها معروفة وهذا أعطى ثباتا كبيرا ووضوحا في توجه السياسة الكردية في حين كانت معظم القيادات السياسية العربية في العراق دخيلة على الحكم والعمل السياسي برمته ولم تتكون نتيجة تطور طبيعي بل دفعت دفعا لمواقعها فهي أما قيادات عميلة لهذه الدولة أو تلك أو قيادات تبحث عن مصالحها الشخصية ولا تتبنى قضية وطنية أو قيادات وطنية لكنها ضعيفة وفي بداية طريقها ليس لها من يدعمها ويقويها.
ثانيا:البراغماتية التي أنتهجها الساسة الأكراد وقد يكون للعامل التأريخي دور في هذا حيث كان الساسة الاكراد منذ زمان طويل على أتصال بالدول الغربية وخبروا التعامل معها وأخذوا عنها البراغماتية الكردية وأكبر مثال على هذه البراغماتية هو نجاح الحكومة الكردية بأنشاء علاقات قوية مع تركيا تحكمها المصالح في حين يمثل الأتراك العدو اللدود للشعب الكردي وأكبر مضطهد له ولحقوقه,كما كان لتحررهم من سيطرة نظام بغداد الدكتاتوري منذ عام 1991 دوره في ممارسة الزعماء الأكراد للسياسة من خلال موقع حكم دون أن ينازعهم ذلك أحد سوى هم أنفسهم في حين لم يتسنى ذلك للساسة الشيعة فكانوا في جبهة المعارضة ولم يخبروا التعامل مع حكم الشعب وحين أستلموا دفة القيادة كان المنافسون كثر من بينهم الكرد أنفسهم والعرب السنة.
ثالثا:القضية حيث يتبنى كل الساسة الأكراد بأختلاف تياراتهم واحزابهم وانتماءاتهم ومذاهبهم قضية واحدة وهي القضية الكردية والتي يدافعون عنها بشراسة كبيرة وهي تجعلهم موحدين أمام الاخرين أذ يطمح كل مواطن كردي بدولة كردية وتبنت الأحزاب الكردية هذا الطموح وهي تسعى لأجله ومن ناحية فعلية فأن كردستان الان دولة لكنها تنتظر الوقت المناسب لأعلانها فأربيل لديها كل مقومات الدولة الناجحة وهي اقوى مركز أو بؤرة في العراق والعائق الوحيد أمامها هو الجغرافية السياسية ولو أستمرت ببراغماتيتها هذه فستتغلب على هذا العائق وسيتحقق الحلم الكردي,بالمقابل نجد التيارات السياسية العربية السنية والشيعية لا تمتلك قضية ولو أمتلكتها فهي قضية فئوية تؤدي للتفرقة وتمزيق الوحدة كما أن كثير من النخب السياسية العربية العراقية مجندة خارجيا تعمل لصالح طرف معين وهذا ما لا يوجد في القيادات الكردية التي تعمل لمصلحة كردستان فقط.
ومن مظاهر البراغماتية الكردية التي لا تبرز فقط في الحكومة الكردية بل بكل الاحزاب والتيارات هناك هو أستعداد أي حزب للتحالف مع حزب أخر دون وضع موانع أو خطوط حمراء فتحالف حزب الاتحاد الوطني مع الحزب الديمقراطي لتشكيل الحكومة وتقاسم المناصب وليس بغائب عن أذهاننا التأريخ الدموي والأقتتال المرير بين هذين الحزبين لكنهما تجاوزاه لمصلحة كردستان,وبعد أجراء انتخابات أقليم كردستان وظهور نتائجها التي أتضح فوز الحزب الديمقراطي فيها يليه حركة التغيير ثم الاتحاد الوطني,بعد ذلك يبدو أن الأمور تسير لتشكيل الحكومة من الحزب الديمقراطي وحركة تغيير التي كانت معارض قوي جدا لحكومة كردستان في الحكومة السابقة.هذا الأمر مفتقد لدى تشكيل الحكومة في بغداد فنجد كل طرف يضع خطوطا حمراء على الطرف الاخر بما يسبب الاضطراب وتعقيد الأمور.
يضاف لتلك المظاهر من نجاح براغماتية كردستان مظهر اخر مهم وهو أن الكرد يحتفظون بعلاقات جيدة جدا مع كل دول الأقليم دون استثناء ولم يدخلوا محور طرف ضد طرف اخر فهم على علاقات جيدة مع أيران وتركيا والسعودية وقطر وغيرها وقد يكون مرد ذلك لأدراكهم أن هذا السبيل الوحيد لضمان وجودهم والحفاظ على مكتسباتهم وقد يسمح بأقامة دولتهم المستقلة مستقبلا,أما الساسة العرب في العراق فقد دخلوا في لعبة المحاور فالتيارات السياسية الشيعية هي بمحور أيران ضد السعودية,والتيارات السنية بمحور السعودية وقطر ضد أيران ولم يدركوا للان أنه لكي ينجح أي طرف فيهم فأن عليه أن يحتفظ بعلاقات جيدة مع كل الأطراف أو على الأقل أن لا يعادي احدها.
كل ما تقدم اضافة لتحييد الدين والمذهب عن ممارستهم للسياسة وأتباع سياسة نفعية لا تعتمد الأخلاق خصوصا فيما يتعلق بتحقيق المكاسب على حساب المركز ولي ذراع الحكومة وأستغلالها وأستغلال خزينة الدولة بأقصى قدر ممكن والتوسع على حساب المناطق العربية والتركمانية والمسيحية والايزيدية وقضمها وضمها لسلطة الأقليم وأستخدام المال السياسي لشراء ذمم بعض الساسة الذين يفترض أنهم يمثلون تلك المناطق تارة والترهيب لسكان تلك المناطق ليهجروها فتتغير ديموغرافيتها تارات أخرى وتصدير النفط من كردستان والاموال المستحصلة من المنافذ الحدودية والسياحة لتدخل كل تلك الأموال خزينة كردستان دون أن تدفع لخزينة الدولة المركزية أو يستقطع منها أو تعلم على الأقل بكم المبالغ التي تدخل لها أو تراقبها أضافة لكون الأقليم يستمر بأستحصال نسبة 17% من أجمالي موازنة الدولة مستغلة بكل ذلك ضعف حكومة المركز وكثرة الضربات التي تتلقاها بما يجعلها حكومة متخبطة فاقدة الأتزان,أن سياسة كهذه وأن كنا نراها مستهجنة كونها تحقق المنفعة للأكراد على حساب الاخرين لكنها بميزان علم السياسة هي براغماتية ناجحة جدا ولا ننسى أن السياسة واقعا لا تعرف الأخلاق ولاتعيرها أهمية ومبتغاها تحقيق المصلحة والمنفعة بأي شكل من الأشكال.
يعبر البعض عن الساسة الكرد بأنهم بيضة القبان في المعادلة العراقية لكن فعليا هم الحلقة الأقوى في هذه المعادلة ولو تابعنا أقرار القوانين في البرلمان أو الحكومة سنجد أنه لم يقر قانون واحد أو يطبق دون موافقة الكرد علما أن نسبة الكرد في البرلمان أو الحكومة أقل من 20% وهو ما يعني أنها نسبة غير معطلة لأي تصويت لكن لم يتم تجاوزهم بأي أقرار قانون أو تنفيذه حتى لو كانت كل الأطراف العربية مجمعة على أقراره وتريد ذلك لكن بمعارضة الكرد لا يتم.هذا النجاح السياسي الكردي مكن الأقليم من الأزدهار والتطور وقد يمكن الشعب الكردي قريبا بتحقيق أمنيته وأقامة أول دولة كردية.



#حميد_حبيب_المالكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطرز المعمارية..عوامل مؤثرة وأستجابات
- العراق ودول الجوار
- الرياضة العراقية تضيع بين الفساد والسياسة
- الطموح والخيال في فكر القاعدة
- حول مارتن لوثر وحركته وأثرها السياسي
- النظام الرئاسي بوابة لحل معضلة العراق
- جامعة الدول العربية بين الفشل والتقويم
- الثورة الفرنسية..بحث في الأسباب والنتائج
- الثورة الانجليزية..الأسباب والنتائج
- الحركة الصهيونية بين الأشتراكية والرأسمالية
- حول الفكر السياسي الشيعي
- الحرية في العالم العربي بين الأسلامية والليبرالية
- من يحاسب الرقيب؟
- مظاهرات المنطقة الغربية في العراق
- غياب الهوية الوطنية العراقية
- العراق جبهة المواجهة في الصراع الأقليمي
- روسيا والصين والهند نحو توازن قوى عالمي جديد
- هل اصبحت مفاتيح اللعبة بيد تركيا


المزيد.....




- تورطت بعدة حوادث مرورية ودهس قدم عامل.. شاهد مصير سائقة رفضت ...
- مؤثرة لياقة بدنية في دبي تكشف كيف يبدو يوم في حياتها
- مصر.. اكتشاف أطلال استراحة ملكية محصّنة تعود لعهد الملك تحتم ...
- شي جين بينغ يصل إلى صربيا في زيارة دولة تزامنا مع ذكرى قصف ا ...
- مقاتلة سوفيتية -خشبية- من زمن الحرب الوطنية العظمى تحلق في ع ...
- سلالة -كوفيد- جديدة -يصعب إيقافها- تثير المخاوف
- الناخبون في مقدونيا الشمالية يصوتون في الانتخابات البرلمانية ...
- قوات مشتركة في الفلبين تغرق سفينة خلال تدريبات عسكرية في بحر ...
- مسؤول: واشنطن تعلق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بسبب رفح
- وسائل إعلام: الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات على ممثل أمريكي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حبيب المالكي - البراغماتية الكردية