أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الستار الكعبي - الدين شريعة رحمة وليس سلاح حروب















المزيد.....

الدين شريعة رحمة وليس سلاح حروب


عبد الستار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 23:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الخطأ ان نتهم الاديان بانها السبب في خراب الحياة
كثيرا ما نقرأ منشورات او مقالات او نسمع كلاما يكيل الاتهامات للاسلام خصوصا وللاديان عموما ويعدها بانها السبب الرئيسي في انتشار الحروب والدماء والتخلف والهمجية .... فهل حقا هذه حال الاديان ؟!
نعم علينا ان نعترف بان الاديان كانت – ظاهرا- سببا واداة بشكل ما لحروب طاحنة ونزاعات مأساوية على مدى التاريخ الانساني وان الدماء التي اريقت في مناطق عدة وفي مراحل متعاقبة من التاريخ كانت بمظاهر دينية فالكثير من الحروب التي جرت بين الطوائف والممالك الاوروبية كانت بين اتباع الكنائس المسيحية المختلفة المتصارعة على الزعامة والمصالح الاخرى والصراعات الدموية الاسلامية التي جرت بعد وفاة النبي محمد (ص) بين الخلفاء ومعارضيهم اتخذت تبريرات دينية على الرغم من وضوح الاهداف والمصالح المتعلقة بالسلطة وقد تكون بعض الـ (فتوحات الاسلامية) تحمل ذات الاهداف مع ان طبعها ديني وغايتها المعلنة والمسيرة لاجلها الجيوش هي نشر الاسلام . وكذلك الحروب الصليبية التي شغلت مساحة مهمة من تاريخ البشرية كانت ذات طابع ديني رايته دفاع كل من المسيحيين والمسلمين عن دينهم واوطانهم وان الدماء التي تسيل يوميا في مختلف دول العالم العالم في الزمن الحاضر اكثرها بدوافع دينية حيث تنفذ مجاميع مسلحة عقائديا بالاسلام المتشدد عمليات انتحارية وتفجيرات تمتد من شرق اسيا الى امريكا عبر اوروبا وافريقيا . وما يجري في المنطقة العربية على وجه الخصوص وبالذات في العراق وسوريا ولبنان وليبيا ومصر هو اوضح واكبر واخطر الصراعات الدينية فهو نزاع طائفي مذهبي يتخذ من الانتماء الديني الى مذهب معين يعتقد بضرورة الغاء الاخر ذريعة اسلامية لسفك الدماء واغتصاب النساء والتشريد والتهجير والسلب والنهب .
ولكن لو تعمقنا وغصنا في الاسباب الحقيقية لذلك لوجدنا ان الاسلام من جهة كونه اخلاق تحكم سلوك الافراد والجماعات ومباديء تنظم العلاقات بين الناس او من جهة كونه منظومة فكرية لم يكن هو سبب المآسي التي حصلت بل انه بروحه رافض لكل هذه الماسي (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / الأنبياء - الآية 107) ولكن الذي يشوه صورته ويجعل الكثيرين يرمون سهامهم نحوه هو سلوك اتباع ومعتنقي الديانات بحجة تنفيذهم اوامر وتوصيات دينهم وماهي كذلك ابدا بل ان هنالك قوى مؤثرة عليا مسيرة لهؤلاء قد يكون اسمها خليفة او قس او حاخام او مفتي او ما شابه او حتى حاكم سياسي يتخذ من الاسلام شعارا لحكمه او دولته او حتى تنظيمات او حكومات اخرى لاعلاقة لها بالدين ولكنه تسير هؤلاء لتنفيذ سياساتها العالمية اذ تنظر هذه القوى لمصالها وتوجه الناس لفهم الدين على طريقتها الخاصة كما تهوى والتي تجعله يخدمها لتحقيق مآربها فتسير عامة الناس لهذا الاتجاه وتجعلهم يعتقدون بصحة ما يفعلون وانهم بذلك يتقربون الله . وما ذكرناه من نشوب الكثير من الحروب باسباب او بمظاهر دينية وقتل الالوف من الناس خلالها وبالتفجيرات والاعمال الارهابية المنتشرة في بلداننا وتصدي الالوف لاعمال بعيدة عن الانسانية وتنفيذها بقناعة تامة وبدوافع دينية يقودنا الى تساؤل مهم وخطير ويتطلب التوقف عنده تاريخيا وهو هل ان الدين عموما والاسلام خصوصا قابل بذاته ان يستخدم من قبل المنحرفين وان تمرر التخاريف التي تنسب له بسهولة على الناس واذا كان الامر كذلك فهل هو خلل فيه بذاته الاصلية او هو خلل تحقق بسبب ما لحقه والصق به خلال توالي القرون بعد الابتعاد عن مصدر التشريع زمكانيا ؟!
وعلينا ان نعيد دراسة التاريخ مستخدمين منهجا لايضع حجابا ولا غلافا على عقولنا نسعى من خلاله ان نصل الى نتائج ترسخ فهمنا السليم للاحداث وتزيح الرواسب المتراكمة ولابأس اذا ما غيرنا بعضا مما كنا نعتقد انه من الثوابت مادام هدفنا هو الحقيقة فالتاريخ بحاجة الى اعادة نظر لتنقيته مما علق به قصد للاساءة او تحت أي ذريعة اخرى برؤى سليمة تفصل بين روح الدين ومصالح الحكام والمنتفعين وعلينا ان لانخجل اذا ما وصلنا الى نتائج تخالف ما توارثناه اعمى عن اعمى واذا اردت ان اسمي الاشياء فلنعد النظر في (الفتوحات الاسلامية ) ونبحث في اسبابها ودوافعها ونتائجها وما رافقها من ممارسات سجلها التاريخ وعلينا ان لانشعر بالنقص او المرض اذا ما قارناها بالحروب الصليبية من اجل معرفة الصحيح من الخطأ من التصرفات والممارسات التاريخية لاجل استجلاء الحقيقة وفهم التاريخ بشكل صحيح عسى ان ننقذ الدين من لطخات ساهم رجال الدين في نشرها على صورته .
وحقيقة الامر كما ارى ان الاسلام بريء من التهم الملصقة به وان السبب الحقيقي هو استخدام الدين من قبل سلطات قمعية تسخر رجال دين مستعدين ان يحرفوا الدين من اجل خدمة السلطات الحاكمة وجماعات مسلحة تنفذ الاجندات بمظاهر الدين تسعى تلك السلطات من خلال رجال الدين والتنظيمات المسلحة لتحقيق امجادها وملذاتها ومخططات ساداتها فيحصل ان يتزاوج المد السياسي السلطوي الافتائي لهؤلاء السياسيين ورجال الدين فيفسدوا الدين ويشوهوا صورته مما يحول الحياة الى جحيم ارضي ولكن الكثيرين من الكتاب يتركون السياسين ورجال الدين يحرفون الدين و يوجهون سهامهم الى الدين المسكين الواقع بين فكي رجاله واعدائه.

وفي المقابل ومن اجل توضيح الحقائق نجد ان الصراع بين الحضارات القديمة الفارسية والرومانية منها والعراقية والمصرية كذلك وغيرها ليس له علاقة بالدين والاسكندر المقدوني تجول في العالم القديم محتلا لاسباب لاعلاقة لها بالدين والقبائل العربية قبل الاسلام كانت تتنازع بسبب مقتل حيوان مثلا وليس بسبب الدين وتيمورلنك وجنكيزخان احتلا الشرق الاوسط ونصف اسيا ليس بسبب الدين والاستعمار الهولندي والبرتغالي والاسباني والايطالي والبريطاني والفرنسي لم يكن بسبب الدين وتجارة الرق التي قام بها الانسان الابيض ضد الانسان الافريقي ليست بسبب الدين والحرب العالمية الاولى والثانية وحروب الكوريتين وحروب امريكا مع مختلف دول العالم كلها لاعلاقة لها بالدين مع انها سببت مآسي من دمار وقتل وتشريد وتخلف اكثر مما سببته الحروب ذات الطابع الديني .
وبالضد من كل هذا فاننا في العراق قبل دخول الاجندات الخارجية كنا نعيش جميعا مسلمين ومسيحيين وصابئة وايزدية ويهود وسنة وشيعة وكرد وعرب وتركمان واشوريون وكلدان وسريان وشبك وغير ذلك من دون حروب بل بتآلف واخوة ومحبة.
اذن يمكن ان تكون هنالك منطقة جامعة لمن اختلفوا بالدين مع انهم متمسكين بدينهم لان الدين شريعة رحمة وليس سلاح حروب



#عبد_الستار_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم التظاهر العراقي في 31/8/2013 تحليل وتقويم
- دور المرجعيات الدينية في تفعيل ارادة الشعب العراقي وتحريك ال ...
- لهذه الأسباب لن تتكرر الثورة الشعبية المصرية في العراق / 2- ...
- لهذه الأسباب لن تتكرر الثورة الشعبية المصرية في العراق / 1
- الفصل السابع وسلطة مجلس الامن الدولي / الجزء الاول : عرض وتح ...
- الفوضى الشاملة هي التطبيق العملي للديموقراطية في العالم العر ...
- مادامت النفوس هادئة ... الشعائر الشيعية الحسينية بين الدين و ...
- ملامح من الطائفية السياسية في العراق المعاصر
- خارطة التنوع والتعدد في المجتمع العراقي ودورها في رسم الخارط ...
- الدستور الدائم في العراق اعلان رسمي للصراع والتقسيم
- الديمقراطية التوافقية في العراق / الفساد المالي والإداري
- دور الشعب العراقي في اصلاح العملية السياسية
- الديمقراطية التوافقية في العراق / استقلالية الموقف العراقي
- سلبيات الديمقراطية التوافقية في العراق - التدخل الأجنبي
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا /11: سلبيات التوافقية - ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا /10: سلبيات التوافقية - ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا / 9: سلبيات التوافقية
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا / سلبيات التوافقية : ضع ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا/7. نماذج من السلوك الحك ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا / 6. رأي بعض كبار المسؤ ...


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الستار الكعبي - الدين شريعة رحمة وليس سلاح حروب