أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل جماعة العدل والإحسان معنية بإنجاح الإصلاح في المغرب ؟














المزيد.....

هل جماعة العدل والإحسان معنية بإنجاح الإصلاح في المغرب ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4227 - 2013 / 9 / 26 - 19:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تصدر جماعة العدل والإحسان ، من حين لآخر ، بيانات تعبر فيها عن تتبعها (بقلق شديد ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا من تدهور متزايد، واستهداف للقدرة الشرائية للمواطنين واتجاه نحو التمكين للفساد والاحتكار) . والبيان الأخير الذي أصدرته الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة يضعها أمام مفارقة . وجهها الأول أن الجماعة تبدي انشغالها بأوضاع المغاربة مع انتقاد العوامل السياسية والتشريعية التي أوصلت البلاد إلى أزمتها الخانقة . أما الوجه الثاني للمفارقة فتجسده دعوتها ( كافة الشرفاء والغيورين لتكوين جبهة عريضة لمساندة وتأطير كل أشكال النضال الشعبي من أجل تحقيق المطالب المجتمعية العادلة) . وهذا يضع الجماعة أمام سؤال مركزي : ألا يمكن "تحقيق المطالب المجتمعية العادلة" دون "القومة" ؟ بصيغة أخرى : ألا يمكن اعتماد النضال الديمقراطي لتحقيق الإصلاح السياسي والاستجابة للمطالب المجتمعية العادلة ؟ والبيان الذي أصدرته الدائرة السياسية جدير بملاحظتين أساسيتين :
1 ـ إن أي هيئة سياسية وطنية يشغلها وضع الشعب المغربي وتتوق إلى النهوض به لا يمكنها الاكتفاء بالنقد والانتظارية والإحجام عن الانخراط الجدي في عملية الإصلاح بما تقتضيه من تدافع ونضالية ومقاومة . ذلك أن تغيير الواقع لا يتحقق بالشعارات ولا بالبيانات العصماء ، بل بتغيير موازين القوى عبر اعتماد النضال الديمقراطي . لكن الجماعة تضع أفقا لمعارضتها للنظام غير الأفق الديمقراطي وفق ما تنص عليه وثيقة الجماعة لسن 2008 ( لا نعارض من أجل المعارضة، ولا نحصر معارضتنا على مستوى تدبير المعاش، بل نعصي الحكام لأنهم خرجوا عن الإسلام وخربوا الدين وارتضوا أنصاف الحلول وباعوا الأمة لأعدائها ). والديمقراطية الحقة التي يكون لها تأثير على سلوك الناس ووجدانهم وتفكيرهم هي تلك التي تكون نابعة من إرادتهم ومجسدة لها . أما اقتباس الديمقراطية واستنباتها دون مشاركة شعبية مباشرة في التنزيل والتفعيل والاستيعاب فلن يسهم في تشكيل بيئة سياسية واجتماعية ديمقراطية . والمتأمل في موقف الجماعة من المشاركة في بناء الديمقراطية ومحاربة الفساد والاستبداد من داخل مؤسسات النظام لن يجده مختلفا عن موقف بني إسرائيل لما قالوا للنبي موسى عليه السلام (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ ) . فالجماعة تشترط على بقية الفاعلين السياسيين تطهير المؤسسات وتوفير الشروط الدستورية والسياسية لكي تقبل بالمشاركة فيها . فما حاجة الفاعلين ، حينها ، إلى الجماعة وقد أقاموا صرح الديمقراطية ومؤسساتها ؟ وإنه لموقف موغل في الانتهازية السياسية أن تقطف الجماعة ثمار نبتة الديمقراطية دون أن تساهم في زراعتها ورعايتها .
2 ـ إن الهدف الذي ترومه الجماعة من الدعوة إلى تشكيل جبهة شعبية ، ليس الإصلاح وتحقيق مطالب الشعب في الديمقراطية والكرامة ، بل إسقاط النظام وإقامة نظام حكم آخر . من حق الجماعة أن تكون لها قناعتها السياسية التي ترفض الإصلاح من داخل مؤسسات النظام الملكي ، لكن ليس من حقها ممارسة الاحتيال على القوى السياسية والمدنية عبر توظيف مفاهيم غامضة وعبارات مطاطة تدس فيها نواياها المبيتة كما يُدس السم في العسل . فالجماعة صاغت وثيقة "جميعا من أجل الخلاص" تجزم فيها (إن النظام المخزني بصيغته الحالية وبمنهجيته السياسية أصبح يمثل عائقا أمام الديمقراطية والتنمية في هذا الوطن، كما أصبح مهددا لهوية الأمة في الصميم ومهددا لمصالحها المختلفة، بل أصبح مهددا للاستقرار الإقليمي والمتوسطي بعشرات الآلاف من هكتارات المخدرات، وبهجرة يغذيها بسياسته التفقيرية القاتلة.) . وهي بهذا الجزم تقطع الطريق على دعاة المشاركة في الانتخابات ، وتستعدي الشعب والفاعلين السياسيين ضد النظام بهدف استدراجهم إلى تشكيل جبهة مناهضة للحكم الملكي . وكيف للجماعة أن تقبل بالمشاركة السياسية من داخل مؤسسات النظام وقد وضعت لنفسها إستراتيجية مغايرة تقوم على ( مقاومة الظلم حتى الموت ولو نشرا بالمناشير .. ثم مقاطعة الظالمين : لا نواكلهم ولا نشاربهم ولا نجالسهم . وهذه هي الصيغة المثلى للقومة . فلو قدرنا أن نتجنب استعمال السلاح ضد الأنظمة الفاسدة ، ونقاطعها حتى تشل حركتها ، ويسقط سلطانها ، وترذل كلمتها )(ص 36 رجال القومة والإصلاح). فعلى القوى السياسية والشبابية والمدنية التي قد تبتلع طعم الجماعة وتنخرط في تشكيل الجبهة الشعبية أن تستحضر الموقف الحقيقي للجماعة من الديمقراطية ومأخذها الجوهري عليها بكونها ( لا تقترح على الإنسان مخرجا من الكفر وهو الظلم الأكبر) ، فضلا عن كونها (تستبعد كل ضابط أخلاقي فإذا بالحرية تتجاوز كل الحدود وتتوق إلى كل ممتنع) . إنه الاستبداد الديني بلباس الديمقراطية البرّاق .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يفيد أوربا تشددها القانوني لمواجهة التشدد الديني ؟
- التطرف الوجه الآخر لأزمة التعليم في المغرب وتونس.
- مطلب الملكية البرلمانية في المغرب لم تكتمل شروطه بعد.
- المصالح العليا للمغرب تستوجب إسقاط الحكومة .
- تداعيات العفو الملكي على مغتصب الأطفال
- بلدان الربيع العربي والفوضى المدمرة.
- إلى روح فقيد التنوير العفيف الأخضر
- حسن الكتاني السلفي الذي يمس بثوابت الشعب المغربي .
- الشرعية الثورية أصل كل الشرعيات .
- مرسي لم يقرأ ميكيافلي ولم يستوعب نصيحة مانديلا.
- القانون الجنائي المغربي يكرس التمييز ضد المرأة.
- خلفيات وأبعاد انضمام السلفيين إلى حزب النهضة والفضيلة .
- حكومة العجز والتأزيم
- حتى لا تحرق نار المذهبية مغربنا .
- ثبان بدوان أقصر من ثبان جيسي ولا إحراج .
- التفكير زمن التكفير .
- حروب الردة تدق طبولها في المغرب .
- المغاربة لسانهم مع الديمقراطية وقلبهم مع قوانين الشريعة .
- ذكرى 16 ماي وأجواء الشحن الإيديولوجي .
- فتوى قتل المرتد عنوان الردة الفكرية والثقافية .


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل جماعة العدل والإحسان معنية بإنجاح الإصلاح في المغرب ؟