أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - على اعتاب الحل نحوج رؤية ثورية واضحة















المزيد.....

على اعتاب الحل نحوج رؤية ثورية واضحة


إدريس نعسان

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 03:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أُريد للثورة السورية أن تخرج عن طور سلميتها عبر وسائل و أساليب متنوعة، فالنظام الذي لم يتوانى مع أولى نسمات الربيع السوري عن استخدام الرصاص الحي ضد الصدور العارية و الحناجر الهتافة، أراد إلباس الثورة ثوب العسكرة، فسلح مرتزقته و عملاءه و أدخلهم إلى لب المظاهرات كي يقتلوا عناصره و يمنحوه رخصة استخدام ما لم يستخدمه من الاسلحة الثقيلة و المحرمة، و كي يثير شهية المجموعات التي تجد في مناطق الصراعات و الفوضى أرضاً خصبة لممارسة أنشطتها، فتحركت تلك المجموعات حالما سيطر مشهد القتل اليومي و طغت أصوات الاسلحة الثقيلة على المظاهرات السلمية المطالبة بالكرامة و الحرية و كي يتسنى له الاستنجاد بأعوانه الإقليميين و الطائفيين تحت غطاء شرعي، و تحولت سوريا أرض الحضارات و الأديان إلى مربع لتصفية الحسابات بين إيديلوجيات مختلفة، أبتداءاً من أقصى الأفكار التطرفية التي تحكم بقتل و ذبح ما يعوق سطوتها، مروراً بتشتت الداخل بين غياب معارضة حقيقة تحمل رؤية ثورية واضحة لملامح المستقبل السوري التي تتطلع إليه جميع المكونات السورية و تجد فيها ما كانت تفتقده في ظل النظام البعثي، و بين نظام عمل على مدى عقود عديدة على تشويه كل القيم و الانتماءات وفقاً لما يخدم استمراره و سيطرته على قدر الشعب السوري و الذي أثبت أنه على استعداد تام ليس فقط لحرق الوطن في سبيل احتفاظه بكرسي الحكم و إنما مستعد أيضاً لتقديم التنازلات و إن وصلت إلى حد بيع الوطن أو أرتهانه لدى للآخرين، و وصولاً إلى استراتيجيات و مصالح القوى العالمية التي تصنف أنفسها ضمن القوى الراعية لحقوق الإنسان و الداعمة للحرية و المساواة بين المجتمعات الإنسانية جميعها.
جميع العوامل الآنفة إضافة إلى افتقار البيئة الداخلية إلى ثقافة القيادة الذاتية التي حُرمت منها عقوداً من الزمن، و تفشي ظاهرة التبعية للأجندات المختلفة سواءاً على صعيد التنظيمات السياسية أو المدنية و الغياب التام لمؤسسات المجتمع المدني التي تشكل صلة الوصل بين الحالة السياسية و المدنية و الأهلية و التي تعمل على خلق تسوية شبه عادلة بينها، أدت إلى تبعثر الطاقات الثورية بين أجندات مختلفة و متعددة نجم عنها تحوير في مسار الثورة عن مقارعة النظام إلى صراعات بينية في كثير من الحالات، و التي أرهبت و لا تزال بعض المكونات الدينية و الطائفية و الإثنية و تحول دون انخراطها في صفوف الثورة و بالتالي تتجمد طاقاتها بالوقوف على الحياد، أو سلك مسلك ثالث بين فئتي النظام و المعارضة، عندما لا تجد في برامج كلا الطرفين ما يمثل تطلعاتها المستقبلية أو يترائ لها أن قادم الأيام سيحمل تهديدات لها إن سارت الأمور على الشاكلة الحالية.
فالحيادية أو المسار الثالث لا يشكلان حلاً، سواءاً لأنصاره أو للفئتين المتصارعتين، كون الحياديين متهمين أولاً من كلا الطرفين بالانحياز للطرف النقيض، و ثانياً لتقاعسهم عن أداء واجبهم الوطني في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها سوريا، و ثالثاً لوجوب تفهمهم أن الثورة ليست حكراً على فئة معينة و أن الوطنية لا تمنح من أحد، فالجميع أمام مسؤولية تاريخية و فرصة طالما تطلع إليها الشعب و دفع أثماناً باظهة في سبيل توفيرها، الأمر الذي يُوجب الأنخراط فيها لعدة أسباب أهما الانتماء الوطني و وحدة المصير و غيرها من القيم الوطنية المشتركة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يتحقق الكل الثوري حتى اللحظة في سوريا؟
قد يجيب أحدهم أن الاجندات الخارجية هي التي تفشل الوحدة الثورية السورية أو على الأقل التفاهم على الحد الأدنى من الأسس الثورية بين جميع الفرقاء، ربما تكمن بعض الحقيقة في هذا، لكن ماذا سنجيب أولئك المتخوفون من عقلية القتل و الذبح و الاعتقال و التشليح و فرض الاتوات و المحاكم الميدانية و العمل على فرض إيديولوجيات طائفية متطرفة تعادي روح التعددية و الديمقراطية التي تحقق المساواة بين الجميع و التي من شأنها استقطاب الجميع إليها؟
من المؤكد أن ما رسمه الشعب السوري في مخيلته مع بدء الحراك الثوري في دمشق على صورة أعتصامات و مظاهرات صغيرة كانت بعيدة كل البعد عما آلت إليه الأوضاع في ظل عسكرة الثورة و تشعب مساراتها بين أجندات و غايات مختلفة، ليس لهم فيها إلا دمار وطنهم و قتل أبناءهم و بناتهم و وضع مستقبلهم في مسار ضبابي لا يمكن التكهن بنتائجه.
و عليه فإن السوريون على مختلف مشاربهم (المعارضين و الموالين و الحياديين و أصحاب المسار الثالث) مطالبين بمراجعة شاملة لأوضاعهم الحالية و السعي للتحرر من المخاوف التي تسيرهم، لكي ينخرطوا في هذا المخاض العسير الذي تحول إلى أسوء كارثة إنسانية في تاريخ البشرية الحديث، وذلك أنطلاقاً من المقترحات التالية:
1. وجوب الالتفاف إلى الثغرات و العيوب التي تعتري برامج الأطر المعارضة الحالية و السعي إلى طرح رؤية ثورية واضحة تأخذ بعين الأعتبار التنوعات السورية المختلفة الدينية و الطائفية و العرقية و تحدد حقوقها و واجباتها ضمن الحدود المخولة لهذه الأطر في هذه المرحلة استعداداً للعمل على تثبيتها مع تشكيل المجالس المنتخبة في سوريا المستقبل.
2. الجمع بين الأطر الحالية للوصول إلى صيغة توافقية لأكبر فئة من الشعب السورية أو حل الأطر ذاتها و تشكيل مجلس سياسي ذو برنامج توافقي بمثابة حكومة مؤقتة في هذه المرحلة.
3. العمل على تبديد مخاوف جميع المكونات السورية عبر أستبدال التسميات الطائفية بتسميات وطنية و نبذ كل الممارسات التي من شأنها تهديد الأقليات و الفئات الأخرى.
4. محاولة أحتواء فئات النظام (العسكرية) التي لم تتلوث أيدايها بدماء الشعب السوري و (المدنية) التي يمكن الاستفادة منها للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة و إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجيش السوري الوطني.
و إن كانت الأبصار معلقة بالمبارزة الدبلوماسية التي تخوضها روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية و التي ستحدد مصير النظام و الشعب السوريين، فإن كل الجهود تتجه نحو جنيف2 سواءاً حدثت الضربة العسكرية أم أُلغيت، لتلتئم كل الأطراف الدولية و السورية و تضع بصماتها على صك ميلاد العهد الجديد و الجهورية الثانية، و هذا يتطلب وجود شراكة وطنية واسعة قادرة على كسب الشرعية الدولية و تأييدها المطلوبين لإنجاح أية عملية سياسية، خاصة و أن سوريا تحولت إلى ملعب لمجمل القوى الدولية.



#إدريس_نعسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقاء الأخير
- هل يأتلف جميع الكورد في الائتلاف السوري؟
- هل تصدق الضربة الأمريكية بعد الغوطتين؟
- أطفال الغوطة يسقطون الأقنعة المزيفة!
- الكورد بين استحقاقات القضية و اللعبة الدولية
- أزمة المياه و الحرب الخفية في الشرق الأوسط
- المعضلة السورية و أفق الحل


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - على اعتاب الحل نحوج رؤية ثورية واضحة