أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - ريزان المغربي ..وصدام حسين !















المزيد.....

ريزان المغربي ..وصدام حسين !


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1205 - 2005 / 5 / 22 - 11:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كثيرة هي هموم الحياة ، ولا يمكن لأي إنسان اُُبتلي بمآسٍ ، كما ابتلينا نحن العراقيين ، أن يبقى مقطب الجبين أو عابس الوجه ومتجهم " الخلقة " ليله ونهاره ، لما يحدثه الإرهابيون وأبطال " المقاومة الشريفة " في عراقنا ، فالهم والأسى والحزن على المصائب وغيرها من الصفات بهذا المعنى ، ليست القاعدة في ضمير النفس البشرية ، بل هناك الكثير من النقائض لها ، الابتسامة والفرح ،السعادة والمرح ، وأشياء أخرى كثيرة من هذا القبيل ، هي الأكثر تفاعلا وديمومة عند الإنسان السوي ، فالبعض منا يهرب من واقعه اليومي للترويح عن نفسه ، إلى موضوع غير جاد ومسلٍ لقراءته ، أو إلى قناة فضائية تعطي فرصة للمشاهد ، المبتلى بهموم كثيرة ، مثلي ، لأن يبتسم أو ربما ليضحك ضحكة من القلب ، رغم الألم الذي حفره نظام البعث الفاشي في عمق النفس العراقية ، منذ أكثر من خمس وثلاثين عاما ...ما أقوله حدث وأنا أشاهد برنامجا على إحدى الفضائيات اللبنانية ، بعيدا عن أخبار القتل والدمار وصور الضحايا التي تتناقلها الكثير من الفضائيات العربية ، مع تحريضها الظاهر والمخفي على ذبح العراقيين ، البرنامج كان بعنوان " لمن يجرؤ " خفيف الظل ومرح في بعض الأحيان ، ولا يخلو من سؤال محرج للضيف ، أو مقلب يوقعه فيه ، أو فضيحة "خفيفة " تسبب فيها متطفل حاول أن يحشر نفسه ويجعلها وصية على حرية الآخرين الشخصية ، التي ضمنتها كل قوانين الأرض المؤمنة بالإنسان باعتباره أعلا وأغلا قيمة في هذا الوجود، وهذا ما يحاول البعض عندنا أن يقوموا به باسم الدين أو التقاليد ، كذبا وزيفا، تحت واجهة مغايرة لشرعة اسمها " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " التي يختبأ وراءها الفساد والجريمة .. ضيف الحلقة التي قُدمت ليلة 19 أيار كانت ريزان المغربي ، وهي شخصية لبنانية جميلة ومتحررة ، صحفية وإعلامية ومقدمة برامج تلفزيونية ناجحة ، مقدم البرنامج أظهر لها صورا وهي في غاية المرح ، والسعادة بادية عليها تغطي حجم الصورة وتطغي عليها ، سألها مقدم البرنامج ، على خلفية مقلب قد أعده لها سرا ، إن كانت هذه الصور لها أم لا ؟ بعفوية واضحة قالت نعم هي لها مع ذكرها للزمان والمكان ، حيث كانت تتمتع ككل إنسان عامل بوقت راحة ، بعيدا عن العمل ومتاعبه ، مع صحب وأصدقاء لها وآخرين في مكان وقد تجاوز عدد الحاضرين المئتين ، مع استنكارها لنشر هذه الصور الشخصية على مجلة لم تطلع عليها آنذاك ، وقد أزاح مقدم البرنامج عن شخصية على الشاشة ، وسألها هل تعرفين هذا الوجه ؟ قالت لا ، وعمري لم ألتق به أو أسمع عنه ، قال لها إنه هو من نشر الصور ، سألته المغربي لماذا نشرت صورا شخصية دون إذن مني وأنا في وقت راحتي ؟ أجابها أليس معيبا أن تظهري في مكان عام وأنت ترقصين ؟ ( يعني بالعربي الفصيح من جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وهنا دار حوار بين الطرفين من خلاله أدان الحضور في الأستديو والمشاهدون على حد سواء ـ وأنا منهم ـ هذه الشخصية "المتطفلة " التي تلبس أثواب التقى والورع وهي غاية في الفسق وسوء الخلق ، صفق جمهور الحاضرين في الاستديو للمغربي..وسألها مقدم البرنامج هل تنوين اللجوء إلى القضاء لمقاضاة من شهَر بك وأساء إليك ؟ قالت لا ، يكفيه أنه سيئ خلق مرتزق ، ويكفيني أني لم أرتكب جرما بحق أحد ..كل ما أثقلت به على القارئ من حديث له علاقة بالصور التي نشرتها البارحة ، جريدة " الصن " اللندنية عن رئيس النظام الساقط صدام حسين ، ففي الحالتين تعتبر الصور تجاوزا على حرية المرء الشخصية واعتداء غير مبرر عليه ، وحقه في قضاء وقته بالشكل الذي يرغب ويريد والتي لا يجب المساس والتعريض بها ، ناهيك عن نشرها دون علمه أو موافقته ، والهدف الكامن في كلا الحالتين هو التشهير ، وهذا سلوك غير متحضر ومدان بكل المعايير ، إلا أن الفارق بين الحالتين ، هو أن السيدة المغربي شخصية لا تشغل منصبا عاما أو مسؤولة عن أرواح الناس ، كما هو صدام حسين ، بل هي من موقعها الوظيفي وظفت كل قدراتها وطاقاتها لخدمة مشاهديها والمستمعين إليها، مجتهدة من أجل أن تدخل البهجة والسرور في قلب كل عائلة تطل عليها ، من خلال القناة الفضائية التي تعمل بها ، كما أنها تحظى بمحبة واحترام الكثير من العاملين معها ، أما صدام حسين ، فحاكم مكروه ، مجرم وقاتل تجاوز كل حد في رعبه لشعبه ، كما هو معروف عنه من ِقَبل كل العراقيين والكثير من العرب أيضا ، ماعدا القلة التي أعمى ضمائرها الحقد على الشعب العراقي ، وصدام لم يبخل بظلمه على قريب أو بعيد ، فقد عامل كل الشعب العراقي كأسنان المشط ، ماعدا الساجدين والمسبحين ليل نهار بحمده وفق ما ينالهم من عطاياه المشبعة بدماء الضحايا الأبرياء ، وجرائمه المرتكبة قديما منها والمكتشفة حديثا فاقت جرائم أي حاكم جلاد على امتداد التاريخ الإنساني ، إلا إننا لم نجد عربيا واحدا مثل الخصاونة ، المحامي الأردني ، من يدافع عن الشعب العراقي بحرارة وهو غارق بدمائه نتيجة الجرائم المرتكبة بحقه ، سواء تلك التي ارتكبها صدام ونظامه من قبل ، أم ما هو قائم الآن فعلا من قتل بتحريض من الخصاونة وغيره ، وعندما يتحدث الخصاونة مدافعا عن موكله وما يتعرض له من انتهاك لحرية الأسير ، يصف نشر هذه الصور بأنه مخالفة صريحة لاتفاقيات جنيف ، ولا ندري هل كانت هذه الاتفاقيات مفصلة وفق مقاسات الخصاونة وحصانة صدام ؟ أين كان ضمير الخصاونة وحقوق الإنسان عندما نشر صدام حسين ليس صورا فوتوغرافية بل أفلاما موثقة عن القتل والقمع الوحشي الذي مارسه قادة النظام ضد انتفاضة الشعب العراقي في آذار 1991 وعن التمثيل بجثث الضحايا الشهداء ، أين كانت كرامة الإنسان آنذاك والتي استيقظ عليها متأخرا الخصاونة ورأى بأنها قد انتهكت فقط عندما نشرت صور الطاغية الذليل ، وهو راض ومطمئن على حياته لأنه تحت قبضة الأمريكان وينعم بأمانهم بعيدا عن سلطة وقبضة الشرعية العراقية..؟ ألم تكن آنذاك سارية المفعول تلك الاتفاقيات أم أن الخصاونة يعتبر كل الحق لصدام أن يفعل ما يريد بالشعب العراقي ؟ وهل يعتقد الخصاونة المدافع عن حرية وكرامة الإنسان وحقوقه ، أن صدام له كرامة كإنسان ، وكباقي البشر الذين خلقهم الله ؟ لو كانت له كرامة الإنسان لما رضي بالموقف المهين الذي وضع نفسه في ذلك الجحر الحقير الذي أُخرج منه ذليلا كفأر مذعور " لا يليق برئيس شرعي ومنتخب ومهيب ركن قائد للقوات المسلحة " كما يقول الخصاونة ! والخصاونة على ما يبدو يجهل الطريق " الشرعية " التي سلكها صدام للوصول إلى سدة الحكم ، كما أنه قد نسي اسم الأكاديمية العسكرية التي منحته أول رتبة عسكرية ، وهو الهارب من خدمة العلم العراقية المقدسة .. كما أنه لم يعلمنا عن الأكاديمية المحترفة التي منحته شهادة الأركان ..! ماذا سيقول المزيفون للتاريخ أكثر من هذا الزيف ؟ العراقيون أحياء وصدام لا زال حيا والتاريخ يزيف بهذه التفاهة ، فكيف بنا بمن كتب التاريخ وما كُتبوه منذ عهد عاد ..؟ وماذا سيقول التاريخ عن شاهد الزور هذا ، وهو حامي الحق والمدافع عنه ! إذا مرت على هذا الواقع العشرات وليست المئات من السنين..؟ أما كان الأجدى بالمحامي الألمعي أن يرجع إلى أقرب الناس إلى الطاغية ، وهن كلهن مجاورات لسكن الخصاونة ، ويسألهن عن التاريخ الشخصي لمن يدافع عنه بهذه الحمية والغيرة العربية الأصيلة ، وغاية المحامي هي بالأساس الوصول إلى الحقيقة والكشف عن الجريمة ، أم أن تاريخ الطغاة لا يجب كشفه وتعرية مدعيه ، حفاظا على كرامة من لا كرامة له ..؟ومن في الكون يحترم رئيسا شرعيا وقائدا للجيوش (كما يقول الخصاونة )هرب قبل جنوده وسلم بغداد " قلعة الأسود " لمن قد سلموا صوره للنشر ليقولوا هذا هو حال الطاغية الذي أرهب شعبه ودمر حياتهم وبدد ثرواتهم وعرض السلم في المنطقة أكثر من مرة للخطر ... مع خالص وصدق اعتذاري للسيدة ريزان المغربي الذي وضعتُ صورها في مقارنة غير واقعية مع صور مجرم وطاغية ، قالت عنه جريدة " الصن " أنه هتلر عصره ...!
21 أيار 2005



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور . . ولادة مشوهة
- ألأمانة ..والسؤال الملح !!
- الحزب الشيوعي العراقي والتحالف الكوردي ..إلى أين ..؟!
- من اجل عيون العراق ..ُنقوم الخطأ.!!
- هل تتجزأ الوطنية ..؟!
- المقاومة الشريفة ..!
- الوضع الأمني والحكومة الجديدة والمواطن
- أهي حكومة وحدة وطنية.؟!
- الطبقة العاملة العراقية .وقدرتها على تحقيق وحدتها
- غدا-
- !!المقابر الجماعية.. ولجنة التنسيق
- قوات احتلال أم ماذا ..؟
- ..! التاريخ والوطنية
- المراة والوطن والعشق والخمرة..!!
- الخام والطعام ..!!
- إعادة بناء العراق ..مشروع نهب الشركات المتعددة الجنسيات
- ..؟!!ابتسامة فمصافحة
- أول الغيث قطر..!
- لماذا الإصرارعلى نهج خاطئ !1
- !!جلسة سرية غير مبررة


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - ريزان المغربي ..وصدام حسين !