أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبعوب - متاهة الهوية..هل تنهي وطن اسمه ليبيا؟!














المزيد.....

متاهة الهوية..هل تنهي وطن اسمه ليبيا؟!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4215 - 2013 / 9 / 14 - 15:35
المحور: المجتمع المدني
    


بانهيار انظام القذافي -الراعي الرسمي لهوية عربية مشوهة لليبيا- في العشرين من أغسطس 2011م ، تفرق شمل الجماعة الليبية التي كانت يجمعها شعور الخوف ورهبة سلطة القذافي، وذهبت كل جماعة بعد ذلك التاريخ تبحث في ركام الماضي عن هوية لها متجاهلة الهوية الوطنية لليبيا التي رسمت ملامحها وحدودها بعد قيام الدولة الليبية الاولى عام 1951م .
هذه الجماعات، قبائل ومدن وجهات وأعراق ، ظلت طيلة فترة حكم القذافي تتغذى على التاريخ في صنع هويتها، إن على مستوى قومي عربي او قبلي ومناطقي، فالقذافي وضع سلسلة من الطروح الهوياتية فصلها حسب الظرف المناسب لتعاطيها، فعندما يكون الظرف قوميا يخرج ورقة القومية العربية ويستدعي التاريخ والفتوحات وهجرات ما قبل التاريخ وما بعده ويساعده ثلة من البحاث النفعيين في وضع أساطير تساعد في تخدير النفوس وتهييج المشاعر القومية التي تعطي إحساسا وهميا بالأمان . وعندما يكون الظرف قبليا يستدعي الشيوخ ويستوضح منهم تاريخ القبائل لينفخ فيه ويضخمة لخطب ود هذه القبيلة ليسلطها على الأخرى التي ظهر منها فردا معرضا لسياساته، وتتحول القبيلة المستهدفة الى دولة وقوة ضاربة ويسارع مستشاريه القبليين في صنع الاساطير واختلاق البطولات القبلية الكفيلة بتغييب أكبر واع ومثقف وتسميم عقله بثقافة القبيلة الهدامة..
هذه الثقافة لا زالت وبكل اسف تعمل وتفعل فعلها في الحراك الاجتماعي والسياسي للمجتمع الليبي حتى بعد زوال القذافي وتفكك منظومة التضليل التي عملت معه لآخر لحظة في حياة نظامه.. ويمكننا رصد اول مظاهر فعل هذه الثقافة في انكفاء المدن والقبائل والاعراق نحو الماضي وتخليها عن شعارها الذي رفعته خلال ثورتها ضد القذافي وهو "ليبيا" كوطن للجميع ، ذلك الاسم الذي غيبه القذافي ولا يكاد يذكره إلا إذا اضطر لذلك، ووضع مكانه اسمه الكودي "ثورة الفاتح" .. هذه القبائل والمدن نسيت او تناست الانتماء الى هوية وطنية اسمها ليبيا تجمع الكل، وتخلت عنها بمجرد زوال النظام السابق وذهبت تبحث في ركام التاريخ عن هويات واسماء تعود لأكثر من الف سنة.. فهذه مصراته أصبحت توباكتس!! وتلك تاجوراء أصبحت تاج اورا !! وسبها اصبحت فسانيا وووووووووالخ من قائمة المدن المنكفئة الى الماضي. وذهبت ليبيا اسما وهوية أدراج الرياح، وها هي تسير كجغرافيا الى الزوال ليقام على ركامها دويلات المدن التي انقرضت في العالم من الوجود قبل أكثر من الفي سنة..
ويمكننا إرجاع أسباب ظهور هذا التخلي شبه الجماعي عن الهوية الوطنية لليبيا كوطن ذو حدود سياسية معترف بها دوليا والانكفاء هذه الجماعات نحو هويات ما قبل التاريخ الى عدة أسباب منها:
• ضعف الدولة الوطنية اليوم وعجزها عن بلورة مؤسسات توفر الحماية والامن للمواطن الذي اضطر للبحث عن حماية نفسه واسرته في الاتجاه الذي تعود عليه خلال حكم القذافي: التاريخ؛ فانكفأت النخبة المتعلمة في هذه الكيانات للبحث في التاريخ عن أي رواية أو إسطورة تربط المدينة او القبيلة او العرق او الجهة بنقطة مضيئة في التاريخ تستند اليها في صنع الاساطير لكيانها (توباكتس ، فسانيا ) .
• ضعف الاحساس بالهوية الوطنية الليبية التي عمل النظام السابق على قتلها في نفوس الليبيين وأحل محلها الهوية الثورية والقومة العربية السرابية التي كانت بمثابت الجزرة التي تغري الشعب بالاستكانة وتحمل خطايا قائدها على أمل تحقق هذا الهدف السرابي.. ولذلك لم يدم شعار ليبيا بعد الانتفاضة في وعي الليبيين طويلا، إذ سرعان ما زال من ذاكرتهم لتحل محله انتماءات متقاطعة ومتصارعة زادت وفرة السلاح من حدتها وتعميق الاربتاط بها على حساب الارتباط بالوطن الذي يسمى ليبيا.
• ظهور هويات اقليمية جاذبة عابرة للحدود (الأمازيغية ، التارقية، التباوية) استغل المروجون لها عواطف ومشاعر ثقافية ولغوية لطائفة من الاثنيات العرقية الليبية التي كانت خامدة او ناشطة ضمن إطار وطني حتى انهيار نظام القذافي، وعمل نشطاء هذه الجماعات بعد هذا التاريخ على الترويج لها واستغلال عواطف طيفهم وتعبئتها بانتماء عرقي متجاوز للانتماء الوطني لليبيا، وحتى يكون لهذه الهوية الجديدة لونها اختلقت اسماء وحروف وتاريخ ، ولتأجيجها عمدت هذه النخب الى تهييج المشاعر باستدعاء التاريخ البعيد والقريب ومحاكمته واسقاطه على الواقع المعاش لنسف ما تبقى من جسور تواصل مع بقية المكون الوطني الليبي.
أمام هذه العوامل وعوامل أخرى يمكننا رصد تراجع مضطرد للهوية الوطنية الليبية لدى الجماعات الليبية بمختلف انتماءاتها القبلية والجهوية والعرقية، وانكفائها نحو هويات ضيقة قبلية وعرقية وجهوية بحثا عن حماية كيانها ومصالحها، خاصة في ظل الانهيار المتفاقم لمؤسسات الدلة الليبية الأمنية والسياسية والاقتصادية.. وهذا التراجع هل سيؤدي في نهايته الى تفكك ليبيا كدولة بحدودها المتعارف عليها دوليا؟ هذا ما ستجيب عليه الأحداث والتطورات فيما تبقى من عمر المؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة ..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة للاتفاف على قانون انتخاب الهيئة التأسيسية لكتابة الدس ...
- القبلية والعرقية .. معول هدم للأوطان
- أطفال فلسطين هم من سيحررونها.
- حذاري بني الجبل!!
- هل يشعل الحمقى الجبل الغربي؟
- هل أعاد كامرون ليبيا تحت التاج البريطاني؟!!
- هل المرأة إنسان حقيقي؟!!
- وصمتت الدِّيَكة..
- أين صوت العقل يا أمازيغ؟
- الآخر المختلف كضرورة.
- دسترة التخلف!!
- في ذكرى انتفاضة 17 فبراير دعوة لأخذ العبر
- عيد الحب على الطريقة الليبية
- عطالة العقول تسيل الدماء في تونس
- انتكاسة لحقوق المرأة في ليبيا
- لا للعدالة.. لا للدولة!!
- استلاب لغوي يغزو دوائر الحكومة الليبية
- هل يقع شيوخ الزيت في مصيدة الجرذان؟!!
- ليبيا من طاغية إلى طغاة.
- عندما يتحول القهر إلى مأثرة!!


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبعوب - متاهة الهوية..هل تنهي وطن اسمه ليبيا؟!