أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع الحسن - تذكروا: كان الكيميائي السوري مقابل النووي الإسرائيلي















المزيد.....

تذكروا: كان الكيميائي السوري مقابل النووي الإسرائيلي


ربيع الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تصريح لافروف الذي أعلن فيه قيام روسيا بطرح مبادرة على القيادة السورية تقتضي بوضع السلاح الكيميائي السوري "تحت مراقبة دولية"، خرج علينا المحللون والخبراء على الفضائيات السورية مباشرة يهيئون الرأي العام لتقبل هذا المقترح تحت عنوان الانتصار الذي سيتحقق إذا ماقبلت القيادة السورية بهذا المقترح وقدموا تبريرات عديدة منها :
- الجيش يملك قوة نارية كبيرة ليس بحاجة لهذا النوع من الأسلحة.
- قبول المبادرة يفيد في تجنيب بلادنا حرب مدمرة.
- هذا السلاح عديم الفعالية والقيمة وتكاليف الاحتفاظ به أعلى من بقائه مخزنا.
- القضية كلها تمثيلية تهدف لحفظ ماء وجه أوباما لأن المقترح ينص على وضع السلاح تحت المراقبة الدولية.
لايوجد معنى قانوني لهذا المصطلح "رقابة دولية" ولكن كان الهدف من استعمال هذه الكلمة تخفيف الأثر الناجم عن القول تدمير السلاح الكميائي السوري وذلك بموجب توقيع سورية على معاهدة حظر انتشار السلاح الكيميائي والتي من أهم بنودها تدمير سلاح الدولة الكيماوي الموقعة على هذه الاتفاقية ومنع إنتاجه بالإضافة إلى أن منظمة حظر السلاح الكميائي يحق لها زيارة المواقع السورية وبأي توقيت تريده.
فإذا الاتفاق متفق عليه قبل كل هذه التصريحات وإلا ماهذه الثقة الكبيرة التي تحدث بها ضيوف الفضائيات السورية حول انتصار الدبلوماسية السورية بتجنيب البلد ويلات الحرب إذا ماقبلت بالمقترح الروسي فلماذا لم يضعوا باعتبارهم إمكانية رفض الدولة لهذا المقترح.
ومن يسمع تصريحات الوزير المعلم قبل عدة أيام في مؤتمره الصحفي في دمشق عندما قال نحن نفضل القتال على الأبتزاز، لايصدق أنه نفسه الشخص الذي أعلن ترحيب دمشق بالمقترح الروسي بوضع السلاح الكيميائي تحت رقابة دولية، وفي واقع الحال أن هذا الإعلان يفهم منه أن دمشق ترحب بالمقترح الأمريكي بوضع أسلحتها تحت رقابة إسرائيلية، والمعلم برر قبول سورية بهذا المقترح انطلاقا من حرصها على الشعب السوري وأمن المواطنين. إذا كان واقع الحال كذلك لماذا لم يعلن المعلم أن هذا المقترح سيتم عرضه على مجلس الشعب السوري الذي يمثل الشعب كما تقول الحكومة، ألا يعطي هذا صورة أفضل للعالم عن واقع الإصلاحات التي قيل أنها حدثت، ويعطي المواطن السوري ولو ظاهريا الحق في التصويت على هكذا مقترح ؟ هل حلال أن ينتظر السوريون أعضاء الكونغرس كي ينتهوا من إجازاتهم ليصوتوا على مشروع قرار يجيز لأوباما العدوان على بلدهم وحرام عليهم إبداء رأيهم في قرار يتعلق بتسليم سلاح استراتيجي للعدو وهو السلاح الذي كنا بالأمس القريب لانؤكد ولاننفي امتلاكه ولايجوز مناقشته مع أحد من غير السوريين؟
الآن وبعد سنتين ونصف من الحرب والتدمير المنهجي الذي قامت به المجوعات الإرهابية للبنى التحتية والمواقع العسكرية واغتيال الكفاءات العلمية في تخصصات عديدة ناهيك عن استشهاد عدد كبير من عناصر وضباط الجيش في هذه الحرب المدمرة، هل يمكن بعد كل هذا الدمار والضعف أن نتنازل عن سلاح ردع استراتيجي يجعل أي عدو يحسب حسابه فلا يجرؤ على التدخل المباشر ، كما أنه ورقة أخيرة يمكن التهديد بها عندما نصل إلى مرحلة نكون أو لا نكون ومن يدري ربما هدف الحرب على سورية من الأساس كان الوصول لهذا السلاح الإستراتيجي والتخلص منه علما من الصعب أن تتم السيطرة على هذا السلاح سوى بطريقة قبول تدميره من قبل الدولة، وهاهو البرنامج النووي الإيراني دليل على أهمية هذه النوعية من السلاح فإسرائيل تريد أن تشعل حربا في المنطقة من أجل التخلص من النووي الإيراني، فهل يمكن بعد كل هذه التضحيات أن نقدم لإعدائنا هذا السلاح الذي أنفقنا عليه الملايين إن لم نقل المليارات وكان نتيجة جهود بحثية سورية على مدى عقود، وماهو المقابل؟ إذا كان الغرض من هذا السلاح هو خلق نوع من التوازن مع السلاح النووي الإسرائيلي فهل ستتنازل إسرائيل عن سلاحها النووي وهي التي لم تقبل بهذا العرض منذ عدة سنوات عندما كانت سورية بكامل قوتها عندما طرحت سورية على الأمم المتحدة مشروع قرار لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. هناك من قال أن الهدف هو لحفظ ماء وجه أوباما، ولماذا نحن مضطرون لهذا التنازل الكبير من أجل حفظ ماء وجه أوباما؟ وخاصة أننا لايوجد لدينا الكثير كي نخسره في حين الآخرين لديهم مايخافون عليه أكثر منا خاصة أننا سمعنا كثيرا عن قوتنا وقدرتنا على الرد وإشعال المنطقة وأن نتائج العدوان ستكون كارثية على الدول المشاركة به وأننا نملك خيارات الرد والمفاجئات التي لايعلم بها أعدائنا. هذا لايعني أن تجنيب البلد حربا مدمرة في ظل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها شيء غير مستحب أو غير مطلوب، لكن السؤال بعد أن سلمنا سلاحنا الردعي وبعد كل التدمير الحاصل في سورية من الذي يضمن أن سيناريو العراق وليبيا لن يتكرر؟ أليس نحن السوريون من كان يقول أن لدينا أسلحة ردع تخلى عنها القذافي وصدام وهي التي تمنع العدوان على سورية . أمريكا لم تعتدي على العراق وليبيا إلا بعد أن تخلصت كلتا الدولتان من هذا السلاح فمن يضمن أن العدوان الذي ربما تأجل لبعض الوقت لن يكون أقوى وأكثر تدميرا بعد عدة شهور أو بعد عدة سنوات؟ أعتقد أن دور سورية المحوري والأساسي في المنطقة تلقى ضربة كبيرة بتسليم هذا السلاح.
ومايثير الغرابة والإشمئزاز بنفس الوقت هو موقف المعارضة الوهابية ومن يدور في فلكها من "صحفيين ومثقفين" ومن قيادات "ميليشيا الحر" فقد جن حنونهم عندما سمعوا عن المباردة الروسية الإمريكية وظهرت "وطنيتهم" المفاجئة الخائفة على السلاح الكيميائي السوري حتى وصل الأمر بفيصل القاسم تسميت السلاح الكيميائي "شرف سورية العسكري" ، الآن بعد أن أدركوا بأن العدوان على سورية لن يحصل تذكروا أن هذا السلاح ليس سلاح النظام وهو سلاح سورية وأن الجيش والبلد الذين ركعوا عند الغرب وقبلوا رجله ويده وأشياء أخرى من أجل تدميره تحت عنوان جيش الأسد وقوات الشبيحة هو جيش سورية وهو الضامن لوحدة البلد في ظل وجود مجموعات إرهابية من (83) جنسية سواء اختلفنا أو اتفقنا مع بعض ممارساته. وهم بالأمس القريب كانوا يتسابقون لتقديم أهداف ليتم قصفها من قبل أمريكا وحلفاءها كما تعهدوا بتسليم هذا السلاح وغيره إلى الأمم المتحدة عندما يصلون إلى الحكم ناهيك عن تعهداتهم بقطع العلاقات مع المقاومة في لبنان ومع إيران. نقول لهؤلاء المجرمين ممن يسمون "بالمعارضة" الذين يناشدون العدوان على سورية أنتم الأب الروحي للخيانة ولايمكن أن يصل لمستواكم أي معارضة أو نظام حكم في العالم .
بالعموم من المؤكد أن اتفاقا حصل بين روسيا وأمريكا وستظهر تفاصيله في وقت قريب ويحكى الأن عن توقعات بشأنه، لكن المهم أن خسارة سلاح سورية الإستراتيجي لايقابله أي مكسب سوى أن تتخلى إسرائيل عن سلاحها النووي وهذا يبدو أقرب إلى المستحيل وخاصة إن السوريين أنفسهم لم يذكروا أي كلمة أو حرف يفهم منه تحقيق هذا المكسب .



#ربيع_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوان أمريكي على سورية بمعرفة روسية
- من ارتكب المجزرة بحق العلويين؟
- خانَ الموالون خان العسل..
- الجيش السوري يريد..
- بعد تجربة الإخوان في مصر، هل يتعظ السوريون؟
- الفتنة المذهبية ليست وليدة الأزمة السورية
- في سورية: هل للمؤيدين حقوق؟
- من غرائب هذا القرن: قصة السوريين مع الانتصار
- قراءة في خطاب السيد حسن نصر الله بذكرى الانتصار
- آكل لحوم البشر- إنتاج سوري نوعي!!!
- متى يمكن أن ترد سورية على العدوان الإسرائيلي؟؟
- ثوار سورية...جددتم لي الأمل
- رد على مقال السيد خليل الشيخة : حزب الله وخدعة الشعارات
- يحق لجبهة النصرة أن تفتخر...
- الجيش السوري -وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ-
- أيهما أخطر عبد العزيز الخير أم أبو محمد الجولاني؟؟
- لماذا يعشق العلويون التطوع في الجيش؟؟
- نناشد قطر ضبط النفس؟؟؟


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع الحسن - تذكروا: كان الكيميائي السوري مقابل النووي الإسرائيلي