أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - انتخابات السلطات المحلية العربية: الى أين ننزلق؟!















المزيد.....

انتخابات السلطات المحلية العربية: الى أين ننزلق؟!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*الطريق لإنقاذ الوسط العربي ليست بدون مشاركة القوى الشعبية والأهلية في تقرير مستقبلها والمشاركة في ادارة سلطاتها المحلية
نبيـــل عــــودة

افتتح "مهرجان" الانتخابات للسلطات المحلية العربية في اسرائيل. تزينت الشوارع بالصور والاعلانات ، المنافسة على أشدها بين اعلانات الانتخابات والاعلانات التجارية والاعلانات الدينية . انتخبوا فلان لأنه ممثل الحكمة... اشربوا بيبسي كولا وانتعشوا. قيادة قادرة على التغيير، "ميلك تشيك" يحبه الكبار والصغار. المرشح .... يجدد شباب البلد ، عدل دماغك بنفس نارجيلة في مقهى ليالي المريخ، مكان خاص للعائلات. الاصلاح قادم، انتخبوا "..." مرشح الاصلاح ... من أجل أعراسكم وأفراحكم : زجاجة ويسكي "ريد ليبل" حجم ليتر 90 شاكل فقط. سارعوا قبل نفاذ الكمية!!
كلهم من اجل الاصلاح، كلهم من اجل التطوير، كلهم حكماء والسابقون؟ ... طبعا نستنتج انهم كانوا اغبياء. ضوء أحمر .. ضغطت على الفرامل!!
المرشحون الجدد او المتنافسون الجدد كلهم اصحاب معرفة لم تتوفر للسابقين، كلهم سيقودون التطوير، فقط انتخبوهم وسترون العجب العجاب. اعطوهم كرسي الرئاسة. اعطوهم الصندوق والصلاحيات . السابقون كانوا فاسدين، السابقون لم يخدموا الا عائلاتهم. السابقون لم يخدموا الا زلمهم. السابقون لم يخدموا الا مصالح احزابهم وتكتلاتهم والمقربين لهم. برايميرز (انتخابات داخلية) العائلة انتخبني، حان وقت التغيير، انا قائد التغيير .. الطائفة رشحتني للرئاسة .. أنا ملك الحمص والفول .. أنا ملك الفلافل ..أنا ملك الشاورما.. انا ملك السمك.. اطيب فجل في فلسطين فجل البقيعة، لكن اهلها يلفظونها "فجل بقاعي"!!
لو رشح الفجل البقاعي نفسه هل كان يفوز بالرئاسة الفجلية؟
كلهم يصرخون: اسقطوهم وانتخبوني. انا سأغير ، انا ابو الاصلاح!!
ايها الناخب، امامك فرصة للتغيير . استبدل الشبعان بالجائع. السابق "كفاه لهطا"، حان الوقت لتغييره. هل تريد ان تربح 100 الف شاكل ؟ اشتر من محلات "...." وشارك باليانصيب !! التيؤريا ( السياقة النظرية) علينا والبقية عليك.. انتخبوا قائمة الشباب .. مرشحها للرئاسة عجوز في الثمانين فقط!!
بحثت عن شعار لم اجده: استبدلوا الفاسد الشبعان بفاسد جوعان!!
والله لا اضحك بل انا محتار : لمن انتسب؟ ماذا يهمني من يفوز؟ لا املك كرت غوار وسأبقى المواطن المخوزق. ما يهمني ابقاء نافذة تخفف من الرائحة العفنة..
احدهم يكتشف ان حليفه مارس التهميش والانفرادية. وان الفساد كان مستشريا. الست شريكا بالصمت ؟ اليس الصمت رضاء ومشاركة؟ الم يكن افضل ان تنافس دون ان تدعي على شريكك السابق؟ ام كيل التهم بحق وبدون حق صار من متطلبات المنافسة؟
اعترف اولا انه من حق كل من يرى بنفسه والأهم بجيبه الامكانيات للمنافسة ان ينافس. واقول بمصداقية، لم اعد انتمي لأي اطار، سقطت من حسابي كل الاطر الحزبية او العائلية او ما تسمى زورا بالأهلية ولا شيء أهلي فيها. اؤمن ان المثقف الذي يؤطر نفسه بتنظيم ما يلحق الضرر بثقافته ووعيه.
مجتمعنا مأزوم سياسيا، مجتمعنا مأزوم اجتماعيا ومأزوم على المستوى القيادي. وها هي الصورة واضحة لمن لم يصدقني سابقا. انتقاداتي ليست جديدة. ما دام الاعوجاج قائما لن أسكت... لم اخف رأيي. . قلته أمس وأقوله في كل مناسبة.
ما اراه اننا نغرق بمنافسة مبنية على الذاتية المفرطة. منافسة لا تطرح اي موقف عقلاني يخاطب العقل. نحن لسنا قطيع ماعز يا متنافسين. لسنا فاقدي الحس والفهم والمعرفة والوعي. للأسف لا نملك مصادر مالية للمنافسة!!
ماذا تقصدون بتعبير "تغيير"..هل تظنون انها كلمة سحرية صحيحة في كل زمان ومكان؟
هل تتوهمون ان رفع شعار "التغيير" يعني انكم اهلا له؟
لو سألناكم عن تفسير للتغيير الذي صنعتم منه معبودا من التمر، ان تأكلوه بعد ظهور النتائج: هل باستطاعتكم ايجاد جملة تفسر مفهومكم الفلسفي والعملي لهذا التعبير "تغيير"؟ شيء غير استبدال الجالس على الكرسي بجلوسكم الميمون؟!
هل لكم معرفة اولية بواقع السلطات المحلية العربية ، او على الأقل معرفة بواقع السلطة المحلية التي تتنافسون على مقعد رئاستها؟
هل تعرفون ميزانيتها وكيف توزع، وعلى ماذا صرفت في السنوات السابقة؟ هللا لديكم ادراك بشح ما يقدم للسلطات المحلية من الحكم المركزي خاصة للسلطات المحلية العربية؟ هل لديكم معرفة بنسبة جباية الضرائب مثلا؟ مشاكل شح الأراضي وشح مخصصات الأرض ٌبما يتناسب مع احتياجات التطور الطبيعي للسلطات المحلية العربية ؟ غياب مناطق صناعية مثلا؟ التضييق على مسطحات بلداتنا العربية؟ فقدان اراض للبناء للأزواج الشابة؟ نقص رهيب بغرف الدراسة يقدر اليوم بأكثر من 6000 غرفة؟ هذا الواقع ليس بذنب السلطات المحلية. ستواجهون نفس الاشكاليات. كيف ستحلونها؟ هل لديكم وعود من قطر مثلا؟ او ربما من ايران اذا تشيعتم؟
كيف ستغيرون من واقع بائس لم يبدأ بالسابقين ولن ينتهي باللاحقين أمثالكم اذا جلسوا على الكرسي ؟
هل تدركون ما نفذ من مشاريع سابقة والطريقة التي جرى فيها تنفيذ تلك المشاريع..؟ لماذا لم تتواصل المشاريع؟.. لماذا لم تصل الميزانيات الموعودة؟
لا اتهم الرؤساء بالقصور، لا انفي الفساد ايضا، لا اتجاهل التسيب في ادارة كادر الموظفين وهي برأيي احدى القضايا الهامة التي لم تعالج بطريقة تزيد من نجاعة العلاقة بين السلطة المحلية والجمهور.. بعضهم ينقلون للشارع معلومات ممنوع ان تخرج من اطار السلطة المحلية. هل اقسام الرقابة تنشط؟ ما هو دورها ؟
لانكشف جديدا بالقول ان التعامل بين المواطن وسلطته المحلية مليء بالفجوات البيروقراطية ، مليء بالقصورات ، قضايا ملحة وبالغة الخطورة تطرح ولا جواب عليها. لا انفي ان سلطاتنا المحلية تمارس سياسة تمييز مجحفة بحق البعض في قضايا التوظيف واختياراتها ليست حسب مقاييس نظيفة. هل لهذا السبب يجب اسقاطها؟
النقص الكبير هو تحييد القوى الشعبية والأهلية من الفعل النشيط . بدل ذلك تحولت انتخابات السلطات المحلية الى ثقافة تعمق سلبياتنا الاجتماعية وتبرز فقرنا السياسي. الموضوع ليس الشخص، حتى لو عشقت الكاميرا تفاصيل وجهه.
انتخابات السلطات المحلية ليست شعارات ملها المواطن.. الويل لبلد يتمحور فيها المحرك الانتخابي حول ما هي مصلحتي لدى هذا المرشح او ذاك، ولتحترق من بعدي البلد.
الاصطفاف الذي نشاهده في المنافسة هو التعبير البشع عن تحييد وتجميد دور فئات شعبية ومثقفة. ما يحدث هو اصطفاف لقوى سياسية او طائفية او عائلية تقوم على اساس لا ديمقراطي ونفي حق المشاركة في تشكيل مستقبل مدننا وقرانا من اوسع الأوساط الشعبية.
حدث ولا حرج عن مهزلة شعارات الاصلاح والتغيير .. كل مدننا وقرانا العربية امتلأت شوارعها ومحلاتها بمثل هذه الشعارات. مع فرق صغير جدا هو تغيير اسم المصلح والمغير القادم، طبعا ولون النص وخلفيته.. ربما لذلك قيمة نحن لا ندري عنها شيئا؟!
الغائب هو البرنامج المنطقي الذي يخاطب الجمهور. السؤال هل يمكن لمن لا يعرف القاعدة التي تنشط على اساسها السلطة المحلية ان يطرح برنامجا منطقيا؟
اقول انه باختلاف عن جميع معارك الانتخابات السابقة، تتميز هذه الانتخابات بغياب طرح عقلاني ، وبهجمة غير عادية لم يسبق لي ان لمستها سابقا بمثل هذا الكم على رئاسة السلطات المحلية.
ما اريد ان انهي به مقالي ملاحظة عابرة، ان ينتبه المواطن لمستوى الاعلام . هل اعلام المرشح الفلاني يخاطب عقلك ؟ يطرح رؤية تستحق التفكير ؟ هل الاعلام الذي تمارسه قائمة معينة هو مجرد صور الشخص وشعارات لا رصيد لها أكثر من اللحظات التي تستغرقها قراءة الشعارات؟ قد تكون غاضبا من سلطتك المحلية وبحق ولكن لا تجعل غضبك يتحكم بعقلك!!
الاعلام في عصرنا متطور. والانسان في عصرنا هو عنصر مفكر. ما ادعو الية ان يحترم المواطن عقله. ان لا تسحره الصور، عرفات مات ، رحمة الله علية والصور معه لم تعد تخدم المعارك الانتخابية. الصور مع ابو مازن لا تفي بالغرض.. والصور مع السيسي لم تثبت صلاحيتها الانتخابية بعد.
تعالوا كمواطنين نتجرد من الاطر المطروحة ،نكسر الاستقطاب الحزبي ، العائلي والطائفي.. ونحكم عقولنا.
الذي يبيع صوته يبيع نفسه. نحن لسنا عبيدا ولا ننتظر محررا للعبيد. لا يهمني ان تسقط كل الأحزاب وان تسقط كل القوائم العائلية وان تسقط كل القوائم الطائفية. لعل هذا يفتح الطريق امام كسر الاستقطاب واصطفاف شعبي واهلي مستقبلا .اصطفاف للمجتمع المدني المتنور وليس للحالمين بذاتهم وفئاتهم!!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يديعوت:عملاء مخابرات يهود تزوجوا نساء فلسطينيات بهدف الوصول ...
- يوميات نصراوي: وداعا موسكو
- يوميات نصراوي : مع محمود درويش في موسكو
- انتخابات بلدية الناصرة: يجب وقف الصراع بين الجبهة وعلي سلام! ...
- إذاعة الشمس منبرا ومدرسة إعلامية مميزة تحتفل بعيدها العاشر
- اسرائيل مستقبل مشكوك فيه
- يوميات نصراوي: يا عدرا يا أم المسيح ارفعي عنا التصاريح
- الدكتور محمد البوجي* يحاور الكاتب والناقد نبيل عودة حول معنى ...
- يوميات نصراوي: خمسة زهرات تقتل بوحشية
- الناصرة عشية انتخابات بلدية: يجب احداث نقلة نوعية
- حين تصبح القبيلة دولة..!!
- يوميات نصراوي: المعلم والطالب
- يوميات نصراوي: عن الثقافة والتهريج
- وفاة الشاعر الفلسطيني ابن الناصرة جمال قعوار
- يوميات نصراوي: الزنزانة
- يوميات نصراوي: مرحى للإنتفاضة!!
- خرجت من الظل إلى الضوء مباشرة
- لقاء بعد عشرين عاما
- ملوك خالدون
- يوميات نصراوي: عاشت اللحى الثورية !!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - انتخابات السلطات المحلية العربية: الى أين ننزلق؟!