لاأخطاء قواعدية في ألقرآن, تيسير عثمان

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 08:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السلام عليكم ورحمة الله: يعتقد المتداخل تيسير عثمان على مقالي/توضيحات الى الكاتب سامي الذيب الجزء الاخير ان هناك اخطاء قواعدية في القرآن الكريم وتفضل بتصحيحها وحتى يتبين لنا هل هناك اخطاء قواعدية في القرآن الكريم كما يعتقد النحوي تيسير عثمان وعليه حتى يتوضح لنا ذالك من عدمه علينا ان نطالع اعراب القرآن الكريم للايات التي يعتقد تيسير عثمان ان فيها أخطاءا قواعدية أم لا/
اول خطأ قواعدي يعتقده المتداخل تيسير عثمان هو في ألاية ادناه
بسم الله الرحمن الرحيم:
. البقرة آية 196 (تلك عشرة كاملة)، والصواب: تلك عشرٌ كاملة
لنتابع كيفية كاتبة الاعداد في اللغه العربية:
أول قاعدة هو تذكير العدد وتأنيثه بمعنى اتباع العدد للمعدود في حالة اذا كان المعدود مذكرا يكون العدد مؤنثا والعكس صحيح


1-يقصد بالعدد : الرقم الحسابي الذي يحدد كم الأشياء التي نعدها ( المعدود التمييز ) .
2- يقصد بالمعدود : ( تمييز العدد ) الأشياء التي يجئ العدد مبيناً لكميتها .
وهذه القاعدة اللغويه ماتهمنا في مبحثنا هذا
فالعدد اذا كان المعدود مونثا يكتب مذكرا واذا كان المعدود بصيغة التذكير يكتب العدد بصيغة التأنيث
ولكن في الاية اعلاه لايوجد معدود حتى نذكر العدد بمعنى نجعل العدد بصيغة المذكر
فكلمة كاملة التي وردت في ألاية هي صفة للعدد عشرة وليس معدودا والصفة تتبع الموصوف في كل حالاته في التذكير والتأنيث وفي الجمع والافراد وحتى في الاعراب فان جاء الموصوف مرفوعا فتكون الصفة مرفوعة ايضا ,وكلمة كاملة ليست كمية وليست من المعدودات حتى يتبعها العدد
ولوذهبنا لما يعتقده المتداخل تيسير عثمان وذكرنا كلمة كاملة بمعنى جعلنا كلمة كاملة التي وردت في الاية الكريمة بصيغة المذكر فعلينا واستنادا الى قاعدة التذكير والتأنيث للعدد ستكون ألايه على النحو التالي:(عشرة كامل) فهل يصح ذالك قواعديا أو لغويا فكلمة كاملة تدل على ان الرقم عشره كامل لانقصان فيه ولازيادة وليست من المعدودات
وادناه اعراب ألآية(عشرة كاملة) ولو اكملنا ألاية بدون اجتزاء لتبين لنا الغرض من كلمة كاملة أليك ألاية/بسم الله الرحمن الرحيم:

فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ
فيكون الصيام لمن لم يستطع ان يقدم اضحية ثلاثة ايام + سبعة أيام فالمجموع عشرة أيام صيام كاملة







(عشرة) خبر مرفوع (كاملة) نعت(صفه) لعشرة مرفوع مثله/ اذا اخي تيسير كلمة كاملة هي صفة وليست من المعدودات فلذالك جائت في الاية اعلاه بصيغة التأنيث لانها تتبع الموصوف بكل حالاته
ناتي الى الاية التاليه والتي يعتقد المتداخل تيسير عثمان ان فيها خطاءا قواعديا
. الأعراف آية 160 (اثنتي عشرة أسباطا)، والصواب: التذكير في الأول والإفراد في الثاني ، أي: اثني عشر سبطا.
اما قاعدة التذكير وألتأنيث عندما يأتي الرقم عشرة مقرونا بالارقام المفرده
أما إذا كان (10) مركبا مع عدد مفرد ( 1119 ) فإن (10 ) تأتي مثل المعدود تذكيراً وتأنيثا : والعدد المفرد يأخذ حكمه السابق :
اذا وفق هذه القاعدة فلا يوجد خطاءا قواعديا في ألاية اعلاه فقد جاء العدد مماثلا لحالة المعدود في حالة التأنيث لان الرقم عشرة جاء مؤنثا وعليه الرقم أثنان يكون مؤنثا


. النساء آية 162 (. النساء آية 162 (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة)، والصواب: والمقيمون ا لصلاة)، والصواب: والمقيمون ا لصلاة
,ولااهل المختصين في النحو مذهبين في اعراب تلك ألاية
المذهب الاول:
وأما ﴿-;- الْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ ﴾-;- فمذهب سيبويه وجمهور البصريين أنه منصوب على سبيل القطع بفعل مضمر ، تقديره : أمدح . أي : وأمدح المقيمين الصلاة . أو : أخصُّ . أي : وأخصُّ المقيمين الصلاة ؛ وذلك إظهارًا لمزيَّة الصلاة ، وبيانًا لفضل المقيمين لها . فعلى الأول يكون منصوبًا على المدح ، وعلى الثاني يكون منصوبًا على الاختصاص . والجملة على القولين معترضة بين المتعاطفين . و﴿-;- الْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ﴾-;- مبتدأ ، خبره جملة ﴿-;- أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾-;- . أو : خبر لمبتدأ محذوف . أي : وهم المؤتون الزكاة ، وارتفاعه- على الوجهين- على سبيل القطع للمدح . و﴿-;- الْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾-;- اسم معطوف عليه . و﴿-;- أُوْلَـئِكَ ﴾-;- مبتدأ ، خبره جملة ﴿-;- أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾-;- ، والجملة من المبتدأ والخبر خبر عن الراسخين في العلم .
المذهب الثاني:
أن ﴿-;- الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ﴾-;- مبتدأ ، و﴿-;- وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾-;- اسم معطوف عليه ، وجملة ﴿-;- يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ﴾-;- حال منهم . و﴿-;- الْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ ﴾-;- اسم مجرور بالياء ، معطوف على ﴿-;- مَا أُنزِلَ إِلَيكَ ﴾-;- . أي : والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ، وبالمقيمين الصلاة ، على أن المراد بهم : الأنبياء ، أو الملائكة . أما ﴿-;- الْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ﴾-;- فهو اسم معطوف على ﴿-;- الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ﴾-;- ، و﴿-;- الْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾-;- اسم معطوف على ﴿-;- الْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ﴾-;- ، وجملة ﴿-;- أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾-;- خبر عن ﴿-;- الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ﴾-;- .
ففي كلا المذهبين وردة كلمة المقيمين الصلاة في حالة نصب او في حالة جر وجمع المذكر السالم ينصب ويجر بالياء/ فاين الخطأء القواعد واينك انت في علم النحو من سيبويه الذي وضع قواعد نحو اللغة العربيه
اما ألاية الثالثة التي يعتقد المتداخل تيسير عثمان ان فيها خطاءا قواعديا فهي:
المائدة آية 69 (والصابئون والنصارى)، والصواب: والصابئين
لنكتب الاية كاملة:
إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى }
وعليه ان كلمة الصابئون ولانها اسم ان يجب ان تكون منصوبة لان أن تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الاول فيكون اسمها وترفع الخبر فيكون خبرها
أما أن في هذه ألايه فهي ليست من اخوات ان وليست شبيهه بالفعل بل هي هنا في هذه الايه بمعنى نعم ,وهي حرف توكيد فليس كل حرف ان في اللغة العربية هو حرف شبيه بالفعل وليس كل حرف أن في العربية هو من اخوات أن
أحْرُفُ التَّوْكيد

وهي "إنَّ، وأَنَّ، ولامُ الابتداءِ، ونونا التوكيدِ، واللامُ التي تقع في جواب القسَم، وقد".
و(أن) تكون مصدرية ومفسّرة وزائدة ومخففة من أَن نحو {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}، {فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}، {فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ}، {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}.
و(إن) للشرط وللنفي وتجيء زائدة ومخففة من إنَّ نحو إن ترحم تُرْحَم. إن هم إلا في غرور.
اما الاية الرابعة التي يعتقد المتداخل تيسير عثمان أن فيها خطاءا قواعديا فهي:
المنافقون آية 10 (وأكن من الصالحين)، والصواب: وأكون بالنصب.
نعم الصواب أكون ولكن اسباب حذف حرف الواو من كلمة اكون بسبب ألتقاء الساكنين وهذه قاعدة من قواعد اللغة العربية لان فعل اكون مجزوم في هذه ألاية
وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ "
اما الاية الخامسة التي يعتقد المتداخل تيسير عثمان ان فيها خطاءا قواعديا فهي:
آل عمران آية 59 (ثم قال له كن فيكون)، والصواب: فكان.
يعترض المتداخل تيسير عثمان كيف يستخدم القرآن صيغة الحاضر بمعنى الفعل المضارع الذي يعبر عن شيئ حدث في الماضي حيث ان الاية اعلاه تتحدث عن خلق النبي عيسى
{ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } (آل عمران:59)
وهذا الاسلوب اسلوب استخدام الحاضر في التعبير عن الماضي اسلوب من اساليب لغة العرب وليس خطاءا لغويا ولا قواعديا والغرض من هذا الاسلوب
(التعبير عن الماضي بصيغة الحاضر) هو جعل المتلقي يعايش الحدث ويستحضره
اما الاية السادسة التي يعتقد المتداخل تيسير عثمان ان فيها خطاءا قواعديا فهي:
الصافات آية 130 (سلام على إلياسين)، والصواب: إلياس
لنكتب الاية كاملة:بسم الله الرحمن الرحيم:
وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)
في نسخ القرآن الكريم غير موجودة الكلمة التي اشرت أليها بل موجوده على النحو التالي(آل ياسين) فمن اين اتيت برسم الكلمة التي اتيت بها
اما اذا كانت كما تزعم فمعناها سلام على اتباع ألياس بصيغة الجمع الياسين كما يقال عن اتباع محمد محمديون في حالة الرفع ومحمدين في حالة النصب والجر وكذالك العلويون ,علوين فاين الخطأ القواعدي
الاية السابعة
والتين والزيتون وطور سينين/ يعتقد المتداخل تيسير عثمان ان الاصح ان تكتب طور سيناء والطور معناه الجبل ولكن ليس هذا الجبل الوحيد في سيناء فكلمة سينين ليس معناها سيناء بل معناها الجبل المبارك
الاية الثامنة

الحج آية 19 (هذان خصمان اختصموا في ربهم)، والصواب: اختصما في ربهما.
فيجب حسب رؤية المتداخل تيسير عثمان انه لايجوز ان ياتي الجمع مع التثيه ولكن الجمع هنا يورد ان المتخاصمان انهما ليسا شخصين بل فرقتين وكل فرقه فيها مجموع من الافراد لذالك جائت صيغة الجمع بعد صيغة التثنيه حتى توضح هذا الامر

وقول مجاهد وعطاء : إن المراد بهذه الكافرون والمؤمنون ، والخصمان هنا هم المؤمنون بالله والكافرون به
ألاية الاية التاسعة

الحجرات آية 9 (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما)، والصواب: اقتتلتا أو: بينهم.
نفس الاجابة السابقة فالمقصود بالجمع هم المؤمنون من كلتا الطائفتين فهم من اقتتلوا وورد طائفتان للتعبير عن فرقتين تظم العديد من الرجال
الاية العاشرة

الأنبياء آية 3 (وأسروا النجوى الذين ظلموا)، وا لصواب: وأسر النجوى.
في اللغة العربية هناك نوعين من الجمل
الاولى: الجملة الفعلية وهي التي تبدأ بفعل في هذا النوع من الجمل يكون الفعل في صيغة الافراد حتى لو جاء الفاعل بصيغة التثنية او الجمع
امثله:
جاء الطالبان
جاء الطلاب
اما الجملة الاسمية وهي التي تبدأ بأسم اي بالفاعل وفي الجمل الاسمية يجب ان يأتي الفعل مشابها للفاعل في التثنية وفي الجمع
امثله:
اللا عبان يلعبان
اللاعبون يلعبون
فهل حسب مايعتقد المتداخل تيسير عثمان الاصح ان نقول
اللاعبان يلعب
او اللاعبون يلعب


وهذا ينطبق على الاية اعلاه لانها جملة اسمية وورود الفعل بعد حرف العطف وتقدمه على الفاعل هو ما اعتمده القرآن من اسلوب لغوي يعتمد اسلوب التقديم والتأخير فقد يتقدم الخبر على المبتدأ او يتقدم الفعل على الفاعل فاصل الاية يكون وفق الترتيب القواعدي وليس وفق الترتيب القرآني هو (الذين ظلموا اسروا النجوى) فالفعل اسروا اخذ صيغة الجمع كما الفاعل

فكما تبين لكم انه ليس في القرآن الكريم لااخطاء لغوية سواء كانت هذه الاخطاء على مستوى قواعد اللغة العربيه او على مستوى الاخطاء الاملائيه

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات