أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - غوطة حلبجة














المزيد.....

غوطة حلبجة


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 20:34
المحور: القضية الكردية
    


بين حلبجة و الغوطة مسافة تقارب الخمسة و العشرين رصيفا للتشرد بين سراديب السلطة و الثورات التي (وقودها الناس و الحجارة)،أوطان لها صكوك الغفران في فردوسهم ،إذ يجلسون بوقار كاذب على سدة النيابة الإلهية،يعدون(المؤمنين)بجنان الحرية،شعوب لها تصانيف القطيع،(ثوار و زعماء)لهم تراسيم البيادق على رقعة الوطن(الشطرنج)،اجترار البائسين للجرح المفتوح أسفل القدمين،و تباكي التماسيح على تشرد أحلام في أزقة التاريخ.
عندما يصل بنا النضج لحدوده القصوى تتسرب الهشاشة لعظام أفكارنا المتكلسة،نفقد شعورنا بالتشاؤم(وهو أمر مؤلم لا ريب)كما نكون قد قطعنا مسافات شاسعة عن شيء كنا نسميه التفاؤل فنصبح كمن فقد حاسة الذوق بالطعوم،لا شهية لنا و لا حنين للماضي كما أنه لا لهفة على غد لن يأتي،يلتبس علينا الأمر فلا نعد نفرق بين الشكل والمضمون,نلتمس أقرب طريق للبوح،نهمس للهواء أننا كنا مغبونون بهذا الشيء الذي يسمونه وطنا،فالولاء للقطط كان أفضل من الولاء للجغرافيا ذلك أن القطط على الأقل تحاول إنقاذ صغارها،بينما الأوطان تجلدنا في طفولتنا و تلتهم أجسادنا فيما لو شعرت بالجوع،ندرك أننا أثناء سيرنا في الدرب نحو مشتهانا قد أهدرنا الكثير من الوقت والجهد فتأخرنا عن الموعد بفارق مجزرة أو مجزرتين،فلم يعد الموعد كثير ذي أهمية لنا و لا تعود المحطة التي أهدرنا بيع أعمارنا لنصل لها بذاك الرونق الذي توقعناه،انتفخت كروش البعض الذي كان يراقب سيرنا،وصلنا منهكين شعثى،رثة ثيابنا،فلم نعد نصلح للمحطة،أصحاب الكروش،هم من كانوا متربصين بنا أكثر من الجزار،بدمعة أو دمعتين مهراقتين و بعض جمل منمقة,و أطقم طاهرة من الغبار كطهر المجدلية من كل دنس،فقدوا كل عوامل الشرف و الكرامة في سباتهم الطويل،و اكتسبوا عار الكرش المنتفخ كعاهرة لا تعرف لمن ذاك الجنين الذي في أحشائها، سيعتلون منبر جراحنا في بورصة المنابر القذرة ليحددوا من هو المجرم،دون أن ينسوا ابتساماتهم الصفراء على سذاجة المصدقين،و تهافت المتهافتين.
في الغوطة كما في حلبجة،هناك طفولة ستكتظ بهم سدرة المنتهى،وساسة ثعالب و فلاسفة مشعوذين كما وصفهم جبران،و سيكون هناك تطبيل و تزمير،وتجارة مربحة لمتقوتي العظام على موائد سادة الحديد،سيكون هناك ضربات وهمية لأماكن وهمية فيتحول فندق الرشيد في بغداد مثلا إلى الفورسيزنز في دمشق و وزارة الدفاع العراقية مقابل (ألبان هولير) إلى وزارة الدفاع السورية مقابل متحف التاريخ في دمشق.
سيرتفع التهويل و النعيق بحثا عن أكذوبة الأسلحة و ستفتح غرف النوم مجددا أما لجان التفتيش التي ستتناوب على بكارة دمشق كما تناوبت سابقا على بكارة بغداد في تناغم و تناسق ضمني بين بيادق السلطة المعمرين و بيادق السلطة الجدد المتلمظين لشفاه الشهوة الآثمة،و سيكون دراكولا سيد الموقف على حساب الطفولة اليانعة في رحاب سوريا،ستستمر حفلة الشواء البشري حتى تزكم رائحتها الأنوف،فتحل التوماهوك محل العصافير،و تزخ على سوريا سماء الرصاص و الفوسفور المنضب بدل الأمطار و الثلوج ليكتشف العالم بعد كل هذا أكذوبة الحرية و الكرامة و دجل الديمقراطية و ليكتشفوا كما في السابق أن المتهم الرئيسي قد حكم عليه بالإعدام و عجل في إعدامه ذات عيد كأنه أضحية لا لشيء، فقط ليخفوا سجلات القصف الكيماوي و ليعقدوا حلقات الدبكة على جثث الضحايا مقنعين إياهم أنه تم الأخذ بثأرهم بينما المجرمون الحقيقيون هم أصحاب الدبكة بالذات.
في الغوطة كما في حلبجة ستزدهر السياسة على حساب الدماء البرئية بينما ستحرم هي من ممارسة السياسة،ستكون موضعا لاستجرار الكثير من المعونات و بناء الكثير من مدن العبيد حول قصور أصحاب الكروش الآثمة بينما ستبقى هي أطلال مدينة و بقايا حياة،وقميص عثمان الذي أهدر الدماء منذ قرون و ما زال.
في الغوطة كما في حلبجة سيكتشف البسطاء أن (ديمقراطيتهم وحريتهم) الموعودة ما كانت سوى وباء حل بالبشرية.



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصفت تاريخية
- ابن تيمية(الخالد)
- آب ضيفا في رحاب تموز
- ارحموا عزيز قوم ذل
- كوباني الحسودة الغيورة
- المثقف؟؟؟؟
- حاصر حصارك لا مفر
- تموز يا حبيب عشتار
- نعم للإرهاب
- عامودا،غربة المكان عن الزمان
- شتم الذات كرديا
- عامودا ستسقط الرهان
- اللبلابيون


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - غوطة حلبجة