أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - محطات من حياة وفكر هادي العلوي للباحث مازن لطيف















المزيد.....

محطات من حياة وفكر هادي العلوي للباحث مازن لطيف


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما أتصحف ما صدر من كتب ودراسات وأبحاث للمفكر العراقي هادي العلوي , أرى نفسي أقف أمام موسوعة علمية تراثية زاوجت بين الماركسية والتراث الإسلامي والتصوف, رجل زهد في الحياة وتفرغ للبحث والدراسة خدمة للبشرية جمعاء ولأظهار الحقيقة ليس إلا.
فهو شخصية فكرية مهمة في القرن العشرين "قدم للمكتبة العراقية والعربية والعالمية أكثر من 20 كتابا تناولت التصوف وقضايا التراث الإسلامي ..تميزت بتحليل ونكهة ماركسية" .
يؤكد الباحث مازن لطيف في كتابه"محطات من حياة وفكر هادي العلوي " الصادر عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر ص9"لم يدرس فكر هادي العلوي دراسة علمية ومعرفية حتى هذه اللحظة سوى الدكتور ميثم الجنابي في كتاب (هادي العلوي ..المثقف المتمرد) مع العلم ان العلوي يعتبر احد اهم عشرة مفكرين في القرن العشرين , هذا ما اكده المستشرق الفرنسي جاك بيرك.
الكتاب من اعداد وتحرير الصديق مازن لطيف , هذا الناشر الذي هدفه خدمة الثقافة والفكر لكل ما يقدمه من بحوث ودراسات لما يخص الشأن الثقافي العراقي , فهو خلية نحل تعمل جاهدة ليل نهار في نشر الفكر والثقافة , عهدته انسان سمح بسيط طيب المعشر محب للاخرين , متعاون مع من يبحث في الشأن الثقافي العراقي .
جمع الكاتب اغلب من كتب عن حياة وفكر المفكر العلوي ومنهم د. ميثم الجنابي د. رشيد الخيون و وديع العبيدي وعلاء اللامي والشاعر والناقد مالك مسلماوي وخالد سليمان وزيد الحلي ومازن لطيف وأخيرا بحث للراحل العلوي حول الجذور التاريخية للعمالة نشر عام 1980 حول التواطؤ مع الاجنبي ضد مصالح الوطن والشعب.يؤكد البروفسور ميثم الجنابي ان المفكر هادي العلوي "وجد في التاوية نراه يظهر في تسمية الحكيم بوصفه تشخيصا لسمو تطلعاته وتحررا من عبودية الأشياء والرغبات. فهو لا يعمل ولا يرغب ولا يتكلم ولا يأخذ ولا يحتاج إلى أن يتظاهر ويتبجح ويتفاخر. انه خلاء كالتاو. وهي الذروة التي ينبغي عليه بلوغها من اجل تحقيق ذاته بوصفه حكيما. وفي هذا تكمن رسالته الكبرى. انها حكمة سلب الغريزة والطباع من حاكميتها وحكمها من اجل بلوغ حالة الطبيعة كما هي. ومن خلالها الخروج إلى عالم الأشياء والمتغيرات والحاجات بوصفه مجلى التاو.
وفي الصحابة يتمظهر في شخصية سلمان الفارسي الذي كانت تستولي عليه مسألة العدل في الحياة العملية للناس. بينما كان أبو ذر الغفاري يجسد في ذاته الالتزام الشخصي بالمبادئ عبر الامتناع عن التملك وإيثار الفقر اختيارا وسط الإغراء الشديد وعدم التزوج بأكثر من امرأة. أما الزنادقة مثل عامر العنبري فوجد فيه نموذجا للمثقف القطباني الذي تمظهرت في صفاته الكبرى مثل امتناعه عن الزواج واكل اللحوم، وعدم حضوره صلاة الجمعة، ومقاطعته حكام البصرة في خلافة عثمان، والتدخل لحماية المستضعفين من أهل الذمة ممن تسلط عليهم من المسلمين. بحيث وجد فيه مثقفا إسلاميا استشرف المطلق في عبادته الفردية خارج الطقوس المنظمة اجتماعيا. انه جسّد في ذاته المثقف القطباني عبر مساعيه للتحرر من أحادية النص المقدس ومعارضته السياسية للظلم الاجتماعي.
في حين تجسدت شخصية المثقف القطباني عند الجهم بن صفوان في استيعابه الخاص لفروض الصراع ضد المظالم الاجتماعية للدولة ونظامها العسكري."
ففي ص 14 يؤكد الجنابي ان" العلوي يمثل ماساة المثقف العراقي والعربي المعاصر . انها مأساة التجول والتحول بين ايديولوجيات واحزاب وتشرد وهجرة وتجاذب لا علاقة له بالحلم والمعرفة "ثم اشار في ص 29" لم يكتب هادي العلوي افكاره ومواقفه حسب قاعدة خالف تعرف , على العكس . لقد بقي العلوي مجهولا بما يتكافأ مع حقيقة ابداعه , وقد تكون كتبه المثيرة عن التعذيب والاغتيال في الاسلام من بين اكثرها دلالة بهذا الصدد"اما موقف العلوي من الماركسيةص35" لا يصنع مشروعا , وذلك لان الماركسية تسحق كل مشروع فردي حر, والسبب ليس فقط في كونها فلسفة متكاملة تجعل من ينتمي اليها داعية في افضل الاحوال , بل بسبب طابعها التوتاليتاري المبطن وانساقها الايديولوجية المتشددة".
اما الكاتب بديع العبيدي بمقاله "هادي العلوي وعصرنة المشاعية " يؤكد في ص53 ان المفكر العلوي يستحق الاشارة هنا باعتباره احد اكبر المغرمين والمغامرين المعاصرين بالفلسفة المشاعية , متحديا اي رأي يشكك في واقعيتها او امكانية تحقيقه على ارض العراق المعاصر " العلوي دعى اخيرا الى تشكيل جمعية بغداد المشاعية وحدد خطوطها الرئيسة وفق التشكيل المعاصر , لغرض مساعدة الفقراء العراقيين في ظل ظروف الحصار الامبريالي الغربي .اما الكاتب علاء اللامي في مقال بعنوان "اشكالات التصنيف المنهجي والسيّري :هادي العلوي نموذجا" يؤكد في ص69 "ان العلوي من حيث اصالة وجدة انجازاته الفكرية , ومن حيث سجاياه الممارساتية الحياتية . اكبر بما لا يقاس من بعض من يصح ان تطلق عليهم صفة مفكر , مع ان هذا البعض قد لا يستأهل الا بالكاد صفة الباحث العادي " لكن في نهاية المقال يؤكد العبيدي لوصف المستشرق الفرنسي جاك بيرك " بانه من اهم عشرة مفكرين في القرن العشرين كما وثق ذلك عدد ممن رثوه بعد وفاته او حاوروه في حياته ...مع انني لا اميل الى هذا النوع من التقييمات المبتسرة والتي تختزل الشخصيات بمأثور الاقوال" وهذا رأي الكاتب لكن الحقيقة ان العلوي هو المفكر والموسوعة لقرن العشرين كما وصفه بيرك.
يحقق الشاعر والناقد الادبي مالك مسلماوي في شخصية العلوي معجميا بمقاله عام 1998 من ناحية مفهوم اللغة بشكل عام واللهجات الخاصة والعامة وفق خارطة لهجات اللغة العربية حسب ما كتبه المفكر العلوي في المعجم ففي ص 98 يؤكد مسلماوي " العمل المعجمي يجشم هادي اواخر ايامه , واذا كان يراوده القلق با العمر قد لا يمتد كي ينجز العمل الذي سلخ له خمس عشرة سنة من عمره وهو يجمع مواده ".
في القسم الثاني من الكتاب يؤكد الكاتب خالد سليمان في مقال بعنوان "هادي العلوي رجل استعاد لذاته مكان الفقر الاول " المقال يخص انطباعت وذكريات عن العلوي من حوارات الكاتب مع العلوي للاعوام نهاية التسعينات من القرن الماضي والحديث عن الطفولة ومكان الولادة اذ اشار في ص 108 "كان للطفولة المغلقة التي عاشها العلوي عوامل كثيرة منها عامل القلق العام الذي كان جزءاَ من تطور هوية الاسلام الحضارية والوجدان القمعي والتخلف الاقتصادي والثقافي والارث الذي تركته الامبراطية العثمانية ",اما في ص109 فقد كانت مقال للكاتب زيد الحلي بعنوان "العلوي..رؤية قديمة جديدة جديدة " اذ يؤكد في ص118 ان العلوي " عانى محنة الاغتراب عن وطنه وكانت الغربة الاولى سفره الى الصين اوائل عام1977 حين رشحه الشيخ جلال الحنفي ليحل مكانه مدرساَ اللغة العربية في جامعاتها بعد ان مكث الحنفي في الصين اكثر من عشر سنين ", وللشاعر احمد عبد الحسين مقال بعنوان "عن المتصوف هادي العلوي" ففي ص 121 اشار الى ان " كان هادي اخر من طهرهم اللهب المقدس الذي اشعله اهل الله بقولهم (ليس منا من خالطته الاغيار الثلاثة اي المال والسلطة والدين ) ولطالما ردد ذلك القول بفعله قبل ان يردده بلسانه فاكتسب عداوة شياطين هذه الاغيار من عبيد المال وكلاب السلطة وكرادلة المعمّمين", اما الباحث ماز لطيف فكان مقاله بعنوان "عن كتاب ..هادي العلوي .. المثقف المتمرد" للبروفسور ميثم الجنابي " فيؤكد في ص 126 ان الكاتب " يكشف لنا .. عما فيه من هموم المثقف الاجتماعي المتمرد ظو وعبر ذلك حاول الجنابي الكشف عما في شخصية هادي العلوي وتمرده من قيمة كبرى بالنسبة للانتماء الفعلي لارض الحقيقة لا لسماء التملق والكذب والخداع ".
للمثقف والأديب دور في بناء المجتمع والإنسان الحالي من خلال رفع الوعي والإدراك وحبهُ وتمسكهُ لوطنه , ثم الإبداع والتحرر من الجهل والتخلف والخوف والجبن والتردد والتوجه للعمل لإزالة من ذهنهُ الأجواء الكابوسية و البوليسية التي عاناها, والتعامل مع الحياة بروحية عالية من التفهم والحوار.
للمثقف والأديب دور في بناء المجتمع والإنسان الحالي من خلال رفع الوعي والإدراك وحبهُ وتمسكهُ لوطنه , ثم الإبداع والتحرر من الجهل والتخلف والخوف والجبن والتردد والتوجه للعمل لإزالة من ذهنهُ الأجواء الكابوسية و البوليسية التي عاناها, والتعامل مع الحياة بروحية عالية من التفهم والحوار.
كان النظام السابق يزج الصحف والمجلات بمواد في المدح من خلال الضغط على الأدباء والشعراء بكتابة قصائدهم بحب القائد , وتلك لا علاقة لها بالثقافة والأدب, كل هذا والمثقف يستمر بمواجهة الأنظمة ليصل صوتهُ وسطوع إبداعه رغم ضجيج التصفيق الإعلامي وأضوائهُ من لدن أشباه المثقفين والأدباء العراقيين والعرب ممن كان يسترزق من أموال السلطة لمد النظام ورمزهُ الدكتاتوري.
في الوقت الحالي عليك الكتابة والنقد ولكن لا تخص جهة معينة وإنما لغة العموم لكي تسلم من الدعوة القضائية , أو يتضمن اسمك قائمة الغير مرغوب بهم , وهذا ما يذكرني بقوائم ابن الطاغية عدي صدام حسين حين أصدر ثلاثة قوائم تطالب بتصفيتهم من الكتاب والأدباء العراقيين المعادين للنظام, ونفس الأسماء أصبحوا الآن غير مرغوب بهم متهمين بميولهم للنظام السابق أو معادين للعملية السياسية.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحد أهم قضاة العهد الملكي العراقي...القاضي داود سمرة
- بلقيس حميد حسن وهروب الموناليزا
- شاعر العرب الكبير الجواهري و ثورة 14 تموز 1958 وزعيمها عبد ا ...
- مملكة أومّا... حضارة وادي الرافدين الموغلة في القدم
- الفنان التشكيلي حزام عطية النصار...ودورة في الحركة الوطنية و ...
- العالم العراقي (جليل كريم أحمد )...أحد أهم خمسة علماء في الك ...
- يعقوب بلبول ...الأديب الذي وقف في طليعة الأدباء العراقيين ال ...
- دافيد صيمح.....الشاعر العراقي المتمسك بنظم ودراسة الشعر العر ...
- مراد ميخائيل ...الشاعر الذي أول من كتب قصائد النثر
- اسحق بار موشيه... الروائي الذي نتطلع إلى عبق التراث والشخوص ...
- إيلي عمير ...الروائي الذي عرّف الآخرين بالحضارة العربية من خ ...
- مجلة نهرايا ...وذاكرة العراق التراثية والثقافية
- قصر اليهودي العراقي شاؤول شعشوع ....في بغداد العاصمة
- مذكرات سجان ..بعد خراب البصرة للكاتب جاسم المطير
- دار ثقافة الأطفال في بابل والحوار في قصيدة الطفل
- قراءة في كتاب (مبغى المعبد) للكاتب عبد الرزاق الجبران
- البزوغ والأفول في تأريخ يهود العراق الحديث للكاتب والباحث ما ...
- رينيه دنكور ملكة جمال العراق لعام 1947
- إلى الشَهيد سَلام عادِل .. يا رَفيقي .....أخَذوك إلى اللَيل ...
- مدينة البصرة واسمها الآرامي


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - محطات من حياة وفكر هادي العلوي للباحث مازن لطيف