جرايد گبل 57

صوفيا يحيا

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 15:45
المحور: الصحافة والاعلام
    

جرايد گبل: ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ That is a far return وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (*) And with Us is a Book preserved تَبْصِرَةً وَذِكْرَى An Insight and a Reminder لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ Indeed you were heedless of this. Now We have removed from you your covering, and sharp is your sight this Day يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ.. ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ The Day when they will hear shout(سورة ق 3- 4- 8- 22- 42).. That will be the Day of Resurrection سِفر خُرُوجِ المخلص المنتظر ذي الصَّيْحَةَ من الناحية المقدسة!.. لتقذى العين To Swallow لهذا الحسو Sip غير السائغ Palatable وتتسربل خطايا أوغاد بغداد تحت كلكل ليل مستطير وجنح مستطيل مد على أفق بلون خيوط الشفق الأحمر المتوارية، ضاق بها ستراً وذرعاً على رأي الشاعر (ظافر غريب).. بث الحاخام اليهودى أفرايم ملففوتش عبر YouTube: أن في وقت تتعرض فيه العرب لأزمات وصعاب ما يحدث الآن فى سوريا واليمن وليبيا وغيرها اندلعت ثورة يناير دليل على اقتراب ظهور المسيح المخلص الحاخام اليهودى أفرايم ملففوتش فيديو خلع الفرعون مبارك نبوءة توراتية تمهد لمثل عمر السيد المسيح 30 عاماً، 30 حزيران 2012م ولاية الأخواني المصري محمد مرسي وبدورة عام خلعه في 30 حزيران 2013م، عام 1917م وعد وزير الخارجية البريطانى Arthur James Balfour (المتوفى في آذار 1930م) وبعد 30 عاماً إعلان إقامة إسرائيل ربيع 1948م. إنقلاب يوليو تموز العسكري الأول في مصر تزامن وجلوس الملكة اليزبيث الثانية على عرش بريطانيا عام 1952م والرئيس الأول المنتخب مرسي رضيعا في عامه الأول وعندما أطاحت ثورة يناير كانون الثاني بالفرعون مبارك تزوج الأمير وليم حفيد اليزبيث من الأميرة كيت. وفي حزيران - بالذات - 1981م، تمكنت إسرائيل من ضرب مفاعل العراق وبعد 30 عاما تعرضت مفاعلات اليابان لانفجار شديد نتيجة زلزال Tō-;-hoku اليابان الكبير في 11 آذار 2011م ذكرى دخول الجنرال Stanley Maude بغداد في 11 آذار عام وعد Balfour عام 1917م.

رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ (د. يوسف القرضاوي) يفتي بشرعية أول رئيس مصري منتخب (د. محمد مرسي) في مسقط رأسه منبت تنظيم (الأخوان المسلمين) العالمي ويندد بشدة بدعم الملك الهالك عبدالله آل سعود وآل صباح لانقلاب 3 يوليو 2013م العسكري السيسي!.. ثم صحيفة The Guardian البريطانية الجمعة، تنشر "مجموعة برقيات أميركية سرية تعود إلى عام 2009م عدت المال السعودي معاد للعراق، ما عزز نفوذ إيران الإقليمي، وبين أن السعودية "ترعى التحريض الطائفي وتسمح لشيوخها بإصدار فتاوى تحريضية على قتل الشيعة". السفير الأميركي الأسبق في العراق Christopher R. Hill قال، في مجموعة البرقيات السرية التي بعثها إلى وزارة الخارجية الأميركية، إن السعودية وليس إيران تشكل التحدي الأكبر والمشكل الأكثر تعقيداً بالنسبة للعراقيين الذين يحاولون تشكيل حكومة مستقرة ومستقلة تعزز نفوذ إيران الإقليمي.
في برقيته مؤرخة في 24 أيلول 2009م تتناولت علاقات العراق مع جواره السعودية والكويت وسوريا وتركيا، لتنصب حكومة ضعيفة شيعية منفصلة عن العرب معتمدة استراتيجيا على إيران بسماح السعودية بصورة دورية لرجال الدين السعوديين بصب جام غضبهم على الشيعة، ما يعزز النظرية العراقية بأن الدولة السعودية الوهابية ترعى التحريض الطائفي."لقد أخبرنا مستشار مجلس الأمن القومي صفا الشيخ منذ فترة وجيزة أن النفوذ السعودي في العراق أكثر أهمية من النفوذ الإيراني نظراً للموارد المالية والإعلامية التي يتصرف بها وانشغال إيران بمشاكلها الداخلية، وأن مستشار رئيس الحكومة صادق الركابي أكد أن السعوديون يعارضون حكومة قوية بقيادة التحالف الوطني العراقي. وأن مقالا صحافيا نسب إلى مصادر مخابراتية أفاد بأن السعودية تقوم بجهد خليجي لزعزعة حكومة العراق وتمول هجومات القاعدة فيه، نسب المقال إلى عضو البرلمان حيدر العبادي حليف الرئيس المالكي قوله: أن الجيران العرب الخليجيين ينوون زعزعة استقرار العراق، ومصادر أرفع مستوى أشارت إلى تلكم النوايا.

في الصفحات 266- 274 من كتاب بوب وودوارت (مقابلة الملك الراحل فهد آل سعود للقادة العسكريين الأميركان بقلم السفير فريمان وبمراجعة التفاصيل من وزير الدفاع الأميركي ريتشارد تشيني. قال فهد أنه كان يود لو استطاع معالي الوزير أن يرى حركة العمران في المملكة. نحن أسرة سعود استلمنا هذا البلد وهو صحارى وقفار، وقد صرفنا عليه بلايين الدولارات لنجعله دولة حقيقية، ولايعقل أن نبني دولة ونتركها لصدام حسين!..

في مثل هذه الأيام صبيحة سبت غائم 4 آب، قام تشيني وباول ولفوويتز وشوارزكوف وعدد من قادته الكبار بالطيران إلى كامب ديفيد، كان تشيني مرتاحاً لحظة العمليات 90ـ 1002 التي كانت الخطة الوحيدة، ولم يكن يريد أن يعاد النظر فيها في منتصف الأزمة، ذهب الجميع إلى قاعة الملجأ الكبيرة الحديثة. جلس بوش وكويل وتشيني وستوتو وويبستر وولفيتيز على جانب من طاولة المؤتمرات التي طولها 25 قدماً، وعلى الجانب الآخر جلس بيكر وسكاوكروفت وباول وشوارزكوف وفيتزووتر وريتشارد هاس، كانت هناك خمسة نماذج لطائرات صغيرة مرتبة في وسط الطاولة. افتتح ويبستر الاجتماع بتقرير حديث للاستخبارات، لم يكن مدير المخابرات المركزية يتلقى عادة الكثير من الاهتمام لهذه الاجتماعات لأن معظم المسؤولين الكبار شعروا بأن شروحاته ملخصً محضٍ لتقارير سرية مختلفة وتحليلات تم توزيعها عليهم. تلك الصبيحة عبر التقرير عن نفسه، قوات عراقية ضخمة غير ضرورية تتجاوز 100.000 في الكويت وبعض الجند العراقيين يقتربون ويتجمعون قرب الحدود السعودية، وهو إنذار مروّع باحتمال حدوث ما حدث قبل غزو الكويت، والشيء الوحيد الذي يقف بين صدام وبين حقول النفط السعودية الهائلة كتيبة الحرس الوطني السعودي لا تتجاوز 1000 رجلٍ. اتصل تشيني مع باول الذي قال بأن الجنرال شوازركوف سيعطي نسخة موسعة لخيار الشق الثاني الذي تمت مناقشته سابقاً (خطة عمليات 90ـ 1002)، والخطة عملية ستحقق مهمة دفاع أو صدّ هجوم: قرار لاحق لتحريك القوات شمالاً نحو الكويت ضمن نفس الخطة" عملياً باهظ الكلفة"، واستدعاء بعض الاحتياط لإبقاء القوة إلى أمدٍ طويلٍ أمرٌ ضروري". الملخص" جزء ردع، وجزء لخوض الحرب". كلما أسرعنا في وضع كل شيء في مكانه للردع نكون في وضع أفضل. وأسرع ما نستطيع أن نضعه القوة الجوية، البحرية في موقعها. خلال شهر نحصل على جيش ميداني ضخم في السعودية من الصعب إبقاءه هناك لفترة طويلة، فلم يتبق الكثير لأماكن أخرى في العالم في حال نشوء أزمة جديدة. ذكر رئيس هيئة الأركان بأنه نظراً لضخامة القوة الضرورية لمجابهة التهديد، وللمسافة التي عليها أن تقطعها، فهذه ليست بنما أخرى. سنونو يجلس بين كويل وويبستر سأل: "ماذا عن سلاح الجو العراقي في مقابل سلاح الجو السعودي؟" ردّ شوارزكوف: "العراق لديه 1127 طائرة" وكمية محدودة من الطائرات الجيدة سلاح جو للدفاع. قال قائد سلاح الجو لدى شوارزكوف الجنرال تشارلز هورنر بأن السعوديين لديهم 60 طائرة تزويد أميركية نوع F15 و115 طائرة قديمة نوع F5، ولاحظ بأنه خلال غزو الطائرات الجيدة. ولاحظ بأنه خلال غزو الكويت، قام السعوديين بتزويد طائرات سلاح الجو الكويتي القليلة بالوقود، لكنهم رفضوا إعادة تزويدها بالذخيرة مما أدى إلى تعطيلها يوماً كاملاً. بدأ شوارزكوف بالقول: "مع ان العراقيين لديهم جيش ضخم، فإن الصورة المرسومة عنهم مبالغٌ فيها"، قال: قواتهم تتضمن ـ قوات برية تبلغ 900.000 مكونة من 63 فرقة، لكن 8 منها فقط ـ حرس جمهوري ـ محور اهتمامنا. العدد الكلي للدبابات 5.747 دبابة منها 172 دبابة T72 سوفيتية الصنع معظمها في الكويت. نحو 10.000 مركبات مصفحة خفيفة منها 1.600 نوع متقدم. نحو 3.500 قطعة مدفعية منها 330 مُسيرة ذاتياً والباقي يجب سحبها. نحو 3000 ناقلة معدات ثقيلة لنقل الدبابات، رقم مدهش فالجيش الأميركي كاملاً يملك 500 فقط. ولن يعود سلاح يشكل أي قلق بعد فترة قصيرة أما البحرية فليست مشكل. ملخص ما قال الجنرال أن القوة العراقية تكمن بوضوح في حجم القوات البرية والكيماوية التي استخدموها في حربهم مع إيران، وفي عام 1988 ضد بعض مواطنيهم الثوار الأكراد شمالي العراق. ضعفهم في مركزية القيادة والسيطرة والاعتماد على دول أجنبية لقطع الغيار، ونقص الخبرة في العمليات العميقة البعيدة عن الجبهة في المعركة، لأنهم كانوا معتادين بشكل رئيس على الهجمات الجبهوية كتلك التي قامت بها إيران في حرب العراق وإيران. قال شوازكوف بأن الأمر يستغرق 17 أسبوعاً لإعداد الجزء الكامل لخطة الردع 90ـ 1002، يصل العدد الكلي 200.000ـ 250.000 جندي من الجيش، والبحرية، وسلاح الجو والمارينز. وحذر الجنرال من أن الجزء الخاص يخوض الحرب أو القدرة الهجومية هو شيء مختلف تماماً وغالباً ما يتحدث قادة الجيش بشكل تقليدي عن نسبة الهجوم إلى الدفاع المرغوبة فيقولون 3ـ 1 أو 4ـ 1 وحتى 5ـ 1، وحسب الجزء الثاني من الخطة المذكورة فإن الولايات المتحدة المهاجم إذن وبما أن الخطة دعت إلى وجود 6 فرق وثلثين على الأرض أي نحو 150.000 من جانب الولايات المتحدة ضد القوة العراقية المتمثلة بـ100.000 فهذا لن يمنح النسبة التقليدية المرغوبة، لكن المعدات الأميركية الأفضل، والتكتيكات الأفضل، والسيطرة في الجو والبحر وعوامل أخرى متعددة ستجعل من الهجوم أمراً ممكناً. قال شوارزكزوف: جانب الخطة الحربي يستغرق 8ـ 12 شهراً لوضع القوات الأميركية الكافية لطرد صدام من الكويتـ في مواقعها. وقال باول في نفسه بأنه من الضروري تثبيت هذه البرامج الزمنية. ولتحقيق جميع الأهداف العملية، فإن جيش صدام بكامله 900.000 مستعد لقتال أي شيء يمكن للولايات المتحدة أن تضعه على الارض في المنطقة سواء كان للردع أو للهجوم ولذلك فإن شقي الخطة أحلاهما مرّ. على الرئيس أن يعرف ذلك مقدماً. لم يكن باول يريد للعسكريين أي أحلام وردية عن سهوله الأمر. استمر شوارزكوف في تأكيد المحددات الأميركية: 60% من موظفي الدعم اللوجستي هم من الاحتياط، وستعتمد أميركا على الدعم بالوقود من دول الشرق الأوسط، والنقص في الذخيرة يمكن توقعه إذا بدأ إطلاق النار. تحول النقاش نحو إمكانية الدخول إلى الحرب بلا شيء سوى القوة الجويةـ ميزة أميركية واضحة. قال شوارزكوف يمكن توفير الطائرات لهذا، واصفاً كيف أن هذه القوات يمكن تحريكها خلال أيام وأسابيع. تشيني وباول أوضحا بأنهما غير مرتاحين لدخول الحرب بالقوة الجوية فقط، وشعر باول أنه حقق شيئاً واحداً على الأقل: تشيني قد أصبح مؤمناً بشكل مطلق بالحاجة للقوة البرية. كان اعتقاد تشيني الشخصي أن القوة البرية الدعم الرئيس للقوة الجوية. وشعر تشيني بأنه من الضروري النظر بشك إلى جميع مكونات ما نحن بحاجة لهن وآمل بأن تكون كذلك، لكن لايمكن لأحد أن يتأكد، سيقول سلاح الجو بأنه يتكفل بكل شيء، لكن تشيني كان يعرف بأنه لايمكن قبول وجهة النظر تلك، أو تقديمها للرئيس. وفي كل حال، فإن أي دفاع أو هجوم يجب أن يتضمن قوات برية مقاتلة. أعاد تشيني لفت انتباههم لإمكانية الدفاع البري بطرح الأسئلة التالية: ماذا عن الأسلحة الكيماوية العراقية؟ كيف يكون الأمر مع محاولة العمل بمعدات الحماية الكيماوية التي يجب على القوات الأميركية ارتداؤها في الصحراء السعودية خلال شهر آب؟. أجاب شوارزكوف بأن الوحدات التي يمكن نشرها تدربت جميعها في مركز التدريب القومي في صحراء كاليفورنيا. وفي ظرف الصيف، هذا شيء معادل نوعاً ما"المعدات غير مريحة قطعاً فهي تخفض القدرة القتالية، لكننا تدربنا عليها كثيراً". وتحول الحديث مرة أخرى إلى إمكانية حملة جوية، حذر تشيني من أن الحملات الجوية لم تحقق تاريخياً أياً من النتائج المتوقعة منها. قال شوارزكوف"أنا لست مدافعاً عن القوة الجوية فقط". هنالك أربعة عوامل ترجح كفة الهجوم الجوي. الأول: أن العراق بيئة غنية بالأهداف، ومن السهولة رؤية الأشياء، ثانياً: العراق ليست له خبرة في العمل تحت الهجمات الجوية التي يمكن أن تؤدي إلى فوضى وعدم انتظام، فخلال حرب الثماني سنوات لإيران والعراق، لم يكن للإيرانيين قوة جوية كبيرة، ولذلك فالعراقيين كانوا معتادين على العمل تحت أجواء صافية، ثالثاً: لدينا ذخائر معقدة وذات دقة أفضل من قبل، رابعاً: يمكن أن يكون هناك تأثير معنوي كبير على العراقيين في المؤخرة الذين لم يتعرضوا للخطر في السابق". وأضاف ولكن ليست هنالك ضمانات. قال باول بأنه يرى المسألة كلها على أنها ردع، أي منع صدام من الدخول إلى السعودية، وقال: "إذا أردت أن تردع، لا تقم دفاعاً مزيفاً، فالجيش العراقي أحد أضخم الجيوش البرية في العالم، ويجب مواجهته بقوة برية، إذا فعلت ذلك فليكن فعلياً وصحيحاً". قلق أي قتال يعرض سلامة الأماكن المقدسة في السجون للخطر، تطور سيهز العالم الغربي، فالمكانات الأكثر احتراماً في الإسلام كانا في السعودية؛ مكة مكان ولادة محمد(ص) والمدينة مكان دفنه. سأل سنونو: "أين مكة؟" فأوضحوا بأن مكة على الجانب الآخر من السعودية نحو 700ميل جنوب غربي الكويت. قال سكاوكروفت"السعوديون قلقون فيما إذا كنا جادين حقاً، فنحن نستطيع فعل الكثير في الجو، لكن ما نحن بحاجته القوات البرية". قال تشيني"لا، الجو يمكن أن يختل بسرعة، وهذه الخطة ثقيلة جداً على الجبهات الجوية، كان الأمير بندر قلقاً من أن الولايات المتحدة سترسل سرباً مقاتلاً واحداً فقط لكنه قال بأن بندر كان معجباً بجدية الخطة التي تم شرحها قبل يوم. وانضم بوش للنقاش قائلاً: "قلقي بشأن السعوديين أن يكون في نيتهم أن يظهروا في آخر لحظة ويقبلوا بنظام دمية في الكويت، يجب أن نسألهم عن مدى التزامهم". قال سكاوكروفت"أنه مشكل الدجاجة والبيضة، فهم لايستطيعون الذهاب للمجابهة حتى يعرفوا إذا كان باستطاعتهم الاعتماد علينا"، ردَّ الرئيس: "لكن هذا يشبه إذا كان وطنك على وشك أن يتم غزوه وتلتقط مذراة للذهاب إلى الحدود". قال سكاوكروفت"لكن هذا في الشرق الأوسط". ذكرهم بأن الكويتيين لم يتحركوا عندما تمَّ تهديدهم. سأل الرئيس"وماذا عن إعلان الانسحاب هذا؟" مشيراً إلى بيان أصدره العراق قبل يوم يدّعي أن قواته ستبدأ في مغادرة الكويت خلال يومين. وافق كل شخص موجودٌ بأن هذا الإعلان ربما يكون كافياً لجعل الأقطار العربية تماطل وتقول بأن كل شيء يكون على ما يرام، وتُصرُّ على ألا تتدخل الولايات المتحدة. قال سكاوكروفت"لا تقللوا من شأن صدام، فهو قادر على سحب كتيبة وإعطاء السعوديين عذراً". وأعاد هذا النقاش إلى السؤال الذي لم تتم إجابته، ما الذي يريده صدام حقاً؟ ما هي حركاته التكتيكية؟ ما هدفه النهائي؟ قال سنونو أشياء ثلاثة يريدها العراقيون من حكومة دمية (موالية) الأول: الثروات الموجودة في الكويت، ثانياً: إلغاء الديون، وثالثاً: السيطرة على النفط"، لكن شوارزكوف قام بتصحيحه قائلاً بأن الظروف قبل الغزو تم اختصارها إلى: تعديل الحدود لصالح العراق، إلغاء الديون، دفع 4 بلايين، والسيطرة على الجزيرتين الكويتيتين الصغيرتين وربة وبوبيان في الطرف الشمالي الغربي من الخليج، أراد صدام الجزيرتين غير المأهولتين لأنهما أغلقتا الطريق العراقي إلى الخليج. ومسألة انسحاب العراق، قال شوارزكوف: "لقد أرسلوا إلى الداخل العديد من القوات الخاصة العراقية بلباس مدني، ربما ينوون أن يتركوهم خلفهم حتى لو انسحب العراقيون للخلف". قال باول: "سيكون أمراً مختلفاً ووضعاً مختلفاً". هدف باول أن رئيس دولة الكويت يكون رجلاً آخر، وأن الوضع الراهن في الكويت وفي أماكن أخرى في المنطقة قد تغير للأبد. قال سكاوكروفت: "هذا الشيء مصمم ليكون جذاباً للجامعة العربية". اجتماعات الجامعة العربية مصممة بشكل عام لغرض إظهار الوحدة العربية ومن ثم تبادل القبل والمصالحة. أضاف سكاوكروفت: "الكويت ليست ذات شعبية بين العرب". قال بوش أخيراً "ولهذا السبب دفاعنا عن السعودية يجب أن يكون موضع تركيزنا". باول مسرور بأن الرئيس اتفق معه، لكنه غير متأكد مما سيقرره الرئيس وتم تأجيل الاجتماع. لكن المسؤولين الكبار: بوش وكويل وسنونو وبيكر وسكاوكروفت وتشيني وباول وويبستر تقرر بقاؤهم لاجتماع "الكبار فقط"، وفي هذه المجموعة الصغيرة تم عرض بعض المعلومات الحساسة عن السعودية، إن جمع المعلومات عن الأصدقاء والحلفاء للولايات المتحدة أخطر الأعمال التي تتم من قبل الوكالات الاستخبارية المختلفة. لكن الأصدقاء اليوم ربما يكونون أعداء الغد، فالصداقات مسألة درجات. على أي حال، فقد طُلب من الوكالات الاستخبارية وضع شبكة استخبارية كبيرة. وغالباً ما كانت المعلومات متوفرة عن الأصدقاء أكثر من المحايدين أو الأعداء، لأن الولايات المتحدة توفر معدات الاتصالات وكتابة الشيفرة، وبسبب موجات اللاسلكي المشتركة والقرب المطلق لرجال الاستخبارات الأميركية في الدول الصديقة كذلك، ولجمع هذه المعلومات فإن الوكالات استخدمت كل شيء من أبسط الوسائل مثل مراقبة التلفونات، إلى أغرب شيء مثل القياس الالكتروني لذبذبات النوافذ في البنايات لالتقاط المحادثات في الداخل، وحتى المصادر البشرية في الحكومات الصديقة. أظهر تقرير المخابرات بأن القادة السعوديين أصابهم الضعف، كما حدث في الماضي بدا أنهم يفكرون في شراء التخلص من التهديد عن طريق عرض بلايين الدولارات من عائد النفط على صدام. كان السعوديين مستعدين لدفع المال بالابتزاز. ودلت بعض المعلومات التي جمعت أنه كان هناك تشاؤم حول العرب بشكل عام، فالكل يضع اللوم عليهم، ولايمكن الاعتماد عليهم، ويدفعون للسارق الممسك بأعناقهم وهناك حديث بأن هذه الأزمة كلها يجب أن توضع في (المحرقة)، والولايات المتحدة، بعد كل شيء، لديها طاقة محدودة ولا تستطيع مساعدة الذين لا يرغبون في مساعدة أنفسهم. رغم هذه الملاحظة السلبية التي انتهى بها اللقاء فقد تقرر أن يتصل الرئيس بالملك فهد ليجس نبضه.
غادر باول وتشيني كامب ديفيد تقريباً في وقت الغداء. توقف تشيني في مكتبه في البنتاغون، حيث كان بعض مساعديه يحومون متلهفين إلى سماع ما حدث. "ما الذين تريدونه؟" قالها نصف مازحٍ ورافضاً إعطاء أي تفاصيل، وجمع رزمة من الأوراق وذهب إلى بيته. سكاوكروفت بقي في كامب ديفيد مع الرئيس ويتصل مع الملك السعودي قائلاً إن الوقت قد حان لبعض الضغط، وأخبر الملك أيضاً بأن صدام يحشد القوات قرب حدوده. وعلى السعوديين أن يتصرفوا. قال فهد بأن السعودية ليست بحاجة لقوات برية لحماية نفسها، السعوديون بحاجة فقط إلى القوة الجوية وربما بعض المعدات. وقال أيضاً بأن الأمير بندر نقل له شروحات اليوم السابق من البنتاغون و "فهمت بأنك تنوي إرسال فريق لإطلاعي على الصور العليا (من الأقمار الصناعية) وعلى قدراتك لتساعدنا في حماية أنفسنا"، سأل فهد بوش: "اين فريق الاطلاع هذا الذي سترسله؟". لم تكن لدى بوش أدنى فكرة عما كان الملك يتحدث عنه ولم يعرف أي شيء عن مثل هذه الخطة ولم تتم مناقشتها مع أي من مستشاريه. قال الرئيس"أنا لم أكن أعلم بأنك تتوقع هذه المجموعة، لكنّا نكون وحدة". وافق فهد وقال بأنه يريد فريقاً فنياً عادي المستوى أو فريق إدارة، بعد ذلك أدرك بوش وسكاوكروفت بأن فكرة الفريق ما اتفق عليه الملك وبوش، ولم يكن واضحاً ما نوع الفريق الذي يكون أفضل. من يرسل؟ ولأي غرض بالضبط؟ ومتى؟ وتبعت ذلك مجموعة من مكالمات التلفونات عندما قام بوش وبيكر وسكاوكروفت بالتشاور مع بعضهم البعض حول الإمكانيات. أجاب تشيني بأن كل ما عرضه على بندر قبل يوم كان فريق تنسيق بحيث تصل القوات الأمريكية إلى المواقع الصحيحة ان تم استدعاؤها. اعتقد بندر أن أشار إلى سكاوكروفت بفكرة الفريق، لكن سكاوكروفت لم يتذكر ذلك، فقال بوش لسكاوكروفت"أريد عمل ذلك، أريد عمل ذلك بمحاولة كبرى، أريد إرسال أحدهم شخصياً يجب أن يكون واضحاً أنهم لن يرجعوا دون أن يحققوا أي قرارات". أراد الرئيس أن يستخدم الفريق ليزيد الضغط على الملك فهد. طرح بوش إمكانية إرسال سكاوكروفت؛ فشخص ذو مستوى منخفض سيترك السعوديين في وضع مريح ولن يتخذوا أي قرار، لكن سكاوكروفت، أو شخصاً رفيع المستوى، أو فريقاً ذا رؤية واضحة سيجعل من الصعب على الملك فهد أن يحاول التسويف أو نقل يقول لا. لقد قرروا بأن عليهم أن يرسلوا للملك عرضاً لا يمكن له أن يرفضه. استمر بوش في نشاطاته الدبلوماسية الشخصية. فتحدث مع الرئيس التركي تورغت أوزال، ورئيس الوزراء الكندي بريان ميلروني، وهما عبرا عن معارضتهما الشديدة لغزو صدام. وتحدث ايضاً مع الأمير الكويتي الشيخ جابر الأحمد الصباح، وهو قليل الكلام، ترأس العائلة الكويتية الحاكمة مذ 1978م. أمير فر بالسيارة إلى السعودية قبل دقائق من وصول جند العراق الغزاة إلى قصره لأخذه كسجين أو قتله. كان بوش متعاطفاً مع الأمير مؤيداً له. وأقسم للأمير الكويتي المنفي أن الولايات المتحدة تساعد لاسترجاع بلاده وأن يعود إلى السلطة. عندما سمع باول عن محادثة بوش وفهد فيما يتعلق بـ"الفريق"، اعتقد فوراً أن لبندر يداً في هذا. لابد أن الأمير كان يعمل شيئاً ما وراء ظهورهم، فرغبة بوش في المساعدة واقتراح تشيني بأن يًستخدم شوارزكوف لتنسيق عملية ممكنة تم تحويلها إلى "فريق" لعمل إيجاز للملك. وأطلق باول على ذلك "ارتباك متلائم" فقد قام مرة أخرى بكل ذكاء بجعل دولتين تتصافحان. ولم يعد السؤال القائم أمام بوش الآن: من يرسلوا؟ بل ما الذي يعرضونه على فهد بالضبط؟ الملك أعلن عدم رغبته قبول قوات برية أميركية جزء رئيس في خطة عمليات شوارزكوف 90ـ 1002 قلقاً من إمكانية فشل مسألة "الفريق". أجرى سلسلة محادثات مع بندر وقال له أن الفريق إن لم يحقق أي نتائج، فإن الرئيس يرسل مسؤول دولة أو دفاع عادي المستوى لكن إذا أتيحت لها فرصة النجاح وإذا استطاع المسؤول الأميركي أن يقنع الملك أو درجة الاختلاف، فإن بوش يرسل شخصاً رفيع المستوى مثله، أو تشيني. وفي نفس الوقت أراد أن يعرف إذا كان ممكناً للملك أن يوافق على قبول القوات الأميركية قبل أن يختار الرئيس أحداً لإرساله، وبمعنى آخر، هل باستطاعتهم التأكد من أنها صفقة منتهية قبل أن يرسل الرئيس رجله؟. قال بندر بأن الملك ليس مستعداً بعد، وإن نقاشات حادة تدور الآن في العائلة، إنه نفسه يغادر إلى السعودية ذلك المساء للانضمام إليهم ويدلي بحجته لقبول القوات الأميركية. ووعد بأنه بعد أن يصل إلى المملكة وبعد أن يتحدث مع الملك، فإنه يتصل مع سكاوكروفت. أثناء ذلك، قرر بوش بأن تشيني يجب أن يرأس الفريق إذا كان السعوديون يقبلونه. كان رفيع المستوى ليعمل كممثل شخصي للرئيس. كوزير دفاع يستطيع أن يتحدث بكامل سلطته في الأُمور العسكرية. نحو الساعة 3 زوالا، أتصل سكاوكروفت مع تشيني في بيته وشرح له كيف أن النقاش المبكر لبندر صيغ وسعه بندر إلى فكرة فريق. لكن هذا يمكن أن يساعد على إجبار الملك، والرئيس يريدك أن ترأس الفريق. كان ثمت، على أي حال، بعض الشك في الخطة حول ما إذا كان الملك يقبل شخصاً ذا مكانة رفيعة مثل تشيني. حيث إن مثل هذا الأمر يجعل من المستحيل للملك أن يرفض وقد يساعد صدام في إجبار السعودية على القبول، ذلك باستمرار الحشد على الحدود، ويرفضه تزويد السعوديين تفسيراً لنواياه؛ فإن صمت صدام كان يخيف السعوديين حتى الموت. بعد ساعة استدعى تشيني الناطق باسمه بيت ويليامز الذي كان في بيته ينظف سيارته. وأخبره أن يحزم حقائبه لأنهم يذهبون إلى السعودية في اليوم التالي. قال تشيني"لست متأكداً من أننا سنذهب، لكن الأمر يبدو كذلك وسنعرف بالتأكيد الساعة العاشرة صبيحة الغد". وصل شوارزكوف من فلوريدا مرة أخرى إلى مكتب الوزير، وبينما هم ينتظرون كلمة من السعوديين، جاء سكاوكروفت إلى البنتاغون، وكان تشيني الذي أكمل دراسته عن العراق قد دعا مجموعة من الخبراء لاجتماع ضم مسؤول الاستخبارات لوكالة الاستخبارات الدفاعية، بات لانغ، والسفير السابق للولايات المتحدة في العراق ديفيد نيوتن وخبيرين آخرين. ركز لانغ على القدرات العسكرية العراقية بينما تحدث نيوتن عن الوضع الداخلي في العراق، قال لانغ: إذا أخبرك شخص بأن العراقيين غير قادرين فلا تصدق، فهم قساة مثل جهنم، باستطاعتهم الوصول إلى الظهران "على شاطيء الخليج السعودي). صدام لايخدع ولديه الكثير من المعدات العسكرية الحديثة. قال تشيني بأنه يريد أن يعرف كيف العراق وكيف صدام أريد أن أعرف كيف يبدو هذا من الجانب العراقي. تحدث السفير نيوتن لمدة 30 دقيقة. فلقد خدم في العراق بين 1984ـ 1988م، وعرف الكثير عن العراق، ومدرك بأن تشيني وصانعي السياسة الآخرين في أميركا تنقصهم التقارير المباشرة عن عملية صنع القرار لدى صدام. كان للاستخبارات الأميركية مصدر واحد في الدائرة الداخلية لصدام، لكنه لم يكن يحضر الاجتماعات المنتظمة لمستشاري صدام. لم تكن هناك معرفة حقيقية من الداخل. فاجأ الغزو نيوتن، وعندما قال قادة عرب آخرون بشكل صريح كالملك حسين ومبارك: نظر، لقد أخبرنا صدام بأنه لن يفعل ذلك، كان هناك سبب جيد لتصديقهم. وأن العرب لهم ما يشبه "نادي خاص برؤساء الدول" ويشترط على أعضائه أن يصدق كل منهم أي بيان شخصي يطلقه أي واحد منهم بشكل مطلق. استنتج نيوتن أن تجميع القوات العراقية عند الحدود السعودية"دبلوماسية إكراه"، والآن قلق من أن الولايات المتحدة تقع فريسة "لأعراض الرجل العاقل"، وهذا الاصطلاح يشير إلى الميل لاعتبار القادة الأجانب على أنهم"رجال عقلاء" ويتخذون قرارهم بعقلانية، لكن في عملية الرجل الواحد هذه ليست الطريقة الصحيحة للقيام بالتنبؤات. وأخبر نيوتن تشيني أن صدام"صلب وقاسي وعنيد وذكي ومتوحش أحياناً!، ومعتاد على تحقيق ما يريد. وتاريخه السياسي يؤكد رغبته الشديدة في البقاء بالسلطة، هو لايحتمل المعارضة السياسية وقاوم كثيراً من معارضيه!". ومع ذلك فإن نيوتن يقف مع الرأي القائل بأن بعض القصص عن إعدامات صدام كان مبالغاً فيها. قال نيوتن أنه بما أن معظم العراقيين يعتقدون أن الكويت جزء من العراق، فإن سياسة حطم ثم احتل التي اتبعها صدام تلقى قبولاً شعبياً لكن على أي حال الرأي العام لايقر ما فعله صدام وأن صدام يؤمن بالاستخدام العملي للقوة، وأنه لا يبالي بمشاعر الآخرين ويبرر أعمله على أنها خدمة للهدف الأسمى للدولة العراقية، ويفعل كل ذلك بهدوء أعصاب. ربما يكون العراق منهكاً بسبب الحرب وراغباً في نوع من السلام، وربما يكون الجيش مليئاً بالمكلفين الذين خدموا عشر سنوات ويريدون العودة إلى بيوتهم، ورغم ذلك فإن الجيش العراقي خصم عنيد. قال نيوتن الذي التقى 4 مرات صدام"إن صدام يعتقد بأنه أقوى من الولايات المتحدة وإنه لايحترم الديمقراطيات". وأخبر الخبراء تشيني وسكاوكروفت بأن صدام لم تكن عنده (عقدة مسادا)، ولم يكن انتحارياً، فهدفه كان القوة، وكانت لديه المهارة والمرونة اللتان يتميز بهما شخص يرغب في مضاعفة قوته. اتصل سكاوكروفت مع بندر الذي كان قد عاد إلى السعودية. كان مستشار الأمن القومي يشعر بضرورة نجاح إرسال فريق رفيع المستوى إلى هناك، فإنه إن فشل يكون ذلك بمثابة دعوة لصدام ليغزو ويظهر بشكل قاطع لصدام أن الولايات المتحدة والسعودية ليستا متفقتين وأن السعوديين لايريدون مظلة حماية أميركية. وعند الظهيرة اتصل بندر بسكاوكروفت وأخبره أن الملك لن يقبل بشخص في مستوى تشيني. كان الملك يريد شخصاً أقل مستوى إذ أن ذلك يسهل من قول لا، وهذا بالضبط ما خشية سكاوكروفت. وعلى أي حال قرر بوش إرسال شخص، ووقع الاختيار على شوارزكوف. وبما أن الجنرال كان سيرأس فريقاً وليس مجرد عضو في بعثة تشيني فعليه أن يعود إلى فلويدا للمرة الثالثة خلال 4 أيام، ويقوم بتجهيز فريقه من المختصين والمخططين ويطير بهم من هناك إلى السعودية على متن طائرته الخاصة. أظهرت المعلومات الواردة أن صدام لم يسحب قواته من الكويت، بل دفع المزيد إلى هناك. وفي السعودية أخبر بندر بأن الملك طلب من فريق استطلاع سعودي أن يعبروا الحدود إلى الكويت ليروا إن كان باستطاعتهم رؤية القوات العراقية التي قال عنها بندر. ورجع الاستطلاع ولم يبلغوا عن أي شيء من هذا القبيل، فلم يكن هناك أثر للقوات التي يُزعم أنها متوجهة نحو المملكة. وكد بندر للملك مرةً أخرى بأنه قد شاهد تلك الصور. وتوسع النزاع بين مستشاري الملك، وحامت شكوك كثيرة وقال بندر أن على الملك أن يرى تلك الصور بنفسه. وقال بندر أن المنطق يدعو لإعطاء موافقة لقدوم الفريق الأميركي ليقدم شروحاته وتوضيحاته وأنه من الأفضل أن يكون برئاسة تشيني وليس أحد أقل منه مستوى. ووافق الملك في النهاية. واتصل بندر بسكاوكروفت وقال له ان بعثة تشيني قد ووفق عليها وقال: "أخبره بأن يحضر". سر سكاوكروفت، لكنه تحير من تغير مزاج السعوديين بتلك السرعة. وشعر بندر بأن سكاوكروفت أصيب بالفزع ذلك أن الإعداد لمثل هذه البعثة يأخذ وقتاً، ويحتاج لفترة أخذ وعطاء. اتفق الاثنان أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الملك قد أعطى قراره بقبول القوات الأميركية في بلده، ولايستطيع بندر أن يقدم أي ضمانات بهذا الشأن. لكن سكاوكروفت شعر في نهاية الحديث أنه لابد من المخاطرة وإرسال تشيني. ووافق الرئيس على ذلك. واتصل سكاوكروفت بتشيني مرةً اخرى قائلاً: "لقد قبلوا بك، سوف تذهب" وقت المغادرة الساعة 2:30 بعد ظهر ذلك اليوم، كان سيصحب تشيني كل من غيتس وشوارزكوف وستة آخرون. قبل أن يغادر اتصل تشيني بالرئيس الذي كان مازال في كامب ديفيد. لم يكن هناك وقت لإعطاء أوامر رسمية مكتوبة فقام الرئيس بتلخيص المهمة شفوياً. قال: عليك أن تجعل الملك يوافق على قبول القوات الأميركية، ويقوم بدعوتها إلى بلده، أقنعه بذلك، وأثبت له أن الإدارة الأميركية تلتزم بالدفاع عن السعودية ولن تخذلها. وإن وافق فسيرسل بوش جيشاً كبيراً يبقى المدة الضرورية لكنها لن تكون أطول مما يريده السعوديون. لم يعرف باول بأن تشيني توجه إلى السعودية إلاّ عندما كانت طائرته في الجو متجهةً هناك. وعندما استعاد أحداث الأيام الماضية في ذهنه، لم يستطع باول أن يحدد بالضبط متى قام الرئيس باتخاذ قرار النشر الشامل. لم يكن أمام الرئيس ورقة تبين القرار أو تحتوي على عدة خيارات لينتقي منها الشيء الوحيد الواضح فهو أن الرئيس بوش كان متهماً عاطفي عميق بمصير السعودية. شعر باول بأنه لعب دوره المناسب في الإصرار على عمل الشيء الصحيح القوات البرية والقوة الجوية، وخطة عمليات 90ـ 1002، شوارزكوف في طريقه إلى السعودية مع تشيني مع نسخة من TNO2 التي تظهر إنتشار 250 ألف عسكري، وطيارين، وبحارة. ذلك المساء كان باول يراقب CNN تعرض رجوع بوش من كامب ديفيد ونزوله من طائراته في فناء البيت الأبيض. توجه بوش نحو الميكروفونات للتعليق على النشاط الدبلوماسي والمقصود به المحادثات مع قادة تركيا واليابان وكندا وفرنسا وألمانيا. ومع أمير الكويت المخلوع. وقال الرئيس"الظاهر الآن أن لاأحد يبدو مستعداً لقبول أي شيء أقل من انسحاب شامل للقوات العراقية من الكويت، وبدون نظام (دمية) يوالي العراق". سأله أحد الصحافيين "هل ستتحرك عسكرياً؟". أجاب والغضب باد عليه: لن أناقش معك ماهية خياري، لكنه واسع جداً، أؤكد لك ذلك. لقد كذب العراق مرة أخرى: قال بأنه ينسحب اليوم، لكن ليس لدينا دليل على ذلك، وعندما أصر عليه الصحفيون أجاب بوش بحدة إنتظر فقط، راقب وستعلم. قال مشيراً بأصبعه وقد بدا عليه التوتر، أنا أنظر بجدية وتصميم للرد على الاعتداء على الكويت. قال باول لنفسه: آه! ان الرئيس الآن وبشكل واضح قد وضع هدفاً جديداً ليس فقط لردع هجوم عن السعودية والدفاع عنها ولكن للقيام بغزو معاكس لغزو الكويت ايضاً. أصيب باول بالصدمة لأنه لم تتم استشارته. هو لم يتحدث إلى بوش منذ اجتماع كامب ديفيد في الصباح السابق. صحيح أن بوش قال في اليوم الأول بعد الغزو بأنه يريد أن يعكس الغزو، لكن ذلك لم يتبلور بعد، الآن ها هو إعلان شخصي وعاطفي. لقد شاهد باول كثيراً من الرؤساء ينزلون من الطائرات ويتكلمون من غير تفكير هكذا. أحياناً كانت صدفة وأحياناً كانت مقصودة، ربما أن بيكر أو سكاوكروفت أو تشيني أو شخص ما قد نصح أو أوصى بذلك. وربما يكون شيء قد أطال الرئيس التفكير فيه. ولكن باول يعرف بالتأكيد أنه لم يكن جزءاً من ذلك. فلم يكن هناك اجتماع لمجلس الأمن القومي أو أي نقاش. ولم يستطع رئيس هيئة الأركان أن يفهم لماذا قام الرئيس بوضع هذه الدلالة الجديدة مغيراً بشكل راديكالي تعريف النجاح. هناك شيء واحد لإيقاف إيقاف صدام عن الذهاب إلى بلاد أخرى مثل السعودية؛ شيء آخر كبير عكس غزو تمَّ إنجازه، بالتعبير العسكري الأمر مختلف كالليل والنهار. وأخبر شوارزكوف بوش بأن الامر يستغرق 8ـ 12 شهراً لبناء قوات أميركية كافية لإخراج صدام من الكويت. وعكس الغزو أصعب المهام العسكرية التي يمكن تخيلها. ولم يعط باول الرجل العسكري رقم واحد أي فرصة ليعرض تقييمه وهذه العبارة القاضية كان أكثر مما توقع باول من بوش. تعجب باول من التغير الكبير الذي حصل مع بوش في ثلاثة أيام، باول بدا وكأن الرئيس لديه 6 مسدسات في كلتا يديه ويطلق النار بسرعة. ذهب باول إلى البيت الأبيض ذلك المساء لاجتماع مجلس الأمن القومي حيث رأى بوش بنفس تصميمه المعهود غاضباً مصمماً، وتقرر إن حصل تشيني على الموافقة، فإن الرئيس يذهب إلى السعودية. حاول بوش أن يكيف تعليقاته ونصائحه لما تم تقديمه بشكل واضح. وفي الاجتماع أوضح أربع نقاط:
ـ صدام لايريد، ولايستطيع تحمل حرب مع الولايات المتحدة، صدام قاس لكنه لم يكن لاعقلانياً، هو يفهم أنه يخوض معركة حاسمة واسعة النطاق مع القوة العظمى أميركا. على أي حال كان مهاً جعل صدام يعتقد بأنه يريد حرباً مع الولايات المتحدة، وعليه إحضار قوات من هناك.
ـ وكما قال من قبل، يجب إرسال قوة كافية، لا دفاعاً مزيفاً، ولا ردعاً مزيفاً، خطة عمليات 90ـ 1002 تضمن سيطرة على الجو والبحر، القوات الأرضية يجب أن تتضمن فرقاً ثقيلة لتكون ردعاً جديراً بالثقة، وقوة مقاتلة أيضاً.
ـ قوة رمزية عناصر الفرقة 82 الجاهزة إرسالها فوراً كإظهار للالتزام.
ـ عملية الانتشار تكون ظاهرة كي يراها صدام ويعرف أن أي هجوم على السعودية سيضعه في مواجهة مع الأميركيين.
ـ بدا بوش كأنه معجب بنقاط باول، لايعارضها. قال إنه ينفذ أي شيء يتطلبه الأمر. شعر باول أن التقارير من وكالات الاستخبارات أصبحت أكثر هستيرية، وعندما كانت تظهر قلقاً أكثر، كان يجد نفسه أقل قلقاً. شعر باول أن صدام كان يقامر!، يظن أنه يفلت بالكويت، فكرة تستحق المقامرة. الكويت التي كانت هدفه صغيرة غير ذات شعبية بعيدة عن البال في المنطقة، وغناها كان سبباً في استياء العرب الذين لايملكون شيئاً. كان صدام يعرف أن السعودية مسألة أخرى تماماً، الهجوم على السعودية يكون تجاوزاً واعتداء مباشراً على الغرب المعتمد نفطياً على المنطقة.
وأدرك بيكر مثل باول أن جدلاً حول الانتشار وفوق ذلك لم يكن هناك نقاش حول مستوى القوة. عملية الانتشار قررها بوش، ومستوى القوة أقرته خطة عمليات 90ـ 1002. بيكر يحب كلّ المشاكل بالمفاوضات، وعقد الصفقات. كان جيداً في طريق المفاوضات وعقد الصفقات، حسن مفاوضات الحرب الباردة، تمنى أن يكون هناك فرصة لاستخدام الدبلوماسية في هذه الأزمة الجديدة. فيما بعد عبر عن قلقه للعديد من مساعديه المقربين بأن البيت الأبيض كان متسرعاً لايفكر فيما يفعل، فالسعودية مصلحة أمنية وقومية حيوية. والمعلومات أظهرت بأنها مهددة. لكن بيكر عرف عن خطة تحريك القوات وعن وصول الآلاف الأولى منها، وله تحفظات شديدة قال"هؤلاء الشباب يمكن أن يُقتلوا إن هجم صدام.

وفي طريق تشيني إلى الولايات المتحدة بعد أن عرج على الإسكندرية لمقابلة الفرعون مبارك المخلوع، هبط في المغرب الأقصى لمقابلة الراحل الحسن الثاني بناء على طلب بوش الأب، الحسن استحسن من فوره لإرسال قواته إلى أرض أسلافه العلويين في ينبع شبه جزيرة العرب بعد تفاصيل الاتفاق مع نظيره فهد ووزير الدفاع الأميركي.

المعمر Kolonist العقيد Kolonel القذافي كالقذى في العين (قذافي Defamatory= نابي ناتىء!) أول من يصل إلى القاهرة..

*** *** ***

(*) حَفِيظ Seriate Preserved= مقابر البعث السرية الجماعية تشخيص عراقي- سوري مشترك:

http://www.youtube.com/watch?v=5Wsp52De-6k

#صوفيا_يحيا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات