أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طلال قاسم - المرأة بين المفهوم والواقع ( ناقصات عقل )














المزيد.....

المرأة بين المفهوم والواقع ( ناقصات عقل )


طلال قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 01:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


" النساء ناقصات عقل ودين "

مثل هذه العبارة المحمدية والاسلامية الطراز، التي ما تزال حتى اليوم تتربع على عقول وسلوكيات الكثير من المسلمين بكل قداسة ووقار، وتثير الكثير من الجدل بين جميع الأوساط والتيارات المختلفة ما بين القبول والرفض والتشكيك، لا شك بأنها عبارة تحمل رنين من نوع قوي يطرب البعض من الرجال المتمصلحين بمثل هذه العبارة التي تمنحه شعوراً بالفوقية والسيادة على المرأة، وتبرير كل أخطاءه أو مصالحه أو زلات المرأة من خلال هذه العبارة المقدسة التي لا تجرأ الكثير من النساء نقضها أو رفضها أو عدم التسليم بها، بينما يكون رنين هذه العبارة مزعجاً بالنسبة لتلك الأطراف المتحررة التي وجدتها مسيئة ومحتقرة للمرأة ومهينة إلى ذلك الحد الذي تحط من قيمتها كإنسان كامل العقل وسوي الحياة كالرجل تماماً.
وما أريد أن أقوله هو أني أقف مع كل طرف يريد نفض كل غبار التاريخ الذي وقف في وجه المرأة وكمالها الإنساني السوي, حيث أن واقع اليوم يثبت بكل ما لا يدعو للشك انهزام بل وسخافة مثل هذه العبارات الجلفة في حق المرأة، حيث نشهد اليوم أن المرأة في غالب بلدان العالم المتقدم بشكل خاص برعت ونجحت بشكل فاتن ومثير للدهشة في مختلف المجالات الإنسانية، كانت العلمية أو الفكرية أو السياسية وحتى الجسمانية والرياضية، حيث نجد اليوم من النساء من هن في مراكز عالية على صعيد السياسة كالرئيسات والوزيرات والقاضيات والقياديات وكل مرتبة هامة لا يصلها إلا ذو عقل كامل وجدير بالثقة، وفي مجال العلوم نجد الكثير من العالمات والمخترعات والرياضيات والفيزيائيات والطبيبات ورائدات الفضاء، بل ونجد منهن من بلغن بعبقريتهن العلمية ما يفوق قدرة الكثير من الرجال ممن يحملون راية " نقص عقل المرأة "، وعلى صعيد الرياضة الجسمانية والبدنية نجد المرأة تتصدر الكثير من البطولات العضلية والجسمية والذهنية على حداً سواء، إنه لا يمكن إحصاء النساء العظيمات الأحياء منهن والأموات، في الماضي والحاضر، لا يمكن حصر كل ذلك دون أن نصل إلى نتيجة دلالية بسيطة مفادها أن المرأة اليوم أثبتت أنها ليست ناقصة لا عقل ولا هرمونات ولا بطيخ، وليست ناقصة إرادة قوية تجعلها جديرة بالحياة وبعيش الحياة كإنسان كامل بل وينافس الرجل في تفوقه، ذلك الرجل المتعجرف تحديداً الذي ملئ الحياة بصراخة واستبساله في الدفاع عن مثل هذه العبارات أو الشعارات المحقرة للمرأة إما بسبب ولاءه الأعمى لتراثه البدائي أو بسبب مصلحته التي تمنحه تلك الفوقية التي تشعره بنوع من الرضى وتمنحه كل أشكال السيادة الذكورية على المرأة، هذا الكائن الفاتن والكامل الإنسانية.
ولا أنسى أن أشير أخيراً إلى أنه قد تكون مثل هذه الأحاديث عن محمد نبي الإسلام صحيحة، لكنها بالمقابل قيلت في زمن ربما كان يحمل قول ذلك حكمةً ما أو شأناً ما في عقل محمد، أو في نساء ذلك الزمان الواتي كن غارقات بالبداوة والتبعية العمياء والمستسلمة للرجل، وتفاصيل حياتيه بسيطة ومتخلفة لا يمكن أن تمس للذكاء والعبقرية بصلة، أي أن النظرة العامة للمرأة في ذلك الزمن كانت بهذا الشكل بحكم البيئة الجلفة والبسيطة لأن تخلق المرأة في تلك المجتمعات بهذا الحال أو بمثل هذه الرؤية .. لكن هذا لا يعني أن يتحول هذا الكلام من لسان محمد أيأ كان سببه إلى تشريع ودين ورؤية مطلقة تستمر حتى يومنا هذا .. لان واقع اليوم ينفي وينقض مثل هذا المنطق، ونساء اليوم بكل الإنجازات التي تفوق أحياناً إنجازات الكثير من الرجال أنفسهم.. كل هذا ينسف جذر هذا المنطق وكل منطق بدائي شبيه به.




#طلال_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان بين الحضور والغياب الميتافيزيقي
- صراخنا وصلواتنا دليل شعورنا بالعزلة
- السوبر منتظر وسيكولوجيا القهر


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طلال قاسم - المرأة بين المفهوم والواقع ( ناقصات عقل )