أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرياد إبراهيم - الصّومُ ..أعَادَةٌ أوْ عِبَادَة؟














المزيد.....

الصّومُ ..أعَادَةٌ أوْ عِبَادَة؟


فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 18:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لا ادري كم هم الذين يؤدون الفرائض ومنها الصيام محضا خالصا لوجه الدين لا لوجه الدنيا؟ لا أشك ان هناك من هم فعلا من هذا الصنف الديني ، ولكن هناك من يتّخذ من الدّين ستارا لتحقيق مأربه الشخصي ، فيسلك أسهل السبل لكسب ثقة الناس، فيفعل ما يروق له سرّا وما يروقُ لهم جَهارا.ومنهم من اتّخذ من الدين سُلّما الى الدّنيا فكان مرائيا مكّارا.الرعيّة على دين راعيهم ، والرّاعي يرقد مع الجواري ليلا ويصوم ويصلي امام الملأ نهارا.
يستمد من عزة الخالق عزة له ، الويلَ ، فمن يخرج عن طاعته كمن خَرج عن طاعته ، أرجُموهم بالحِجَارة وفي الآخرة يُحشَرون كُفّارا.
وكثر ما كان خطباء الجوامع او ورجال الكنائس والصوامع خَدَمَة واليَدَ اليمنى للقادة ما دامت الغاية واحدة : ترويض العامة وترغيبه وترهيبه ، ومن لا يتّبع طريق الهِداية التي وصفها الراعي كمن لا يتبع طريق الهَديِ التي وضعها الآله الرباني ، فلهم خزيٌ في الحياة الدنيا والآخرة، افرضوا عليهم حصارا ولسوف يُحشرون كفارا.
الدين عادة اجتماعية ، وفي الصوم عادة اكثر منها عبادة ، ابرز مثل على ذلك: هو أنه حتى غير الصائم يَرشّ الأرض تحت قدميه رشّا ويرشق حواليه بالرذاذ المُنقض للصيام رشقا لا بالحجارة لكن ببِصاق النِّفاق، فلو امتنع الرجل عن القيام بواجباته الدينية فلم يلق من الجماعة الا نفورا واستنكارا.
ولو لم تصنع زوجته صنيعه فَسيُقالُ عن الأسرة في المحافل الأجتماعية والمجالس: فامّا الرّجل فمؤمن خيّر ورِع ، وامّا الزوجة فلا تخاف الله ، مذنبة، مكّارة .
امّا الموظف في الدائرة فيحذو حذو سيّده لا محالة ، وألا لما حاز على رضاه فيحرم من الإمتيازات –الخاصة- حتى ولو كان يفوق كل المؤمنين الصائمين – لو كان ربّ العمل صائما – مهارة.!
ليسوا قلة أولاء الذين يصومون ويصلّون خوفا وخجلا من البشر لا من الرّب الذي سلّط عليهم في الصيف الملتهب جوعا وضمئا، فزادهمُ على النّارِ نارا.
والاطفال ، وأسوة برفاق العابهم ولهوهم البرئ، (يكخكخون ) : كخ ..كخ ..كخ ..كخ...في الشوارع والمدارس والبيوت ، فبالصيام يتظاهرون ، اي انهم لا يبلعون (البلغم) ولا المُخاط امام العامة خشية ان يراهم اولياء امورهم او معلميهم فينتقص قدرهم في عيونِهم ، وعيون الصبية الصائمين حقا ، وذويهم واولاد الحارة .
اما البورجوازيون المثرون ، أولي الاصول ، ، ابناء الاشراف ، كما يدعون ، والذين باجدادهم ومآثرهم يتباهون ، فلو سألت هؤلاء هل انتم صائمون؟ فيجيبك احدهم : هكذا وجدنا اباءنا واجدادنا الكرام يفعلون، يصومون رمضان كاملا بلا نقصان أوزيادة. وكأن الصيام (شرّ لابد) منه فيلقي بالتبعية على اسلافه استخفافا واستكبارا.
وهناك الرجل الشيوعيى الذي لعنه الناس الغنيّ الشحيح الذي لا (يبضّ حَجَرُه) كما يقول المثل، مالك افخم قصر في حارتنا آنذاك، فكاد ان يصيب تجارته الكساد الماحق وأبلغ الخسارة، لولا ان اتخذ له سبيل النجاة منفذا فتدارك وتدبّر بعقله ورأيه السديد فاشترى حصيرة للصلاة وألقاها على كتفه ، وارتدى جلبابا طويلا بيضاء اللون سالكا سبيل الصحابة ، وامسك في يده مسبحة اطول من مسبحة الامام والسيد والشيخ والحاج وأبي، وطفق يتمتم بأدعية وتلاوة آيات طوالا وقصارا ، رافعا صوته درجات كلما مر باب دار او التقى احدا من اهل الحارة .
واتّخذ سبيله نحو المسجد مرارا، وجهر بصوته الغليظ ب (لا اله الا الله ) في الأزقّة والطرقات جَهارا.ولو جاء احدهم في اي وقت يدقّ باب منزله طلع ابنه البكر عليه لينبأه بالنبأ العظيم : ابي الحاجّ يؤدي صلاته ، العفو العفو، هلا تفضلتم وعُدتم في وقت لاحق ، أثابكم الله، وكان يكرّر فعلته وقولته هاتين حتى ولو جئته بعد منتصف الليل في زيارة. وبمرور الزمن زادت ثقة الناس به فربحت تجارته وازدهرت ازدهارا.
والشاب العاشق بدوره اتخذ من الدين وسيلة ، عريسا طالبا لعروسة، كان ردحا طويلا من الزمن محتارا . فَطَنَ اخيرا الى تكتيك الحاج التاجر فسخّر اسلوبه ، مسلكا سهلا مضمونا مختصرا فشق له طريقه الى قلب والد فتاة احلامه ، وهوالرجل التقي النقي المحافظ المتشدد جدا ، فصلى في المصلى امام عينيه مَثنى وثلاث ورُباع وخُماس وسُداد وسُباع وثُمان وتُساع وعشار حتى كلّت ركبتاه وقدماه، وحرص حرصا شديدا على ان يكون اول الوافدين الى صلوات الجماعة مع ابيه في مرأى ومسمع من ابي الفتاة الجّارة ، فلم ينافسه في فنّ الرياء والتكلف سوى الحاج الثري، بيد ان صاحبنا لم يكن ملحدا ولم يملك متجرا ولم يعمل في التجارة. تجارته عروسته ، ولم يبغِ وراء جهده المبذول وسعيه المشكور ربحا ولا خُسارة. ولم يكتف صاحبنا بهذا بل جاوزها فصام بدل الشهر شهرين، والثاني علاوة ، فنال بذلك رضا الوالد ، وفاز أخيرا بعروسته الجميلة بجَسارة وجَدارة ومَهَارَة .

فرياد إبراهيم ( سورانى )

3 – 8 - 2013



#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الغادرة
- وا دكتوراه ..!!
- أقوال وحِكم فريدة
- السّعودية بعد العِراق وسُوريا
- الدولة العِبرِيّة مع الدّولة الكُردية
- لمَاذا لايتعّلم العَرَب لغة الشّعوبِ المُجاوِرة ؟
- ( به رواس حُسينْ) غنّت بِلغَتين وأربَع لهْجَات
- رِجَال دين أو أفاعِي هرمة؟
- فكَذبُوه فَعَقَرُوها
- أنّ لكَ أنْ لا تَجُوعَ فِيهَا ولا تَعْرَى
- سوبر أبو جَاسم لر
- قادة كوردستان والنرجسية الإنتهازية
- إسْتِهدَاف السِّفارات الأجنَبِيّة جَهَالة و (جاهلية)
- القادة يسرقون والمواطنون يصفقون
- فدَمْدَم عَليْهُم رَبّهم بذنْبهم فَسَوّاهَا
- إنْحَر..إنْحَر..إنحَر بِِأمْر مِن الرّحْمن
- ضَاعَت فُلوسُك يَا حَاجّ
- ألفاتِحَة الأنكلِيزيّة
- لِماذا قتلَ مُحمّدٌ اليَهود والشّعَراء؟
- وأرْسَلنَاكُم ( فِتنَةً ) لِلعَالمِيْن


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرياد إبراهيم - الصّومُ ..أعَادَةٌ أوْ عِبَادَة؟